سير وأعلام عرض كتاب

شهادة من الوزير المرافق

Print Friendly, PDF & Email

شهادة من الوزير المرافق

أعدت قراءة كتاب الوزير المرافق وهو من أواخر مؤلفات معالي الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي، وصدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر الطبعة الأولى منه عام (2010م)، ويتكون من (211) صفحة فيها مقدمة وعشرة فصول، منها اثنان للألمان إضافة إلى صورة الغلاف مع المستشار الألماني ولأجل عين تكرم دولة، ويصنف الكتاب ذي القطع المتوسط ضمن السيرة الذاتية والانطباعية عن أشخاص مؤثرين دوليًا عبروا في حياة الكاتب، وشاء الله أن يكون قريبًا منهم أيامًا معدودات، وهي فرصة ثمينة للكاتب النبيه.

ذكر المؤلف أن فصول الكتاب تحمل آراءه عن عدد من رؤساء الدول والحكومات الذين شاهدهم عن قرب خلال مرافقته لوفد حكومي رفيع المستوى يزور تلك البلدان، أو من خلال زياراتهم هم للمملكة، وأشار إلى حرصه على تركها كما دونها أول مرة دون تصحيح بناء على مجريات الأحداث، وهذه الإشارة تعزز أهمية التدوين المبكر منعًا للنسيان، وتفيدنا عن آراء القصيبي في بعض المسائل، إضافة إلى أن طريقته تنجي الكاتب من استيراد الحكمة المتأخرة إلى مراحل مبكرة بصورة مستهجنة كما يفعل بعض كتّاب السير. وفيما سمعت من بعض الوزراء أن د.غازي حثهم على كتابة ذكرياتهم في مرافقة الزعماء وغيرها، وهذه منقبة تنفي عنه حب الانفراد بشيء.

أول الفصول عن البيت الأبيض بين سيدين أولهما “نيكسون” ثمّ “كارتر”، إذ لاحظ أن “نيكسون” يتصرف متقمصًا شخصية الإمبراطور ونال قسطًا كبيرًا من عداء وسائل الإعلام له؛ ولذلك كانت صورته الحقيقية أحسن من تلك التي تخيلها المؤلف، فتصديق وسائل الإعلام دون شيء من الحذر والشك والفحص خطأ ولا شك، ومن طريف ما رواه أن نيكسون حين زار المملكة عام (1974م) خلط في خطابه الطويل بين الملك فيصل وفيصل الأول ملك العراق، وهذا الخلط غريب إلّا إن كان له تفسير.

وفي حقبة نيكسون لا يمكن إهمال “كيسنجر” الذي وصفه الكاتب بأنه نائب الإمبراطور، وأثنى على لياقته ومواهبه في الحديث مع شيء من المرح والدعابة والسخرية حتى من نفسه، وفي تلك السنوات سطع نجمه ولم تزده فضيحة “ووترجيت” إلّا تألقًا، وكان كثير السفر حتى أنه ذكر في كلمته الترحيبية بالأمير فهد -الملك فيما بعد- بأن لقاءهما في واشنطن في نفس اليوم من محاسن الصدف، ومع إعجاب القصيبي بشخصية “كيسنجر” إلّا أنه نقم عليه صهيونيته وانحيازه التام لإسرائيل وإن غلّف موقفه ببعض الشعارات.

ثمّ تحوّل الوزير المرافق نحو “كارتر” الذي حرص على تحطيم صورة سلفه المتعالية، وحاول الظهور بمسلك شعبي في الحركة والنداء وتوقيع الأوراق باسم “جيمي”، وهو ما لم يرق للقصيبي الذي رأى أن على الرئيس ألّا يتخلى عن الوقار، ومن الموافقات اللطيفة أن كارتر أراد الاستغناء عن كامب ديفيد من باب الزهد وأصبح هذا المنتجع شديد الارتباط بإدارة كارتر دون غيره بعد توقيع المعاهدة بين السادات وإسرائيل.

كما وصف المؤلف جلد “كارتر” بالعمل الطويل في مكتبه، ويرى بأن طول العمل ومشقته ليسا سببًا لنجاح القائد الذي يحتاج إلى الشجاعة، والرؤية الواضحة، والتوقيت الجيد، مع الحظ، وشهد للرئيس الأمريكي بمعرفته الجيدة حتى بتفاصيل دقيقة عن الأماكن ومواقعها على الخارطة، ومن الطريف حكاية الزوجتين التي لم ينسها “كارتر” حتى بعد سنوات، وروايته بعد خروجه من البيت البيضاوي لكواليس معاهدة كامب ديفيد، وفيها تلميحات وتصريحات محزنة توقظ الغافل والمستغفَل كما صنعت بالرئيس المزارع ولكن عقب مغادرته المقعد الرئاسي.

بعد أمريكا نقلنا المؤلف للعيش مع سيدة الهند الحديدية “أنديرا غاندي” التي زارت الرياض في ربيع سنة (1982م)، وكانت بداية الحديث بينهما بخجل وتردد ثمّ انطلقت حتى شعر أبو يارا بأنها قالت له مالم تقله من قبل لمسؤول أجنبي، ويبدو لي أن هذا النمط خصيصة نسوية إذ تبدأ الحديث مترددة ثمّ تنهمر كسيل لا ينقطع. ومن غرر فوائدها قناعتها بأن التغيير الاجتماعي لا يمكن فرضه بواسطة السلطة، وأبدت قلقها من الديمقراطية الزائدة عن الحد في بلدها كما تصف دون أن تنتبه إلى أن هذه الديمقراطية هي التي أعادتها للسلطة بعد أن فقدتها.

ومما لفت النظر إلى أنها بعد خروجها الأول من السلطة أسرفت المعارضة التي صارت تحكم في الهجوم عليها لدرجة رفع قضايا فساد تتهمها بسرقة خمس دجاجات وست بيضات، ويجزم القصيبي بأن إسراف المعارضة في الهجوم عليها أدى إلى تعاطف الناس معها، ولاحظ الكاتب أن الرئيسة تدعي دخولها إلى الوزارة والحكم من بوابتي الإصرار والاضطرار، وهذه الدعوى ترد على ألسنة بعض الزعماء دون أن يصدقهم أحد في الغالب.

من طرائفها حديثها عن زوجة ابنها بعيدًا عن الدبلوماسية وإنما هي أحاديث حماة منفعلة عن كنتها، والفيل الصغير الذي أحضرته معها لأطفال المملكة، ومن المقرف اعترافها بنوم والدها “غاندي” بجوار فتاتين عاريتين جميلتين ليثبت قدرته على مقاومة الغريزة، وألمحت إلى أن بعض تصرفاته العجيبة تعود إلى مجموعة غريبة من الناس أحاطت به وضربت حوله حصارًا، ومن المدهش أنها لم تقاطع وزرائها أثناء النقاش أو تتدخل في أحاديثهم التي بهرت نظرائهم السعوديين خاصة حين قال أحدهم إن عدد الطلبة في الهند يتجاوز مئة مليون!

ومن آسيا إلى أفريقيا العربية في ديار المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة الذي التقاه د.غازي في تونس خلال زيارته لها في ربيع سنة (1982م)، وكان الرجل ذو الثمانين عامًا متشبثًا بالحياة والحكم، وله خطب طويلة موجهة للشعب قال فيها أسرار الدولة وأسراره الخاصة بصراحة جارحة؛ إذ لم يكتم عنهم شكه في نسبة ابنه إليه لسبب عضوي في بورقيبة، وأعلن اعتقاده بأن ذكاء رئيس وزرائه لا يزيد على ذكاء الحمار، والمؤسف أنه يحكي ذلك عن رجل هو الذي اختاره وصدّره وبالتالي فالمسؤولية الكاملة عليه في سوء الاختيار! ولم يغفل المؤلف عن إدراك التمجيد الإعلامي لشخص الرئيس حتى أن الشعب يبدأ صباحه بسماع مقاطع إذاعية من توجيهات الرئيس، ثمّ يختم يومه بمشاهدتها أو سماعها قبل النوم.

بينما خص د.القصيبي أصهاره من الألمان بفصلين أولهما مع المستشار اللسان “هيلموث شميدث” الذي زار الرياض عام (1977م)، فلم يجد الكاتب النسيب مصداقًا لما يعيب الألمان مستشارهم به من صراحة تبلغ حدّ الوقاحة، وتيقن من ذلك بعد أن رآه عدة مرات في المملكة وفي ألمانيا، وفي تضاعيف هذا الفصل آراء عن أمريكا والاتحاد السوفييتي والقضية الفلسطينية ومكامن القوة العربية، ومن طرائفها أن الملك خالد أعطى القصيبي إحدى عباءاته بعد أن فقد حقيبة ملابسه، وبعد عودتها مازحه الملك طالبًا استرجاعها فلم يقبل المؤلف ولا زالت العباءة لديه، وبالمناسبة فلربما أن القصيبي لو حقق أمنيته بالكتابة عن الملك خالد لرأينا طرازًا جميلًا من السيرة الغيرية والذاتية في تآلف جذاب.

أما ثانيهما فهو المستشار الذي جاء من الأرياف “هيلموث كول” الذي اعترف المؤلف بأنه لم يتوقع صعوده للرئاسة بل سيظلّ زعيم معارضة طيلة حياته، ومن فوائد هذا الفصل تحديد المستشار ثلاثة عوامل للنجاح في التعامل مع الصحفيين وهي معرفة الموضوع جيدًا، والثقة بالنفس، ووجود قدر معقول من روح الدعابة، وفيه وقفات مع تاريخ هتلر ورومل وهيس، وتعريج على سياسات إيران وسادة الكرملين.

ومن اللطائف إعجاب “كول” بوسامة الأمير سعود الفيصل، وقصة مظاهر الرفاهية التي تعيشها زوجة سكرتير الحزب الشيوعي مع شدة التقشف الشعبي، وسؤال المستشار عن الفرق بين الشماغ الأحمر والغترة البيضاء، وهو موضوع يشغل بال الضيوف الأجانب مع لون المشلح، ونتيجة لهذا السؤال ظفر المستشار بحقيبة من الثياب السعودية هدية من المراسم بناء على مقترح القصيبي، وآخرها “تحية بيرليشنجر” التي يصعب عليّ شرحها كما وردت على لسان المستشار الذي وصفه معارضوه بالتردد والضعف والجهل المطلق بالعلاقات الدولية، وهي تهم اكتشف القصيبي بطلانها وزاد بأن العالم سيكتشف يومًا كما اكتشف الناخبون في ألمانيا أن بوسع الأرياف أن تنتج رجالًا غير عاديين.

كذلك وقف المؤلف بنا مع الأخ العقيد في الحافلة، وسرد طرفًا من غرائب القذافي وعقده التي خلعت عليه ألقابًا تقزيمية مثل الصبي والمجنون إضافة لرميه بالكفر والإلحاد، وبدت له شخصية القذافي مرتبكة لا تعرف الاعتدال فهو متقلّب بين العشق العنيف والكره الصاخب، ومع كثرة الغرائب عن معمّر إلّا أن القصيبي وهو الثّقِف اللسِن أعجب بحديث القذافي وخطابه المتسلسل بمنطقية من نقطة إلى أخرى، واستثار دهشته الفرق بين عنف المضمون وهدوء الأسلوب، وخرج بنتيجة مؤداها أن المجنون لا يتحدث بهذا الوضوح والهدوء.

أما أمتع ما في الزيارة فالحوار مع العقيد في الحافلة، تلك الحوارات التي لم يستطع طرف فيها بأن يقنع المقابل له، فلا القذافي كسب الوفد السعودي إلى أفكاره، ولم يفلح السعوديون في إرجاع القذافي إلى جادة الصواب التي يعتقدونها، وكان النقاش يدور حول حجية السنة، وتعدد الزوجات، وأحكام المرأة، وعمومية رسالة الإسلام، ودعوى اشتراكية الإسلام، والتأريخ بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ومقارنة العقيد نفسه بعمر الخطاب وهي المقارنة التي أذهلت الملك خالد.

وخطر للقصيبي حينها أن نصف المتعلم أخطر من الجاهل، ولمح للعقيد عقلًا لا يخلو من أصالة ومغامرة ولو أتيح له قدر أكبر من الثقافة والانضباط لتغير وجه ليبيا، ويجزم بأنه حاد الذكاء وكان بإمكانه أن يغدو رجلًا عظيمًا لو أصلح من بعض طرائقه؛ ولذلك أدركته شفقة القصيبي الذي شهد على آرائه الغريبة وتصرفاته الفجة مثل أوامره العنجهية لمساعده عبدالسلام جلود بأن يدير كؤوس القهوة والشاي في الحافلة، وللكتاب الأخضر طرائف مذكورة في الكتاب إضافة إلى الانقلابات المدعومة ليبيًا وتكييف عمل اللجان الشعبية، وكم هو حزين أن تكون هذه النماذج على رأس الهرم الحكومي في بلاد العرب والمسلمين.

وأخيرًا جلس المؤلف على مائدة الملكة “اليزابيث” بعد أن حرمته التقاليد الملكية البريطانية من فرص سابقة، ووجد نفسه أكثر من مرة منفيًا عن المائدة الملكية، ونقل في هذا الفصل أخبار اللقاء مع رئيس وزراء بريطانيا “هارولد ويلسون” الذي خضع لضغط الزيت واستقبل ولي العهد في المطار، ونقل عنه ضرورة تغيير وزيري الخارجية والمالية كل سنتين رحمة بهما، وبمناسبة الحديث عن “مارجريت تاتشر” روى عن “هيلموث شمث” قوله إن “تاتشر تعتقد أنها الرجل الوحيد في العالم”!

وحين أتيحت للقصيبي فرصة الجلوس على مائدة الملكة بادرها بالسؤال وهي تجيبه، وأسئلة القصيبي للزعماء جريئة لبقة، ومنحته القدرة على اكتشافهم، ومن تفاعلها في الحوار أيقن أن رأيها في العائلة والقيم العائلية لا يختلف عن رأي أكثر المحافظين محافظة في المملكة، ومن نباهة القصيبي أنه نوى الاحتفاظ بقائمة الطعام الملكي بيد أن رئيس طاقم الضيافة جمعها دون أن يعلم القصيبي تفسيرًا لذلك إلّا أن يكون رغبة من القصر في منع مضاعفة آلام المبعدين عن مائدة الملكة، تلك المائدة التي استحقت أن ينتظر المؤلف تسع سنوات حتى يظفر بالجلوس عليها.

ومن بريطانيا إلى فرنسا بين الإبداع والتقليد أو بين المهندس والنحلة كما عنون المؤلف الفصل الذي يصف زيارة الرئيس “ميتران” في صيف عام (1981م) إلى الطائف، وحفظ لنا تعليق الأمير ماجد بأن مرافقه لابد أن يكون وزيرًا طوله متران! وبألم أخبر الكاتب القراء بأن ميتران مثل سابقيه الواردين في الكتاب من الألمان والأمريكان يجعلون زيارة إسرائيل على جدول أعمالهم الأساسية إذا فازوا بالانتخابات، ولهذا الوعد دلالة لا تخفى في التأثير على مسابقات الرئاسة.

أيضًا نقل القصيبي عن الرئيس الفرنسي الاشتراكي حرصه على تخليص الاقتصاد الفرنسي من السيطرة الأمريكية على وجه الخصوص، فهو يرفض أن يدار من الخارج، ويريد تحرير اقتصاده والتحكم فيه، وأن تكون للفرنسيين السيادة التامة على مصيرهم، وهو منهج حكيم لا يلام عليه وإنما يلام المفرط الذي يجعل عنقه وأطرافه بين حبال الآخرين وأغلالهم، ومع أن “ميتران” كان متحفظًا فاترًا طوال الزيارة إلّا أن الحياة دبت فيه حين زار الدرعية لدرجة المشاركة في العرضة، وختم زيارته دون مطالب خلافًا للمعتاد.

ثمّ سار المؤلف إلى قاهر الإمبراطورية البريطانية عيدي أمين رئيس أوغندا صاحب البرقيات العالمية الشهيرة، والأحلام الغريبة، مع كثرة ما يحوم حوله من أساطير تقترب من الحقيقة أو تبتعد، مثل ما قيل عن قتله أحد وزرائه ثمّ أكل أجزاء من كبده، ومجازره الوحشية، وأعماله الاستخباراتية القذرة، وفضائحه النسائية، والشيء الذي تأكد من القصيبي وبلغ مرتبة اليقين عنده هو أن الرجل غريب الأطوار ومبتلى بالحمق.

لذلك أطلع القارئ على أفكاره التي تشبه الخزعبلات أو همهمات المحموم، وذكر بعض طرائفه التي تقترن بغرابة طبائعه، ومنها الملابس التي ظنّ أنها الزي السعودي التقليدي، ونزل بها من الطائرة مثيرًا سخرية المستقبلين في الرياض، حتى سعت المراسم إلى تجهيز ثياب تناسب حجمه الضخم، وكانت المهمة صعبة فأشيع حينها بأنها مستعارة من القصيبي، ولم يكن الأمر كذلك.

أيضًا من طرائفه مغازلته لزعيم أفريقي بأنه وسيم لو كان امرأة لما تردد في أن يتزوجها مع ما بينهما من عداء حتى دعاه يومًا لحلبة الملاكمة، بيد أن ذاك الزعيم التنزاني صبر على رعونة غريمه، واحتضن معارضيه، واستثمر سياساته الخرقاء التي دمرت اقتصاد أوغندا وأفسدت علاقاتها الدولية، وحين سنحت الفرصة اجتاح جيش “نيريري” أوغندا مقصيًا عيدي أمين عن رئاستها دون أن تنجده معونة القذافي.

أما آخر الفصول فيحكي عن فاس بين قمتين، وهو عن مبادرة السلام العربية مع إسرائيل، وفيها ذكر القصيبي بأن موقف بعض الدول المعلن تجاه إسرائيل يختلف ربما جذريًا عن الموقف الحقيقي، وجزم بأن أيّ مشروع للسلام لن ينجح ما لم يوافق عليه أصحاب الشأن أهل فلسطين، وصوّر لنا تفاصيل الساعات المنصرمة في اجتماعات القمة العربية، وما فيها من تشنجات وخصام وطرائف، ومنها أن جعفر النميري ألقى خطابًا لمدة ساعة اعتذر في ختامه عن الإيجاز، وأن رئيس الصومال محمد زياد بري يستخدم وزير خارجيته للترجمة له ولم يكن المترجِم بأفصح من المترجَم له، ولرئيس جيبوتي ظرافة لأنه لا يحسن فهم العربية، ووصف القصيبي -وهذا رأيه- إلقاء ياسر عرفات للكلام على عواهنه، وغرور صدام حسين، وبلاغة الملك حسين، وقدرة حافظ الأسد على الشرح، وصرامة الملك حسن في الإدارة، وسكوت زعماء الخليج خلال المؤتمر ابتغاء للسلامة واكتفاء بما يقوله الملك فهد.

هذا مختصر شهادة رجل دولة ووزير مثقف متيقظ للملاحظة جريء على السؤال سريع إلى التدوين، وليت القصيبي تمكن من كتابة ذكرياته وسيرته عن آخر ثمانية عشر عامًا من حياته (1412-1430=1992-2000م) التي تشمل سفارته في لندن، والوزارات الثلاث التي تولاها (المياه، المياه والكهرباء، العمل)، والأعمال التي أوكلت له بحكم قربه من موقع القرار، هذا غير ذكرياته مع الزعماء والأمراء، ويضاف لها تأملاته في النفس والحياة والمرض، وهي أمنية فات أوان تحقيقها، ولعلّ من يقرأ من أصحاب الشأن والخبرة والذكريات والتأملات أن يبادر إلى قلمه وعلى بركة الله يكتب.

أحمد بن عبدالمحسن العسَّاف-الرياض

ahmalassaf@

الاثنين 05 من شهرِ محرم عام 1442

24 من شهر أغسطس عام 2020م 

 

 

Please follow and like us:

One Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

X (Twitter)