إدارة وتربية مواسم ومجتمع

 كلمة في حفل حلقات جامع الرّحمة*

Print Friendly, PDF & Email

 كلمة في حفل حلقات جامع الرّحمة

 الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا ونبينا محمّد وعلى آله وصحبه، وبعد:

صاحب السّمو الملكي الأمير سعود بن منصور بن فيصل بن سعود بن عبد العزيز آل سعود

سعادة الدّكتور عبد الرّحمن بن محمّد النّاصر وكيل الشّيخ صالح بن محمّد الرّويتع عامر جامع الرّحمة

فضيلة إمام وخطيب الجامع الشّيخ الحافظ عمر بن عبد العزيز العميقان

فضيلة مؤذن الجامع الشّيخ الحافظ عبد الله بن إبراهيم العيسى

أيها الكرام النّبلاء من الأخوة والأخوات

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد وصف الله سبحانه وتعالى كتابه الكريم في غير آية بأنّه مبارك، فهو مبارك على الأخلاق فتعلو، وعلى الألسنة فتحلو، وعلى القلوب فتصفو، وعلى العقول فتنمو، وعلى الأرواح فتسمو.

ومبارك على الأجساد فتشفى، وعلى المواضع والبقاع فتأمن، وعلى الأزمنة فرمضان أفضل الشّهور، وفيه ليلة سنيّة تفاخر بفضلها ألف شهر؛ ببركة نزول القرآن فيها.

وهذا الكتاب العزيز مبارك على العلوم والمعارف بالفتوح والفرائد، وعلى المشتغل به بلسان صدق له في الآخرين، ولازالت الأمّة تذكر بإجلال أسماء القرّاء والحفّاظ، والمفسرين والأئمّة.

ونال كلّ من خدم الكتاب الخالد بخطٍ، أو طباعة، أو منافحة، أو مساندة، شيئًا من خلوده، بل حتى الورق الذي يكتب عليه، ينتقل من أوراق عاديّة، إلى صحف مقدّسة، لا تلمس بغير طهارة، ولا ترمى ولا تهان.

كتاب وصفه الله بأنّه هدى وروح من أمره، فأيّ شرف لمن اقترب منه، وأيّ نجاة لمن أطاعه، وأيّ أسرار تتكشف لمن وقف معه؟! وهو كتاب نحتاجه ولا يحتاجنا، نحتاجه كي نحيا حياة طيّبة، ونفوز برضا الله، ولا يحتاجنا فهو محفوظ بحفظ الله له، وحين يزهد فيه أهل الأرض يرفع عنهم، فأيّ عقوبة أعظم من خلو الصّدور والمصاحف منه؟!

وفي هذا الجامع المبارك، حلقات فاعلة، عاملة راشدة، موفقة محتسبة، تربط النّاشئة والشّباب بكتاب ربّهم، فتربي نفوسهم، وتزكي أرواحهم، وتهذّب أخلاقهم، وتضبط جوارحهم، وتنضج عقولهم، بهذا الكتاب المجيد تلاوة، وحفظًا، ومدارسة، وتدبرًا، وعلمًا يتبعه العمل، بلا إفراط، ولا تفريط.

ويدرس في حلقات الجامع قريب من مئتي طالب، وشارك في الدّورة الرّمضانيّة أزيد من تسعين طالبًا، انتظموا في ستّ حلقات، وحفظوا قريبًا من ألف وجه، وراجعوا أكثر من ستمئة وجه.

وللحلقات أنشطة إبداعيّة مصاحبة، منها تنفيذ برنامج مقيم الصّلاة لتعليم الأطفال كيفيّة أداء الصّلاة اقتداءً بالنّبي الأكرم عليه الصّلاة والسّلام، وأفاد منه ستة وثمانون طالبًا، كما تجاوزت الحلقات الجامع إلى جواره؛ بترتيب مسابقة عائليّة لأهالي الحي، وهم ينتظرون المزيد، وإدارة الحلقات أهل لكلّ إحسان وإتقان.

وإنّ واجبنا المنطلق من أحكام ديننا، وحقوق وطننا، ولوازم الجوار، ومقتضيات المشاركة المجتمعيّة، أن نقف مع هذه الحلقات وأمثالها، بالدّعاء، والرّأي، والتّقويم، والمؤازرة المعنويّة والماديّة، إضافة إلى حسن الظّن، وتحمّل ما يتصاحب مع وجود أعداد كبيرة من الشّبان في مكان واحد خلال فترة قصيرة، وإنّه لأمر من الرّشد يجدر بجماعة المسجد، وله بركاته في الحال والمآل.

أسأل الله أن يسدّد الجهود، ويبارك الخطى، وأن يجعل العاقبة حميدة في العاجلة والآجلة، إنّ ربّنا سميع قريب مجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحمد بن عبد المحسن العسَّاف-الرِّياض

ahmalassaf@

الاثنين 19 من شهرِ رمضان المبارك عام 1439

04 من شهر يونيو عام 2018م

  • كلمة أولياء أمور الطلاب، في حلقات مجمّع الرّحمة، بحي حطين، في الرّياض.

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

X (Twitter)