أسرار الكرملين!
أمر طبيعي أن تكون مقرات الحكم ذات أسرار وغموض، وتزداد هذه السرية كلما نقصت الشفافية، وقلّ اعتبار مَنْ هم خارج تلك الأسوار، وضعفت القدرات الاستقصائية للإعلاميين، وإن قراءة الكتب الرصينة بالمعلومة والتحليل عن هذه الأسرار لماتعة؛ لذلك لفت نظري كتاب عنوانه: أسرار الكرملين، تأليف بيرنارد لوكومت، نقلته للعربية سنا خوري، ونشرت جروس برس ناشرون الطبعة الأولى منه عام (2019م) مكونة من تمهيد وستة عشر فصلًا، ثمّ الهوامش والفهرس في (311) صفحة.
أما المؤلف فصحفي متخصص بالاتحاد السوفياتي يجيد اللغة الروسية، وجمع خلال مسيرته وثائق ومستندات وأخبار تعينه في الكتابة والتحليل ومعرفة تاريخ السوفيات، وله عناية بسيرة “ميخائيل غورباتشيف” آخر زعيم للاتحاد، ويبدو أن الرجل مولع بالغموض؛ فبعد الكرملين اعتنى بالفاتيكان لكشف بعض أسراره، ومن أراد أن يكون خبيرًا بشيء فعليه أن يتعب نفسه قبل أن يتصدى له ويأتي بالغرائب. وجاء في التمهيد أن روسيا بلد الأسرار وطبعًا الأكاذيب، وهذه الأسرار فرصة للمؤرخين والباحثين لأن الكرملين لايزال يخفي أسراره، وفي كشف الأسرار علم ومتعة ومجال للإثارة.
ابتدأ الكتاب بالحديث عن الراهب الفلاح الأمي السكير المثير للجدل “رسبوتين”، الذي اخترق القصر وقلب زوجة القيصر “نقولا الثاني” حتى آلت إليه الكلمة المسموعة ليس في الشؤون الروحية فقط بل في السياسة الداخلية والخارجية وتوزيع المناصب والحروب، وصار موضع ثقة القيصر في جلّ الشؤون، ويبدو أن وجود أسوار عالية تحيط بأمثال هذه الدوائر لا يحول دون تخطيها بواسطة النساء، والمال، والسحر، والتكهن، والطب، والاهتمامات المشتركة.
المهم أن بعض أجنحة البيت الملكي تضايقوا من نفوذ الراهب وتسربه لحياة القيصر؛ فقرروا في دائرة ضيقة التخلص منه، ثمّ خططوا لذلك وقتلوه قتلة شنيعة لم تلبث أن افتضحت بسوء التدبير والتنفيذ، ويبدو أن رسبوتين كان شؤمًا على قتلته وعلى النظام بكامله، وسبق له أن تنبأ قبل اغتياله بأن وفاته ستكون علامة على نهاية الحكم القيصري وموت العائلة الحاكمة، ولذا قيل لولا رسبوتين لما كان هناك لينين.
كما نقف في الكتاب على وصف لشخصية “لينين” أول زعيم بعد الثورة؛ فهو فظ غريب الأطوار وليس رجل تسويات، ورأى بعض رفاقه أنه متعطش للسلطة مع تهور وقلة صبر، بينما وصفه آخرون بالأهبل وفاقد العقل خاصة بعد أن قدّم مقترحًا لتجريد المئة الأكثر ثراء في البلاد من ثرواتهم، ومصداقًا لذلك جعل لينين من العنف مبدأ حكم طبقه على الشعب والعائلة الحاكمة السابقة بعد تخلي الملكيات الأوروبية عنها.
فعقد لعائلة القيصر محاكمة صورية سرية عاجلة، وعلى إثرها سجنهم جميعهم، ثمّ قتلهم وقطع أجسادهم بالفأس، وصبّ عليها الحامض لإذابتها، ودفن رفاتهم في حديقة بعد حرقها، لتحقيق أمنية لينين بمحو جميع آثار القيصر، واكتنف هذه الحادثة ألغاز زادتها ظهور شخصيات تدعي أنها من أسرة القيصر، وعقب ثمانين عامًا رفعت الحجب عن جزء من أسرارها، واستُخرجت الجثث وأقيمت لها جنازة دينية فخمة بحضور كبار رجالات الكنيسة والكرملين.
كذلك يحكي الكتاب كيفية قفز “ستالين” على السلطة بعد رحيل لينين المبكر، وحرصه على تصعيد جيل جديد لا ماض له مع إزاحة المناضلين القدامى، واجتهاده للإطاحة بالمنافسين له، وأخطرهم “تروتسكي” لأنه صاحب قدرات كتابية وخطابية مع تميز في المناظرة، فخشي ستالين منه لهذه الخصائص، ولكونه قريبًا من لينين ومشاركًا بقوة في الثورة وهو ما لا يستطيع ستالين التباهي به، فضلًا عن أن تروتسكي أحد الذين يعرفون الكثير من خفايا ستالين الذي ازداد حنقه بعد هرب تروتسكي على التوالي إلى تركيا، وفرنسا، والنرويج، واستقراره أخيرًا في أمريكا.
لذلك شنّع ستالين على عدوه الخطير، وألصقت أجهزته بتروتسكي جميع المشكلات بدءًا من فشل الخطة الخمسية إلى خروج قطار عن مساره في سيبيريا، وغدت “التروتسكية” هي العدو على لسان المتزلفين والدعاية الستالينية، وطالب هذا الديكتاتور بإعادة كتابة التاريخ، وحذف منجزات تروتسكي، وتلطيخ سمعته، وأتلفت لتحقيق ذلك كميات كبيرة من الكتب والصور، وأعيد نشر مئات الكتب بعد مراجعتها بما يوافق هوى الزعيم، وأخيرًا قُتل تروتسكي بحيلة استخبارية محكمة في مكتبه بأمريكا بعد نجاته من محاولة اغتيال فاشلة في منزله مع أسرته.
بينما يبحر بنا الكتاب في العلاقات السوفياتية مع ألمانيا الهتلرية، ومع فرنسا الديغولية والميترانية بعد ذلك، إذ أيقنت ألمانيا أن النصر حليفها مالم تقاتل الاتحاد السوفياتي، ويجمع المؤرخون أن التحالف الهتلري الستاليني خيال يصعب تصديقه بسبب طبيعة الرجلين وتضارب مصالح الدولتين، وحين تحالفا خلافًا للتوقعات اشتعلت الحرب العالمية الثانية أول سبتمبر/أيلول عام (1939م).
كما آمنت فرنسا بضرورة التحالف مع روسيا عند كل منعطف من منعطفات التاريخ ولصد خطر ألمانيا عنها، والمعروف تاريخيًا أنّ روسيا كانت صمام أمان لأوروبا ضد هاتين الدولتين وساهمت بوأد مشروعي نابليون وهتلر، وهي المشاريع التي لو نجحت لاختلف وجه القارة العجوز عما هو عليه الآن، وأما الإنجليز والأمريكان فلم يكن بينهم وبين الروس كيمياء ودٍّ حتى لو التجأوا للتعاون معهم ضد عدو مشترك، وتحفظ الوقائع الدبلوماسية مناكفات إنجليزية-روسية عديدة.
مع ذلك تستر العالم المدافع في الظاهر عن حقوق الإنسان على جرائم ستالين في طول الاتحاد السوفياتي وعرضه، ومع وقوف المؤلف وقوفًا جنائزيًا مهيبًا عند بعض الجرائم في عهد لينين وستالين إلّا أنه لم يشر إلى الإبادة التي تعرضت لها الجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطى، وكأنّ أهل تلك الديار أقلّ مرتبة من الذين وقعت عليهم مجزرة “كاتين”، تلك المذبحة البشعة التي أمر روزفلت حكومته بالتكتم عليها حتى لا يغضب حليفه الدموي، وصمت عنها الفرنسيون والإنجليز لذات المصلحة، وبعد تلاشي الاتحاد السوفياتي نشرت وكالة الأنباء الروسية الرسمية نتائج التحقيقات الخاصة بها، ووضع “يالتسن” إكليلًا من الزهور على موقعها طالبًا الصفح من الشعب البولندي.
ومن عنفوان ستالين وعسفه أن أوقف كبار شخصيات البلاد، ولم يسلم منه الأطباء فاتهمهم بالتآمر على صحته، وعقد محاكمة شهيرة للقمصان البيض، ولإرضائه بالغ الذي حوله بالتملق إليه ومدح كلماته، وتقريظ كتابه الذي طبعت منه مليون ونصف المليون نسخة، وكتبت عنه عشرات الآلاف من المقالات، وأثنى عليه جميع خطباء مؤتمر مجلس السوفيات الأعلى دون استثناء في مداخلاتهم في أول اجتماع لهم بعد صدوره.
وعندما تأخر خروج ستالين من غرفته لم يستطع أيّ واحد من أقوى أربعة رجال في الاتحاد السوفياتي طرق الباب عليه خشية إغضابه، والمفارقة أن هؤلاء يرعبون الناس، وهم في ذلة وصغار مهين أمام زعيمهم الذي أغمي عليه لاحقًا نتيجة لإصابته بنزيف دماغي، وغدا منظر احتضاره مثيرًا للشفقة بعد أن احتل قلب الأحداث العالمية فترة من الزمن، وبعد أن قتل بالرصاص أو ذبح بالسكين أو نفى لسيبيريا من أعضاء الحزب المناوئين له عدة الآف، وزرع الرعب في قلوب من بقي حوله حتى أنهم اضطربوا وهم جلوس حول سرير احتضاره كلما حرك يده، وشرع وزير داخليته العنيف “باريا” يتملقه إذا استيقظ من الإغماء، ويكيل له الشتائم إذا أغمي عليه من جديد!
علمًا أن هذا الوزير يعدُّ نفسه الوريث الطبيعي للديكتاتور؛ لأن من يدير الشرطة في دولة بوليسية يملك كل السلطات التي تمكنه من السيطرة على مفاصل الدولة، فضلًا عن كونه المنفذ الرئيسي لأعمال ستالين الدنيئة، بيد أن باقي الرفاق تآمروا عليه واعتقلوه ثمّ اعدموه، وفي الكتاب ظاهرة لافتة مختصرها أن الجزم بخليفة الزعيم السوفياتي بعد رحيله أمر صعب، وكثيرًا ما ذهبت وراثة المنصب إلى اسم غير متوقع بفعل ترتيبات خفية، ودسائس لما تظهر تفاصيلها كاملة فيما يبدو.
من أخبار ستالين الفظيعة أنه اتهم رفاق لينين بأنهم جواسيس ومخربين وخونة، وأحاط نفسه بجيل أكثر شبابًا والتزامًا بالستالينية، وفي عهده صدر كتاب ألفه شاب سوفيتي لاجئ في أمريكا بعنوان “اخترت الحرية”، وترجم لعشرين لغة، وطبعت منه مليونا نسخة، ووصف بأنه قنبلة أدبية؛ فأقيمت حوله محاكمة شهيرة في فرنسا، وكان من شهود المحاكمة امرأة هزت المحكمة لأنها ذاقت طعم الاعتقال في سجون النازية والشيوعية، وأدلت بشهادتها التي تساوي عشر سنوات من الدعاية المعادية للشيوعية، ومن اللطائف أن عنوان الكتاب صار تعبيرًا يستخدمه أيّ سوفياتي يهرب للغرب، ومن المفارقات أن ابنة ستالين اختارت الحرية فيما بعد!
ثمّ أصبح المزارع “خروتشيف” زعيم البلاد بعد ستالين، واطلع المجلس الأعلى على تقرير سري يقع في أكثر من مئة ورقة، وسيبقى هذا التقرير منعطفًا رئيسيًا في تاريخ الشيوعية؛ إذ أزال فيه آثار سلفه ستالين، وانتقد خروتشيف في تقريره الغامض عبادة الشخص، وذكر أن ستالين برهن على تعصبه وسلوكه الوحشي وإساءة استعمال السلطة دون مسوغ، وتسببت حالاته الهستيرية خلال الحروب بخسائر فادحة للجيش السوفياتي.
ومع أن التقرير سري للغاية إلّا أنه تسرب وتحركت كثير من الدوائر الدبلوماسية والاستخباراتية والإعلامية للحصول على نسخة منه، حتى بيعت نسخ من التقرير في السوق السوداء، وتحفظت عليه الأحزاب الشيوعية في العالم فلم تنشر منه حرفًا واحدًا، وعدّ التقرير ثغرة واسعة في تاريخ الستالينية، ويبدو أن عملية إزالة الستالينية توسعت وتخطت أهدافها فيما بعد مما أفقدها مصداقيتها.
وبذلك زعزع خروتشيف عن قصد قاعدة النظام الذي ورثه لدرجة إصداره مذكرة بسحب جثمان ستالين من ضريحه في الساحة الحمراء، ونجم عن مبالغاته بروز فئة تعارضه وتتهكم في الأروقة على تصرفاته الفظة، وتلعنه فيما بينها خاصة بعد أن تجاوز استشارة نظرائه، وأغاظهم ببعض إجراءاته ومقترحاته، فتآمر عليه ثلاثة رجال وحاكوا له مؤامرة أقصته من حيث لا يحتسب؛ لأنه ظن أن توافق هؤلاء الثلاثة مستحيل حسب طبيعة شخصياتهم المتضاربة.
فلم يأبه خروتشيف للتحذيرات التي بلغته حتى شاهد هؤلاء الثلاثة بأم عينيه يجلسون على منصة المجلس، يتوسطهم الرفيق “بريجنيف” الذي استولى على مكان خروتشيف في القاعة، وأعلن للأعضاء قبول استقالة خروتشيف التي لم يكتبها أصلًا؛ فخرج الرئيس المعزول من المكان دون أن يؤذن له بكلمة أو توضيح، وامتلأت عيناه بالدموع، ولم يثِر خلعه أي ردة فعل شعبية، فاعتزل في منزله مكسورًا ممنوعًا من التواصل إلى أن مات دون أن يخرج عن صمته.
ثمّ مات بريجنيف واختير “يوري آندروبوف” خلفًا له بالإجماع، وهو رجل غامض في تاريخه وواقعه، وتتوافر مئات الكتابات عن أسلافه المرعبين خلافًا له، وقد ارتقى في الحزب سريعًا وعمل في إدارة سوفياتية تعد منجمًا للقيادات، وأتقن عدة لغات، وكان مثقفًا أنيقًا متحفظًا يجيد الرقص ويحب الشعر، ويتقن اللغة المزدوجة التي لا يُفهم منها شيء، وقفز لرئاسة جهاز الاستخبارات لأنه مرشح توافقي فكان هو أول المتفاجئين بهذا الاختيار، فجعل من هذا الجهاز احترافيًا مع أن بريجنيف حرص على تطويقه برجاله المخلصين.
ومن غموض الرجل أنه يقمع الكتّاب وفي ذات الوقت له علاقات وثيقة مع الوسط الثقافي، كما حارب الفساد وحاول حماية بعض المثقفين من غباء وزارة الثقافة وحراس الأيدولوجيا، ويحيا بأسلوب عيش متواضع، ونشأت علاقة له مع “ميخائيل غورباتشيف”، ومن المصادفات التي وقعت على محطة قطار تبعد (1500) كيلو عن موسكو، أن اجتمع بريجنيف وآندروبوف وتشيرنانكو وغورباتشيف، والتقطت لهم صورة جماعية وهم آخر أربعة زعماء للاتحاد السوفياتي توالوا على حكمه لمدة ربع قرن من تاريخ الصورة.
توفي آندروبوف فجأة بعد أن هاله الترهل في بلاده، وأحدثت وفاته صدمة للمؤمنين به خاصة غورباتشيف الذي آمن برؤى رئيسه الليبرالية المتحررة من أغلال الشيوعية، وخلَفه في الرئاسة “تشيرنانكو” مع أن وصية آندروبوف نصت على تكليف الشاب اللامع ميخائيل غورباتشيف بالرئاسة، وهو المقطع الذي اختفى من نصّ الوصية الموزع على أعضاء المجلس المركزي، وما أكثر مؤامرات هذه القلعة وأغرب أسرارها.
بيد أن هذه الوصية لم تذهب بعيدًا؛ إذ تبوأ غورباتشيف الطموح سدة الرئاسة بعد تشيرنانكو، واصطدم بكيان ثقيل متخم بالأسرار والقمع والعجز الاقتصادي، فلم تصمد أفكاره التجديدية، ونجم عنها تململ الحرس القديم وقيادة انقلاب أفشلته مقاومة أنصار التجديد المساندين بفرق من الجيش والاستخبارات، وكان النصر حليفهم، مع خسارة الانقلابيين الذين عزلوا “غوربي”، فتلاشى الاتحاد، ورئاسته، وقضى الانقلابيون بين منتحر وقتيل وسجين، وتفكك الجسم الكبير إلى دول كانت تنتظر هذه اللحظة التاريخية، ويصف المؤلف هذا الانقلاب بأنه الأسخف، وأن الانقلابيين ظهروا إعلاميًا بشكل مزرٍ للغاية يبعث على الشفقة قبل أن تؤول مساعيهم إلى الخيبة.
ونتيجة لذلك أصبح “يالتسن” رئيسًا لروسيا الجديدة، لكنه عانى من إدارة الأوضاع المربكة وفشله المتكرر، فتنازل لصالح “بوتين” القادم من خلفية استخباراتية وأمنية، وهو مواطن مثالي درس الحقوق، ولا يدخن ولا يشرب الخمر، ويجيد عدة لغات، ونظرًا لمهامه الاستخبارية غدا خبيرًا في العلاقات البشرية، ولأنه عمل خارج حدود بلاده تفتحت آفاقه على ما ينشره الآخرون فاستفاد من ذلك ومن اطلاعه على وسائل إعلام بلغات أجنبية، ووقف على حقيقة وضع بلاده المتأخر خلافًا لما تنشره وسائل الإعلام المحلية الكاذبة.
ومن المفارقات أن بوتين وجد نفسه عاطلًا عن العمل على إثر خسائر مكتب عمل معه، ثمّ تيسر له العمل الأمني الحكومي، وأدى بروزه فيه مع خلفيته المتنوعة إلى تسميته من قبل يالتسين رئيسًا للحكومة، وبعد فوز حزب يالتسن بأغلبية مقاعد مجلس النواب قرر يالتسن في أول يوم من عام (2000م) تعيين بوتين رئيسًا لروسيا بالوكالة؛ ليبدأ عصر الألفية الجديدة مع قيصر شاب نشيط، دون أن يبذل جهدًا كبيرًا لبلوغ هذه المرتبة التي أهلته لها خبراته ومزاياه وحظوظه.
كانت هذه إطلالة على أسرار هذه القلعة المخيفة، ومن المؤكد ان أسوارها تخفي من الحقائق الكثير، ولربما يأتي زمن تنبش هي بذاتها سواء في وثائقها، وتسجيلاتها، أو في مساحاتها الواسعة، للكشف عن أحداث ماضية، وتجلية غموض سابق، فمهما كانت عند الناس والساسة من أسرار وألغاز فمصيرها أن تظهر يومًا للعيان، فعين التاريخ مع أذنه وجميع قواه تلتقط وتحفظ من غير أن يحتسب صناع التاريخ، أو ينتبه الفاعلون فوق أخشاب مسارحه.
أحمد بن عبدالمحسن العسَّاف-الرياض
الجمعة 06 من شهرِ شوال عام 1441
29 من شهر مايو عام 2020م
3 Comments