الأميري…رثاء ونعي في طائرة!
أخذت من جيب المقعد في الطائرة نسخة من مجلة “أهلًا وسهلًا”، وهي مجلة تصدرها الخطوط السعودية، وأظنها شهرية في دوريتها، وكانت موادها مفيدة في الغالب لولا كثرة الإعلانات، وتشبه في الفائدة إلى حدّ ما مجلة “القافلة” الصادرة عن أرامكو، و”القافلة” أقدم وأعظم فائدة وأغزر مادة وأعمق محتوى، ومؤخرًا أصبحت متاحة عبر تطبيق وموقع، أما “أهلًا وسهلًا” فقد وقعت الخطوط السعودية اتفاقية مع دارة الملك عبدالعزيز لتحويل أعداد المجلة إلى نسخة إلكترونية منذ أول ظهور لها في شهر يوليو عام (1977م) وحسنًا فعلوا، وهي فرصة لتعريف الأجيال بهاتين المجلتين.
المهم أني بعد تصفحها وجدت فيها قصيدة كتبها الشاعر د.أحمد البراء الأميري (1363-1445)، ويرثي بها والده شاعر النفس المؤمنة عمر بهاء الدين الأميري (1332-1412)؛ فتأثرت ليس من معانيها وكلماتها فقط، وإنما لأنها كانت عقب وفاة والدي (1351-1413) في يوم الجمعة الحادي والعشرين من شهر ربيع الأول عام (1413) -رحمة الله ورضوانه على الجميع-، وما أعظمه من رثاء حزين بلحنه ووقعه، والرثاء يمزق الأكباد، ويجري المآقي بدموع صادقة. ويشاء الله أن يبلغني إلكترونيًا بعد ثلث قرن من تلك الحادثة خبر نعي الدكتور أحمد البراء الأميري، وأنا أستعد حينها لركوب طائرة أخرى.
يقول الأمير الابن راثيًا الأميري الأب في قصيدة كانت لي سلوانًا من الأوجاع:
أنا لا أصدِّق أنه رحَلا
هو ذا يُشير إليَّ مُشتمِلا
أنوارُه في الدار مُشعَلة
والباب مفتوح وما قُفِلا
وكتابه فوق السرير جَثا
و(الراد) يُرسِل لحنَه زجِلا
أوراقه ظَمأى لقافيةٍ
فيها الحُروف ترنَّحتْ ثَمَلا
وعرائسُ الشِّعر التي جُليتْ
أسرابُها قد أطرقتْ خَجَلا:
تلك القصيدة تمَّ مقصِدها
هذي القصيدة نِصفُها اكتمَلا
(ألوان طيف) الحبِّ حائرة
همْس (النجاوى) بالحبيب علا
يا دارُ كُفِّي عن مُساءلتي
حارَ الجواب ومَدمعي هَمَلا
في كل ركنٍ منكِ فَيضُ رؤى
بالفنِّ والذَّوق الرَّفيع حَلا
هذي الوسادة طرِّزت بيدٍ
مَهرَت فدقَّ الرسم واعتدَلا
وعلى الجدار غزالة ذُعرت
مِن صائد يُدني لها الأجلا
وزرافة مدَّت لها عُنقًا
سُبحان مَن سوى ومَن عَدلا
وعلى (المنصة) صورتي ابتَسمتْ
أأنا الأثير لديه؟! وا خَجَلا!
لم أقضِ حق البرِّ مُشتغِلاً
بهموم دنيا تورِثُ الخَبلا
حتى إذا انطفأت عيون أبي
ضجَّ الحَنين وجُنَّ واشتعَلا
يا دارُ كُفِّي عن مساءلتي
جُرْح (التيتُّم) بعدما اندَمَلا
هذا السرير عليه نام أبي
وعليه قد أضوى وقد ذَبلا
كم ساهَرَ النجْمات من أرقٍ
كم كتَّم الآلام، واحتَمَلا!
حتى إذا جاءت عوائده
لهفَى تُبينُ الهمَّ والوَجَلا
بسَمتْ لهنَّ عيونه وبدا
جَلْدًا، وأخفى السُّقم والعِللا
أبتاه يا نجوى على شفتي
بُحَّ الصدى، وتجلُّدي انخَذَلا
أبتاه يا حُلْمًا يُراوِدني
في الصحْو أعشَق فَيئه الخَضِلا
يا واقعًا أحياه في حُلمي
فأعيش صفوَ الحلم مبتهِلا
أخلو بطيفكِ والكِيان أسى
وأظلُّ أَجري خَلفه عجِلا
لا يختفي عني فأيئس مِن
لُقيا، ولا يدنو لكي يصِلا
ذكراك – ملء الحبِّ – ناضرةٌ
لا تشتكي ظمأ ولا مَلَلا
دمعي لها سُقيا ويؤنِسها
شوق تضرَّم يَحرِق المُقَلا
أنا لا أصدِّق أنه رحلا
ومضى إلى الغيب الذي سُدِلا
فغدًا يعود أبي كعادته
يُهدي إلينا الحبَّ والأملا
ويضمُّني شوقًا ويَحضنني
وأنا الذي أمسيتُ مُكتهِلا
لكنها الأيام مُسرِعة
تَمضي، وإني لا أرى الرَّجلا!
وإذا المحال على الفؤاد غَدَا
من بعد طول الخوف محتملا
أنا لا أصدق! يا لفاجعتي
يبدو بأن البدر قد أفَلا!
عقب ذلك صرت أتتبع الأخبار الثقافية والأدبية لهما، وحضرت مع د.أحمد برنامجًا تدريبيًا على الخطابة في جامعة الملك سعود، وأذكر أنه اقترح علينا كتبًا جيدة في الخطابة، وإدارة الوقت، وحثنا حثًا رفيقًا على التضلّع اللغوي والأدبي، وأرشدنا إلى حسن الأداء في الإلقاء والخطابة، وبعد ذلكم البرنامج شاركت مع غيري في مسابقات خطابة تقيمها الأنشطة الطلابية بجامعة الملك سعود آنذاك.
ثمّ لاحظت أن الرجلين اشتركا في أشياء عديدة، فهما شاعران داعيتان، غيوران على العربية، ولديهما حمية للأمة والإسلام، ولهما عناية بالتربية والتعليم والترجمة، وقد كتبا وألّفا وحاضرا، ولكل واحد منهما موقع إلكتروني مفيد، وانفرد الأب بالعمل الدبلوماسي والدراسة في جامعة السوربون، واختص الابن بالتدريب والدراسة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وقد فارقا الدنيا في الرياض، وصلي عليهما في المدينة النبوية، ودفنا في بقيع الغرقد، وخلال محياهما كانت لهما علاقات واسعة مع الأمراء والعلماء والوزراء والمثقفين والوجهاء في المملكة وغيرها من البلدان، حتى أن د.أحمد عمل مستشارًا في مكتب وزير التربية والتعليم د.محمد الرشيد. ومن بديع الموافقات أني أكتب هذا المقال في اليوم نفسه الذي توفي فيه والدي بالتقويم الهجري، وفي يوم المعلم العالمي بالتقويم الميلادي، والرجلان من أهل العلم والتعليم.
كما أن الشاعرين لهما أشعار في البنوة والأبوة، حتى أن الأب أصدر دواوين تحتوي على أشعاره الأبوية، وله قصائد كثيرة في والديه. ومن عيون شعر الأب تلك القصيدة التي استلها من نياط قلبه بعد أن ودع أبناءه ليعودوا إلى سورية ويتركوه وحيدًا في لبنان؛ ومن مبلغ هذه القصيدة الرفيع أن قال عنها العقاد: لو كان للأدب العالمي ديوان لكانت هذه القصيدة في طليعته، ووصفها بأنها من غرر الشعر العالمي، وهي من أنبل الشعر الأبوي المؤثر البالغ تصوير الحال فيها دقة متناهية؛ إذ يشدو مترنمًا بحنان وحزن وشوق:
أين الضجيجُ العذبُ والشغبُ
أين التدارسُ شابه اللعبُ ؟
أين الطفولةُ في توقدها
أين الدمى في الأرض والكتب؟
أين التشاكسُ دونما غرضٍ
أين التشاكي ماله سبب؟
أين التباكي والتضاحكُ في
وقت معا والحزنُ والطرب؟
أين التسابقُ في مجاورتي
شغفا إذا أكلوا وإن شربوا؟
يتزاحمون على مجالستي
والقربِ مني حيثما انقلبوا
يتوجهون بسوْقِ فطرتهم
نحوي إذا رهبوا وإن رغبوا
فنشيدُهم : ( بابا ) إذا فرحوا
ووعيدُهم : ( بابا ) إذا غضبوا
وهتافهم : ( بابا ) إذا ابتعدوا
ونجيهم : ( بابا ) إذا اقتربوا
بالأمسِ كانوا مِلءَ منزلنا
واليوم ويح اليوم قد ذهبوا
وكأنما الصمت الذي هبطت
أثقالُه في الدار إذ غربوا
إغفاءةَ المحمومِ هدأتها
فيها يشيعُ الهمُ والتعبُ
ذهبوا أجل ذهبوا ومسكنُهم
في القلبِ ما شطوا وما قربوا
إني أراهم أينما التفتتْ
نفسي وقد سكنوا وقد وثبوا
وأحسُّ في خلَدي تلاعبَهم
في الدار ليس ينالهم نصبُ
وبريق أعينهم إذا ظفروا
ودموع حرقتهم إذا غلبوا
في كلِّ ركنٍ منهم أثرً
وبكل زاوية لهم صخب
في النافذات زجاجها حطموا
في الحائط المدهون قد ثقبوا
في الباب قد كسروا مزالجَه
وعليه قد رسموا وقد كتبوا
في الصحن فيه بعضُ ما أكلوا
في علبة الحلوى التي نهبوا
في الشطر من تفاحةٍ قضموا
في فضلةِ الماءِ التي سكبوا
إني أراهم حيثما اتجهتْ
عيني كأسرابِ القطا سرَبوا
دمعي الذي كتمته جَلدا
لما تباكوا عندما ركبوا
حتى إذا ساروا وقد نزعوا
من أضلعي قلبا بهم يجب
ألفيتني كالطفل عاطفةً
فإذا به كالغيثِ ينسكبُ
قد يعجب العذالُ من رَجلٍ
يبكي ولو لم أبكِ فالعجب
هيهات ما كل البكا خَوَر ٌ
إني وبي عزمُ الرجالِ أبٌ
ومن العزة التي عمرت قلب الأب أنه يصر على الاكتفاء بالتاريخ الهجري فيما يكتب، وحينما صدر ديوانه “مع الله” بما فيه من تأله وروح مؤمنة كتب له العقاد: ديوانكم “مع الله” آيات من الترتيل والصلاة، يطالعها القارئ فيسعد بسحر البيان كما يسعد بصدق الإيمان… وثوابكم من الله عليه يغنيكم عن ثناء الناس. ووصفت قصائد ديوانه “أب” بأنها عشر قصائد من وحي الأبوة، ولوحات فيها مكابدة ومعاناة، وصور وجدانية متعددة متحولة، يعيش ألوانها وأكوانها: كل إنسان أب، وكل أب إنسان! وهذا بتعبير أحد العلماء الذين كتبوا عنه. ومن غزارة معارف الأميري الأب أن علّق أحد المستمعين على محاضرة له قائلًا: وجدنا في هذه المحاضرة مزيجًا من تحليق الشاعر، ودقة القانوني، وحصافة الدبلوماسي، وعمق الباحث، وحرارة الداعية، تتلاحم جنبًا إلى جنب، وهذه العبارات لخصت كل فضائل الأميري الأب وصفاته؛ فهو قانوني وسفير وشاعر وباحث وداعية.
وقد صدرت عن الأب وأشعاره وجهوده عدة كتب ومقالات، ونال تكريمًا مستحقًا في السعودية والمغرب وغيرهما، ومن أبرز مناسبات تكريمه الحفل الذي أقامه له الوجيه المثقف عبدالمقصود خوجه -رحمه الله-. وكان الأميري الأب يكرم أضيافه إذا زاروه بصنوف الفاكهة والحلوى والمكسرات ولذيذ الطعام وجميل الهدايا، وهو يكثر من الشعر الذي كأنه يجري على لسانه دونما عناء، فلا تقصر به الموهبة في الأحوال الطارئة، حتى قال نجله الأكبر د.أحمد: “يمكن أن نختار من شعر والدي نحوًا من مئة قصيدة، وهذه القصائد المئة تجعله في مصاف كبار شعراء العربية المعاصرين مثل شوقي، وحافظ، وغيرهما…”.
أما على الصعيد الأسري فقد رزق الأميري بتسعة أبناء، وفي أسمائهم دلالة على معان يحبها الرجل ويعيش بها، وهم حسب الترتيب: أحمد البراء، محمد اليمان، حسن سائد، هاشم منقذ، عائشة غراء، سامية وفاء، بهاء الدين أوفى، سعيد الدين مجاهد، محمود ملهم، ويمتاز أنجاله وكريماته بحسن التربية، وحمل الهم الجميل الذي ظلّ يساكن أباهم في حياته التي قضاها متنقلًا صادعًا بالحق صادحًا بالمكارم شعرًا ونثرًا، وهذا من سمات الأسر العريقة.
كما عرف عن عمر بهاء الدين الأميري بره الشديد بوالديه وبأمه على وجه الخصوص، وتأثيره الكبير عليها في التدين والثقافة وهي التي تجيد أربع لغات، حتى أصبحت عميقة الفهم قوية في الجدال، وتكثر من الدعاء لعمر أزيد من بقية إخوته. وعندما أدركتها المنية كتب فيها قصيدة رثاء من أجمل ما كتبه عن الأم من أشعار وقصائد، وفيها تحكي دموعه وآهاته وأحزانه حينما يخاطبنا بشيء شعرت به يوم وفاة والدتي -غفر الله لها-، ويحس به كل مفجوع بأمه:
في عبرة الموت آياتٌ لمعتبرِ
وفي زواجرهِ ردعٌ لمزدجرِ
ما بالُ من سكنوا رحبَ القصور نسوا
أحوال أحبابهم في أضيق الحُفَرِ
بالأمسِ ساروا بهم والحزن يغمرهم
وأودعوهم بلحدٍ مُطبقٍ حَصِرِ
ما بينَ زفرةِ صدرٍ جاشَ لاعِجُه
وبينَ دمعٍ من العينينِ منحدر
وقيلَ ما قيل في الدنيا وباطِلها
وخِيلَ أنهُمُ تابوا من الأشَرِ
واليومَ عادوا إلى مألوفِ غفلتهم
كأن دائرة الأيام لم تدرِ
ويعذلونَ لآهاتٍ أُرددهــا
ودمعُ عينٍ كذَوبِ الجمرِ منهمر
ياصحبُ لا تعذلوني في البكاءِ وقد
فقدتُ أمي فقلبي ليسَ من حجرِ
قلبي قد انتُزعت منه حُشاشته
في فجأةٍ والردى لونٌ من القدرِ
أمي وكانت ضياءً في دُجى عُمُري
وموئل النفس في الجلِّى ومُدخر
وكنتُ في نظرِ الحبِ الرؤوم لها
مجسم الفضلِ في الدنيا على عجري
ودعتُها قبلَ شَهرٍ في ارتقابِ غدٍ
لقيا وعشنا معاً بالروح في سفري
وعدتُ في لهفةٍ حرى لأصحبها
فما لها لا تناديني هلا (عُمَرِي)
ولا تمدُّ يداً نحوي تعانقني
ولا تسائلُ عما جدَّ من خبرِ
وجدتُها جسدا مُسجى وصفرتها
نورٌ رهيفٌ سرى من جسمها العَطِرِ
فما ملكتُ انكباباً فوق مبسمها
ورأسها والجوى في القلبِ كالشررِ
سلمت لله في حمد الرضا وأنا
أبكي وأبكي وقد أبكي مدى عمري
أسأل المولى الرحمن الرحيم أن يمن على الراحلين من المسلمين بالرحمة والعفو والرضوان والجنان، وأن يجعل منازلهم مضاءة بالأنوار، رحبة شرحة بنسمات من الجنة، وأن يتقبل منهم أحسن الذي عملوا، ويتجاوز عمّا سوى ذلك، وأن يلحقنا بهم على ثبات وطاعة ومحبة اللقاء بالرب ورؤيته بعد عمر طويل آمن منتج. وأضرع للمولى أن يعيذنا ومن يقرأ من الأحزان، والوحدة، والفراق، ومن كلمة حفظتها في قصيدة الابن حينما التقطت يدي المجلة في الطائرة، فأجرنا يا قدير يا وهاب من هموم دنيا تورث الخبلا!
أحمد بن عبدالمحسن العسَّاف-الرياض
ليلة الجمعة الحادي والعشرين من شهر ربيع الأول عام 1445
05 من شهر أكتوبر عام 2023م
9 Comments
مشاعر حياشة وكلمات تتقاطر توجدا
رحمك الله والأميريين
ووالدينا وجميع المسلمين،
جاء هذا المقال في لحظات أتذكر فيها والدي -رحمة الله عليه-.
غالبا ليالي الجمعة تزوني ذكرى والدي.
سبح جميل أبا مالك. سلم يراعك.
رحم الله والدينا من مات ومن بقي وزرقنا برهم أحياء وأمواتاً.
عليهم رحمة الله و مغفرته🤲
دخلت على المقال في عرضك له في الحالة.
أنا متابع لك ولما تكتب أستاذنا الكريم
وكلي عجب _ حفظك ربي وبارك فيك_ من قلمك السيّال وأسلوبك رفيع وطرقك لمواضيع متعددة وبهمة وقادة..
جعل ربي ذلك في ميزان حسناتكم
ما شاء الله ..
جزاك الله خيرًا يا أخي الحبيب..
تغمد الله والديكم بواسع رحمته ورضوانه ،،
وموتى المسلمين .. آمين.
الله يرحمهم
اليوم تعرفت على شاعرين
كثير بن عزة من محاضرة الادب الاموي
و الدكتور أحمد البرآء ووالده
جزاك الله خيرًا
صاحبته الدكتور أحمد البراء عقدًا من الزمن
قلوبنا بكته فقد كان لي أبًا روحيًّا في غربتي عن والدي رحمهما الله
مؤثره 🥹 رحم الله والدك استاذ احمد وكل من فقد عزيز
شكر الله ثناءك ووفاءك ، واثابك وأكرمك . رحم الله والدي عمر بهاء الدين وأخي أحمد البراء ووالديك وأموات المسلمين والحقنا بهم على العهد المحمدي ، وزادك من منه وفضله ما ينعكس على جميل بيانك ونبل إحسانك .
رعاكم الله أخي مجاهد، ورحم الله أمواتنا وأموات المسلمين، وجمعنا بهم في الجنان.
ولكم الشكر والتحية مجددا، وللأسرة كافة فإنكم بيت عراقة وفضل.