الخريجي يرصف بديع القول!
إذا قرأت سورة الضحى، فسوف توقن بأن الآخرة خير من الأولى؛ وقد تُنال تلك الخيرية في الدنيا قبل الآخرة لمن كان يتيمًا فآواه الله، وضالًا فهداه، وعائلًا فأغناه، حتى بات يتقلّب في نعماء من الله ويحدّث بها شكرًا وحمدًا. وعليه فدونك هذه السيرة التي تتوافق تفاصيلها مع بعض آيات تلكم السورة المكيّة العظيمة، وعنوانها: مالم تقله الوظيفة…صفحات من حياتي، تأليف: منصور بن محمد الخريجي، صدرت الطبعة الثالثة منها عام (1420=1999م) عن مكتبة العبيكان، وتقع في (366) صفحة مكونة من ثلاث مقدمات، يتلوها تسعة وعشرون موضوعًا بعناوين مختلفة، ولها طبعة رابعة عن النادي الأدبي في المدينة النبوية.
هذا الوصف ليس بكثير على سيرة جعلت الملك سلمان -أمير الرياض آنذاك- يمضي الليل في قراءتها كاملة حتى ذهب إلى مكتبه دون أخذ قدر مناسب من الراحة. ولأجلها صرف الوزير الأديب د.عبدالعزيز الخويطر جميع الكتب عن ناظريه واستفرد بمضمون كتاب سيرة الخريجي مقصيًا منافسيه الكثر، وحكم بأن في قراءته متعة متناهية تشدّ القارئ. ووصف الوزير الكاتب د.غازي القصيبي مواقفها بأنها تصلح لصناعة سيناريو لحلقات البرنامج الكوميدي ذائع الصيت طاش ماطاش. وعقب الفراغ من النظر العميق فيها جزم الكاتب البصير د.إبراهيم التركي بأنّ الخريجي كاتب ساخر بامتياز، ولولا الوظيفة العامة التي ارتقت به (للمعالي) لكسبناه فارسًا في ميدانٍ قلّ رماتُه؛ فالسخرية فنٌّ تهواه الكثرة، ويجيده عدد يسير منهم.
وهي سيرة عذبة حتى في عذاباتها، وفيها قدر من الصراحة، والتحليل النفسي، والحكم الحياتية، والملامح التربوية، والحنين، والوفاء، والقصص، ومواقف الحزن، والفرح، والفقر، والغنى بمعنى الاكتفاء، إضافة إلى كمٍّ بهيج من الطرائف، وشيء من شقاء الصبا، وغرارات الشباب، مع وقائع مخيفة وأبطال بعضها لا يعلم القارئ أهم من الجن أم من الإنس؟ وبين فينة وأخرى، ينفذ المؤلف من بين الكلمات والأحداث؛ فينسج بريشة الفنان دررًا من الأقوال تصلح لأن تكون نقولًا من الحكمة المنسوبة لصاحبها مثل:
- عندما تقسو الحياة تصبح العواطف الإنسانية ترفًا نتخلى عنه مكرهين.
- أكبر مأساة تقع لإنسان هي موت أحد والديه وهو لايزال صغيرًا.
- لا يوجد شيء في الحياة أسوأ من الفقر!
- لا يوجد شيء يحوّل الحياة إلى كابوس دائم من الحزن والشقاء مثل الفقر.
- من يظن أن الصغير لا يدرك مغازي كلمات الآخرين ومعانيها ولا يختزنها في ذاكرته فهو واهم.
- نسيان التعاسة سهل حينما لا نكون وحدنا التعساء.
- لذة طعام الماضي على قلته، والفرح بلباس الماضي على رخص ثمنه، يرجع إلى الندرة مع صعوبة الحصول عليهما، فالفرح الصادق بالقليل شعور يفقده المتخمون بالنعم، وهذه العبارة وحدها من روح مقولات الخريجي وليست من نصه.
- لا شيء يجمع القلوب وينمي الحب بين الناس مثل مشاركتهم مع بعضهم في السراء والضراء.
- لا شيء في الحياة يضاهي متعة يشعر بها المرء حين يستيقظ من نومه فيدرك قدرته على البقاء في الفراش دون أن يتعارض ذلك مع واجب يحتّم عليه النهوض مباشرة.
- تذكر الطفولة والكتابة عنها محاولة لاسترجاع بعض مباهجها وإعادة تجربة معايشتها.
- نبضات القلوب لا تخضع لمنطق!
- يزداد الطلب على أيّ شيء عندما يشعر الناس أنه نادر.
- خلق الإنسان ومعه إرادة جبارة تقهر الصعاب.
- وهب الله للإنسان القدرة على التكيّف.
- تنتاب المؤمن مسحة حزن على فراق رمضان لا يهونها إلّا فرحة العيد، ولمّ شمل الأسرة، ورجاء القبول.
- في الماضي كانت لحظات الوداع شيئًا يُحسب حسابه.
- يتصرف الإنسان بطرق متباينة حسب مرحلته العمرية.
- لا يمكن أن نحكم على شيء بطريقة صحيحة إلّا بعد معرفة ضده.
- لا أجد سخافة أكبر من سخافة عيد الأم التي تلقفناها من الغرب.
- كلّ إنسان يحتاج إلى أم مهما كبر سنه.
- يمر الإنسان بعدة مراحل فكرية متناسبة مع عمره.
- على الزوجة أن تخفف على زوجها دومًا من وطأة هموم الدنيا.
- يستطيع أيّ شخص أن ينجز أعمالًا كثيرة لو قرر أن يقوم بها، وهي فضيلة آمل أن يتمسك بها أبناء الجيل الحالي.
- عندما يبلغ الرجل الستين يميل إلى اختصار أو هجر كثير من نشاطاته.
- المتطلبات التي لا غنى لمسؤول المراسم الملكية عنها ثلاث هي: التحفظ، والتيقظ، والتأهب.
ماورد أعلاه هو أهم ما رصدته خلال القراءة، وهي كلمات ذات قيمة لأنّ المؤلف من آخر جيل عاش حياتين مختلفتين تمامًا منذ ميلاده عام (1935م)، ولذا كتب سيرته لأولاده والمقربين منه حتى لا ينسوا جذورهم، وكي يعرف جيل اليوم صورة عن معيشة آبائهم حسبما كتب المؤلف في مقدمة الطبعة الأولى. بينما أبدى أبو نزار في مقدمة الطبعتين الثانية والثالثة انبهاره من فخامة استقبال المجتمع الثقافي للكتاب الذي حال دون نسيانه فوق الرفوف، وأرجع ذلكم الصدى الكبير الذي تبع تسويق مذكراته إلى الالتزام بقدر من الصراحة والصدق فيها.
وربما أضيف مع الصراحة أشياء من ضمنها عفّة قلم المؤلف فلا يخشى منه على الحياء، وإنصافه للشخصيات الواردة في كتابه، والدعاء حتى لمن أغلظ عليه في صباه. وتوقيره لمجتمعه فلم يتندر به أو يستنقصه مع أنه عاصر جيلين بينهما تباين عريض واختلاف كبير يستفز بعض الموتورين لقول ما لا يحسن بكبارهم وبيئاتهم. ومن أسباب رواج هذا الكتاب سلاسة أسلوبه، ووصفه الأدبي الجميل للغربة، وكشفه خفايا النفس وخلجاتها، ولطافة تصريحاته وإشاراته. كما يبدو في الكتاب تحليل رائق للمجتمعات وسيرورتها، وفيه خفة ظلّ، ولغة ساخرة، وحسٌّ فكاهي محبب للنفس، وموهبة روائية لا تخطئها ذائقة القارئ، واستطراد رشيق في بدئه وختامه.
ومما يزيد الكتاب في المزايا والنفاسة، ذلكم العبق التاريخي من خلال وصفه الدقيق وحديثه الطويل أحيانًا الماتع دائمًا عن مواقع قديمة أزيل بعضها الآن سواء في القريتين بسورية، أو في المدينة النبوية، وقلعة هندي بمكة، والرياض القديمة، إضافة إلى ما رواه من مقتطفات عن سكاكا وحائل، وطرق السفر البري، مع الشهادة التفصيلية على جمال قاهرة الخمسينات الميلادية، ونقل مشاهد الحياة في بريطانيا وأمريكا أوائل سنوات الابتعاث إليهما.
كما يستند نجاح هذه السيرة المكتوبة إلى غزارة المواقف فيها، سواء ما يخصّ الفتيات في الريف وحول الآبار، أو في الجامعات على مدارج الكليات، وفي الفنادق أو فوق السفن الضخمة، ويتبعها طرق تعامل الشباب معهنّ ببراءة نادرة، أو بحثًا عن أُنس، أو لأجل الحبّ بمعناه العذري أو بمعناه الذي نبّه إليه شاعر ألمانيا وكاتبها “غوته”، وهو حبّ استدعى طلب المذكرات الدراسية من جميلات الطالبات فقط، وإطالة النظر إليهنّ والتغافل عمّا ما يقوله المحاضر، والوقوف في طريق عبورهنّ. وأشدّ شيء أحدثه هذا الحب أن يقتلع المرء زائدته وما جرى من تبعات ذكرها المؤلف بصراحة طريفة على مرارتها، أو أن يبحث العاشق عن محبوبته بعد ثلاثين عامًا فيجدها عجوزًا تالفة! علمًا أن أحاديث البنات في هذا الكتاب مكسوّة بلغة محتشمة متحفظة رزينة؛ بل لم يصرح الكاتب إلّا بعدد قليل من أسماء النساء المذكورات.
أيضًا من قصص السيرة الخريجية وقائع مرعبة مرتبطة ببعض الحيوانات مثل الكلاب والضباع، وسفر ليلي مخيف أو في النهار تحت أشعة الشمس الحارة، ورحلات بحرية كادت أن تودي بركابها إلى الغرق تحت الماء، وحماه الله فوق ظهر السفينة من مكر غاوية لعوب أرادت أن تغرقه بأحضانها لولا لطف الله حتى رمقته بشرر من عيونها المستنكرة وهم على شاطئ الوصول. ومن المفزع سرقة بعض أحجار المقبرة ليلًا، وحافلة الطلاب التي هوت بمن فيها إلى وادٍ سحيق فسلموا إلّا طفلًا، ومشقة العودة من سورية إلى المدينة مرورًا بصحراء شمال المملكة، وتعطل اللوري حتى أدرك العطش المسافرين فاضطروا لشرب ماء مرٍّ تعلوه طبقة من الخنافس! ويزداد ثقل الحال بعواصف لا تهدأ، وإشراف على الهلكة، مع بكاء الأم التي هجرت واحات الشام إلى صحراء قاحلة.
ومن قصص الكتاب تكرار تصاعد البخار الشبيه بآثار الطبخ، فكان ماء يغلي لغسيل الثياب، أو علامة على احتراق الطعام في بداية الزواج لأن عقيلته من بيت مترف وهي غير معتادة على الطبخ! ومنها الخطأ الذي أدى إلى أكل الجرذي وكلاوي الخنزير! وتعليق إحدى رفيقات والدته بسورية على صورة المؤلف الجميلة وهو طفل بقولها البعيد عن اللطف والكياسة: صورته حلوة مع أنه مثل العفريت! وفيها حكايات الاشتراك بغرف أو شقق أو رحلات أو تسوق أو السفر الصحراوي في صندوق لوري مع الخشب والماعز، ومن أعجبها ربع الدولار النّاجي من مصاريف السياحة وبواسطته هُزّ السرير ليلة كاملة!
كذلك من طريف ما سرده الكاتب أنه أوصى زميله المصري أن يرسل له درجاته في السنة الأولى من الجامعة؛ لأن منصور سيسافر دون انتظار النتيجة إلى سورية ثمّ المدينة، وحين وصل للمدينة وجد رسالة من زميله ففتحها وصعق بخبر رسوبه بجميع المواد مع نصيحة المرسل لمنصور بالصبر وتغيير التخصص لأنه لم يُخلق لدراسة اللغة الإنجليزية! وعندما بدأت الدراسة في السنة الثانية تفاجأ الخريجي بأنه ناجح في المواد جميعها، وحين استوضح من زميله أخبره أنه سافر دون أن يتابع النتيجة، وكتب رسالته بناء على أغلبية الظنّ لديه حسب تقييمه لمستوى زميله الدراسي!
ومما قد يستغربه الناس في الكتاب أن الجنيه المصري زمن دراسته يكفي لثلاث وجبات مع بقاء بعض القروش، وأن مهر أم نزار كان ربع الجنيه ونترك للقارئ حرية تقدير ماذا يفعل الجنيه الواحد! وفي الغرائب أن البيض غاب عن فطور فندق نمساوي ولم يفهم طاقم المطعم ماذا يريد الخريجي وصاحبه حتى وإن قلّدوا صوت الدجاج! ومنها أن سيارة د.عزت خطاب غدت مثل الضبع تسير في اتجاه واحد ولا تلتفت، وأما سيارته التي لم يهنأ بها وكادت ان تهلكه وأسرته فقصة أخرى مع ما لحقها من أحداث المستشفى. وقد يلفت النظر أن الإنجليز في ستينات القرن العشرين يربطون بين العربي الملون والإرهاب؛ ودلالة ذلك أن هذه الأحكام المعلّبة مغروسة في ثقافتهم بغضّ النظر عن أيّ حدث، ومن نافلة القول أنها نظرة ستبقى بحمولتها التاريخية الثقيلة مهما حاولنا إبداء النعومة والرخاوة لهم.
أما مواضع الصراحة في السيرة فسمة ظاهرة منها الخلافات التي تلاحق العرب حتى وهم قلة غرباء مستضعفون! ثمّ الاعتراف بسبب إخفاقه في نيل شهادة الدكتوراه بعد دراسة أربع سنوات مضنية لم تشفع له بالنجاح في الاختبار الشامل، ولم تفلح جهود الملحق الشيخ عبدالعزيز المنقور في ثنيه عن قطع الدراسة والعودة إلى المملكة، ليزيد من جرعة الصراحة بالحديث عن مجتمع الدكاترة في الجامعة؛ وهو مجتمع متحيّز لهذه الدرجة العلمية مع أن مستواه في اللغة لا ينقص عنهم، وربما أربى على بعضهم.
ثمّ يشاء الله بعد قضاء سنة واحدة في التدريس الجامعي، وبعد تنفيذ تجربة وحيدة في الترجمة الملكية، أن ينتقل الكاتب عام (1388=1968م) للعمل في الديوان الملكي مترجمًا مع الملك فيصل، ويستمر في العمل مع الملوك وأولياء العهود والأمراء حتى أصبح نائبًا لرئيس المراسم الملكية بضعة عقود. ويُحمد للمؤلف حديثه عن هذه التجربة التي أحجم عنها الآخرون بما فيها من رهبة ومواقف وتوجس، وهي خبرة يجب توريثها، وأمانة ينبغي أن تؤدى للأجيال.
فمن المواقف سقوط القروش الحديدية من جيب ثوبه المنخرمة، ووقوعها بعد جولة دوران أمام الملك فيصل خلال مراسم استقبال سفير، وعقب الفراغ طلب منه الملك أن يجمع قروشه! وفيها مواقف محرجة مع الترجمة داخل البلاد وخارجها، ومن أطولها رحلة طاف بواسطتها العالم مع الوفد الملكي. ومن أصعب الأحوال عندما يكون الطرف الآخر مسهبًا في الحديث مسترسلًا ولا يتوقف بين الجمل؛ كي يعطي للمترجم فرصته في الفهم والأداء. ومن طريف ملاحظاته وفرة الشعراء في موريتانيا، وأن حضور حفل الاستقبال هناك استلقوا على الأرض، وتوسد بعضهم أفخاذ بعض بمجرد انتهاء الحفل! ومنها أنهم وقعوا في حيص بيص من تشابه الصينيين حينما كانوا في زيارة رسمية لبلادهم، والمضحك أن أهل الصين لحقتهم المعاناة من تشابه أعضاء الوفد السعودي فيما يرون!
ولحضوره الدائم أصبح منصور الخريجي من ثوابت شاشة أخبار التلفزيون اليومية تقريبًا، واسمًا يتكرر ذكره في أيّ استقبال أو زيارة ملكية. ومن نبل الرجل أنه لم ينس تشجيع الشيخين محمد النويصر وعمر السقاف له مع بدايات عمله في الترجمة، وما أوصوه به حتى يكسر حاجز رهبة الاقتراب من الملك؛ تلك الرهبة التي جعلت كأس الشاي يكاد أن يسقط من يد ضيف لولا أن الملك أمر الخريجي بالتقاطه، وهي هيبة أوقعت المترجم في لحظات سكوت قصير كأنما أُرتج عليه، أو غاب عن الوعي للحظات يسيرة حتى تماسك وأجاد في مهمته.
بينما يظهر في الكتاب أثر الأسر العريقة وعنايتها بأفرادها، وأهمية الأسرة الممتدة في التواصل والتواصي والعون. وقبلها عظمة منزلة التماسك داخل البيت، حتى أن المؤلف أحب الشتاء والليل بفضل أحاديث السمّر العائلية منذ صباه الباكر الذي أمضاه في بيت من غرفة واحدة ذات وظائف متنوعة. ويدخل ضمنها القيمة التاريخية لبعض المواضع مثل قصر آل الخريجي في المدينة الذي استضاف جميع الزعماء المسلمين الذين زاروا المدينة في عهد الملكين عبدالعزيز وسعود، ويأسف المؤلف أن البيت هدم ولم يُحافظ عليه.
إنّ هذا الكتاب الماتع المفيد ليقدم أنموذجًا محليًا وعربيًا رفيعًا في فنّ كتابة السيرة الذاتية، ونشر الخبرات الحياتية، وإبراز المواقف بأنواعها، ولذلك حظي بكتابات كثيرة عنه بمجرد صدوره، ولايزال تداول نسخه أمرًا ملحوظًا سواء في بعض المكتبات أو عبر نسخ إلكترونية آمل أن تكون شرعية أو مأذونًا بها من صاحب الحقّ. والله أسأل أن يجعلها من عاجل بشرى كاتبها، وأن تكون له لسان صدق في الآخرين، وأجرًا باقيًا عند الله الرحمن الرحيم، إذ وثق بقلمه نفائس لم تقلها الوظيفة فقط، بل استلّها ببيان واضح خالٍ من الغبش، مستعينًا بعد الله بخبرة عميقة في النفس، والمجتمع، والحياة.
أحمد بن عبدالمحسن العسَّاف-الرياض
ليلة الخميس 08 من شهرِ شوال عام 1442
20 من شهر مايو عام 2021م
2 Comments
دعني أخبرك سرًا..
لم أكن يومًا على علاقة بالسير الذاتية، لا أعرف عنها شيئًا.. لا أستهوي البحث فيها!
بعد مقالتك هذه” الخريجي يرصف بديع القول!”،
استحثيت خطى الروح لأن اقرأها لأجلك فقط! فقط لأجلك لأني أثق بك تمامًا..
قرأتها بعد أن بُعثت إليّ من “الشخص الأحب والأقرب لقلبي”،
قرأتها فحدث لي ارتجاجٌ خفيف ولطيف ، أصابني دوارٌ تقع معه في عذوبة جميلة، التباس يحدث أثناء قرأتها أشبه بالسحر، يرغمك على ألا تتوقف بل تستمر حتى تنهيها!
كتابته لهذه السيرة إبداعية فيها شفافية وعمق وأصالة!
شكرًا لأنك يومًا كنت السبب في قرأتي لها، وشكرًا لأنك أدخلتني عالم لذيذ حينما وقعت عليه”
السير الذاتية”، لن أخرج منه قطعًا!
لكن لتسمح لي كاتبي الأثير، سوف أعطيك سرًا آخر عليك طيّه في كتمان المدونة، بيني وبينك ومن يقرأنا،
الحواس معك ومع مدونتك نختبر معها نعمة المعرفة الأولى! مذاق الطعم الأول! كنز اختياراتك المتميزة للسير الذاتية تتسلل إلى الأعماق حيث تثوي التجربة الأولى في كل شيء لم نستطعمها إلا بين يديك ، وثق بأن كتاباتك لن يبطل سحرها وإغواؤها وجاذبيتها يومًا بل ممتدة تلامس وتين القلب ، هنا روعة السر واستعصاؤه، مما يجعلنا منخطفين تمامًا معك ومع كل ما تكتب!
إنا لله وإنا إليه راجعون: توفي معالي الأستاذ منصور الخريجي يوم السبت 08 من شهر ربيع الأول عام 1445 الذي يوافقه 23 من سبتمبر عام 2023م، والله يرحمه.
غفرر الله لأبي نزار، فقد اتصل بي غير مرة شاكرًا على المقال أعلاه، ومتحدثًا في أمور أخرى. وكتب النص أدناه تعليقًا على ماكتبته عنه في تويتر سابقًا منصة إكس حاليا، وهذا النص كما هو علمًا أنه كتبه قبل ان يتواصل معي هاتفيًا:
شكرا على كلماتك البديعة اخ احمد العساف- واحب قبل ان استرسل اسال ان كنت من عاءىلة ناصر العساف الذي كان صديقا حميما لوالدي في سوريا واذكره وانا طفل- ثم عاد الى المملكة وصار مديرا للمرور على مااعتقد. انا عن كتابي السيرة الذاتية فقد لقي قبولا لم اكن اتوقعه من القراء!!