سير وأعلام

سلمان بن عبدالعزيز آل سعود من قبل ومن بعد!

Print Friendly, PDF & Email

سلمان بن عبدالعزيز آل سعود من قبل ومن بعد!

يقوم عماد الكتابة التاريخية على النقل من خلال الروايات الشفهية، والمكتوبة، والوثائق، مع تباين درجاتها في المحتوى قيمة ومقداراً، وفي عدالة الناقلين وضبطهم، ثمّ تعتمد هذه المعلومات على التفكير باستخراج المعنى الظاهر أو المكنون من المرويات، واستنطاق الوثائق، وتختلف معطيات التفكير بحسب أصول الروايات والوثائق، وتظافرها، ومعرفة سمات العصر وأهله، إضافة إلى القدرة على التحليل والغوص في أعماق الدلالة والإشارة.

ومع نفاسة هذين العملين من رواية ودراية وجلالة قدرهما، إلّا أن سوق الكلام المرسل بلا برهان ولا بينة ولا شاهد عيان، ونفخ الجمل والعبارات، والمبالغات التي لا تخلو من غلو وإيغال، والتمسك المتحجر بالفرضية قبل إثباتها، قد أفقدت التاريخ والسير والتراجم شيئًا من الحقيقة التي يستأهلها أصحابها، وأصبحت الدعوى العريضة سمة قسم من الأقوال والآراء لغايات هي أبعد ما تكون عن أمانة العلم، ولوازم التاريخ؛ فضاعت الحقائق أو كادت تحت مجهر الشك عند المتلقي، والشك العلمي مطلوب خلافًا للشك المرضي الذي فشا من جراء جناية التهويل، أو ظلم التهوين.

أقول ذلك بتهيّب قبل الشروع في الكتابة عن رجل من أعظم شخصيات هذا الزمان، هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه-، وأبرأ إلى الله العزيز ثمّ إلى مقامه الرفيع من سلوك سبيل من سبق، ومن مضمون ما سيأتي إن لم يكن على صواب في النقل أو النظر، علمًا أن المقام السامي أهل لدراسات علمية عليا عميقة ومتخصصة في التاريخ والإدارة والسياسة والفكر، حتى تُستجلى ملامح أساسية من سيرته الشخصية، ومسيرته في الحكم والقيادة، وركائزه الفكرية والثقافية، ومنطلقاته التاريخية، وتحقق أيضًا رغبة ملكية قديمة بتدوين السيرة الذاتية ونشرها، وما أصعب الكتابة عن العظماء وصنّاع التاريخ!

وغالب ما سأذكره في هذا المقال غير منشور فيما أعلم، وجميع الشواهد لها رواة أحياء شهود؛ بيد أني لم أذكرهم بالاسم تخفيفًا، ولأن ذلك يتطلّب الاستئذان الفردي منهم، وهو أمر سيطول بنا، وتداركه يسير غير عسير، خاصة أن هذا المقال سيصل إليهم جميعًا بإذن الله، ومن رغب منهم بإضافة اسمه في موضعه، فسوف أضيفه مباشرة؛ إذ إن مهارة الإضافة متوافرة، ومتوافر أضعافها من مهارات الحذف، والإضافة والحذف يصار إليهما بكلمة واحدة فقط تصلني عن بعد؛ فإن بي طاعة شامية!

والملك سلمان هو سابع ملوك المملكة العربية السعودية في عصرها الحديث، والخامس عشر منذ بداية الدولة السعودية الأولى عام (1139=1727م). وهو سادس إخوته الملوك، وسادس رئيس لمجلس الوزراء، وسادس وزير للدفاع، وسادس أمير للرياض وأطولهم مدة، وإمارته على مرحلتين، الأولى منهما خمس سنوات، والثانية خمسة عقود، وكلاهما في عهد خمسة ملوك من إخوته. كما أنه صاحب أبرز تغيير في تاريخ مجلس الوزراء السعودي إن بتجديد رئاسة المجلس، أو طرائق العمل فيه، أو فيما يخصّ الوزراء تعيينًا وإعفاءً، أو في الوزارات تجديدًا ودمجًا وتأسيسًا.

أما في باب التنظيمات والتشريعات فقد شهد عهد الملك سلمان تغييرات جذرية وتاريخية؛ ولا غرابة أن يكون ذلك الشأن كذلك؛ فالملك سلمان سيّد من سادات التنظيم والانضباط، وخبير بالتاريخ ومجرياته ومتطلبات المستقبل، وذو تأمل قديم أوجد القناعة الثابتة لديه بحتمية التغيير الرشيد، وحلول أوانه المناسب الذي لا محيد عنه، مع ضرورة فرض النظام وتمكينه بعد إقراره، وصولًا إلى هدف ترسيخ مفاهيم الدولة كاملة بلا تراخ أو استثناء؛ فتلك هي ثمرة القانون والتراتيب الإدارية، كي تستقيم الأمور شرعة ومنهاجًا.

ويذهب بي التعليل بالسمة التاريخية الراسخة لدى الملك سلمان إلى قصة أرويها بنفسي، إذ زرت مرة المؤرخ السوداني الراحل أ.د.عبدالعزيز بن عبدالغني حمدون، وهو أستاذ كبير في تاريخ شبه الجزيرة العربية والخليج العربي، وله طلبة سعوديون كثر، وآخرون من بقية دول المنطقة، وهم من مشاهير أساتيذ التاريخ المعاصر. وقد قال لي البروفيسور المؤرخ في تلك الزيارة: استدعيت من السودان إلى الرياض لمقابلة الأمير سلمان عام (1411=1991م)، فسافرت وأقمت على حساب الداعي معززًا مكرمًا.

ثمّ يكمل البروفيسور حكايته قائلًا: ذهبت للموعد؛ فلما دخلت على الأمير في مكتبه بحضور بعض أساتذة التاريخ من السعوديين الذين أعرفهم ويعرفونني -وسماهم لي- جرى بيني وبين الأمير سلمان حوار تاريخي علمي، وكان مما قاله لي الأمير سلمان بلطف -ما معناه-: نحن يا دكتور عبدالعزيز نقدر لك المنهج العلمي الذي تتبعه، والحدب الظاهر في البحث، والرجوع للمصادر الأصلية، والقدرة على التحليل، وإن لم نوافق على بعض المضمون والنتائج أحيانًا!

ويردف المؤرخ والأستاذ الأكاديمي حديثه لي قائلًا: أصدقك القول! لقد دخلت أول الزيارة على مكتب أمير حاكم مهاب، لكني خرجت من مجلس حكم عريق رفيع، ومجلس عالم مؤرخ مهيب في آنٍ واحد! وفيما بعد أخبرني أ.د.عبدالعزيز عبر رسالة هاتفية أنه مرشح لنيل جائزة الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات وبحوث تاريخ شبة الجزيرة العربية؛ ويبدو أن القدر قد سبق فحال دون ذلك، وكان المؤرخ المؤلف مبتهجًا بهذا الترشيح للجائزة الذي يعني فيما يعنيه التقدير والإنصاف.

إن تلكم الإحاطة والبصيرة التاريخية للملك سلمان جعلته أحد أكبر مراجع التاريخ المهمة والموثوقة، وعلى رأس هذا العلم فيما يخصّ بلادنا وتاريخنا، حتى جرت على ألسن عدة أشخاص من الملوك والأمراء والمؤرخين العرب والأجانب مقولة صادقة خلاصتها أن تاريخ الملك عبدالعزيز لا يحيط به أحد مثل الملك سلمان، وهو رأي تؤيده مداخلات الملك، ومقالاته، ومحاضراته المطبوعة عن تاريخ الدولة، وتاريخ المؤسسين الأوائل، أو مسترجعي الأمجاد ومؤسسي الدولة الحديثة، وأتصور أن الأمر أبعد من الاكتفاء بتدوين تاريخ أولئك الأماجد العظماء؛ إذ أدرك الملك المؤرخ المرامي والغايات التي كانت في نفوس أولئك البناة الأوائل، وهو إدراك دقيق المسلك بناء على ما حباه الله من بصائر في التاريخ والحياة، وتأمل في الحاضر والزمن الآتي.

ثمّ أصبح من تبعات الاهتمام بالتاريخ زيادة العناية الملكية بعلوم البلدان والإنسان، فلدى الملك سلمان معرفة بلدانية وإنسانية بادية إن في تسمية المواضع، أو تحديد المواقع، أو إدراك طبيعة المكان، وفهم طبائع أناسه، ومن ذلك أن المقام الكريم اصطحب معه بعد زيارة نهارية قديمة إلى الدرعية بعض الحضور من الخبراء بالمواقع للوقوف على أماكن ترتبط بنشأة الدولة وملك الأجداد، من باب المباحثة العلمية على أرض الواقع، ومنه أن حظيت المنطقة التاريخية في الرياض بعناية خاصة من لدن الملك الحاكم حتى أصبحت مقرًا حكوميًا فخمًا، وسوقًا تجارية كبرى، ومزارًا سياحيًا مقصودًا، ومعلمًا على تاريخ لا يُنسى.

ومما لا يخفى على متابع أن الملك سلمان يحتفي بأيّ كتابة مميزة عن تاريخ والده الملك المؤسس عبدالعزيز -رحمه الله-، وقد أشرف على الدارة التي تحمل اسم الملك الأب والجدّ، ويبدو أن المشروع التاريخي لدى الملك سلمان قد تجاوز ما تمناه المؤرخون بكتابة سيرة المؤسس إلى ما هو أشق منه وأشمل، وذلك بصناعة تاريخ جديد للمستقبل يضمن به الملك العميقة أغواره امتداد العراقة التليدة، وبقاء الاستقرار المتين، مع قراءة التاريخ القديم من محاور أغفلت سابقًا، أو لم يُفطن لها، وكلا الاتجاهين في هذا المشروع الضخم يصبان في خدمة سيرة الملك عبدالعزيز مؤسس الدولة الحديثة، وسيرة الإمام محمد بن سعود المؤسس الأول للدولة، وبل سيرة المجتمع بما ومن فيه.

هذا وإن الاقتراب من التاريخ يأخذني معه إلى عالم القراءة التي اشتهر بها الملك، وهو عالم محبب لدى زعماء وأمراء كثر حتى لا يظننّ أحد أن في الكلام تخصيصًا غير مراد. ومما ذكره الأمير محمد بن سلمان -ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء- في لقاء إعلامي أن والده الملك سلمان اعتاد على شراء نسخ من أيّ كتاب يلفت نظره، ثمّ يوزعها على أولاده وبعض من حوله، وربما ناقشهم في الفكرة والمحتوى لاحقًا، وقد روي لي هذا المنهج الملكي من قبل آخرين. ولأهمية القراءة والمكتبة في وجدان الملك سلمان، اختارت جامعة الملك سعود ببراعة إطلاق اسمه الكريم على مكتبتها الضخمة والمرجعية، وكانت بذلك سبّاقة لفعل ما يحبه أحد مؤازريها الكبار، ومالك إحدى المكتبات الشخصية الكبرى مثلما قال الأستاذ حمد القاضي في محاضرة له مطبوعة، وهي مكتبة زعيم عالمي متقدمة في الترتيب والإشادة بها.

وأذكر أن جاري نقل لي عمن يعرف أنه أهدى للملك سلمان نسخة أصلية من كتاب مرآة الحرمين للواء إبراهيم رفعت، وهو تدوين لرحلات حج مصرية بدأت عام (1318) واستمرت عدة سنوات، وفيها صور نادرة وغير متكررة، فأرسل له الملك -وكان حينها أميرًا على الرياض- شيكًا بخمسين ألف ريال. وطلب الملك من إحدى المكتبات الكبرى قبل سنوات يسيرة شراء الطبعة الأولى من ديوان شعر على حسابه، وهي طبعة قديمة تعود لأزيد من ستين عامًا، وقيمتها المعنوية والمادية عالية.

لذا لا أستغرب ما روي لي أن مجلس إدارة جمعية الناشرين السعوديين أرادوا زيارة الملك سلمان في إمارة الرياض؛ فتعجبوا من الدقة في تحديد الموعد، وتعيين العدد، وتخصيص مواقف سيارات لهم، ثمّ الدخول إلى لقاء الحاكم في الوقت نفسه دون تأخير. وحينما جلس الملك معهم قال لهم -ما معناه-: أنا أحب هذا اللقاء لأنه يخصّ القراءة والكتاب، ويخرجني قليلًا من إرهاق العمل الذي لم يبق للقراءة وقتًا. ثمّ أضاف لمستمعيه معلومة مهمة حين صرّح لزائريه بأن القراءة كانت سببًا قديمًا مقترحًا من طبيب مصري للأمير العشريني كي يصبح أكثر انطلاقًا في أحاديثه الثقافية والفكرية، وهذه الغاية زادت من عمق علاقة الحاكم القارئ مع الكتاب.

فمن ذلك مثلًا أن الملك سلمان يثني على سيرة الأديب إبراهيم بن محمد الحسون المطبوعة في ثلاثة أجزاء؛ خاصة إذا استقبل في مكتبه بإمارة الرياض أيّ مسؤول من المالية، أو الجمارك، أو مكافحة المخدرات، أو أحدًا من أهل عنيزة. ولم يقتصر الملك على ذلك؛ إذ سأل عن الحسون، ثمّ سافر إلى جدة لزيارته وهو مريض في المستشفى، وآنسه بمخاطبته قائلًا: ليتني عرفتك قبل أربعين عامًا! وكان من تقدير الملك للحسون إبان تلك الزيارة الثقافية المصاحبة لعيادة المريض، أن نال بعض الحاضرين من أقارب الأديب المسنّ نفحات ثمينة من خيرات الملك وإحسانه ورعايته.

أما لماذا أعجبت سيرة الحسون الملك القارئ المثقف، وأوصى بها زواره غير مرة؟ فليس لدي جواب قطعي؛ لكني أظن أن هذه السيرة اجتمعت فيها عوامل عدة، منها عذوبة أسلوب الحسون الذي يأسر به القارئ المكين، وجمال عرضه البعيد عن التكلّف، والبريء من الإطراء الزائد، والنزيه عما يشين حتى مع صراحته في بعض موضوعاتها. وكذلك لما فيها من ثقافة صحراوية وعربية وعصرية، ولأن السيرة تحتوي على ذاكرة مكان تصويرية بالغة الدقة إن في عنيزة، أو مكة، أو جدة، أو المنطقة الشرقية والشمالية، إضافة إلى وصف الطرق البرية بين هذه المناطق، وإيراد ما شهدته من أحداث، فالمكان هو حاضنة التاريخ ومسرحه الأعظم، وله منزلته الخاصة في قائمة اهتمامات الملك سلمان الثقافية.

ويأتي مع هذا السبب ما في السيرة من عراقة التاريخ وعبق الروايات، فللملك بصيرة علمية في هذا الباب كما يشهد به المؤرخون وأساتذة الجامعات. وآخر ما يمكن التعليل به هو أن سيرة الحسون حفظت مشاهد ووقائع من الضبط الإداري والمالي، وتمكين النزاهة ومكافحة الفساد، وتغليب النظام والمصلحة العامة، وصورت بدايات ظهور معالم الإدارة الحديثة في الدولة، وهي مرتكزات مهمة في أسلوب الملك العملي، وظاهرة للعيان في جميع أعماله، مما يجعلها صفة ملكية بارزة، وخصيصة واضحة وضوح النهار المشرقة شمسه.

ثمّ رأيت في بعض كتب السير الذاتية إشارات إلى هذا الجانب القرائي لدى الملك، سواء القراءة الثقافية التي نقلها لنا الأستاذ منصور الخريجي عن الملك سلمان حتى سهر بسببها ليلة كاملة، أو القراءة الإدارية “السلمانية” التي وصفها د.غازي القصيبي، وفيها جانب عملي يحفظ الوقت وينهي المطلوب. وهذا طبعًا غير الاطلاع المستمر من قبل الملك على الصحف والمجلات المحلية والعربية في مكتبه وبيته، مع المتابعة الدقيقة لما يدور في المجال الثقافي بمعناه الواسع؛ ولذلك حين سلّم الأستاذ عمرو موسى على الملك سلمان ابتسم الملك وخاطبه بقوله: ” أنا بحب عمرو موسى…”، وهي كلمة ذائعة من أغنية شعبية شائعة.

وكم من مرة ومرة تحدث رؤساء التحرير وكتّاب الأعمدة عن اتصالات هاتفية من الملك للتصحيح أو المناقشة سواء في فكرة أو معلومة أو مفهوم، أو حتى في تعديل بعض الأخطاء الطباعية المحيلة للمعنى إحالة غير مقبولة. وربما أنه كتب بقلمه في بعض الأحيان مقالات لبيان حقيقة، أو إيراد رأي، أو نقض قول، ولا تقتصر هذه الصفة على الصعيد المحلي؛ فعلاقات الملك الصحفية ممتدة إلى المحيط العربي وإلى بعض دول العالم، حتى غدا اسمًا معروفًا في عواصم عربية وأجنبية. ومن لطيف ما قرأته في هذا الباب أن الملك سلمان اجتمع مع هيئة تحرير صحيفة الرياض منتصف السبعينات الميلادية، وقال للمحرر الأدبي الكاتب الأستاذ محمد رضا نصر الله: لم لا تنوع مادتك الأدبية بدلًا من التركيز على أعمال غادة السمان؟

ولعناوين المقالات التي كتبها الملك سلمان على اختصارها الشديد دلالات بينة، فمن المتيقن به أن الملك سلمان يحب الانضباط في الوقت، والاختصار في أوقات الاحتفالات والاستقبالات والاجتماعات، ولذلك يختصر عناوين مقالاته لتصل إلى المعنى المبتغى مباشرة مثل: “إثارة بلا طائل” و “ليست مناطقية” و “الكويت والسعودية نسيج واحد”. ولبعض كلمات الملك إشارة إلى عمق معرفته الصحفية إن بطريقة سير العمل في أروقة الصحافة والإعلام، أو برموزه الكبرى؛ إذ قال في سياق علاج إشكال صحفي محلي: ” إذا لم ينتهِ الانقسام داخل أيّ مؤسسة صحفية فلن ينجح رئيس التحرير فيها، ولو كان فيه كفاية غسان تويني!”.

كما أخبرني مسؤول سابق أن الملك سلمان طلب منهم معلومة معينة كتبها بخطه على معاملة واردة إليه منهم، والمعاملة قديمة، ولم تكن الأرشفة الإلكترونية متاحة حينها، ولذلك قال الحاكم للمسؤول حتى يسهّل عليه البحث: سوف تجدها في أوراق العام الفلاني، وفي ذلكم الشهر تحديدًا، وكان الأمر مثلما حدّد بالضبط على بعد الزمان وتقادم العهد، تبارك الله.

ونقل لي عن أحد أئمة جامع الملك خالد -رحمه الله- أن الأمير الحاكم لاحظ وجود حفرة أمام مدخل الجامع بعد خروجه من أداء الصلاة؛ فقال للإمام: ألم تردم هذه الحفرة بناء على طلبك؟! فأجاب بعد أن ذهل من ذاكرة الأمير -الملك- حتى في مثل هذا الشأن: بلى ردمت، وهذه أخرى جديدة مجاورة للأولى، فأمر الملك الأمانة بسرعة التعامل معها، ولا ريب من حدوث هذا؛ إذ يجمع العاملون مع الملك سلمان على قوة ذاكرته، ما شاء الله لا قوة إلّا بالله.

وفي الجانب التربوي والأسري؛ تبرز لدى الملك جوانب لافتة، منها حرصه على مواعيد الاجتماعات الدورية مع إخوانه وأخواته، ومع أبنائه وعائلته، ومتابعته لأنجاله فيما يقرأون كما ذكر نجله وولي عهده الأمير محمد، وسؤاله إياهم عمن يصاحبون ويزورون ويجالسون. ومما سمعته من أستاذ جامعي أن الأمير عبدالعزيز بن سلمان أخبره بأن والده سأله: من تزور باستمرار؟ فأجابه الأمير الابن، ولما ذكر الأمير لوالده اسم هذا البروفيسور الجامعي وعميد عدة كليات ومعاهد وعمادات سرّ الأب الحاكم بذلك، وحثّه على مواصلة الزيارة له، والجلوس معه، ثمّ كرر الملك سلمان هذا القول للأستاذ الجامعي نفسه حين طلبه للنقاش معه في كتاب من مؤلفاته بعد أن أهدى البروفيسور نسخة منه للأمير الابن، وأعجب مضمونه ومنهجه الملك القارئ حتى لبعض ما يُهدى لأنجاله من كتب.

وأخبرني أحد المثقفين أنه كان جالسًا مع الأمير فهد بن سلمان -رحمه الله- بعد صلاة العشاء، فدخل الملك عليهم مسلّمًا ثمّ ذهب إلى الداخل استعدادًا للنوم؛ فمن نظامه اليومي ألّا يسهر، وأن يتوجه للعمل في بواكير الصباح. ويكمل الرجل قصته بأنهم سمعوا صوت الأمير الحاكم مغضبًا؛ فهرع الأمير الابن مسرعًا إلى داخل البيت، ثم رجع وقال لجليسه: اشترى أخي سيارة فخمة، فلما رآها طويل العمر غضب جدًا، وأقسم ألّا تبات هذه السيارة الليلة في قصره؛ لأن مثلها أفخم مما يركبه شاب بعمر ابنه الذي اشترى السيارة!

كما أن برَّ الملك بإخوانه ظهر جليًا في مرافقته الدائمة للملك فهد والأمير سلطان -رحمهما الله- إبان مرضهما، وفي زياراته المتكررة لإخوانه كافة، خاصة الأكبر سنًا منه، ولمن اتصل بهم. ومما حكي عن أحد أساتذة الاقتصاد أنه ومجموعة معه من أهل الاختصاص ذهبوا لعزاء الأمير د.عبدالعزيز بن سطام في والده الأمير سطام -رحمه الله-، وخلال اللقاء اعتذر الأمير منهم، وذهب إلى داخل المنزل ثمّ عاد بعد برهة، وقال لهم: منذ توفي والدي والملك سلمان -حفظه الله- يأتينا، ويجمعنا متأثرًا برحيل نائبه وخلفه في إمارة الرياض قائلًا لنا: أنا مثل أبيكم فيما تحتاجونه. وإن وجود هذا البر، وتمكّن تلك المحبة، واستقرارهما في النفس، لا يتنافيان لدى الملك الحازم مع مقتضيات الضبط، ورعاية النظام، وحتمية تأمين المستقبل، وضمان السلاسة والسلامة والوضوح.

وقبل عقدين، روي عن مسؤول حلقات لتحفيظ القرآن الكريم في أحد جوامع شرق الرياض أنهم ذهبوا لزيارة عالم من هيئة كبار العلماء، وهو راقد في المستشفى، فدخل عليهم الملك سلمان ليزور الشيخ جريًا على عادته مع المسؤولين، وفرح جدًا حين عرف أن هؤلاء الطلاب يحفظون القرآن الكريم في حلقات مقامة بجامع يحمل اسم زوجته الراحلة -رحمها الله- التي تكفلت بعمارة الجامع. وعندما توفي الأمير خالد الأحمد السديري في أمريكا قبل أكثر من أربعة عقود كان الملك سلمان على رأس مستقبلي جثمان خاله في مطار الرياض إكرامًا لحقّ الخؤولة، وبرًا بالأم الراحلة منذ أزيد من عقد في ذلكم الوقت -رحمهم الله جميعًا-، علمًا أن الأميرة حصة الأحمد السديري من نوادر النساء في التاريخ؛ لأنها زوجة ملك، ووالدة ملكين، وجدة ملوك بإذن الله.

كذلك من الجوانب اللافتة في سيرة الملك سلمان عنايته الفائقة بالعمل التطوعي، ويتضح هذا جليًا من مشاركاته في المؤسسات والجمعيات بشتى أنواعها، وبأصناف عديدة من المشاركة، بل إنه يشجع على إنشاء مؤسسات مجتمع في مجالات خدمية في الصحة والزواج ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها، وفي رحاب الثقافة والتاريخ من باب أولى كما في تأييده لتكوين مؤسسة باسم الشيخ حمد الجاسر حين زار أسرة علامة الجزيرة مواسيًا ومعزيًا، ثمّ مساندة الكيان الناشئ بالموافقة على الرئاسة الفخرية للمؤسسة التي تحمل اسم الشيخ الجاسر. وحين يؤرخ لمسيرة العمل الخيري السعودي الواقعية والتنظيمية، فإن اسم الملك سلمان وعهده سيكون لهم حضور مركزي لافت في هذا الباب.

وعند الملك سلمان وفاء مشهود به؛ فهو يزور المرضى، ويعزي في الراحلين، ويحسن العهد بمن عمل معه وأطال المدة، ويرحب ببعض الناس ترحيبًا خاصًا حين السلام عليه، والسبب في ذلك يعود إلى أنه لأسلاف أولئك الأشخاص مواقف لا تُنسى مع الدولة أو مع رموزها الكبار، وكم استطعنا التقاط قوله لمن سلّم عليه فاستوقفه الملك وخاطبه قائلًا: هذا كان أبوه أو جده مع الملك عبدالعزيز. ومما سمعته من هذا الصنف أن الملك زار ابن دغيثر في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، وقال له كلمة معبرة كما رواها الناقل الحاضر: “نحن لن ننسى لك موقفك فيما مضى”.

ولأجل هذه الغاية النبيلة، اتخذ الملك له عدة مراجع من ثقات المؤرخين والعارفين للتباحث معهم حول أعلام أو أسر أو قبائل أو أماكن أو أحداث، وهؤلاء المراجع ينتشرون في طول البلاد وعرضها بلا استثناء، ولهم حضور وإسهامات في المجالس والمنتديات ومسارات الثقافة والإعلام، ولا يستغرب الواحد منهم حين يبلغه تكليف من الملك، أو اتصال للنقاش والمراجعة، وأثمرت هذه العناية بصيرة ملكية بالأسر والقبائل وغيرها، وقد قال أ.د.عبدالله بن عبدالمحسن التركي: إنه دخل على مجلس الأمير -الملك- سلمان، وكان للتو قد خرج من المجلس د.عبدالرحمن السميط -رحمه الله- فقال الملك للشيخ: السميط من جماعتكم أهل حرمة! مع أنها أسرة نازحة منذ قرون، وهذه الرواية فيها جوانب تاريخية، وبلدانية، وأسرية، وخيرية.

ولدى الملك قدرة لافتة على إدراك المغزى، والتقاط المعنى، والتعاطي البدهي الحكيم مع الموقف في لحظته، وأذكر أني شاهدت مؤتمرًا فيه زعماء عرب وأجانب كثر، والمؤتمر تحت رئاسة الملك سلمان، وعندما فرغ زعيم عربي من إلقاء كلمته التي بدأها بالصلاة والسلام على النبي الهاشمي، وقبل أن ينقل الملك سلمان الكلمة من ذلكم المتحدث لرئيس دولة أخرى، خاطب صاحب الكلمة السابقة نصًا بالصلاة الإبراهيمية كاملة، وهي أشرف الصلوات وأكملها، ويقولها المسلمون كافة.

وسمعت أن الملك القارئ لم يعجبه صنيع أبناء ثري راحل حين كتبوا سيرة والدهم؛ فجعلوه بارزًا في أكثر من حقل، وقال الملك مبديًا رأيه بما معناه: كان يكفيهم التحدث عن مهارة أبيهم التجارية دون اعتساف لغيره من المجالات. وروي لي أن صحفيًا عربيًا سأل الأمير الحاكم في أوروبا عن قول الله تعالى: “إن الملوك إذا دخلوا قرية…” الآية؛ فأجابه من فوره ملجمًا، وبثبات لا تردد فيه، وبحضور ذهن متمكن: نحن ملوك وولاة أمر!

وحين عرض الأمير د.فيصل بن سلمان على والده وهو ولي العهد آنذاك التصريح الذي سيرسله لوسائل الإعلام بعد تعيينه أميرًا على المدينة المنورة عام (1434)، أضاف له الملك على الفور كلمة واحدة؛ بيد أنها فارقة في الإشارة، ولها قيمتها في السياق. وقال لي مسؤول في إحدى الصحف إن الملك سلمان طلب منهم عام (1400) الاكتفاء بالاسم الأول عند كتابة اسم أحد المجرمين؛ لأن الإفراد يكفي في التعريف، ويغني عن القِران وإيراد الاسم كاملًا، ويحول دون إلقاء التبعة على غير صاحب الجرم ممن يشتركون معه في لقب واحد.

كما يحرص الملك على المعلومة الصحيحة مهما كانت، ومن ذلك أنه ذهب لزيارة أسرة قاض أديب متوفى للعزاء، ولام أسرة الشيخ القاضي لأنهم لم يخبروه بمرضه كي يبادر إلى زيارته ويتابع حالته. وكان من مداولات الأحاديث في هاتيك الزيارة أن قال أحد أقارب القاضي: إن الشيخ عمل أول مرة قاضيًا في الخرج قبل بضعة عقود! فاستدرك عليه الملك مصححًا: بل عمل قاضيًا في ضرماء قبل الخرج.

ومع احتفاء الملك بالمعلومة الصحيحة، فهو أيضًا يقدّر الصراحة الهادئة التي تنبئ عن الثقة والاعتزاز، إذ راجعه في الإمارة شاب من أسرة يتكرر لقبها في عدة بلدان؛ ولما سأل الملك ذلكم الشاب عن مرجعية أسرته التي ينتمي إليها، أجابه الشاب بالبيان الصريح دون تلعثم؛ فراق جوابه الواثق للملك كثيرًا، حتى أنه أكدّ للشاب أن العمدة في النظر والتقييم تُبنى على العمل والجدية والموهبة، وليس على النسب أو الجهة، وشدّ الحاكم من أزر الفتى بكلمات تشجيعية.

ونُقل لي عن مذيع كبير أعطيت له أوامر ملكية ليقرأها عبر الشاشة في عهد الملك فهد -رحمه الله-، وكان الاسم الأخير لأحد الوزراء الواردة أسماؤهم في الأمر الملكي مما يغلط بقراءته الناس كثيرًا؛ بسبب غياب التشكيل، فاتصل به الأمير سلمان قبل الإعلان مباشرة بعد أن عرف أنه هو المكلّف بقراءة الأوامر، وقال له: اعلم أن اسم أسرة فلان ينطق بهذه الطريقة وليس بتلك، وكان هذا التصحيح السلماني مبادرة استباقية لمنع حدوث غلط محتمل لا يناسب وقوعه في قراءة الأوامر الملكية.

هذه الرواية بالذات تقودني إلى صفة عظيمة بارزة في المقام الكريم؛ فهو يعرف الناس قريبهم وبعيدهم حقّ المعرفة، سواء من خلال تاريخهم وسيرتهم، أو بالتفرس والملاحظة، ولأجل ذلك يصيب في تقدير أصحاب الأهلية، ومن يستأهل التقديم، أو لا مناص له من التأخير، وإلى الملك سلمان منذ القدم تعود الآراء في كثير من خيارات الانتقاء والتكليف. كما يعرف للسفراء أقدارهم مثلما هو مشتهر في مواقفه مع السفير محمد الحمد الشبيلي، ومحمد المنصور الرميح، ويثني على الوزراء بنزاهتهم وإنجازهم طبقًا لما ورد في تصريحه الثمين أثناء حفل توديع الوزير أ.د.أسامة شبكشي على سبيل المثال.

ومما يلفت النظر كثرة المواد التي كتبت عن الملك سلمان؛ ففيها مقالات، وحوارات، ومحاضرات، وندوات، ومؤتمرات، إضافة إلى أوراق علمية، وكتب مؤلفة عن جلالته، أو عن جانب واحد من شخصيته وأعماله، أو عن عنايته بالمخطوطات والتاريخ والثقافة، وهذه الكتب والأوراق كتبها علماء، ومؤرخون، وأساتذة جامعات، ومفكرون، ومثقفون. وحسبما يُتداول فلدى أحد الباحثين دراسة علمية عن تطبيقات الملك في أبواب السياسة الشرعية إبان إمارته للرياض، ولدى آخر دراسة عن حضور الملك صاحب الفكر المستنير في المجال الثقافي والفكري وتأثيره عليهما، واحتمال وجود غيرهما وارد جدًا؛ فمشاركات ولي الأمر قديمة، ومؤثرة، ومتنوعة.

وفي السياق ذاته كتب الملك عدة مقالات وتقديمات لبعض الكتب عن تاريخ الأوقاف، ومجالس الحكم في المملكة، وألقى عددًا من الكلمات الجديرة بالجمع، وله محاضرتان صدرتا في كتابين، وطبع على نفقته بعض الكتب، ونال عدة أوسمة وجوائز، وقد حصر جلّ هذه المواد المتعلقة بالمقام الملكي السامي الأستاذ محمد بن عبدالعزيز الراشد، ونشرها في كتاب توثيقي استقصائي فاخر أصدرته مكتبة الملك فهد الوطنية بعنوان: “سلمان بن عبد العزيز آل سعود ببليوجرافية مختارة بما كُتب عنه”، وللأستاذ الدكتور عبداللطيف بن محمد الحميد كتاب توثيقي عنوانه: “سلمان بن عبدالعزيز آل سعود سيرة توثيقية”، ومضمون الكتابين حافل ذو دلالة؛ ولا ينبئك مثل خبير، والشيء عن معدنه لا يستغرب.

ومن بهي الإشارات الدقيقة أن الملك سلمان ولد في نفس اليوم والشهر الذي استرد فيه والده الملك عبدالعزيز -رحمه الله- عاصمته الرياض قبل عقود من ميلاد ابنه الخامس والعشرين، وكأن التوافق في يوم الميلاد وذكرى الفتح ميثاق للعلاقة الوثيقة بين الحاكم والتاريخ، وبينه وبين الرياض؛ ولأجل ذلك اقترح الملك عبدالله على الملك فهد -رحمهما الله- أن يصبح الملك سلمان -رعاه الله- رئيسًا لمجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز؛ فكان مثلما اقترح، وعقب ذلك نفخت روح الحياة في الدارة من جديد! ولذلك لم يترك الملك رئاسة مجالس مؤسسات تاريخية وثقافية، مثل الدارة ومركز الجاسر، حتى بعد تزايد مهامه السيادية، كما ذكر د.عبدالرحمن الشبيلي في مقال متين له.

كذلك أنشأت الجامعة الأم كرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية في جامعة الملك سعود، وقد تطور هذا الكرسي فأصبح مركز الملك سلمان لدراسات تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها، إضافة إلى الجائزة التاريخية باسم الملك، وكرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة بجامعة أم القرى، وهذا كله مما يبين عن الصلة المتينة بين التاريخ والملك المؤرخ.

أيضًا من لطائف الإشارات أن الملك سلمان وأهل الرياض حينما قرروا تقديم هدية للملك فهد -رحمه الله- اختاروا أن تكون الهدية مكتبة عامة، والهدية لا تكون إلّا ذات قدر نفيس عند المُهدي والمُهدى إليه. ولما أراد أهل الرياض إهداء حاكمهم التاريخي شيئًا مما يستحقه اعترافًا بمآثره نحو العاصمة وساكنيها، شيدوا مركزًا اجتماعيًا فخمًا باسم الملك سلمان؛ ففيه اجتماع وثقافة وفكر ورياضة وصحة وتطوع، وهي ركائز مهمة لدى الرمز الحاكم المقصود بالهدية.

وقد لا نجد لزعيم عربي في الأزمنة المتأخرة أقوالًا محكمة متكررة عن اللغة العربية، وضرورة الحفاظ عليها، مع العمل الحقيقي لخدمتها ونصرتها، وربطها بالأصل الديني المعزز لها ،كما نجده عند الملك سلمان وهو ما يثبته البحث؛ ولذلك صدرت هذه الكلمات الملكية الغيورة على بنت عدنان في كتاب خاص مؤخرًا، وأضحى لدينا مجمع لغوي نشيط يتزين باسم الملك العربي. وربما لم تظفر جامعة في أيّ منطقة إدارية محلية باهتمام زائد ورعاية خاصة مثلما نالت جامعة الملك سعود، وجامعة الإمام محمد بن سعود، من حاكم الرياض خلال نصف قرن، ومن شاهد الصور، وقرأ السير، علم أن الخُبر أعظم من الخبر وأسمى.

أسأل الله ربي العظيم القدير أن يحفظ ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده المكين الأمير محمد بن سلمان، وأن يمدهما بالعون والتوفيق، ويكتب لهما الأجور المضاعفة، وأن يعينهما على مسؤولياتهما، ويمهد لهما تمهيدًا إلى البركات والخيرات والمحاسن في العاجل والآجل والحال والمآل. والله أسأل مرة أخرى أن يمن على البلاد والعباد بالأمن السابغ، والرغد البالغ، والإيمان الراسخ، والموضع الشامخ، وأن يعيذنا من الفتن والآثام والشرور، إنه ولي ذلك، والقادر عليه، وهو العزيز العلي الحكيم سبحانه.

أحمد بن عبدالمحسن العسَّاف-الرياض

ahmalassaf@

السبت 11 من شهرِ جمادى الأولى عام 1445

25 من شهر نوفمبر عام 2023م

Please follow and like us:

11 Comments

  1. المقال والتوثيق رائع

    حفظ الله ابافهد
    وولاة الأمر
    وبارك فيهم
    ورزقهم البطانة الصالحة الناصحة
    وحمى البلاد والعباد

  2. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مساء الخير ابو مالك مدؤنة جميله مليئه بالمعلومات القيمة حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، حفظك ربي ورعاك عزيزي وأصلح لك النيه والذرية وغفر الله لوالدينا وذرياتنا أجمعين

  3. ماشاء الله وفقتم أ. أحمد
    مقال رائع في قائدنا
    ورمزنا الوطني خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عراب في عشق التاريخ والاعتناء به. حفظه الله و اطال في عمره.

  4. ماشاء الله، توثيق رائع، كتابة رصينة وأسلوب غير نمطي👍

    تاريخ خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وأطال في عمره يستحق ذلك وأكثر.

    بارك الله في الأديب والكاتب المبدع.

  5. ما شاءالله تبارك الله
    هذا كتابٌ كتاب وليست تدوينة.

    كتبت ما أنت جديرٌ بسبكه لمن هو جديرٌ باستحقاقه، حفظه الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

X (Twitter)