إدارة وتربية مواسم ومجتمع

أحاديثكم مكتوبة

أحاديثكم مكتوبة

أواصل الكتابة ناقلًا بعض ما سمعته في مجلس عام أو مختصر أو خاص مما يفيد نشره ولا يضر، وليس فيه خصوصية أو حقوق، ولن يخلو من فائدة لا تستدعي إثبات الواقعة كما يطالب البعض أحيانًا؛ فزينة أحاديث المجالس العامة بعد خلوها من المآثم والمعايب أن تكون منطلقة لا يوقفها المستمع سائلًا عن الإثبات أو باحثًا في المواقع عن تفاصيل دقيقة للواقعة؛ طبعًا هذا ما لم يكن مآل الحديث يقتضي رأيًا أو حكمًا أو رواية مؤثرة مهمة.

فمما حدثني به جليس على مسمع جمع من الناس أنه وردت رسالة عبر الجوال لزميلة زوجته، والزميلة معلمة مخلصة متفانية صاحبة خبرة وتاريخ تربوي، وكانت الرسالة من رقم غير معروف عندها، وفحواها أن المرسل من تلاميذها في الروضة قبل عقدين، وسيبعث لها هدية مع والدته من أول راتب يتقاضاه في وظيفته الأولى التي التحق بها مؤخرًا؛ فهنيئًا لإنسان التعليم ثماره، وإن الوفاء لخلق كريم يزدان بتقادمه.

وسمعت عالمًا محدثًا يناهز السبعين يقول في مجلس مختصر: أدركت الناس لا يشترون الذبائح إذا بقي على عيد الأضحى ستة أشهر فأقل انتظارًا للحوم الأضاحي، وتوفيرًا لما في أيديهم من مال، ويكمل واصفًا حال ذلك العصر الذي هو منا ليس ببعيد: لم تكن السمنة ظاهرة فلا تكاد ترى في البلدة إلّا سمينا أو اثنين يوصفون بالصحة والقوة، ثمّ طال بي العمر حتى أصبحت اللحوم بأنواعها متوافرة طوال العام، ورأيت السمنة مرضًا منتشرًا يتحاشاه الناس ويتعالجون منه بالرياضة والجراحة، فما أجدر النعم بالحفظ لإنها تزول بالإسراف والمعاصي.

بينما حدثني صديق مدني فقال: تخرج زميلنا المبتلى بشرب الدخان من كلية عسكرية، وجاء تعيينه في المدينة المنورة، ثمّ قابلته بعد فترة وقد أقلع عن التدخين وصلحت حاله، وعزا هذا التغيير الإيجابي في طريقة عيشه لحيائه من الفعل المشين بجوار الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام وقريبًا من قبور الصحابة الكرام رضوان الله عنهم، فللجوار والمكان والشعائر والمشاعر والتاريخ حرمة وعراقة!

كما حدثني خبير دولي في التقنية والتطبيقات أثناء برنامج تدريبي فقال: تواصلت مع زميل عبر أحد تطبيقات الاتصال المجانية، وذكرت له خلال المكالمة اسم إحدى شركات الأحذية العالمية، ومنذ نهاية المكالمة انهالت عروض هذه الشركة على بريدي الإليكتروني المربوط مع تطبيق الاتصال الذي استعملته، وكم تستخدمنا هذه التطبيقات والمواقع للتجارة والتجسس، والله يحمينا.

وقال أحد أصحاب المعالي في لقاء محفوف معه: بدأت حياتي العملية في مهمة تحصيل مستحقات مالية، ثمّ أصبحت أحضر مؤتمرات دولية فيها رموز السياسة والاقتصاد والإعلام في العالم، ويردف مختصرًا تجربته بقوله: اكتسبت من الأولى مهارات الاتصال، ومن الثانية بناء العلاقات العامة، وهما مهارتان حقيقتان بالإتقان للنجاح والتأثير، والتوفيق من الله.  

أيضًا حدثني صاحب عزيز بألم فقال: ذهبنا لحضور مؤتمر في فرنسا، وبعد فراغنا مكثنا أيامًا، واستخدم أحدنا “السكوتر” المنتشرة هناك بكثرة؛ بيد أنه وقع في حفرة فتضرر لينقل على إثرها للمستشفى، فعالجوه خلال أربعين دقيقة ثمّ سألوه عن وثائقه الرسمية، وإننا نحن أهل الإسلام أولى برحمة الخلق، وتقديم المشاع والممكن والحد الأدنى من الخدمات والمشتركات حتى لا يفقد الناس الماء والنار والكلأ والعلاج؛ فلا قيمة للحياة مع انعدام الضروريات.

كانت هذه مجموعة منتقاة من الأحاديث التي سمعتها، وكتبتها في تويتر، ثمّ جمعتها على غرار مقالتين سبقتا، والغاية أن يكون في كلّ رواية منها فكرة أو معلومة، والأهم أن تثري القارئ وتفيده ويرويها إن شاء، ولعل بعض القراء أن يتوسع فيما يحسنه منها ليكتب وينشر ويبقي للناس منفعة تمكث في الأرض وتنير الطريق.

أحمد بن عبد المحسن العسَّاف-الرِّياض

ahmalassaf@

الاثنين 07 من شهرِ ربيع الأول عام 1441

04 من شهر نوفمبر عام 2019م

Please follow and like us:

One Comment

  1. وانا اقراء هذا الموضوع . عادت بي الذاكرة الى الوراء سنين عديدة . قدمت ام احد العراقيات الى بريطانيا انذاك لزيارة ابنتها المرافقة لزوجهاالذي يعد للدكتوراه . قررنا ان ناخذهم بسفرة لزيارة حديقة الحيوانات المفتوحة . والعراقي لاتكمل سفرته بلا اعداد الشاي على الفحم او المشعل . اتاها حفيدها من الخلف وباغتها بدفعة قوية من الوراء فانسكب الماء والشاي الحار على رجليها .
    انتهينا في اليوم الثاني في المستشفى لاان اصابتها كانت بليغة تحتاج للبقاء في المستشفى تحت العلاج . وكانت الابنةمتخوفة من تكاليف العلاج الباهضة . وامها زائرة ولا يشملها العلاج المجاني طلبت مني ان اكلم الطبيب المعالج عن وضعها . فاجابني مشكورا ان المهم لديهم علاجها وشفاءها . وليس التكاليف . واخبرني باليوم الثاني بان العلاج سيكون مجانا نظرا لضروفها الخاصة . وبقيت مدة الى ان شفيت تماما وعالجوا لها مشكلة الضغط والسكر التي كانت تعاني منهم . والله والله الخير موجود في عباد الله اينما وجدوا من تجربتي في غربتي في كل مكان والحمد لله .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

X (Twitter)