سير وأعلام عرض كتاب لغة وأدب

معجم اللغويين السعوديين

معجم اللغويين السعوديين

حقيق بكل سعودي، وبكل عربي نقي، وبكل مسلم صادق، وبكل عالم متجرد للعلم، أن يفخر ويفاخر بمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، وبما يستهدفه هذا المجمع الرفيع عماده في أعماله ومساراته لخدمة اللغة العربية لغة القرآن الكريم، والسنة النبوية، والشعر العربي الأصيل، ولغة بلادنا والجزيرة العربية على وجه الخصوص، بل لغة كل من نطق بها، ولغة جميع من أحبها وتمنى أن يتحدث بها، أو يفهم بيانها.

هذا المجمع الفخمة آثاره يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه-، وهو الذي عرف عن مقامه السامي العناية بالتاريخ والبلدان، والفخر بالعربية وتراثها ومخطوطاتها، حتى امتلك مكتبة من أعظم خزائن كتب الزعماء في زماننا. هذا المجمع العالية همته يستحوذ على اهتمام أول وزير للثقافة في المملكة سمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، الذي يترأس مجلس أمناء المجمع، ومعه علماء وأساتذة كبار، إضافة إلى الأمين العام للمجمع أ.د.عبدالله بن صالح الوشمي الذي كتب مقدمة لهذا المعجم الفريد والكتاب النفيس.

‏عنوان هذا الكتاب: معجم اللغويين السعوديين ونتاجهم البحثي 1319-1445،صدر عن مجمع الملك سلمان العالمي لللغة العربية. جمعه وأعده عبدالرزاق بن فراج الصاعدي، وصدرت الطبعة الأولى منه عام (1445=2024م). يقع معجمنا في (1368) صفحة، وهو الثامن من المعاجم الصادرة عن المجمع. إن إصدارات المجمع، المتاحة عبر موقعه الإلكتروني، المتنوعة مساراتها، المتقن مضمونها، الأنيقة طباعتها، المتوالية في ظهورها، لمما يحمد ويشكر لمجمعنا والقائمين عليه.

‏يتكون المعجم من مقدمة المجمع بقلم أمينه العام، يليه تقديم كتبه أ.د.محمد بن يعقوب التركستاني، ثم مقدمة الجامع، وبعدها نماذج من خطوط اللغويين السعوديين، ونماذج من مكاتبات اللغويين. وعقب ذلك تأتي أسماء أساتذة اللغة والمشتغلين بها من الجنسين مرتبة حسب الحروف، ويليها ملحق بلغويين سعوديين مغمورين، ثمّ كشاف التراجم، وكشاف المشرفين على الرسائل العلمية، وقائمة المصادر والمراجع. لاحظت في فهرس الأسماء تكرار حرف العين مرتين، وغياب خمسة حروف هي: (الذال، والضاد، والظاء، والقاف، والكاف)، وعسى أن تكون الطبعة الأولى سببًا لإيراد أسماء لغويين تبدأ بهذه الحروف في الطبعات اللاحقة. وعسى أن يكون المعجم المبارك فاتحة خير لحصر البلاغيين السعوديين، وغيرهم من المشتغلين باللغة حسب معناها الواسع؛ فاللغة العظيمة تخدمها فنون كثيرة.

‏ذكر البروفيسور الوشمي في المقدمة أن مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية ينشط في مسارات عمل متنوعة منطلقًا من قلب العالم العربي والإسلامي، ومهد العروبة الأول. وأثنى على حرص سمو وزير الثقافة على المجمع ومنجزاته؛ ولا غرو فاللغة والقراءة هما أساس أي ثقافة. وأشار الأمين العام إلى أن المجمع يستقبل الدراسات النوعية الجادة، ويتواصل مع المختصين، وبعد وصول الأعمال يتخذ ما يلزم بشأن تحكيم الأعمال، والنظر في جديتها وأصالتها، واستنادها إلى المعايير البحثية المتعارف عليها. إن المركز بهذه الطريقة يتفوق حتى على المؤسسات الأكاديمية الصرفة، والمأمول منه دوام خدمة اللغة، وما يحتف بها.

بعد ذلك سوف تفتن العيون قبل العقول والقلوب بخط جميل لا تكاد العين أن ترتفع عنه بغض النظر عما فيه! وهو تقديم كتبه بخط يده البروفيسور محمد بن يعقوب التركستاني. ولعمركم لو كان هذا المخطوط البهي مجرد طلاسم -وحاشاه- لما أطاقت العيون الانصراف عنه؛ فكيف وهذا التقديم لباب علم، وعصارة فكر، وخلاصة معرفة! أشاد الأستاذ الدكتور التركستاني في تقديمه العذب بالكتاب والمؤلف، وذكر أن في هذا المعجم تنويه بمكانه علماء العربية الشخصية، وتقدير لجهودهم وآثارهم في خدمة قضايا العربية وعلومها.

كما أضاف بأنه عمل موسوعي مرجعي موثق فذ، وهو مدخل مهم في تاريخ العربية المعاصر ،كتب بلغة راقية لا يعسر فهمها على أهل زماننا الساعين إلى التيسير في كل شؤونهم. وذكر أن المعجم جمع ترجمة مختصرة لكل لغوي سعودي -ذكرًا أو أنثى- له اشتغال بفقه اللغة، أو النحو، أو الصرف، أو الأصوات، أو المعجم، أو اللهجات، أو اللسانيات، ويرصد -بالحصر والترتيب- بياناته الكاملة لرسائله ومؤلفاته وأبحاثه وتحقيقاته في نصوص تراثنا اللغوي؛ مع موجز مركز لبياناته الشخصية، وأنموذج من خط يده.

إن الخطوط المصورة في الكتاب مقارنة بما نراه في خطوط الأجيال الحاضرة لتوجب مراجعة مسألة تعليم الخط، وليس وجيهًا أن يجاب على هذه الدعوة وأمثالها بأن الذكاء الاصطناعي قد أغنى عن هذا الفن؛ ولو صحت هذه المقولة الهشة، لصح الاستغناء بالذكاء عن القراءة والكتابة وطلب العلم والتفكير، وهو لا يصح ولن يصح، و”لن” هنا زمخشرية بما أننا في بحر اللغة وعلمائها. إن من يشاهد خط التركستاني وعلماء اللغة ليتوارى خجلًا من خطه!

‏جمع صاحب الفكرة ومنفذها هذه المعلومات بالرجوع إلى هذه الشخصيات نفسها، أو الاستعانة بذويها، أو بالرجوع إلى الكتب التي ترجمت لها؛ فالإطار المكاني هو المملكة العربية السعودية، والإطار الزماني هو عام (1319=1902م)، وهي السنة التي استعاد فيها الملك المؤسس عبدالعزيز -رحمه الله- العاصمة الرياض، وابتدأ منها في إكمال مشروعه للاسترجاع، والتوحيد والتأسيس الحديث، وينتهي المعجم إلى عام صدوره (1445=2024م). والمتوقع أن يتمدد زمنيًا في الطبعات القادمة، خاصة إذا نشط للتفاعل معه أهل الاختصاص، وهو القمين بهم والمنتظر منهم.

‏إن محاسن هذا المعجم كثيرة مثلما كتب البروفيسور التركستاني بحق، فهو عمل لم يسبق مؤلفه إليه أحد، ولا أحسب أن أحدًا يمكن أن ينجزه بمفرده -كما جاء في التقديم-. كذلك أضاف أ.د. محمد في تقديمه أن أسلوب المعجم جاء واضحًا، لا غموض ولا لبس في عبارته، خاليًا من التصنع والفضول والزخرفة الكلامية، وهذا هو أسلوب المؤلف البصير باللغة، البارع في الإفصاح عما يريد التعبير عنه، وهو كما شهد له كاتب التقديم بناء على معرفة تتجاوز أربعة عقود، ممن يخدمون العربية لأنها لسان القرآن، ومن حراس الشريعة، وفيها أصول فكرنا وثقافتنا وحضارتنا وهويتنا. وزاد المقدم بأن المؤلف من أهل الجدية والتأني والنظر اللطيف والصبر في صوغ الأفكار والحذر من اللحن، وهي سمات رافقت أ.د.عبدالرزاق الصاعدي منذ شبابه، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. وختم أ.د. محمد بن يعقوب التركستاني تقديمه بأن المؤلف أوفى المعجم حقه على شرطه، ونبه إلى أن إشادته بالمؤلف ومعجمه جائزة شرعًا في الغيبة والحضور، وهي منطوية على الود والمحبة، والله يبارك له وعليه.

‏أما المؤلف فقد كتب مقدمة جميلة مثل سابقيه، وتوازي جمال المعجم فكرة ومضمونًا. وذكر أن الأعمال أبقى من أصحابها، وأن التراجم والسير والأدلة وفهارس الأعمال والمشيخات لم تزل فنًا عربيًا أصيلًا من أنفع ما وصل إلينا من تراثنا ومن ألطفه أيضًا. وهو فن متنوع فيه رجال وطبقات، وتاريخ مدن، وأعيان مصنفة على القرون، وتواريخ عامة حسب السنين، وأصحاب فنون وعلوم، ولأهل اللغة القدماء من هذا الباب نصيب طيب.

لكن الباحث لا يجد شيئًا مماثلا لأهل العربية في السعودية مع وجود مثله عن غيرهم ومع كثرة علماء العربية من أهل بلادنا، فأراد المؤلف بهذا العمل سد ثلمة في باب التراجم المهملة عن الذكور وعن الإناث، وشرع فيه منذ سنة (1414=1994م). يقوم منهج هذا الكتاب وشرطه على حصر كل من اشتهر بأنه لغوي أو نحوي أو لساني أو ألّف في شيء من فنون اللغة، أو نال فيها درجة الدكتوراة، والأكاديميون في هذا المعجم هم السواد الأعظم. ووجد البروفيسور الصاعدي أن المشاهير أقل من الأربعين، وأن الحصر الأولي يصعد بالعدد إلى أزيد من سبعمئة لغوي؛ فاختار الصاعدي الصعود إلى المئين، ولم يرض بالقعود عند حدود الأربعين!

‏تحتوي كل ترجمة على ستة عناصر، هي: البيانات الشخصية، والوصف العلمي، والبيانات الكاملة للرسائل العلمية وأسماء المشرفين عليها، والنتاج العلمي كاملًا وهو أبرز العناصر الأربعة، وصورة شخصية للذكور دون الإناث إلّا من رغبت، ونموذج من خط اليد وصور لأغلفة بعض الأبحاث والرسائل العلمية. وحرص على الضبط وضمان التجانس في التراجم قدر المستطاع، ولم يتخلّف مراده إلّا في مواضع قليلة ترجع إلى أمرين، الأول: أن بعض الأكاديميين لم يرسل المطلوب منه، والثاني: أن بعض الأعلام لا يخضعون لهذا الإطار العام، علمًا أن وجود هؤلاء الأعلام محمدة للمعجم ولأهل الزمان من اللغويين، ففيهم المفسر الكبير الشيخ الشنقيطي، والفقيه النحرير الشيخ ابن عثيمين، والمحدث الشهير أبو تراب، والأديب ابن عقيل، والشاعر العقيلي، والفريق المعلمي، والأديب الفيصل، والفقيه الفوزان.

بل أضاف المؤلف في آخر المعجم قائمة بواحد وأربعين عالمًا ممن لهم اشتغال في اللغة ولم يشتهر مثل الأستاذ عبدالرحمن التركي العمرو، أو كانت شهرته في غير علوم اللغة مثل المشايخ ابن سعدي، وابن سبيل، وبكر أبو زيد، وغيرهم كثير ممن ذكر أو لم يذكر، رحم الله الأموات وغفر لهم، وأمتع بالأحياء وحفظهم. لاحظت في هذه القائمة القصيرة كثرة أهل عنيزة لأنهم حفظوا التاريخ أكثر من غيرهم، وبالجملة فالأحساء وعنيزة من أكثر حواضر بلادنا العزيزة في التأليف والكتابة بعد الحرمين الشريفين، وفي كل خير وبركة.

‏من حسنات هذا المعجم وافر الحسن والجمال حرص جامعه على إضافة خطوط أهل اللغة، وغالب خطوط أهل اللغة جميلة خلافًا لخطوط بعض المحدّثين كما روي عن الإمام الذهبي. ربما يكشف الخط عن ذوق صاحبه وعن مهاراته وحسه اللغوي، وفي النهاية فحسن الخط رزق مقسوم بين الناس، وصنيع مؤلفنا محمود مشكور، فرؤية الجمال مسرة وأي مسرة. والشيئ بالشيء يذكر؛ فعندي مادة لطيفة عن الخط وذكرياتي معه، وآمل أن أفرغ لكتابتها ونشرها؛ فالخطوط فلذ من أرواح أصحابها أبدية الحياة كما يقول الزركلي في مقدمة الأعلام طبقًا لنقل المؤلف.

‏ومن باب الوفاء للعلم وأهله، فقد خلّد هذا المعجم ذكر المشرفين على الرسائل العلمية من السعوديين والعرب والأجانب، وحفظ أسماءهم في كشاف خاص، ولعل هذا أن يكون من بركة الطالب على شيخه وأستاذه، وما عند الله خير للمتقين. كما سرد المؤلف روافد هذا المشروع ومصادره ومراجعه وعددها اثنا عشر رافدًا أجلّها إفادة المكاتبات الورقية، والإلكترونية التي يزيد أثرها في المعجم على 95%، وبعدهما فهارس الرسائل العلمية وبعض الكتب المطبوعة.

‏وقد أشار أ.د.عبدالرزاق لصعوبات واجهته؛ حيث لم يجد شيئًا ذا بال في مواقع الجامعات الأقسام العلمية بل أن المحتوى أكثره فقير فيما يخص الترجمات، وهاهنا مقترح أسوقه وطالما كررته للجامعات والوزارات بأن تضع في مواقعها تعريفًا بمن عمل فيها من علماء ووزراء فضلًا عن المؤسسين ومن في حكمهم. هذا التعريف حقٌّ لهم، وللتاريخ، وللوطن. هذا التعريف قد يقود إلى إصدار معجم عن أهم الشخصيات السعودية خلال قرن أو قرون.

من الصعوبات التي تواجه جميع من يبحث عن معلومة ومنهم صاحب هذا المعجم الفاخر، ضعف التجاوب من ذوي الشأن، أو من ورثتهم والعارفين بهم؛ حتى لكأن الباحث يتسول! وأحيانًا يتم التجاوب لكن بنقص لا يرتضى، مثلما أخبرنا المؤلف أن بعض الأكاديميين أرسل له معلومات الكتب والمراجع ناقصة، وهذا تصرف غريب فغالب الأكاديميين من أكثر الناس تشبثًا بالمراجع وحبًا لإيرادها لدرجة الوله أحيانًا! طبعًا هذا مسلك علمي بحثي لا يلامون عليه إلّا إن طالبوا به في غير مكانه.

وقد أفصح المؤلف بإحصاء دقيق عن سبعة الآف وخمسمئة رسالة واتساب أرسلها وكرر الإرسال، ثمّ أضاف نسبة الاستجابة في كل مرحلة، وهذا التوضيح ليس للشكوى وإنما للبيان، وربما يجيب عن سؤال سائل يقول: أين فلان وفلان؟! علمًا أن المؤلف قدّم العذر لمن لم يستجب له، أو تأخر أو اعتذر، وهذا من سماحة نفسه، ومن سموها أن جعل نفسه مسؤولة عن كل سيرة لم تكتب، إذ أوجب على نفسه البحث والتفتيش الحميد حتى يجد ما يمكن أن يسطر عن بعض أهل اللغة؛ فعمود المعجم الإحصاء وليس التزكية.

‏طبعًا هذا العمل، خلال هذه العقود، ومع هذا العدد من الرسائل، لا يخلو من طرائف. منها أن عالمنا الصاعدي أرسل رسالة صوتية لأحدهم يطلب منه معلوماته، وزلّ اللسان بطلب سنة الوفاة بعد سنة الميلاد! فرد عليه المرسل إليه قائلًا: أبشر، لكن هل أنت مصمم على (سنة الوفاة)؟! أطال الله أعمارهم والمذكورين الأحياء على خير وعافية وطاعة. كما صادف المؤلف عنتًا في الحصول على خطوط اليد، وكان السؤال عن سنة الميلاد ثقيلًا على اللغويات، وربما تثاقل بعضهم عنه كتثاقل جلهن عنه. وبعد هذه المشاق والعناء أدرك مؤلفنا أ.د.عبدالرزاق الصاعدي أن التعامل مع الأحياء أكثر مشقة من التعامل مع الأموات!

أخيرًا أثنى الجامع الموفق الوفي في ختام مقدمته على من تعاون معه، وسرد عدة أسماء لعلماء اللغة من الرجال والنساء، وخصّ بالثناء الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن ناصر الخريف الذي تكفل بمراجعة المعجم كلمة كلمة، وسعى للإضافة والإكمال والتجويد، والله يكتب أجره وأجر انتصاره على حظوظ النفس، وعلى تنافس ذوي الفن الواحد. كما أعلن المؤلف عن ترحيبه من أجل الطبعة الثانية بأي إضافة أو تصحيح أو نقد؛ لأن سد الثقوب ورتق الفتوق مطلوب؛ فلولا النقد لترهلت الكتب، واختلط الجهل بالعلم اختلاطًا لا خلاص منه، فإن جودة العلم من جودة النقد.

أنا سعيد بهذا الكتاب، وأعده من آلاء ربي ونعمائه، ومن بديع الصدف أن أول اسم فيه للغوية أسمها آلاء! أنا مسرور للغاية وحفي بهذا الجمال المعنوي الذي يذكرنا بجمال النبي يوسف -عليه السلام-، ومن كريم الموافقات أن آخر اسم فيه للغوي اسمه يوسف! ألا سلّم الله جميع من عمل في هذا المعجم وأمثاله من الأعمال العلمية والثقافية التي تستحق الصدور والتصدر والتصدير معبرة عن حقيقة بلادنا المقدسة، وعن جوهرها النفيس، وعمن فيها من علماء، وعما فيها من علوم، وأحداث ومنتجات ثقافية، وأدلة سعودية باهرة، ومعاجم سعودية مستوعبة.

أحمد بن عبدالمحسن العسَّاف-الرياض

ahmalassaf@

الخميس 14 من شهر ربيع الآخر عام 1446

17 من شهر أكتوبر عام 2024م

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

X (Twitter)