سير وأعلام عرض كتاب

عثمان الصالح بين العبقرية والسمو

عثمان الصالح بين العبقرية والسمو

يكتسب رجال السياسة والاستخبارات بريقهم من حساسية أعمالهم وأسرارها، وينال أصحاب المال والمنصب شيئًا من لمعان الذهب والمكانة التي اكتسبوها، وتضيف الألقاب المهنية والأكاديمية هالة من الأهمية لمن يحملها، ومع ذلك فإن كثيرًا من هذه المظاهر تذوب أمام قداسة التعليم وزكاة التربية، ولم لا وصاحبهما سائر على آثار النبوة ومنهاجها؛ فأي فلاح، وأي هدى، وأي تأثير؟

أقول ذلك بعد أن قُدر لي الوقوف على شيء من حياة المعلم الأول والمربي العميق الشيخ عثمان بن ناصر بن عبدالمحسن الصالح (1335-1427) الذي أخذ الكتاب بقوة في شأن التربية والتعليم، وبدأ فيهما مسيرة غير مسبوقة في أكثر مناطق المملكة، وكان يخطط ثمّ يعمل ويخطط مرة أخرى بعد التقويم والمراجعة ليستأنف العمل؛ حتى صار معهده سمة بارزة في سيرة العاصمة المكان، وفي حياة عدد ضخم من الأنجال والأجيال، وغدا المعهد أيقونة إبداع ابتداء من اسمه الحديث المبتكر مرورًا بتصميمه العملي على يد الشيخ وانتهاء بأسلوب العمل فيه.

امتاز الشيخ الصالح بحضوره الباكر، وبقائه إلى آخر وقت العمل، وإشرافه على طابور الصباح ليعلم الطلاب طريقة الوقوف الصحيح، ويستثمر اجتماعهم لتدريبهم على الخطابة إذ يختار أحدهم دون ترتيب قبلي، ويأمره بالحديث أمام زملائه، ويطلب من آخر التعليق على ما قاله زميله؛ فصار كثير من طلابه متحدثين فصحاء واثقين من أنفسهم، وحين تذاكى طالب للهروب من حرج الموقف بحجة الابتعاد عن الإطالة أجابه المربي قائلًا: بل أطل فكلنا سماع! فأيقن جميع الطلاب أن الاختيار سيقع عليهم في يوم قادم فاستعدوا له.

وللمعلم القديم أوليات في معهده العريق، ففيه تعلم الطلاب أدب الحوار، ومهارات التفكير الأساسية لبناء مهارتي الخطابة والكتابة، والتطبيقات الكشفية حتى صار المعهد مركزًا تدريبيًا للكشافة، ومنها إنشاء الصحافة المدرسية، وممارسة الرياضة بأنواعها، والتزم الطلبة بحضور يومي للدراسة، مع شهود الأنشطة الثقافية اللاصفية والمشاركة فيها، فالشيخ عثمان يتابع الغائب منهم في بيته ويستفسر عن سبب غيابه، ويرى ضرورة أن يعرف المعلم جميع شؤون تلاميذه حتى يحسن التعاطي مع أرواحهم وقلوبهم وعقولهم.

وكان الرجل بحق هو المعهد، والمعهد هو عثمان الصالح، وليس هذا من مركزية أو سلطوية؛ بل لأنه منح عصارة عمره، ولباب فكره، وخالص جهده لهذه المهنة السامية الراقية، ولتلك المهمة العسيرة المنهكة، ابتداء من الروضة إلى الثانوية، وقد طاب الغرس أبا ناصر، ففي أحاديث طلابه عنه وفاء وإجلال كما سمعناه من وجوه المجتمع مثل الأمير أحمد بن عبدالعزيز والأمير الكاتب سيف الإسلام بن سعود، والشيخ عبدالله الكريديس، وغيرهم، وقرأناه في سير ذاتية آخرها حسب إطلاعي سيرة د.عمر بن عبدالعزيز آل الشيخ بعنوان: قصد السبيل…نحو السمو.

كما حرص الشيخ عثمان على استقطاب أفضل المعلمين للمعهد، ولم يقف صنيعه عند المعلمين بل استقطب طلابًا من غالب مناطق المملكة، وللتيسير على بعضهم سعى في نقل وظائف آبائهم إلى العاصمة ليكونوا مع أبنائهم الطلاب، فأصبح المعهد عبر معلميه وطلابه غير محصور في فئة أو صفة، وأيّ نفع أعظم للبلد من هذا الامتزاج السليم من الاستئثار، والبريء من الانعزال، والخالص من الفوقية، ذلك أن مسؤول المستقبل يتعرف في وقت مبكر إلى طبقات الناس كافة، وهمومهم، وآمالهم.

من أفكاره التي نالت استحسانًا ملكيًا ومشيخيًا إسناد تدريس مواد العقيدة والشريعة في معهد الكريمات إلى مشايخ من أبناء البلد حُرموا نعمة البصر ووهبهم الله بصيرة الفهم والحفظ؛ كي لا يضطر المعهد للتعاقد مع معلمات من بيئات تختلف نظرتها العقدية عن بلادنا، وكم لذلك من أثر إيجابي على الأميرات وبنات الأسر والقبائل، ولم يكتف المدير الحازم بذلك، بل واصل التأكيد على ضرورة توقير أولئك المشايخ وحفظ مكانتهم من قبل الطالبات.

وبعد أن طلب التقاعد المبكر عام (1391) وتحصل عليه بعد محاولات عليا لثنيه عن قراره، لم يترك مهنته فهي تجري مع دماء عروقه، فاستمر مرافقًا للقلم والكتاب، مع مشاركات يومية بأنشطة ثقافية واجتماعية، كما ظلّ وفيًا للمعرفة والعلم، فافتتح في دارته إثنينية نصف شهرية، وعمل على إحيائها وجودة مخرجاتها، ومع أنه ربانها وصاحبها إلّا أنه كان آخر من يتكلم فيها، وأقل من يتكلم أيضًا، مع أنه إذا أصبح ضيفًا أثرى الحضور بآرائه التربوية، ونظراته المستبصرة.

ومن عنايته بلقائه الثقافي أن استضاف له أسماء عميقة، واختار موضوعات يتبعها عمل وأثر مفيد بعيدًا عن الطبوليات وموضوعات الشهرة والإثارة أو شخوصها، ويلتئم في مجلسه الغني والفقير ويجيب دعوة الكبير والصغير، ومن تقديره لرواد مجلسه تلطفه معهم، وإكرامهم، وإخلاء المكان من جهاز التلفزيون الذي يشتت الانتباه، وكم نحن بحاجة لاستثمار مجالسنا بعيدًا عن الملهيات التي شاركتنا في جميع أجزاء حياتنا.

أيضًا برز الشيخ بتواصله الاجتماعي الفريد، وتلبية أيّ دعوة تأتيه حيثما كانت، ولربما حضر في ليلة واحدة أربع مناسبات، وشارك في لقاءات أسرته بالمملكة والكويت، وعاد ذات مساء من القصيم، ليذهب في صباح الغد للشرقية، وبقي كذلك إلى أواخر حياته حتى لو كان مريضًا راقدًا في المستشفى فإنه سيخرج في سيارة إسعاف للعزاء في صديقه الراحل الشيخ محمد العبدالله الجميح، وحين أُقترح عليه تحديد وقت لزواره تغير وجهه وكأنه يقول أنا عربي ووقتي كلّه لضيوفي.

من هذا الباب سعيه في إصلاح ذات البين حتى لو اضطر للسفر مرارًا، وشفاعاته الكثيرة لمن يعرف أو لا يعرف، من ذلك أن شابًا ذهب إليه ليشفع له في الابتعاث على حساب الحكومة بعد أن عجز والده عن سداد رسوم دراسته ففعل ونال المبتعث مبتغاه دون أن يكون له صلة بالشيخ أو بينهما مصلحة مشتركة، وروى الشيخ العلامة عبدالله ابن جبرين أنه قام عقب صلاة ليعظ الناس فأراد الإمام منعه بيد أن الأستاذ الصالح طلب من الإمام تمكين الشيخ الجبرين فليس في الذكرى النافعة من بأس، وكفل المعلم المربي الأديبَ الكاتب أبو عبدالرحمن ابن عقيل إبان ابتلائه بأزمة مالية مع أن ابن عقيل أجرى قلمه في سياق هجاء الأستاذ في سالف الأيام، وشيمة الكبير أن ينسى أو يتناسى، ولا يحمل ضغينة أو حقدًا.

كما أنه رجل علاقات اجتماعية ناجحة، اشتهر بالمجاملة الصادقة، وديمومة الثناء على الآخرين، وخلو قواميسه من المعايب والهجاء وتتبع العثرات، وحين اُستفهم منه عن مسلكه أجاب بأنه يقول أحسن ما يعرف، ويبدو لي أن الرجل مسكون باكتشاف جواهر النفوس ومكامن الإبداع فيها، معرض عن الجوانب المظلمة وكل الناس فيه وفيه، ويأنف بشدة من نبز الآخرين أو لمزهم، وإنما يتجلى البهاء الإنساني في نوادر من بني آدم.

ويحسن الانصات، ويبادر إلى التشجيع وتقبيل رأس المجيد ولو كان مغمورًا، ويقدم الناس لضيوفه بطريقة آسرة، ويكتب بخطه الأنيق جدًا رسائل التهنئة لأشخاص بلغه عنهم أنباء بهيجة وهو لا يعرفهم، وكم أثر تحفيزه في الآخرين، ولإثبات ذلك يكفي أن نعلم أن كاتبًا كبيرًا مثل نجيب الزامل يعترف بأن الشيخ عثمان بعث موهبته من مرقدها، ولا عجب أن تفعل النفس الزكية ذلك وأكثر؛ فهي شغوفة بإسعاد الاخرين وإدخال السرور إلى قلوبهم، ولا يساكنها حسد النبوغ والتميز، ولا تتثاقل عن الإشادة المستحقة كما هو طبع غالب البشر.

ويعتني رجل التربية بجيرانه كثيرًا، فعندما سكن في منزل جديد بادر إلى بناء مسجد للحي وأهله، وإذا انقطع الماء عن البيوت أحضر صهاريج مليئة بالمياه على حسابه، وملأ خزانات بيوت الجيران جاعلًا خزان بيته آخر المستفيدين، وامتدت عنايته لحيز أبعد، فكم من مرة ومرة كتب للمسؤولين عن شأن عام دون ضجيج، وتحفظ أرشيفات الدواوين والوزارات والإمارات رسائله الناصحة، ومن فرط تقديره المتوازن أنه كلف برئاسة لجنة حساسة مهمتها مراجعة أوراق أسر عاشت خارج المملكة ثمّ عادت إليها، فطلب تصحيح اسم لجنته من التجنيس إلى إعادة التجنيس.

بينما نال الوطن من وجدان الرجل المخلص وأعماله أكبر مساحة دون أن يطنب في الحديث عن الوطنية، وهل هناك عمل أجلّ من صناعة المستقبل برجاله ونسائه على غير مثال؟ ثمّ هو في صناعته الصعبة هذه يساوي بين الجميع فابن الملك والأمير مثل غيره من الناس، حتى اشتهرت عنه كلمة نفيسة يقولها فالأمير أمير قبل دخوله ساحة المدرسة، وإن أعظم خدمة يقدمها المربي لأبناء الأسر الحاكمة وأضرابهم هي أن يحسن بناء منظومة القيم وطرائق التفكير لديهم حتى يستسيغوا تبادل الآراء، ويسلموا من غرور الدنيا وأوزارها الضارة بالدين والمروءة والعقل، ولا يركنوا لجليس منافق، أو مستشار ناقص الأهلية. ولا عجب من احتفاء الشيخ بالرأي الآخر، فذلك من تأثير مدرسة عنيزة وأخويه عليه، ومن أثر مجالسته لصديقه الشيخ عبدالله النجران التويجري، واستماعهما معًا للمذياع في زمن ندرته وخوف الناس منه.

ومن جليل أعماله قيادته منظومة تعليمية موازية للتعليم التقليدي والمشيخي دون مماحكة أو تصادم؛ فالشيخ لا يرى عمله بديلًا أو منافسًا وإنما مكملًا لما تحتاجه البلاد من علوم ومهارات ومعارف، وهذه سمة العظماء الذين لا يقفون عند توافه الشكليات وصغائر الأمور، وليست بغريبة على رجل يقول: الذي يدير مدرسة يدير أمن البلاد ومستقبلها، ومع أن أبا ناصر لم يخض في السياسة أو الاقتصاد إلّا أنه تولى تأهيل أربابهما على سنن مستقيم قدر استطاعته.

لم يقبل المعلم الأول أي استثناءات، فحين قرر تطبيق عقوبة على الأمير منصور نجل الملك سعود لم يقبل الشفاعات من الملك على لسان أحد موظفيه ثمّ على لسان نجله الأمير محمد، وأخبر الشيخ الأخير بأن يبلغ المقام السامي التحية، وينقل وجهة نظره بأهمية تطبيق النظام؛ فعثمان الصالح لا مصلحة له من عقاب أحد، وإنما هي التربية والتقويم، ورأس مال الشيخ كما يقول: عباتي وأنا فيها، وكان تفاعل الملك مع رأي الشيخ إيجابيًا، وتقبله بصدر رحب، فهو يعلم بيقين إخلاصه، واستعداده لترك العمل إذا لم يقتنع كما فعل في تجربة تعليمية سابقة مع أحد الأمراء.

بينما لا يرى أستاذنا لنفسه فضلًا، ويبدي استغرابه من مستوى تقدير الناس له، واستثقل لقب الشيخ حين منحه له الملك سعود، وإذا دخل إلى قاعة أو مسرح جلس في أقرب مقعد مع أن الصدارة محجوزة له، ويرفض الهدايا من آباء الطلبة ورد عباءات فاخرة أرسلها له ذات عيد الأمير سلطان، ولا يخاطب أخويه الكبيرين الشيخ المربي صالح، والشيخ الشاعر عبدالمحسن إلّا بلقب أستاذنا اعترافًا بفضلهما عليه في التعليم، وبالمقابل يوصي أبناءه وأقاربه بإكرام رجل سماه لهم لأنه أوصله بسيارته، ويعرف الرجل ذلك عندما صارت له مراجعة عند فرد نبيل من أسرة الصالح فبذل له وسعه تنفيذًا لطلب الشيخ.

ومن عجيب شأنه أنه حظي بالمرجعية المباشرة للملك ومع ذلك اعتبر نفسه فردًا من جهاز وزارة التعليم، وطلب من مدير التعليم إرسال التعاميم إليه مع أنها لا تلزمه بشيء من ناحية إدارية، فالرجل مهني محترف يسعى للغايات منصرفًا عن بنيات الطريق، وأعجب من ذلك أن جليس الملوك والأمراء والعلماء والوزراء والوجهاء لا يستنكف من الانصات لطفل، وعلاج مشكلة فتى، ومتابعة مراهق، وإهداء كتاب لصبي في العاشرة ومناقشته فيه بعد سماعه لقراءة أجزاء منه، وبعض من يحظى برؤية الحاشية دون الأصل ينتفخ فلا تكاد أن تسعه المحيطات!

بينما امتنع عن كتابة مذكراته وسيرته، بحجة أن المهم لا يقال، وغير المهم لا فائدة من إشغال الناس به، ولم يتعمد الشهرة في قرار أو إجراء أو تصريح خلافًا لبعض من ابتليت بهم المسؤوليات والمناصب، ويبدو لي أنه سعى لصناعة نموذج فيه عبقرية التعليم، وسمو التربية، وعراقة التقاليد، وصرف وقته لتحقيق ذلك دون سواه من شؤون الدنيا ولذائذها، حتى أنه رفض قيادة سيارته ليستفيد من وقته فيها بالعمل، ومازح نجله بقوله: سأدفع آخر ريال معي للسائق! 

أما مواقفه الجريئة فكثيرة منها أن أحد الأمراء طلب زيارة المعهد فرحب به الشيخ، وعندما دخل لم يجد مظاهر حفاوة أو استقبال فخرج مغضبًا، ثمّ اتصل به المدير الصالح مستفسرًا عن سر تأخره فأخبره أنه حضر ورجع لانتفاء مظاهر الترحيب، فقال له: أنت جئت زائرًا وولي أمر طالب ولست مسؤولًا لنستقبلك، وأتيت لترى الدراسة والطلاب فكيف نعطل عملًا أساس مجيئك لأجله؟ وله مواقف أخرى ألزمت الأمراء بترك مظاهر الأبهة خارج أسوار المعهد، وشهد له الكافة بعدله مع الجميع، وكم من مرة ومرة زاره الملك خالد والملك فهد كأبوين، ودخلا للمعهد كذلك وليس كأمراء كبار وملوك المستقبل.

وأشرق أسلوبه التربوي بقربه من الأطفال، ومداعبته لهم بالنداء والحركات اللطيفة، ومصادقة الشباب وهم في عمر أولاده وأحفاده، ومنه نصيحته لكاتب بأن يتعب عينيه في البحث قبل أن يتعب قلمه بسوء الكتابة؛ وليت معشر الكتاب أن يفطنوا لذلك حتى لا ينغصوا على القراء. ومن تفانيه في الخدمة أنه سهر ليلة كاملة يبحث في مكتبته عن كتب ليعيرها لباحث استعان به وليس بينهما علاقة أو تعارف سابق، ومن أبعاده الأسرية دعمه إنشاء صندوق أسرته، وما أحوج المجتمع في أزمنة الهجوم على الأسرة إلى الالتئام والتآلف والتكافل، ومن إنصافه دفاعه عن شاعر غمزه بعض المغرضين بخلو قصائده من الأبعاد الوطنية، ومن تقديره للآخرين أن حظي حامل رسالة له من ابنه المبتعث باهتمام جعله يشعر أنه أولى على الشيخ من كاتب الرسالة.

هذا شيء وليس كلّ شيء عن أحد أحبار التربية والتعليم في بلادنا، انتقيتها بعد لقاء مع نجله معالي الفريق د.عبدالإله، واستعراض مقابلة صحفية مع نجله الأستاذ بندر، وقراءة كتاب توثيقي عنوانه: الأستاذ عثمان الصالح..رثاء وذكرى، إعداد محمد بن سعد الشريف، صدرت منه الطبعة الأولى عام (1428=2007م) عن مؤسسة عثمان الصالح الخيرية للثقافة ويقع في (493) صفحة، ومشاهدة حلقة من برنامج الراحل عبر اليوتيوب، وأضفت إلى هذه المعلومات شيئًا من التحليل والتعليق.

وللشيخ إرث كبير، فعنده مكتبة نفيسة، وأوراق ووثائق، ومقالات ودراسات، ومحاضرات وكلمات وقصائد بعضها ألقي أمام الملك عبدالعزيز بعد فوزها بالمركز الأول، فضلًا عن منتجات الإثنينية، والمؤسسة الثقافية التي تحمل اسمه وتنتظر الانطلاق، والأمل معقود بالله ثمّ بتكاتف طلاب الشيخ ومحبيه وهم أهل قدرة ونفوذ وعلم كي تنتظم هذه الدرر في سلك نفيس يخلدها، وييسر سبل الانتفاع منها، ويعظم أجر صاحبها.

أحمد بن عبد المحسن العسَّاف-الرِّياض

ahmalassaf@

الأحد 30 من شهرِ الله المحرم عام 1441

29 من شهر سبتمبر عام 2019م  

Please follow and like us:

8 Comments

  1. جزاك الله خيرا على مقالك في تعريف القراء بهذا المربي العريق . كثر الله من امثاله . مقال قيم وجدير بالقراءة فهو يعتبر قدوة للمربين المخلصين في عملهم . اينما كانوا . وفي اي مرحلة من مراحل التدريس . واركز على معلمين الصفوف الاولى . اخص معلمة الصف الاول بالذات . فمن اهم واجباتها واولوياتها . جعل الطلبة يحبونها كام ويرتاحون لها .لاانهم اضطروا لترك امهاتهم عند دخولهم للمدرسة . فاذا نجحت المعلمة في حب طلبتها لها فسوف تجعلهم يحبون المدرسة ويحبون العلم و التعليم . وبهذا ستكون . قد وضعت الحجر الاساسي لمستقبل هولاء الطلبة . اللذين سيكونون امهات واباء وامراء وملوك واساتذة ومربين ومهندسين واطباء وكسبة اللذين لايستغني عنهم اي مجتمع في العالم قديما او حديثا . في بناء دولة متقدمة ومزدهرة . لاادعي المثالية . لاانني بشر حاولت الاخلاص بعملي . وكل السنوات التي درست بها كنت اطلب تدريس الصف الاول لاامنحهم حنان الاموة التي حباني الله بها . ومن طلبتي في الصف الاول اثنتان من بناتي . اتمنى من كل من درستهم . ان يكونوا ناجحين ومتفوقين مثلهم

  2. أخي الفاضل الأستاذ أحمد بن عبدالمحسن العساف

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    لقد استمتعت بقراءة ما كتبتم عن مربي الأجيال المعلم القدير والأديب المثقف والإداري الحازم العم الشيخ عثمان بن ناصر الصالح وكما عودتم قراءكم كان الطرح شيّقاً وممتعاً وجذاباً وموضوعياً إلى أبعد الحدود. فشكراً لكم على تسليط الضوء على واحد من الشخصيات الملهمة في حياتنا والقدوات الصالحة في مجتمعنا واذكر لكم انه قد نشر لي ضمن كتاب الشريف الذي نوهتم عنه بعض المواقف مع استاذنا الجليل كانت لها آثاراً إيجابية عميقة في مسيرتي التعليمية فأسأل الله أن يجزيه خير الجزاء على ما قدم لوطنه ودينه ومجتمعه وأمته و أن يجعل مثواه الجنة .

    1. معالي البروفيسور ناصر بن عبدالله الصالح رعاه الله
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
      فأشكر لمعاليكم القراءة والتعليق، وأشير إلى أن مقالتكم الموفقة كانت من أميز ما في كتاب الأستاذ الشريف وقد قرأتها كلها، علما أني لا أبادلكم الثناء بمثله، وقد أفدت من مواقفها ومما ذكرتموه عن الشيخ عثمان في نهاية كتابكم عن عم والدكم سماحة الشيخ عبدالعزيز، رحمة الله على الجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

X (Twitter)