سير وأعلام

عبدالعزيز المنقور: ملهم المبتعثين

Print Friendly, PDF & Email

عبدالعزيز المنقور: ملهم المبتعثين

هو حظٌّ كبير لوطنه الذي يمثلّه، ولحكومته التي يعمل باسمها، وللمبتعثين الذين عاصروه وخدمهم، ولمؤسسات حكومية ابتعثت أو استقبلت، ولمجتمع استفاد من علم أبنائه وبناته، وهو كذلك لأسرته التميمية العريقة التي تزداد به فخرًا، ولنفسه حين يملؤها بالرضى والأنس وقرار العين بعد سنوات من التفرغ لغاية نبيلة عامة ليس فيها مآرب شخصية، ولا مكاسب ذاتية، حتى أصبح علامة فارقة في تاريخ الابتعاث إلى يومنا الحاضر، هذا عدا كونه رجل دولة من طراز آسر بأعماله، وخصاله، ومجلسه، وأحاديثه، فهو ملهم حينما أشرف على العمل، وملهم بمسيرته الناصعة، وملهم كلما استذكره أيّ ملحق، أو دبلوماسي، أو مبتعث، أو موظف في خدمة عامة.

ولن تقع هذه الصفات إلّا على الأستاذ الشيخ الوجيه عبدالعزيز بن محمد بن عبدالكريم المنقور المولود في حوطة سدير عام (1348)، وهو أول ملحق ثقافي سعودي في أمريكا، إذ سرد بضعة عشر عامًا متواصلة (1381-1397=1961-1977م) في عمله المجهد حتى غادره تاركًا أعطر ذكرى في نفوس موظفيه وفي قلوب وعقول خمسة وعشرين ألف طالب وطالبة من الدارسين فضلًا عمن ورائهم من إنسان أو كيان أو مكان.

ومصداقًا لما سلف، تعاونت جمهرة من هذا العدد الضخم لتكريمه بعد خمسة وثلاثين عامًا من تركه لمنصبه في الملحقية ضمن حفل وفاء برزت فيه الكلمة الصادقة المكتوبة والمنطوقة، ومن خلاصاتها الصادرة عن علماء وأمراء وكتّاب ووزراء وأكاديميين ورجال أعمال في مقال أو لباب أو تعليق أن الأستاذ المنقور كان في مقام الوالد للمبتعثين، ولأجلهم جال في أرجاء الولايات المتحدة دون عجز أو ملل، وخرج المبتعثون من مشاهدة جهوده المتينة، وملاحظة حرصه العميق، بشكر بلادهم أن اختارته مشرفًا على شؤونهم ومسؤولًا عنهم؛ فأيّ مكسب للبلاد وحكومتها إذا منح موظفوها الكبار وممثلوها الأهم مثل هذه المشاعر لمن يتعاملون معهم؟

كما توافقت الآراء في نعت شيخ الملحقية مطبقة على أنه غير إقليمي ولا متعصب، ويمارس دور الأب الصديق وليس الأب الوصي، وأنه مربٍّ ومرشد معدنه من ذهب خالص، ويتمتع بمرونة إدارية وفكرية، مع حضور دائم بإشعاع وبهاء ورصانة، وأضافوا بأنه يتكلم بمشاعر الشباب المبتعث ودوافعهم، ولا يبدو أثناء تنفيذ مهامه مثل المراقب أو المعاقب؛ ولذلك فصنوف رعايته لا تعدّ ولا تحصى، حتى غدا قريبًا من الجميع، وله معهم ذكريات حلوة لا تنسى؛ لأن نشاطه المتواصل أورثه علمًا تامًا بأحوال الطلاب فعرف ما ينفعهم، وما يشغل أذهانهم.

أما منهجه الإداري والتربوي فيقوم على نبذ التعقيد، وسرعة اتخاذ القرار المناسب، والوقوف الميداني على الوقائع بنفسه، وتنفيذ زيارات متكررة للطلبة في جامعاتهم وأماكنهم، والتواصل معهم مهنئًا ومشجعًا وداعمًا ومواسيًا، وتحاشى إبان عمله فصل الطلاب أو إنهاء البعثة، واجتهد كي لا يرجع أيّ دارس بفشل وإخفاق، ولتحقيق ذلك أقام صرحًا من علاقات وثيقة مع الجامعات والأجهزة الحكومية الأمريكية حتى عرفته المستشفيات، ومراكز الأمن، والمحاكم، والفنادق، فضلًا عن المصارف، والمعاهد، والجامعات، والمطارات، وشركات السفر والشحن.

وكم من طالب بحث له عن قبول في مدرسة لغة أو كلية، وإذا تعثرت جامعة أو حذف اعتمادها بادر لنقل طلابها إلى جامعة أنسب، ولطالما تحولت شقته في منهاتن المكونة من غرفتين فقط إلى فندق متاح للطلبة؛ فيقيمون فيها مددًا متفاوتة دون ظهور علامات عليه تنبئ عن ضجر أو منّة حتى تنتهي إجراءات الطلاب الضيوف، وذات مرة دفع من جيبه ثمن طباعة رسالة دكتوراة لطالب وهذا ليس العون المادي الوحيد للمبتعثين من ماله الخاص، وقرّر الموافقة على إجراء عمليّة جراحيّة عاجلة وخطيرة لطالب دون الرجوع للوزارة أو لأسرة المريض؛ لأن الوقت لا يتسع لذلك، وصرف من حسابه للمستشفى ستة الآف دولار وهو لا يضمن تعويضها من الحكومة.

كذلك من سماته الإدارية المرونة وابتغاء صالح الطالب، وظهر ذلك في مواقف منها تفسيره لقرار بعثة طالب للدراسات العليا بأنه يشمل الماجستير والدكتوراة من غير رجوع للوزارة التي ابتعثت الطالب، ولو سألها لكان من شبه المؤكد أنها سوف تكتفي بالماجستير فقط! ومن حنانه وتحريه الأصلح أن سعى لتسجيل البنات المبتعثات في جامعات متقاربة مكانيًا ليأنسن ببعضهن زمن الغربة، وأصرّ على صرف مكافأة للمتفوقين كي يفتح باب التسابق والاقتداء، وساعد في ضمّ الدارسين على حسابهم إلى البعثة، وقد يتملكك العجب من دبلوماسي يستضيف طلابًا لا يعرفهم في مسكنه الصغير، ويستقبل بلا غضاضة عجوزًا في المطار جاءت تزور ابنها في أول سفر دولي لها، وهي مشاهد متكررة إذ روى عنه غير طالب بأنه استقبله وأوصله لمطار أو فندق أو جامعة أو حتى لمصعد العمارة.

وحين طلب منه مسؤول قطع بعثة طالب وشيك الانتهاء من الدكتوراة أبدى اعتراضه لأن المدة المتبقية قصيرة، فرد المسؤول بلهجة أشد وأعنف بما حاصله أن نفذوا دون نقاش؛ فتأخر المنقور في إجابته حتى أنهى المبتعث دراسته وتحصل على الدرجة العلمية التي كادت أن تفلت منه بسبب وشاية أو استعجال ذي قرار أو حتى بسبب خطأ عابر من شاب لا يستلزم هذا الإجراء القاسي، وفي صنيعه هذا بصيرة إدارية، وشجاعة قلب، وحسن ظن، وصفح جميل، وحفظ للجهود والأموال المصروفة، ولربما أنه تذكر وشاية لئيمة قديمة قطعته عن العمل، وأوقفته عن الحياة شهرين متتابعين، ولذلك لم يرفع بالوشاة والمتأثرين بهم رأسًا.

كما تفهّم أبو محمد جنوح بعض الطلبة إلى اعتناق مذاهب سياسية أو أفكار لا تتوافق مع بلادهم وثقافتها، فعمل على استصلاحهم برفق وشفقة وأناة، ونجح في ذلك كثيرًا، واستطاع منع طالب من اللجوء إلى السفارة الإسرائيلية إثر غضبه من إجراء رسمي يخصّه، واسترجع شابًا غرًّا بعد أن شارف على الخروج من دينه بنزق الشباب وعجلتهم وبعدهم عن الرويّة، وحال دون سجن طالب مشاكس ذي مكائد وطرف، وفعل ذلك كله بصمت وسكينة ولم يهتبلها فرصة لإثبات الولاء، أو سببًا لكتابة التقارير القاتمة.

من مواقفه أيضًا التي رواها لي بعض المبتعثين في عشر السبعينات الميلادية، أنه قابل طالبًا قادمًا من المملكة إلى إحدى الولايات فقال له هذه الولاية لا تناسبك، وأخبره بالأفضل له، ثمّ رآه مرة أخرى وعرف منه بأنه حضر بعض المنتديات التي يشارك فيها طلاب عرب من المتأثرين بالمدّ القومي واليساري فنهاه عن غشيان هذه اللقاءات، وحين اتصل به أربعة طلاب يدرسون اللغة محتجين على أحد موظفي الملحقية لأنه اختار لهم ولاية باردة جدًا خلافًا لطلبهم؛ سألهم عن أسمائهم والولاية التي يرغبون في الانتقال إليها، وأخبرهم من فوره بأن تذاكرهم في المطار، وقبولهم مضمون في الولاية الأخرى مما أثار إعجابهم وتقديرهم لتفاعله ولطفه، وعندما علم عن شجار ثلاثة مبتعثين مع شباب أمريكان وقف على الواقعة بنفسه، وتابع ترتيب علاجهم؛ ثمّ فرقهم على ولايات أخرى، ورفض قطع بعثتهم.

لذا ليس بكثير أن يقال عنه بأنه وإن لم يكن حينذاك زوجًا ولا أبًا فقد كان في موضع الأب الحنون، والصديق الأمين للكافة دون استثناء طبقي أو مناطقي أو مذهبي أو فكري، وسلم في تعاملاته من العقد والحسد والاحتجاب المؤذي عن ذوي المصالح والحاجات، ولم يكلّف نفسه عناء تتبع النوايا، ولا شقاء التنبيش في خاصّة الأفكار والأعمال، وأدى أمانته على وجهها التام بلا تسلّط ولا تشدد ولا تهاون ولا مركزية، وابتدع منهجية التجاوز الإيجابي، وحمى بحكمته وقربه كثيرًا من الطلبة من شرور أنفسهم كي لا يعودوا للوطن عالة خائبين محطمين.

ولأجل هذه الخصال النبيلة تواتر الثناء عليه، فالملك فيصل استقبله في مقر إقامته بالفندق ضمن عدد محدود  من موظفي الحكومة في أمريكا، وطلب من نجله الأمير تركي أن يقدّم القهوة والشاي لهم، وناداه الملك خالد قبل أن ينزل من سلم الطائرة إبان زيارته لأمريكا فصعد المنقور قبل أيّ أحد، وبعد السلام والتحية أعطاه الملك أوراق أحد أبنائه طالبًا منه تسجيله في جامعة يرتضيها، وكان الملك خالد يتفقد أحوال المنقور ويسأل عنه وعن سبب تأخره في الزواج.

بينما أوصاه الملك فهد على الطلبة واصفًا إياهم بأنهم أبناؤه، وهكذا فعل الأمير نايف، وعدد كبير من الأمراء والوزراء والوجهاء وعامة الناس، حتى قال رجل لزوجته التي أدركها الخوف على مبتعثيها: لا تخافي أبدًا على ابنتك وابنك مادام المنقور ملحقًا، ووكلّه آخر بتزويج ابنته المبتعثة، وطلبت إليه أسرة فتاة اصطحابها للمطار حتى تعود لحضور عزاء والدها، ومن طريف المتابعات أن أمير الخبر الشيخ الكبير تركي بن ماضي اتصل به طالبًا منه العناية بكريمته المبتعثة، فاستثمر المنقور الطلب لينتزع من الماضي اعترافًا بأن حوطة سدير أهم من روضة سدير؛ وللحكاية بقية صيّرت الاعتراف مؤقتًا ومنقوضًا!

وما أعذب ما رواه ضيوفه وزواره عن طلاقة وجهه، ونداوة يده، وكرم نفسه، وبسمة محياه، فلضيف المنقور في نيويورك مكانة فريدة، فهم معه في مكتبه صباحًا، يشهدون تعامله مع الطلبة والمراجعين، ويصحبهم وقت الغداء إلى مطعمه المفضّل في مبنى الأمم المتحدة على نفقته مع أنه لا يملك إلّا راتبه، ويصر على عمران المائدة بصنوف طيبة من الطعام والمشروبات، ويرتب لهم في المساء برنامجًا يضم الثقافة النافعة مع السياحة الماتعة ويرافقهم مالم يحبسه عمل أو شأن طلابي، وممن دوّن ذكرياته مع ذلكم التفرّد المنقوري الأستاذ أحمد علي الكاظمي، والأديب محمد حسين زيدان.

ثمّ إني بعد ذلك أتجرأ على تفسير هذا السلوك النقي الممتد مثل خطٍّ مستقيم دون أن ينحني ولو مرة واحدة، فأول سبب بدا هو أن الشيخ عبدالعزيز يرث عراقة أسرته في العلم وخدمة المجتمع فلا غرابة من منقوري أن يصبح كذلك، والثاني أنه أحب بلاده بإخلاص صادق وسعى لعكس هذه المحبة في أعماله التي كان أجلّها وهو على رأس الملحقيّة التي استأثرت بنفسه ووقته كله؛ حتى قطع لأجلها أعمالًا يحبها مثل دراسة اللغة، ولم يفكر بمواصلة الدراسة كما فعل ويفعل غيره لأن همته تسامت لأجل موطنه ومواطنيه، ومن هذا الباب تركه الخوض في تجارة الأسهم التي نصحه بها الشيخ الثري سليمان العليان لأنها سلبت منه بعض تركيزه على أهم شيء في يومه ووظيفته.

وثالثها أنه عشق التعليم والقراءة منذ صغره واستمر معه هذا الهاجس فحمل بين جنبيه تقديرًا لكل من يطلب العلم ويسعى في سبيله، وازداد إيمانه الراسخ بأن التعليم هو الطريق الآمن الأكيد للنهوض والرقي، وليس أنفع للبلاد والعباد من العلم وشؤونه ومعاهده، ورابعها أن الله أنجاه من بلاء الحسد والفئوية والتصنيف فأوقف نفسه ووقته وجهوده ونشاطه لإعانة أيّ طالب دون أن يعرف اسمه أو منطقته، ومن غير أن يتأثر بهيئته أو بما يتوقعه له مستقبلًا.

ولقد كان يشتغل بفكره ولسانه يده وأذنه في آن واحد كما وصفه زواره، ويتعامل بلطف وجدية وحزم حسب الموقف دون الالتزام بطريقة واحدة مع كلّ شأن، ولم يلتفت للرسميات والوقت فهو آخر المغادرين لمكان العمل، وأول من يصل إليه حتى سألته متصلة حين أجابها: هل أنت عامل النظافة؟ ومع أنه لم يكن عامل نظافة بمعناها الحرفي إلّا أنه بمثابرته وإحسانه وحثيث متابعته شارك في إكساب المجتمع القدرة على بلوغ مرتبة النظافة بمعناها العام بواسطة كفاءات ممن أثروا إيجابيًا بفكرهم ونهجهم الإداري والتنموي، أو بلغوا مناصب وزارية فما دون، أو أصبحوا أصحاب أعمال ومنجزات ومشاريع ضخمة، فلا غرو أن يكون يوم الاحتفاء به قبل أعوام مضت مناسبة التقى فيها جمع كريم كبير من العلماء والمسؤولين والوجهاء والأثرياء، وكلهم جاء يسعى طوعًا وبسعادة سابغة ليلقي التحية على الملحق الكبير الذي لا يُسبق، والله يمتع به في حياته الباقية، ويعظم له المثوبة يوم أن يلقاه.

أحمد بن عبدالمحسن العسَّاف-الرياض

ahmalassaf@

الاثنين 18 من شهرِ صفر عام 1442

05 من شهر أكتوبر عام 2020م  

Please follow and like us:

11 Comments

  1. بارك الله الشيخ الوجيه عبد العزيز بن محمد بن عبد الكريم المنقور. والد المبتعثين ذكورا واناثا . نعم الوالد في الغربة . امد الله في عمره . ومتعه بالصحة والعافية وكثر الله من امثاله

      1. رحم الله الوالد الشيخ عبد العزيز المنقور ، لحقت عليه عندما كنت طالبا في امريكا فتره السبعينات الميلادية ، وتشرفت بمقابلته .
        وكانت تلك الفتره هي فتره ذهبية شهدها الابتعاث .
        والله تعجز الكلمات عن الكتابة عن والدنا الشيخ عبد العزيز
        ربي يرحمه ويغفر له ويجمعنا معه في جنات الفردوس الاعلى امين

  2. اننى لم الحق على عصره ولكن كانت سمعه عطره من الطلبه الذى كانوا على وشك التخرج ونحن فى بدايه المشوار حيث انه كان الاب والمعلم والصديق وكان الطلبه يطلقون على عصره العصر الذهبي مع ضعف المرتبات ولكن حسن التدبير حتى ان احد الاخوه رحمه الله كان يروى لى قصص عجيبه وغربيه لايمكن الاب يعملها لابنائه ويعملها الشيخ عبدالعزيز كان يركب الطائره من مقر الملحقيه الى الولايه التى فيها الطالب المتعثر ويضع الامور فى نصابها ويرجع الى مقر عمله وكأن شى لم يكن حتى اننى سمعت من احد الطلبه انه كان يسدد بعض ديون الطلبه من جيبه الخاص وقال لى احد الإخوه رحمه الله انه تعثر فى بدايه دراسته واوشك على الضياع وانتشله الشيخ عبدالعزيز الى احد الجامعات القريبة من الملحقيه ليكون قريبًا منه فتخرج بامتياز وحصل على البكلوريس واتبعها بالماستر ومن ثم الدكتوراه فقررت فى نفسى بعد رجوعى من البعثه مقابلة هذا الرجل التى وسعت سمعته والثناء عليه الافاق ولكن بعد رجوعى كثرت مشاغلى وانستني ماكان بخاطرى ولكن احسن حظى اننى عملت مع احد الاخوه البنانيين وحصل فى احد المرات ان تاخر البنانى عن موعد كان مقرر معى واعتذر بانه كان ضيفا عند الشيخ عبدالعزيز فكانت صدفه خير من ميعاد ففى اليوم الثانى حللنا ضيوفا على حبيب الطلبه ووالدهم جزاه الله خير الجزاء
    ابو عبدالعزيز

  3. توفي الملحق الكبير قدرا وأثرا الأستاذ عبدالعزيز المنقور يوم الخميس 23 من شهر رجب عام 1443= 24 من شهر فبراير عام 2022م، وسوف يصلى عليه عصر غد الجمعة في جامع الجوهرة البابطين شمال الرياض. غفر الله له ورحمه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

X (Twitter)