عنيزة… وحديثٌ ما نضبا!
يخرج الشيخ عبدالرحمن بن سعدي من منزله وهو حينذاك أحد أكبر علماء المسلمين في عصره، فيعبر من عند أطفال اعتادوا منه البسمة والتفاعل وشيئًا من الحلوى، ثمّ تجرأ أحدهم ودعاه لمشاركتهم في الجلسة وشرب الشاي فوافق شريطة أن يستضيفهم في داره. وبعد عقود يمشي تلميذه الأبرز الشيخ محمد بن عثيمين وهو آنذاك من أهم علماء زمانه، فيستوقفه رجل ظريف ويمازحه فلا ينهره ولا يتركه دون تجاوب باسم، ومسلك هذين الحبرين نادر، وقد لا يفعله طالب حديث عهد بعلم فضلًا عن إمام ضخم!
كذلك يخطو طفل دون سنّ التمييز وهو يتعثر بثوبه، ثمّ يدخل إلى مجلس والده الغاصّ بالرجال الكبار فلا يطرده أبوه أو يلزمه بالصمت أو يسكته إذا تكلّم، وفوق ذلك يحاوره الجلّاس ولا يهملونه، ويكنيه الحاضرون بأبي عبدالعزيز؛ بينما في أماكن أخرى استكثر الناس على رجل مكتهل من بلدتهم أن يكون اسمه عبدالعزيز، وقالوا لعلّنا أن نكتفي بمناداته مستخدمين حرف العين فقط، فلا هم الذين أكرموه بالتكنية، أو استعملوا اسمه المجرد، بل اقتصروا على حرف واحد انتقاصًا له دونما سبب!
لذلك فليس كثيرًا أن يقال إن عنيزة تمتاز على محيطها وعن كثير من حواضر الجزيرة العربية باجتماع خصائص عدّة فيها قلّما توجد في غيرها بمثل هذا الاجتماع والتوافر والانتظام، وبدون خلل أو طغيان جانب على آخر، وتشمل هذه الخصائص جلّ الشؤون الأساسية التي يمكن الحديث عنها في حال استحضار أيّ مجتمع مكتمل الأركان.
فمثلًا كانت عنيزة في جميع مراحلها التاريخية مستقلّة عن بريدة التي خضعت لها غالب مدن منطقة القصيم وقراها خاصة في عهد أميريها الشهيرين حجيلان بن حمد، وحسن بن مهنا. ولم تدفع عنيزة الزكاة لبريدة قطّ، ولا ترسل محاربيها للغزو مع أحد أو للمساندة الدفاعية عن أيّ بلد دون اتفاق مسبق. ولها جهازها القضائي الخاصّ بها والمستثنى من التبعية حتى للقاضي الشيخ ابن حميد، وهذه الحقائق تؤكد على استقلالية قرارها، وتنفي تبعيتها في تاريخها القديم، وقد روعيت هذه المسألة في تسلسل إمارتها بأمراء ومحافظين من أسرة السليم.
أيضًا حظيت عنيزة بمدرسة شرعية ذات منهج متين مقنع غير متعنت، وظلّت هذه المدرسة متوارثة بين علمائها وطلبة العلم الشرعي فيها، ولذلك لم يستعجل قاضيها الكبير الشيخ صالح القاضي بالحكم الإقصائي على شعب تشمخ فوق أراضيه آلاف المآذن، ومع استمساك عالمها الفذ ابن سعدي بأصوله الشرعية وثوابته العقدية إلّا أنه كان مرنًا منفتحًا على شؤون العصر الاقتصادية والطبية، ولو أن هذه المدرسة حضرت بقوة في الواجهة المشيخية لأمكنها بناء علاقات توافق وتعاون مع المدارس الشرعية الأخرى المحلية والعربية.
ومع توافر طلاب العلم فيها إلّا أنها استضافت قضاة من خارجها سواء من المجمعة أو الزلفي أو شقراء أو بريدة أو حائل أو المذنب، وهذه خصيصة أخرى تدل على انفتاح نحو الآخرين، وانتفاء الحساسية الشديدة من غير أهل البلدة، إضافة لكونها بيئة جاذبة لأهل العلم الذين استوطنوها وهم من غير أهلها. ولايخفى أن في ذلك ملمحًا يشير إلى تحريهم الوفاق المجتمعي لأن حكم القضاء لا يُرضي أحد المتخاصمين في الأغلب، وعندما يكون القاضي من غير أهل البلدة لا ينخرم نسيجها، أو يفسد التئامها.
كذلك نجد بأن تاريخ عنيزة من أغزر التواريخ المحفوظة والمدونة في الجزيرة العربية، ويعود ذلك لكثرة المؤرخين من أبنائها كما يقول الشيخ محمد العبودي، إضافة لانتشار التعليم فيها مبكرًا، مع العناية بحفظ الوثائق وتوارثها منذ القدم. ولو أردنا استعراض أسماء مؤرخي نجد والجزيرة العربية لأصبحت عنيزة في مرتبة متقدمة خلال القرنين المنصرمين، إذ أحصى العلامة حمد الجاسر خمسة عشر مؤرخًا منها هذا غير الإخباريين والرواة، وهي ميزة مستمرة إلى يومنا هذا.
ويتضح حضور التاريخ والمؤرخين جليًا في سرد أحداث ترتبط بعنيزة سواء أكانت مؤثرة أم عابرة، ومن نتائج كثرة المؤرخين من أهلها أن عنيزة تكاد أن تكون المدينة النجدية الوحيدة التي تعرف أسماء قتلاها في الحروب حتى لو تجاوز عددهم المئات كما في معركة المليدا الشهيرة عام (1308)، وأحصت بعض تواريخ عنيزة مواتها من الأفراد وأسماء الأسر التي اندثرت على إثر وباء الإنفلونزا الإسبانية أو ما عرف بسنة الرحمة عام (1337=1918م).
وللشعراء ظهور بارز في عنيزة سواء الذين يكتبون الشعر الفصيح أو الشعر الشعبي، حتى ذهب الشيخ عبدالله بن إدريس في دراسته عن شعراء نجد إلى أن عنيزة أنجبت أكبر عدد من شعراء نجد، وتوسع في ذلك بإيراد نماذج من قصائدهم وتعريف الآخرين بها وقال: إن أكبر عدد من شعراء نجد ولدوا تحت خطرات نسيمها المنعش، وتبدو قيمة ذلك فيما لو حاولنا المقارنة مع حواضر أخرى، ولهذا الشأن قيمة مضافة لكون الشعر أحد المصادر الشفهية في حفظ الوقائع، وتوثيق الأحداث، ووصف البيئة وإنسانها.
أيضًا لعنيزة سبق تعليمي سواء عند الرجال أو النساء، ويذكر الرواة بإجلال أسماء المعلّمات من النساء وأخبار المعلمين والمدارس التي كانت نواة لما بعدها. وحصر بعض الباحثين أكثر من خمس عشرة معلّمة خصصنّ بيوتهنّ لتعليم الفتيات القرآن الكريم، والكتابة، والقراءة، وبعض المهارات، وأما الكتاتيب فكانت لافتة للنظر في عددها وجديتها وطريقتها في التدريس.
ثمّ افتتح الأستاذان صالح وعبدالرحمن القرزعي مدرستهما عام (1340) ومناهجها أقرب لما يدرسه الطلاب في الكتاتيب مع شيء من التوسع والتطوير، وبعد سنوات فتح الأستاذان صالح وعبدالمحسن الصالح عام (1348) مدرسة أخرى أكثر تطورًا على غرار مدرسة النجاة الأهلية في الزبير، وفي هاتين المدرستين درس وتخرج كثير من أهل عنيزة، وبهما حازت البلدة البروز التعليمي على جميع المدن النجدية بما فيها الرياض العاصمة. كما أصبح أحد رجالها الكبار وهو الشيخ محمد بن مانع مديرًا للتعليم في المملكة إبان بداياته الرسمية، وأدار نجله الأستاذ أحمد الملحقية التعليمية بالقاهرة في أزهى عصورها؛ وتلك يدٌ مباركة لهما ولعنيزة على البلاد بأجمعها.
عقب ذلك افتتحت في عنيزة مدرسة رسمية قديمة عام (1356) وبلغ عدد طلاب سنتها الأولى (246) طالبًا مما يشير إلى بيئة ذات استعداد علمي وقابلية للتعليم مع تشجيع على الانتظام في المدارس حتى لو فقد الآباء خدمات الأبناء في المتاجر والمزارع، ولا غرابة أن خلّد أهلها رموز التعليم المؤثر وآباءه المؤسسين بإنشاء المراكز الثقافية التي تحمل أسماءهم مثل مركز ابن صالح الثقافي، وجامع ابن عثيمين.
ومما يشار إليه في هذا المسار أن عنيزة ظفرت بإنشاء أول مكتبة عامة في نجد سنة (1359) على يد الشيخ عبدالرحمن السعدي، وبعث لها أحد تجار عنيزة من آل الذكير حمولة ضخمة من الكتب عن طريق البحرين، كما نبتت في مدارسها ونواديها نواة مبكرة للأندية الأدبية والمسرح، وبرع فيها أعداد من أكابر الكتّاب وهي على الطريق سائرة بازغة لم تقف أو تخبو، ولا عجب أن قدمت عنيزة من بين سائر المدن لشركة أرامكو إثني عشر نائبًا لرئيسها منذ نشأتها.
تبعًا لذلك ينعقد في عنيزة مجالس ثقافية وعلمية وأدبية واجتماعية متعاقبة سواء في البيوت أو الديوانيات أو المزارع خلال جميع أيام الأسبوع، من بعيد انبلاج الفجر إلى ما بعد عتمة العشاء، فأضحى نسيجها الثقافي والمجتمعي بعيدًا عن التشققات المؤذية، وفي حال نموذجي من التصالحية والقبول لم يبلغ مكان آخر مستواه العنيزاوي. ويحضر بعض هذه المجالس ومداولاتها الأطفال أحيانًا فيكرمون ويمنحون نصيبًا من العناية حتى نضجوا مبكرًا، وعظمت معارفهم لتنوع المجالس بين الفقه واللغة والتاريخ والشعر والوعي، وارتقت هممهم بمعايشة القدوات، وغشيان اجتماعات الكبار.
كما امتلكت عنيزة ناصية التضامن المجتمعي لصالح البلدة وسكانها، وظهر ذلك في سنوات الجدب والجوع والأوبئة والحروب، إذ ضرب أهلها مثالًا عظيمًا في التآزر والتكافل، وفتح البيوت، وتوزيع الأطعمة والملابس والسلاح إلى تجهيز الأموات ودفنهم في أحلك الأحوال، ولن ينسَ عشّاق البر حماية أرض الغضى بجهود كرام من أهلها في عهد أميرها عبدالله الخالد السليم؛ فبقي متنفسًا وقد كاد أن يكون غصّة مبكية أو منغصِّة!
ويُذكر أن رجلًا من أسرة الشبل حفر بئرًا في مزرعته فلما استعذب ماءها جعل البئر سبيلًا مشاعًا لأهل بلدته، وظلّ كذلك إلى أن تكفل الوزير السليمان بمشروع سقيا عام، ووضع أحد الأثرياء رحى لطحن الحبوب في مكان مطروق حتى يطحن الفقراء حبوبهم فيه، ويُعدّ صندوق عنيزة لعون المقبلين على الزواج الأول محليًا، وبلغ مركز علي الجفالي للرعاية والتأهيل مرتبة رفيعة في مجاله، ويُروى أن الوزير ابن سليمان أراد ترميم جامع عنيزة وحده فقال له الشيخ ابن سعدي: دع الناس يشاركون ويؤجرون. وإذا قدّر لتاريخ العمل المجتمعي في السعودية أن يدوّن فلا يمكن تجاوز تجربة لجنة أهالي عنيزة وإنجازاتها، وإذا أشير إلى العمل الخيري المحلي فسوف يستقر الشيخان محمد وعبدالله السبيعي على رأس قائمة المنفقين والمتصدقين بسماحة.
من خصائص عنيزة أيضًا الأسماء البارزة من أهلها في مجالات شتى، حتى أنها كانت من أكثر مدن المملكة في عدد الحاصلين على الشهادات العليا في تخصصات مختلفة، ومن أسبقها في ذلك. وتعتز الدبلوماسية العربية والسعودية بسيرة رمز باذخ مثل السفير الشيخ الشبيلي، وتفاخر ثقافتنا بسيرة ذاتية كتبها الأديب إبراهيم الحسون نافست على الريادة سعودًيا وربما عربيًا، ومن المؤكد ما للثري الشيخ سليمان العليان من مكانة دولية كبيرة خاصة في أمريكا وعند رؤسائها، وقدّرت جامعة عريقة مثل هارفرد عالم الرياضيات العنيزاوي الدكتور علي الدفاع، ويسجل تاريخنا المحلي أن أول لقاء صحفي منشور للملك عبدالعزيز أجراه صحفي من عنيزة هو إبراهيم الدامغ لصالح صحيفة الدستور العراقية.
أما رجال الدولة والوزراء من أبنائها فلهم حضور جليّ وواضح في تكوينات مجلس الوزراء في المملكة وقلّما يغيبون عنه، فأوّل من سمي وزيرًا هو الشيخ عبدالله السليمان الحمدان، وظلّ منفردًا بين المواطنين بهذا الوصف لأزيد من عقدين (1351-1373). واجتمع في بعض السنوات داخل المجلس بضعة وزراء من عنيزة وهو ما لم تحظ به مدينة سعودية أخرى فيما ظهر لي. وحاز الدكتور عبدالعزيز الخويطر أطول عضوية متواصلة في مجلس الوزراء من غير الأمراء بين عامي (1394-1435) لأكثر من حقيبة وزارية، ولهم أوليات وزارية فمنهم أول سفير صار وزيرًا، وأول وزير اختير عضوًا في مجلس الشورى.
كما اشتهرت من عنيزة أسماء بيوت عريقة ذات انتماءات قبلية وأسرية مختلفة، ولا تكاد أن تخلو أسرة من أسر مدينة عنيزة من ميزة أو أكثر، ففيهم علماء، وأمراء، ووزراء، وفقهاء، وقضاة، وأكاديميون، ومعلمون، ومؤرخون، وأدباء، وشعراء، ورواة، وتجار، ومهنيون، وإعلاميون، ورموز في العمل الخيري، وعسكريون، وأهل أسفار وترحال. وحفظ التاريخ والرواة أخبار كثير من الرجال والنساء المنتمين لها، ولاشتهار الرجال فيمكن التمثيل للنساء بمواقف مزنة المطرودي الشجاعة، وموضي البسام الكريمة، والمعلمتان منيرة السلوم ونورة الرهيط، والمنجزة فاطمة التركي، وغيرهنّ كثير من بنات عنيزة ونسائها اللاتي يمثلنّ جمهرة النساء الخيّرات المصونات في بلادنا قاطبة.
بينما انتقلت من عنيزة أسر إلى بلدان أخرى فأصبحوا أمراء عليها، واستوطنت أسر منها أو من ساكنيها الذين ارتحلوا إليها في مناطق قريبة من عنيزة واستحدثوا تجمعات ومزارع وبيوت أضحت فيما بعد من مدن القصيم المهمة التي لا ينكر كتّاب تاريخها أصل منشئها المنبثق من هذه البلدة، وأضحى لهم مع عنيزة وأهلها مصاهرات وعلاقات، هذا غير نظرتهم لها المفعمة بالتقدير والإعجاب بجلّ شؤونها.
ولأهلها مشاركات في قوافل العقيلات التجارية، وصلات مستمرة مع تجار الكويت والبحرين والعراق ومصر والشام وليبيا والهند، بل إن بعض أهل عنيزة يقيم هناك حتى الآن. ولعدد من أهلها تأثير كبير مثل البسام والزامل والجطيلي والذكير في العراق، والبحرين، وليبيا، وأثر هذه الرحلات واضح في انفتاح عنيزة، وإدخال الكهرباء لبيوتها قبل غيرها، وتشييد المنازل على ثلاث طبقات، وانتشار أجهزة المذياع، والمسارعة إلى الالتحاق بالبعثات الدراسية، وتطور التعليم، بل وفي دخول أكلات إلى موائدها غير معهودة في نجد.
كما تنفرد عنيزة بأنها أول مدينة سعودية يتولى إمارتها رجل من آل سعود فيما أعلم، ذلك أن الإمام فيصل بن تركي أرسل أخاه الأمير جلوي بن تركي ليكون أميرًا على عنيزة وقريبًا من عموم القصيم بين عامي (1265-1270)، وهي أوليّة لعنيزة خلافًا للمعهود آنذاك، ثمّ أصبحت هذه الطريقة هي النموذج السائد في الإدارة المحلية لجميع مناطق المملكة العربية السعودية الرئيسة، ولبعض المحافظات، ومع أن الأمير جلوي خرج من عنيزة بعد خلافه مع أهلها إلّا أنه تزوج من آل المطرودي وصاروا خؤولة لولديه سعود وعبدالله، وكذلك أصهر الملك عبدالعزيز والملك سعود إلى عدد من أسر عنيزة.
وأضحت عنيزة بسبب موقعها على طريق قوافل الحج والتجارة والرحلات السياسية مزارًا لكثير من العلماء، والتجار، والرحالة الغربيين، الذين تعمّدوا المرور بها وكتبوا عنها ضمن رحلاتهم أو في كتب خاصة، ويلاحظ أن عددًا من هؤلاء الرحالة خصّوا عنيزة بطول المكث فيها، وبالكتابة المستفيضة عنها وعن أمرائها، وإطلاق الأوصاف المميزة عليها وعلى أهلها، خلافًا لغيرها من البلدان التي زاروها وأقاموا فيها أو عبروا منها.
فهي أم نجد عند لوريمر، وتمتاز بكثرة رجال الأعمال ورقي مستوى المعيشة حسب شكسبير، كما أنها مدينة معرفة وإنسانية على وصف الطبيب الأمريكي لويس دامي، وأهلها يحسنون لقاء الأجانب كما نقل عمر رضا كحالة، ونعتها داوتي بقوله: مدينة متحضرة تتمتع بسعادة ورفاهية، ولا يوجد فيها مكان لمتغطرس، ولخص الروسي فاسييليف آراء الرحالة قائلًا: إنها بلدة مدنية، بينما أطلق عليها الريحاني صفة قطب الذوق والأدب.
والشيء بالشيء يذكر فعندما درس الشيخ ابن جبير في الحجاز وهو شاب اعتاد على مخالطة الطلاب من عنيزة أكثر من سواهم، وعلّل ذلك بجمال أحاديثهم، وجودة طبخهم. وروي عن مالك مكتبة محليّة في الرياض أن وجود اسم عنيزة على غلاف الكتاب كفيل برواجه، وتفسير ذلك عندي إما لجاذبيتها، أو لارتفاع ثقافة أهلها وحبهم للقراءة، أو للأمرين معًا.
كلّ هذه الخصائص المجتمعة صنعت من عنيزة بيئة ذات إشعاع وتحفيز حتى لو وجدت فيها سلبيات لا تغضّ من جمالها ولا تنقص من علياء موضعها، فصارت دارًا محبوبة حتى عند غير أهلها، وازدحمت فيها المناسبات الثقافية والمجتمعية والتراثية والزراعية، ونهضت سياحيًا بجاذبية ستزيد مع الأيام، وليس بغريب أن تتوالى الكتابة عنها، والتدوين عن أهلها من غير مصلحة منظورة أو نسب قائم، ولا غرو أن يصبح هذا العشق كما قال عنه الشاعر أحمد الصالح “مسافر”:
وأي فاتنة قد كُنتِها… فإذا *** للعاشقين فيكِ… حديثٌ ما نضبا
أحمد بن عبدالمحسن العسَّاف-الرياض
الجمعة 24 من شهرِ جمادى الأولى عام 1442
08 من شهر يناير عام 2021م
13 Comments
أنا من عنيزة … ولكن تمنيت إنك لم تورد مقارنة وفق ثنائية عنيزة وبريدة .. واكتفيت فقط بذكر خصائص عنيزة دون مقارنات قد تثير فتنة .
أهلا بالأستاذ والكاتب، وما تفضلت به ملحوظة صحيحة؛ بيد أني لم أقارن عنيزة بأي مدينة بعينها، وذكر بريدة اقتضاه السياق فقط على اعتبار تبعية جل مدن القصيم لها، ولم تذكر لأجل المقارنة كما هو واضح.
وأتصور أن ذكر الأمور التاريخية لا يثير فتنة عند العقلاء حتى لو كان فيها الدم كما ألف مؤرخون عن كون الصريف وكون المليدا وهما واقعتان مؤلمتان فيهما بلاد ورجال وقتال وخلافات تاريخية.
هذا والله يرعاكم دوما.
لله درك قانت نموذج لرجل الصالح وانت من اسرة عريقة ومن قلب عنيزة بينما الكاتب تجنى على الآخرين وهو لا صلة له بعنيزة
تقبل تحياتي
انا من عنيزة وأراك قد ابدعت واختصرت قصص الشيخين ابن سعدي وابن عثيمين غفر الله لهما ورحمهما فلهما من القصص العجيبة الكثير ، اما ذكر الجارة العزيزة بهذا النحو فقد يختلف المتلقى بمفهومه من شخص لآخر ، والحذر بمثل هذه الامور جيد رغم ان حديثك كان مستساغا ويعبر عن معلومة مفيدة ، ولكن محبي الشقاق وعشاق النفاق لن يتورعون بتحوير المعاني ونعت الكاتب بالجاني ، بارك الله فيك وحماك الله ووفقك لكل خير.
شكرا لكم، والحقيقة أني لست في باب المقارنة أبدًا، ولا حتى بالقرب منه؛ فهذا ليس من شأني، وفي كل خيرات وبركات وتاريخ عبق.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديثة معظمه جميل وواقع ومعظمه مبالغ فيه اكثر من اللازم ولم تكن عنيزة بحاجة للمبالغة الممجوجة فقد افسدت الصالح بالطالح
الأهم من ذلك انك خلال حديثك عن عنيزة استنقصت الآخرين اكثر من اللازم وكأنك تتكيء بالحديث عن عنيزة وتثبته باستنقاص الآخرين وهذه مع الأسف سمة ظاهرة في غالب من يكتب عن عنيزة فيفسدون الجيد في مقالاتهم بالعنصرية والتدليس وانقاص الآخرين
ختاما انت من اسرة العساف هذه الأسرة اما من الرس او عيون الجواء فما صلتك بعنيزة تقبل تحياتي
لماذا تبق مايروق لك من التعليقات وتحذف ما لا يعجبك اين العدل والانصاف ايها الجبان العنصري المتطفل
بارك الله فيك ابدعت في المقالة وشكرا لك 🌹🌹🌹🌹
آمين والله يرعاكم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ليت حديثك عن عنيزه ما وقفا زادك الله توفيقاً وارى حب عنيزه اطبق على افئده كثير من أهلها فلم يُعبر احد مثل تعبيرك أو نصيفه وانت فيما اظن لست منها دام رسمك وقلمك يا صاحب الجزاله
سبحان من سخر لك الفكر والقلم فأبدعت وأتقنت
شكرا لكم يا أبو سليمان
الحمدلله، ولكم الشكر.