إليهما في ذكرى زواجهما!
أسعدنا رجل كبير السّن والمقام، قوي الشخصية سديد الرأي، بزيارة مجلسنا ذات يوم، ومما حدثنا به قوله: عندما دخلت على زوجتي في ليلة العرس طلبتْ مني عهدًا لمدة عشرين عامًا، ومضمون هذا العهد ألّا أتزوج عليها، فعاهدتها. وحين تمت هذه العشرين جاءت إليّ وقالت: انتهت المدة فجدّد الميثاق؛ ففعلت! ويتبسم الرجل قائلًا: وحين اكتملت العشرين الثانية طلبت مني تمديد وعدي لعشرين ثالثة فأجبتها، وها نحن على وشك نهاية المرحلة الثالثة من الاتفاقية الثنائية ولا أدري ما سيكون من شأنها مع طلبها الفريد. رحم الله ذلكم الرجل الذي توفي منذ سنيات قليلة مضت، وحفظ زوجه؛ فبين والديّ وبينهما-رحم الله الجميع- علائق قوامها التوقير والتقدير.
تذكرت هذه القصة ونحن على مشارف الذكرى الستين لزواج أبويّ، هذه الذكرى التي تمر لأول مرة وهما من عداد الأموات، غفر الله لهما، وأفاض عليهما من رحمته، وجلّلهما بالعفو والرضوان، وأنار لهما المراقد، وبرّد عليهما المضاجع، وفتح لهم إلى الجنان أوسع المنافذ، وخلفهما في عقبهما بخير، وجمعنا بهم في دار كرامته مع المنعم عليهم. والحقيقة أني لا أعلم كيف عرفت تاريخ زواجهما بالضبط؛ فلربما أن أبي أخبرني وهو الذي يحفظ التاريخ جيدًا ويعيه فضلًا عن أيّ تاريخ يرتبط به، ويمكن أن تكون أمي هي التي أنبأتني؛ لأنها مرجعية أكيدة في الأحداث الخاصة بنا.
واليوم تطوف بي حكايات منبعثة من الذاكرة فأستعذبها وإن كان ظلالها يقطع عروق القلب ألمًا؛ فكأني بأمي وهي الفتاة الحيية الغر تخطر ببراءة إلى مجلس نسائها، وتسأل بعَفَوية خالصة كي تطمئن على صحة ابن خالها بعد أن تبرع بالدم لامرأة من أهل بلدتنا على إثر إجراء عملية جراحية لها، في زمن لم يكن التبرع بالدم فيه عملًا معهودًا؛ بل هو صنيع شجاع يشبه المخاطرة! ولربما أن النساء قد تغامزن وتضاحكن مفسرات هذا الاهتمام بنبض قلب محب، وخاطر عاطر من ذهن عاشق متيم، ولم يكن إلّا سؤالًا بلا حمولة مشاعرية من ابنة خمسة عشر ربيعًا، وإنها لحديثة عهد بالطفولة وملاعبها، غافلة كلّ الغفلة عن الرّيب ومواطنه، بعيدة أشد ما يكون البعد عن الاستعراض وصنع الفرص أو اهتبالها.
ثمّ إني أنظر من زاوية أخرى إلى أبي وهو يدلف إلى بيت خال الوالدة الذي تولى تربيتها، فيجد أمامه الفتاة البهية النضرة فجأة، فتهرب الشابة الحَصَان من مكانها حرجًا وحياء حتى يتطاير من جريها شعرها الأسود الكثيف، ولربما أنها وقعت في قلبه حينذاك، واستولت على جزء من تفكيره، فأكثر السؤال عنها، والاستخارة حول الاقتران بها، حتى رأى نفسه بالمنام وهو يعقد عليها بحضرة خالها وآخرين، وكانت رؤياه هذه إبان سفره ومعه قريب وصديق له يماثله في العمر، فتفاءل الوالد بالرؤيا، وباسم الرفيق المصاحب له عسى أن يكون أمره مع ابنة عمته رشيدًا في حاله ومآله، وحاضره ومستقبله.
وليس ببعيد أن داعي الحب الذي طرأ دون تخطيط قد طار بوالدي إلى أيام طفولته وفتوته، وهو إذ ذاك في صباه ومستهل شبابه يلاعب أقرانه في عيون الجواء قبل أن يبتعد عنهم للتجارة مع قوافل العقيلات التي سبقه إليها آباؤه وأجداده، فيعبر من جوار أولئك الفتية رجل طلق المحيا، ينتمي لأسرة كريمة عريقة من أهل البلدة، وهو مشهور بالسماحة والأمانة والعون قدر المستطاع.
ثمّ ينادي الرجل على عبدالمحسن من بين سائر الفتية، ويركبه معه ليكون رديفه، ويمازحه ويحادثه بكلام أكبر من عمره كما أخبرني والدي؛ ولكأنه قد ألقي في روع جدّنا حمد بن محمد بن عبدالله بن محمد بن علي بن إبراهيم المنيع (1311-1367) -رحمه الله- بأن هذا الفتى سيكون زوجًا لآخر طفلة من نسله الذي أفنته مصيبة الموت، ولكأن الجدّ الذي سيودع الحياة وهو في منتصف الخمسين، بينما كانت ابنته حينما فارق الدنيا في شهورها الأولى، أراد أن يعهد بصغيرته إلى هذا الفتى النابه من بين لداته وأسنانه!
ولربما أن والدي تذكر كذلك صديق طفولته وشقيق والدتي الخال المشرق علي، الذي كان من أجمل الفتيان بيد أن ألمًا في البطن نزل به فأودى بحياته وهو يستقبل مرحلة البلوغ، بعد أن استبان منه أهله وعارفوه آية الرشد، وبعد أن أحاله الألم من حمرة الورد إلى صفرة أشجار الخريف، ومن نضرة المحيا والطلعة الوضيئة إلى رهق الإجهاد وقتامته، ومن وفور الصحة إلى وطأة المرض، وكم كان والدي يذكر هذا الخال الذي يماثله في السن، حتى يصف لنا رشاقته في الحركة، وعذوبة بسمته، ورحيله السريع المبكي.
ولقد حار ولي أمر الوالدة في الخطبة وشأنها؛ فالوالد معروف لديهم ومثله لا يرد؛ لكنه وحيد والديه المشهود لهما بقوة الشخصية، والقائم بشؤونهما دون شريك، فكيف تعيش معهم الفتاة الصغيرة التي لم تشهد في سنواتها المبكرة حياة الصراع والخلاف التي لا يخلو من مثلها بيت، وكيف تتصرف وهي التي لم تخض في معمعة طبائع النساء وكيدهن؛ حتى تغدو خبيرة تحسن التعاطي مع مجتمع الكبيرات منهن؟ وهي تساؤلات ترد وأشدّ منها في زمن أيّ خطبة بلا ملامة، ولا تهمة لأحد، وإنما هو مقتضى كمال الرعاية، وواجب لأداء الأمانة.
بيد أنهم بعد استخارة واستشارة عزموا أمرهم على الموافقة خاصة حين قال لهم رجل من كبارهم وأهل الرأي والمشورة فيهم: إنه شاب عاقل متأله، ومع قوة شخصيته إلّا أن فيه من الوقار والفهم والحلم ما يجعله أهلًا لحسن الولاية ولطيف القوامة، مع وجود مساحة تفاهم كافية لديه كفيلة بوأد أيّ إشكال. وزاد في مستوى الثقة لديهم ركانة والديه وزكاة نفسيهما حتى مع قوتهما وسطوة حضورهما، وفوق ذلك التصاق أبي بأحد بني عمه الذي يتصف بالهدوء وثاقب النظر وجميل العشرة، إضافة إلى كون والدتي العروسين بنات عم درجتا أيام صباهما الباكر في بيت واحد.
وفعلًا؛ عُقد قِران عبدالمحسن وحصة بعد ثمان وثلاثين ليلة من تلك الرؤيا، وأقيمت حفلة الزواج يوم الاثنين الرابع عشر من شهر الله المحرم عام (1384) الذي كان يوافقه آنذاك يوم الخامس والعشرين من شهر مايو عام (1964م)، وهو شهر ربيع مزهر قال عنه أبو العلاء المعري بأن نفوس الورى تشتاق لأيار، وإنما الشوق كلّ الشوق-على ذمة المعري- إلى ورده! وفي تلك الليلة السعيدة لم يزر النوم خال الوالدة وراعي طفولتها عبدالرحمن بن عبدالعزيز الملحم (1343-1411)، ولم يداعب لذيذ الكرى أجفانه؛ بل اضطر لتغيير وساده الذي بللته دموعه بخروج ابنة اخته من داره إلى بيت الزوجية، وهي التي كان وجودها يؤنس الخال الذي حرم من الذرية، حتى ملأت تلك الحصة بيته بهجة وفرحًا وأنسًا.
وكانت أمي رحمة الله ورضوانه عليها وفية محبة لخالها حيًا وميتًا؛ فهو الذي رباها، وعقد قرانها بعد توكيله من ابن عم الوالدة، وكان الخال دائم الزيارة والتعاهد لها، ولربما أنه أحبها أكثر من غيرها، حتى روي عنه وعن غيره من محارمها قولهم: إنا لنجد بركة وجودها بيننا! فمن صنيع الوالدة مع الخال العناية به حيًا وشيخًا وأرملًا، ثمّ كثرة الدعاء له بعد وفاته، والصدقة عنه، والمشاركة له في أعمال خيرية ووقفية، والفرح بمن يحمل اسمه من أقاربه، وبالمسجد الذي بني له، وفوق ذلك تضع صورته الحنونة خلفية لجهاز جوالها؛ كي لا تغفل عن الدعاء له، غفر الله له وأعلى منازله.
ولنعد إلى أجواء العرس والزواج؛ ففي صبيحته يخرج والدي إلى أبويه حتى يقف على تجهيز القهوة والفطور لهما، ولم يمنعه عن ذلك أن هذا الصباح هو الأول له عقب الزواج، مع أن بعض الناس آنذاك يختفي حتى عن المسجد في بواكير أيام زواجه حياء أو خوفًا من سوء تفسير المجتمع. ولكأن الوالد أراد طمأنة والديه بأنه كان وسيظلّ لهما، ولكأنه أراد إشعار زوجه بمكانة أبويه عنده، ولكأنه أراد حسم منهج حياته بإعطاء كلّ ذي حق حقه دون إجحاف أو جنف أو جور، وهو التوازن الذي لازم مسار حياته، وساندته الوالدة في أدائه على الصفة الأكمل أيّ مساندة، ورضي منه وبه جميع الأطراف والشركاء الذين لم يكونوا من المتشاكسين.
فأمضى الزوجان حياتهما بحب فريد، وتآزر كبير، يعرفان الواجب والنفل ونقيضهما، ويجيدان التغاضي وإمرار ما يكون في تمريره نجاة من غصص الحياة، وبعدًا عن تعكير الأجواء، ودفعًا لمناكد الدنيا، فكان لها الرجل الأهم في حياتها، وكانت له المرأة الأهم بعد والدته، وأبدى كل طرف للآخر مشاعره الصادقة من الثقة والحب والتفاني في محياهما، وخلال أيّ مرض أو غياب، فكان الأب يراها له من أسباب البركة، وكانت الأم تراه لها من خير الرزق وأحسن النصيب، ومما زاد في متانة العلائق وقوة الوشائج وجود الأبناء والبنات، وتنامي حرص أبوي المشترك على ذريتهما تأديبًا وتربية وتعليمًا.
ثمّ إنه أصبح من عادتي السنوية الدأب على تذكير الوالدة بيوم الزواج هذا مشافهة كلما حلّ موعده، أو برسالة فيها زغاريد وأناشيد فرح، وكانت تأنس بهذه الممازحة اللطيفة المحتشمة، ولم أفعل هذا مع الوالد إما لأني في حياته لم أكن أعرف هذا التاريخ، أو لأني لم أجرؤ على قول شيء له، ولا يترجح لديّ رأي منهما. وقد مضت آخر ذكرى لهذا اليوم والوالدة على قيد الحياة لكنها طريحة على فراش المرض والألم، وعلى موعد مع غرفة العلميات لإجراء عملية جراحية خطرة، ومن الموافقات أن يبلغها حينذاك خبر قدوم حفيدة لها في نفس يوم زواجها!
وبعد أن عاش الأبوان العظيمان معًا ثلاثين عامًا تقريبًا، ثمّ زادت الوالدة ثلاثين سنة أخرى وحيدة تحمل لبعلها الراحل جميل الذكرى، وصادق الوداد، وتواصل له ولوالديه الدعاء وصالح العمل، وتأبى أن تنقطع أعمالهم، أو تندثر سيرهم المشرفة، ارتحلت الوالدة إلى عالم زوجها البرزخي عقب مرض حلّ بها ولازمها شهورًا متوالية، وأسأل الله الرحيم أن تكون أرواحهما قد التقت في عليين، في اليوم الخامس من رمضان المنصرم، تحت ظلّ عفو مولانا ومغفرته.
إنها لذكرى سعيدة حتى لو جلبت شيئًا من المواجع، وأدمت جدران الذاكرة التي لن تنس هذين الأبوين الرائعين أبدًا، فاقترانهما راسخ لا يخترقه شيء لا في الواقع ولا في الخيال، واستمر كذلك بلا انفصام حتى مع غياب أحد طرفيه عقودًا متوالية. وإنه لأمر قد قُدر في حدوثه وأحداثه وثماره، وسنبقى حافظين لعهوده، محافظين على لوازمه، والله يغفر لهما، ويتقبل منهما تلك الطاعات والآثار، ويجعلها لهما من مثقلات الموازين، ومالئات الصحف بالحسنات، ورافعات الدرجات في الجنان العالية.
أحمد بن عبدالمحسن العسَّاف-الرياض
الخميس 13 من شهرِ الله المحرم عام 1444
10 من شهر أغسطس عام 2022م
25 Comments
ماشاء الله تبارك الله أبا مالك
هنيئا لك بهذا المقال وبهؤلاء الوالدين غفر الله لهم جميعا وجمعكم وإياهم في الفردوس الأعلى
مقال رائع وجميل يسطر الأمل ويسطر البر ويسطر الذكرى الجميلة
نسأل الله لنا ولكم البر في الحياة وبعد الممات
أمتعتنا أبا مالك
الله يرحمهم ويغفر لهم ويسكنهم فسيح جناته
غفر الله لهما وجمعهما في دار كرامته ورفع درجتهما
وجزاك الله خيرا أبامالك
السلام عليكم وأسعد الله أوقاتك بالمسرات
رحم الله والديك ووالدينا
قصة جميلة ورائعة من أجمل ما قرأت في الوفاء وفي الحب
بالمناسبة بداية المقال قصة محرجة للرجال…
وتورطت وقرأتها على زوجتي…
فقالت هذا الزوج الصالح الله يغفر له ونعم الرجل!
ورطتنا أبا مالك
اهلا أبو محمد:
اعتذر للتوريط
وردني طلب ومقترح بالحذف
لكني لم أفعل…
رحمهما الله وغفر لهما
وأخلف في ذريتهما خيرا يارب العالمين ❤️
اللهم اغفر لهما وارحمهما ووالدينا واسكنهم الفردوس الاعلى من الجنة
رحمهم الله رحمة واسعه وغفرلهماولوالدي وجمعنا بهما في الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا
انامن المحظوظين اللذين عرفتهم عن قرب
رحمهما الله ورفع منزلتهما
نعم ماكتبت ووصفت..
ولكن من يعدد لايعني انه غير وفي😁
ولا ان الموحد وفيّ
تعيش يا أبو مالك
ورحم الله والديك وجمعك بهم ووالدينا في الجنان
رغم كل عبارات الوداع المرّة التي سطرتها يوماً ! إلا أني مثلك تماماً تطوف بي حكايات منبعثة من الذاكرة فأستعذبها وإن كان ظلاها يقطع عروق القلب ألمًا؛ لم استطع و أنا اقرأ هذه المقطوعة الأدبية الاستثنائية التي تستحق التفّرد، دون أن اسكب كلماتي هنا، و أن أدعو لهما، غفر الله لهما، ولم استطع ايضاً، أن اقاوم جمال وقع الحكاية في نفسي، لعلها توقظ احساس الوفاء في كل قلبٍ اقتلع الحب من جذور صدره بشكل مؤذي!
هي امرأة متميزة تستحق بجدارة الحب! وهو رجل استجاب لداعي الحب الذي طرأ، استجاب بشجاعة الرجل الأصيل، موسومةٌ علاقتهما بالوفاء، وكل العهود التي ابرمت بينهما ذات يوم تنضح بالصدق! لقد كانا صادقين! ملتزمين اتجاه بعضهما بكل إخلاص!
ألا رؤيا كرؤيا والدك بها، إني ادعو أن تطوقني هذا المساء، فمشاعر الوحدة الغائرة تجعل كل الأمكنة المأهولة فارغه أمامي، من يحررني من قيد المسافات الواهمة، ويساعدني من الانعتاق من قيودها التي أثقلتني!
بقدر حزني على وفاتهما بقدر ما اسعدتني جدا هذه المقالة، أفاض الله عليهما من رحمته، وجلّلهما بالعفو والرضوان.
الله يرحمهم ويغفر لها
جمااال وواقعية الاحداث اسرتني🕊👍🏻
الله أستاذ أحمد
قطعت نياط القلب بما كتبت
كمية احساس صدقني وصلت أكثر مما تتصور
رحم الله حصة وعبدالمحسن وأكمل عقد زواجهم في الفردوس الأعلى 🌺
غفر الله لهما واسكنها الفردوس الاعلى من الجنة
الله يغفر لهم ويرحمهم ويجمعهم في جنات النعيم
اللهم ارحمهما واغفر لهما وجميع موتى المسلمين، وألحقنا بهم مسلمين.
“فمن صنيع الوالدة مع الخال العناية به حيًا وشيخًا وأرملًا، ثمّ كثرة الدعاء له بعد وفاته، والصدقة عنه، والمشاركة له في أعمال خيرية ووقفية، والفرح بمن يحمل اسمه من أقاربه، وبالمسجد الذي بني له، وفوق ذلك تضع صورته الحنونة خلفية لجهاز جوالها؛ كي لا تغفل عن الدعاء له، غفر الله له وأعلى منازله.”
لا عجب إذًا أن يكون زوجها وفيا لها، مجددا لمواثيق الوفاء معها؛ فالقلوب على أشكالها تقع!
رحمهما الله تعالى وجعل ذكراهما الوارفة تثمر الاقتداء والدعاء
امتعتنا ابا مالك . بهذا المقال الممتع . عن حياة الزوجين المباركين عبد المحسن وحصة رحمهما العلي القدير برحمته الواسعة وجعل مثواهم جنات الفردوس .وانا اطلقت على المرحومة حصة اسم المبروكة . لاانني كنت اتمنى ان التقي بها في احدى زيارتي لبلاد الحرمين بحج او عمرة لااشكرها على ابنها الكاتب والاديب . ولكن قبل وفاتها بايام رايت في المنام نفسي وانا في السعودية وبين مجلس نساء اسال من هي ام الكاتب احمد . اشاروا على سيدة بهية الوجة وعليه نضرة جميلة . احتضنتها وقبلتها اعتقد والله اعلم بان ارواحنا التقت مع بعد المسافة . وانا اشهد ربي بانني في كل اوقات صلاتي ادعوا لها ولزوجها ولوالديهم ولوالدين والديهم .مع والدتي ووالدي . الخير باق في اولادهم واحفادهم وال خلف ما مات .اللهم يجعل اولادك قرة عين لك ولاامهم
زادك الله علماً وهدى وتوفيقا
ولا أكتمك
لكأني أشاهدهذه العلاقة مشاهدة عين
من روعة الكلمة وسبك العبارة
ولاتخلو من فصول محزنة
ينهمر معها الدمع
القى الله الصبر الجميل في قلوبكم
وجمعكم بهم في داركرامته
اللهم اغفر لهم وارحمهم واسكنهم الفردوس الاعلى من الجنه ووالديهم والمسلمين
ابدعت في وصف حياة واقعية جميلة بكل فصولها ومشاقها ربط الله على قلوبكم وعوضكم خيراً ممافقدتم وجمعكم في عليين معهم بعد عمراً مديد بالطاعات
رحمها الله وغفر لهما و والدينا والمسلمين أجمعين
” وبعد أن عاش الأبوان العظيمان معًا ثلاثين عامًا تقريبًا، ثمّ زادت الوالدة ثلاثين سنة أخرى وحيدة تحمل لبعلها الراحل جميل الذكرى، وصادق الوداد، وتواصل له ولوالديه الدعاء وصالح العمل، وتأبى أن تنقطع أعمالهم، أو تندثر سيرهم المشرفة، ارتحلت الوالدة إلى عالم زوجها البرزخي عقب مرض حلّ بها ولازمها شهورًا متوالية، وأسأل الله الرحيم أن تكون أرواحهما قد التقت في عليين، في اليوم الخامس من رمضان المنصرم، تحت ظلّ عفو مولانا ومغفرته”
مؤثرة جدااااا رحمهما الله عزوجل رحمة واااااسعة غفر الله لهما مغفرة عاجلة وبؤاهما من الفردوس الأعلي منزلا
- إنها لذكرى سعيدة حتى لو جلبت شيئًا من المواجع، وأدمت جدران الذاكرة التي لن تنسى، حبهما راسخ لا يخترقه شيء لا في الواقع ولا في الخيال،”أعرف أن عبور هذا الأمر حتميّ، لكنه يارب ثقيل في الروح، لا مواساة تزحزّه ولا ضحكه تلّونه.. جاثٍ على صدري كشيء قديم أثره باقٍ للأبد”!!
لا يسعني مهما بلغ فيني الخذلان- ان أمر على شيء يخصهما ولا أفيض عليهما بالدعوات!
رحمهما الله وأعلى درجاتهما في جنانه
لله درك أبا مالك ذرفت دموعي تقديرا لهما وشكرا لله ان من علي بمعرفة ابنهما