سير وأعلام

أسرة البسام: عراقة وتمام!

أسرة البسام
Print Friendly, PDF & Email

أسرة البسام: عراقة وتمام!

حقًا إن أسرة البسام من الأسر النجدية الراسخة جذورها في العراقة، والثابتة منابتها في عمق المحتد الأصيل، والمنافسة بقوة على أن يُقال عنها إنها بدر التمام، وواحدة من زبدة الأنام، ومن أسباب سعادة الأيام. وتسكن هذه الأسرة الكريمة حاليًا في مدينة عنيزة بالقصيم، وترجع لجدها حمد بن إبراهيم بن عبدالله بن أحمد بن محمد بن عبدالله بن بسام المتوفى عام (1206=1792م)، والشيخ أحمد بن محمد المشار إليه في السلسلة الآنفة ولد في أشيقر بالوشم، واستقر في العيينة بالعارض، وهو من علماء نجد القدامى، وله تاريخ مختصر عنها، وتوفي عام (1040) بالعيينة.

وهو جد للشيخ محمد بن عبدالوهاب من ناحية الأم، لأن فاطمة بنت الشيخ أحمد بن بسام هي والدة الشيخ عبدالوهاب بن سليمان بن علي. وقد ورثت هذه الأسرة عن جدها الكبير الشيخ أحمد العلم الشرعي، والبصيرة بالتاريخ، والتأليف، والتنقل، والمشاركات المثمرة، إضافة إلى مناقب حميدة انسابت في عروق تلكم الأسرة التميمية النابغ أفرادها، النابه شأنها، الرفيع مقامها، المتين عمادها، ولا عجب عقب ذلك أن يكون من الموافقات أننا نضع على رؤوسنا شماغ البسام الذي اهتبل فرصته من تاجر إيراني الوجيه والتاجر صالح بن عبدالله بن حمد السليمان البسام (توفي في الزبير عام 1942م)!

مصداق ذلك أنك حين تبحث في تاريخ الأسرة، ستجد أنها حاضرة بفعالية وكفاءة أينما حلت، فالتميز سمة لها في المملكة وبقية بلدان الجزيرة العربية والخليج، ومستمر معها في العراق والشام والهند، وفيها من الرجال والنساء علماء، ومؤرخون، وأساتذة، وكتّاب، ومؤلفون، وأدباء، وشعراء، ووجهاء، ومحسنون، وعسكريون، وأثرياء، وأذكياء، وهم أزكياء بالجملة، ولعدد منهم أوليات سابقة في مجالات عدة، وقلّما تجد هذه الخصيصة مجتمعة متغازرة لدى كثير من الأسر الطيبة المباركة سواء في العدد، أو التشعب، أو الامتداد عبر الزمان، والمكان، والاختصاص، وذلك فضل من الله الجليل المنعم.

كما نلحظ في سير أبناء هذا الأسرة وبناتها أن الفضائل تزدحم إليهم حتى لكأنها تتسابق إليهم؛ فلن تعجب حين تقف على عالم تاجر، أو طبيب أديب، أو اقتصادي خبير بالبيانات، أو عالم رياضيات شغوف بالأنساب والألغاز، أو مشارك بعلوم الشريعة واللغة والمنطق، أو صاحب مجلس وشعر وتاريخ، هذا غير من له أعمال لافتة في الإحسان والإغاثة، أو في الشؤون العامة النافعة، أو في المناصب الرسمية، إضافة إلى العلائق العالية مع العلماء، والحكام، وسروات الناس.

كذلك يبرز لنا في هذه الأسرة الماجدة سمة التعاقب وتوريث المحامد والنبوغ، فالعلم والتاريخ يجريان في ركاب الأسرة حتى يومنا، وفيهم حاليًا عدد من العلماء والمشايخ، والأساتذة والمؤرخين. والشعر والأدب والكتابة قد ضربت أطنابها عند أبواب الأسرة ليعبر منها آل البسام جيئة وذهابًا بكرة وعشيًا. وأما المجالس فمفتوحة من قرون، وقوافل التجارة تتوالى، والاستثمار مستمر حتى عبر التقنية وريادة الأعمال، وخدمة المجتمع باقية فيهم من نوافذ تعليمية، وصحية، وهندسية، واجتماعية، وعسكرية، وخيرية، ويا باغي العراقة كي ينظرها عيانًا أقبل؛ فثمّ هي وإنها لهيَ هي بلا دعوى ولا اختلاق!

فمن أخبار الأسرة وعلمائها أن الشيخ سليمان بن عبدالعزيز بن سليمان بن حمد البسام (توفي عام 1315) اشترى مكتبة الفقيه محمد الهديبي بعد وفاته، وجعلها وقفًا لجميع الناس، وما أعظم هذا العمل الذي تكرر من الأسرة في مكتبات جامع عنيزة وغيرها. وقد قال زامل بن سليم أمير عنيزة عن الشيخ صالح بن حمد بن محمد بن حمد البسام (توفي عام 1337): “لم أغبط أحدًا سوى صالح الحمد البسام الذي عمل ما عمله من البناء والغرس، ولم يتخلف عن مكانه في الصف الأول خلف الإمام“.

وكان للشيخ محمد بن صالح بن حمد بن محمد بن حمد البسام (توفي عام 1388) صلة مع الملك عبدالعزيز، والملك سعود، والإمام يحيى ملك اليمن، والأمير عمر طوسون في مصر، ونوري السعيد، والشيخ علي بن ثاني، وله علاقة بالعلماء المشايخ: عبدالله بن حسن، ومحمد بن إبراهيم، ومحمد بن مانع، وعبدالرحمن السعدي. وبلغ الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح بن حمد بن محمد بن حمد البسام (توفي عام 1423) مرتبة عالية في العلم الشرعي والقضاء بالمملكة، وله مؤلفات فقهية وتاريخية، ورأس لجان تحديد مواضع بلدانية تعبدية في نطاق الحرمين الشريفين.

ومن لطيف المرويات أن الشيخ أحمد بن سليمان بن عبدالله بن سليمان بن محمد بن حمد البسام (توفي في الرياض عام 1407) ذهب للمتاجرة في جازان؛ فطلب أهلها من رئيس القضاة الشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ أن يعينه قاضيًا بينهم لعلمه وفقهه وهو ماكان. بينما سافر إلى العراق الشيخ محمد بن سليمان بن عبدالعزيز بن محمد بن عبد العزيز بن حمد البسام (توفي في مكة عام 1431) هروبًا من تعيينه قاضيًا، وهو ممن يجيد اللغة الإنجليزية، وله رسالة كتبها بخط جميل لإحدى الجامعات البريطانية يصف فيها دواء شعبيًا. وقال الأديب أحمد عبدالغفور عطار عن الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن سليمان بن عبدالله بن إبراهيم بن عبدالرحمن بن حمد البسام (توفي عام 1397): إنه صاحب ثقافة واسعة، ويتحدث عن الفقه الإسلامي حديث العالم الخبير، وقد عمل سفيرًا للمملكة في عدة بلدان.

أما الوجاهة في الأسرة والتأثير فظاهرة جدًا، ومن تجلياتها ما يمكن الاطلاع عليه في سيرة الوجيه عبدالله بن عبدالرحمن بن حمد البسام (توفي في مكة عام 1325) الذي استوثقت روابطه بزعماء الجزيرة العربية آنذاك حتى سُمي: “عم العمومة“. وكان نجله محمد (توفي في بغداد عام 1354) من أمراء العقيلات، وله مجلس مفتوح بدمشق، وتعاملات تجارية دولية، إضافة إلى حميته وغيرته على بني دينه وقومه ضد العدوان الفرنسي، حتى ناله من المحتل الفرنسي الأذى في تجارته، والملاحقة المؤذية، ومن جلده وقوة شكيمته أن خسائره المالية لم تغير من سلوكه حتى وإن أتاه نبأها المحزن على حين غرة وهو على سفرته مع أضيافه.

ثمّ نقف مع التاريخ؛ فمن قدماء مؤرخي الأسرة عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز بن حمد البسام (توفي في عنيزة عام 1346)، وهو صاحب كتاب تحفة المشتاق في أخبار نجد والحجاز والعراق الذي قال الريحاني عنه لما زار عنيزة: فيه عظمة السلطان، وهو من العارفين المدققين. ومن علماء التاريخ الشيخ عبدالله صاحب علماء نجد، وخزانة التواريخ النجدية، ومن المعاصرين أ.د.أحمد بن عبدالعزيز البسام أستاذ الدراسات العليا بقسم التاريخ في جامعة القصيم، وله كتب، وتحقيقات، ولقاءات، تدل على معرفته التاريخية، وحرصه على التحقيق والتوثيق. ومنهم الأستاذ سامي بن عبدالرحمن الإبراهيم البسام وهو من أحفاد الوجيه عبدالله العبدالرحمن، ومن المعتنين بتاريخ الأسرة وأخبارها، وأحد المراجع في أنسابها، وله مجلس عامر بعنيزة. ولبعض مؤرخي الأسرة اهتمام بتاريخ الزبير، والبحرين، والكويت، والبصرة، بحكم النشأة أو العمل والاستقرار فيها، ولنورة بنت سليمان بن حمد البسام كتاب عن تاريخ بعض شخصيات البسام عنوانه: “درر البساميقع في جزءين.

أما كتّاب الأسرة فكثر، ومنهم من باب الاختصار الكاتب خالد بن حمد السليمان البسام (توفي في البحرين عام 2015م)، وله مؤلفات تقترب من العشرين، وتُعد من أكثر الكتب مبيعًا في بريطانيا، ومنهاخليج الحكايات، وكتاب بعنوان: “لا يوجد مصور في عنيزة“، ومن الكاتبات ريم بنت عبدالرحمن البسام. وفي أسرة البسام أزيد من مئة رجل وامرأة من الحاصلين على شهادة الدكتوراة، وبعضهم كرم من جائزة الوجيه عبدالعزيز العلي البسام للتفوق العلمي، وهي جائزة تحفيزية تحرص على مثلها الأسر حتى تنافس أجيالها في تحصيل العلم ونشره. ومع كل حفل لهذه الجائزة يصدر كتاب عن أحد رموز الأسرة من الرجال والنساء، وهي بادرة وفاء وفخار ولا ملامة.

فمن الحاصلين على الشهادة العليا مثلًا د.عبدالعزيز بن إبراهيم بن عبدالله بن عبدالرحمن البسام وقد رفض مقترح عبدالسلام عارف بتعيينه وزيرًا للمعارف بالعراق، وله كتاب في علم النفس التربوي عنوانه: “علماء بيت الحكمة“. ومنهم د.عبدالحميد بن عبدالرحمن السليمان البسام الذي يُعدّ من أكبر علماء تشفير البيانات والمعلومات في العالم، ومن جديته حصوله على عدة شهادات عليا، ومنهم د.بدر بن عبدالرحمن البسام وله كتاب يحرك الأذهان عن الألغاز. وأضيف منهم أستاذنا الدكتور حازم بن عبدالرحمن بن عبدالله البسام الأستاذ المشارك بقسم القانون في الجامعة الإلكترونية، وقد قرأت كلمة كتبها أحد الطلاب يصفه لزملائه، وفيها اختصار مهيب إذ قال عنه: إذا درسك سوف توقن بنبل أسرته وعظيم تربيتها! ومنهم د.أحمد بن عبدالرحمن بن أحمد البسام الأستاذ المشارك بكلية الصيدلة في جامعة الأمير سطام بالخرج، وله برنامج توعوي مرئي عن الأدوية.

ومن بنات الأسرة الكريمات الحرائر د.إلهام بنت عبدالرحمن بن سليمان البسام في جامعة الكويت، ود.مضاوي بنت سليمان البسام أستاذة العقيدة بجامعة الملك سعود، وصاحبة كتابقضايا المرأة في الفكر الليبرالي المعاصر“. ومعهن د.حياة بنت محمد الحمد البسام أستاذة التاريخ بجامعة الملك سعود، ود.منيرة بنت محمد الحمد البسام أستاذة المناهج وطرق التدريس بجامعة الملك سعود. ومنهن د.فريدة بنت الشيخ عبدالله البسام أستاذة الإدارة والتخطيط التربوي بجامعة الملك عبدالعزيز، ود.هند بنت عبدالرحمن الأحمد البسام أستاذة تقنية المعلومات بجامعة الملك سعود، ومن أوائلهن د.ابتسام بن عبدالرحمن البسام التي كانت أول سعودية تحصل على شهادة الدكتوراة من جامعة غربية، وأول سعودية تصبح عميدة لكلية البنات، وأول مواطن خليجي يعمل في اليونسكو.

كما وجد في هذه الأسرة العلمية مربون ومعلمون كثر، منهم المربي إبراهيم بن عبدالله بن عبدالرحمن بن حمد البسام أحد المؤسسين لمدرسة النجاة الأهلية في الزبير عام (1341=1923م)، وفيهم المربي صالح بن عبدالرحمن الصالح البسام أول مديرٍ لثانوية عنيزة من أهلها، وثالث مديرٍ لها منذ إنشائها. ومنهم المربي فهد بن حمد بن عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن الحمد البسام أستاذ مادة الرياضيات الذي كان يدرس الطلاب دروس التقوية احتسابًا. ومن أشهرهم المربي يوسف بن حمد البسام مالك مدارس البسام بالشرقية وقطر، ومعاهد البسام للتدريب، وقد انتخب نائبًا لرئيس الاتحاد العربي للتعليم الخاص عام (2019م)، وأضيف أنا صديقنا الأستاذ عبدالله بن عبدالرحمن البسامالشقيق الأكبر لعزام الآتي خبرهلما أعلمه عنه من جهود تربوية موفقة بين طلابه.

ومن الفاضلات المربية لولوة بنت عبدالرحمن بن عبدالعزيز المحمد البسام، ولها حكايات مؤثرة على طالباتها، والمربية موضي بنت عبدالله بن عبدالرحمن البسام التي تدرجت في التعليم إلى أن أصبحت مديرة التوعية الإسلامية في إدارة تعليم عنيزة، وأكرمها الله بعلم غزير، وأسلوب مؤثر، ولها محاضرات وبرامج طيبة في مدينتها. ومعهن المربية وفاء بنت عبدالعزيز البسام المديرة المحبوبة، ذات القلب الحاني على معلماتها وطالباتها حتى أطلقن عليها وصف الأم ويالها من مرتبة باسقة. ومنهن المربية ابتسام بنت الشيخ عبدالله البسام، إلى أخريات وآخرين ممن أفنوا أعمارهم في هذا الروض المورق المجهد.

وفي الأسرة أطباء كثر، على رأسهم الطبيب الأديب حمد بن عبدالله بن حمد البسامأبو نجيب“، وهو أول طبيب من أهل نجد درس الطب على المنهج الحديث، إذ تخرج في جامعة هندية عام (1363). ومنهم الطبيب الجراح عبدالرحمن بن أحمد بن سليمان البسام وله ابن وبنت وكلاهما من الأطباء. وفيهم الطبيب عبدالعظيم بن عبداللطيف البسام الذي تخرج في جامعة بغداد، وتخصص بالطب التجميلي، وله مكتب خيري، وله نجل طبيب. ومن الأسرة الطبيب توفيق بن خالد البسام استشاري أمراض الباطنة، وابنه عمر طبيب كذلك، وفي الأسرة عدة طبيبات يعملن في الجامعات والمستشفيات مثل ريم بنت عبدالمجيد البسام، وحصة بنت فهد البسام، وليان بنت يوسف البسام، وجنى بنت زياد البسام.

أما العسكريون من البسام فمنهم اللواء سليمان العبدالله البسام مدير المصانع الحربية بالخرج، واللواء ركن أحمد بن عبدالعزيز الحمد البسام قائد قوة أمن الحماية الخاصة، والعميد طيار عبدالمحسن بن حمد البسام قائد القاعدة الجوية بالظهران، وأحد المرشحين لريادة الفضاء مع الأمير سلطان بن سلمان الرائد الأول عربيًا وإسلاميًا. ومنهم العميد عبدالرحمن العبدالله البسام مدير التطوير في وزارة الدفاع، وهو صاحب قلب عامر بالحنان حتى أنه يصر على إطعام أي عامل يأتي لإصلاح شيء في منزله، ولم أعلم بوفاته إلّا عقب رحيله بمدة، وقد آلمني ألّا أشارك أنجاله بمصابهم رحمة الله عليه وعلى كل متوفى من المذكورين هنا.

ومن ذوي المناصب محمد بن عبدالله العبدالرحمن البسام عضو البرلمان العراقي زمن رئيس الوزراء ياسين الهاشمي، وإبراهيم بن محمد بن عبدالله العبدالرحمن الحمد البسام نائب مدير البنك العربي ومصرف الرافدين في العراق، وعبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالمحسن بن عبدالرحمن الحمد البسام الذي أسس بنك الريف اللبناني عام (1960م) تقريبًا. ومنهم يوسف بن إبراهيم البسام نائب الرئيس والعضو المنتدب في الصندوق السعودي للتنمية، وحامد بن رشيد بن عبدالرحمن البسام رئيس مجلس إدارة شركة الصفاة للطاقة بالكويت.

وليس بغريب أن يدور الإحسان في مرابع الأسرة وبين رجالها ونسائها، فمنهم المحسن حمد المحمد البسام الذي تكفل بنفقة بناء منارة عنيزة عام (1309)، والمحسن علي المحمد البسام الذي بنى مسجدًا في الزبير عام (1384)، والمحسن عبدالله السليمان البسام وأبناؤه الذين أسسوا أول مركز طبي من نوعه في عنيزة والمنطقة لعلاج أمراض السكر والغدد الصماء. ومنهم المحسن عبدالله بن صالح بن عبدالله البسام وأبناؤه ولهم مبادرات مشكورة في الكويت. وفي نساء الأسرة محسنات على رأسهن المحسنة الشهيرة موضي العبدالله البسام، والمحسنة نورة بنت المؤرخ عبدالله المحمد البسام (توفيت في مكة عام 1396) ووالدة أول طبيب نجدي، وكانت تتبرع حتى من ذهبها الذي تلبسه. ومنهن المحسنة لولوة بنت حمد بن فهد بن محمد الحمد البسام زوجة التاجر صالح العبدالله مؤسس شماغ البسام التي عرفت بالفضل والكرم والجود، والمحسنة حصة بنت محمد السليمان البسام زوجة الشيخ محمد العبدالله الجميح وصاحبة الأوقاف والهبات.

وفي الأسرة ابتكارات، منها تقويم الفلكي سليمان بن إبراهيم البسام (توفي في مكة عام 1395)، وساعات الفجر التي ابتكرها المهندس أحمد بن عبدالله البسام، وللتقني البارع عبدالرحمن بن صالح الأحمد البسام برمجيات من أوائل ما ظهر من المصاحف الإلكترونية، وله عدد من المشاريع الخيرية بناء على خبرته في التقنية والذكاء الاصطناعي، ومن المخترعين كذلك م.حمد بن عبدالحميد بن حمد العبدالمحسن البسام الذي حصل على عدة براءات اختراع، وعلى جائزة المركز الأول للإبداع البحثي في المجال الأمني والقانوني من شرطة دبي.

وعند د.حياة وأختها د.منيرة بنات محمد بن حمد البسام مشروع خيري لكفالة فتيات يتيمات ورعايتهن وتمكينهن في الحياة؛ وقد نالت د.حياة جائزة الأم المثالية على مستوى دول الخليج العربي في الكويت عام (1432). كما فازت المهندسة هيفاء بنت خالد البسام بالمركز الأول على مستوى العالم العربي في مسابقة أنتل العرب للعلوم عام (2011م)، ولها ابتكارات منها ابتكار في تطوير الحقائب المدرسية تقلل من آلام الظهر، وابتكار وسادة طبية تخفف من آلام الظهر، وهي الآلام التي جعلتني أقف بين آونة وأخرى مع كتابة هذا المقال.

إن أسرة هذا طرف من علومها وآثارها سيكون لها بالضرورة أوليات؛ فمنها أن الوجيه عبدالله بن عبدالرحمن بن حمد البسام هو أول من جلب فسائل البرحي من العراق إلى منطقة القصيم عام (1312)، وأول نجدي يؤسس شركة عائلية لها فروع في عدة دول، ويٌقال إنه أول نجدي لبس النظارات حتى سماه البدو أبو مناظر. وشارك نجله الوجيه محمد في تأسيس شركة نقل بالسيارات بين الشام والعراق اسمها (نيرن)، وهو أول من جلب الأرز للقصيم. وسبقت الإشارة إلى الطبيب حمد بن عبدالله البسام أول طبيب من نجد، وكانت دراسته في الهند في كلية الطب التابعة لمستشفى الملك إدوارد السابع التذكاري.

ويُعد الدكتور عبدالعزيز بن إبراهيم بن عبدالله بن عبدالرحمن البسام أول رئيس لجامعة دولة الإمارات التي ساهمت دولة العراق بتأسيسها عام (1977م)، وهو أول عربي متخرج من جامعة برمنجهام البريطانية عام (1948م)، وكان عبدالرحمن بن محمد بن سليمان بن عبدالله البسام أول سفير للسعودية في دولة تونس، وأصبحت ابنته الدكتورة ابتسام أول امرأة سعودية تنال شهادة الدكتوراة، ولها أوليات سبق التنويه عنها. وينسب إلى رجل الأعمال عبدالله العلي البسام أنه أول من استورد الثلاجات للمملكة في عهد الملك عبدالعزيز، وأن عبدالله الفهد البسام أول مدير لمطار عنيزة المفتتح عام (1374).

هذه إطلالة مستعجل على مادة كتبها مأجورًًا الأستاذ عزام بن عبدالرحمن بن عبدالله بن عبدالرحمن بن محمد بن عبدالعزيز بن حمد البسام عن رجال ونساء من أسرته العريقة، وينوي نشرها بعد اكتمال مادتها، وكنت طلبت إلى شقيقه وصديقي عبدالله العبدالرحمن البسام أن أقرأ هذه المادة فأرسل لي مشكورًا نسخة خاصة منها، وقرأت لأجل هذه الكتابة مقالة طويلة عن الأسرة العزيزة كتبتها الباحثة العراقية في جامعة البصرة د.عهود عباس أحمد، ونشرتها في مجلة دراسات تاريخية العدد السابع يوليو (2009م)، والله يديم عليهم نعمة النجابة وجميل السجايا والآثار.

أحمد بن عبدالمحسن العسَّافالرياض

ahmalassaf@

ليلة الجمعة 05 من شهرِ رجب الحرام عام 1444

27 من شهر يناير عام 2023م

Please follow and like us:

6 Comments

  1. لا شك أن البسام،على مكانتهم وتميزهم،محظوظون أن يتناولهم قلمكم الرشيق وأسلوبكم الأنيق..
    ما شاء الله مقالة شاملة ضافية

  2. كاتبنا المميز الأثير،على نحو عامر بالدهشة والإعجاب تسطر هذه المقالة للتاريخ شواهد، الذاكرة اتقدت بهجة وتوهجت اعتزازا وفخرا واسترجعت كل مواقف العرفان والامتنان والشكر لله حين ساق لي صداقة تضرب بعمق جذورها مع هذه الأسرة الكريمة العريقة! اقرأ وقلبي لا يتوقف عن الابتسامة، ما كتبته من جمال عبّر عن أحرفي التي تعثرت لعدة سنوات، ثمة حكاية وفاء جمعتني مع البسّام، قصة لن تتكرر ومكارم أخلاق تحكي عن الأصالة بكل ما تحمله من معنى،” وهذا جليّ واضح في سير أبناء هذا الأسرة وبناتها أن الفضائل تزدحم إليهم حتى لكأنها تتسابق إليهم!
    مقالة ممتلئة ريّانة، اختزلتها بهذا السطر وهو الحق “عائلة كريمة راسخة جذورها في العراقة، والثابتة منابتها في عمق المحتد الأصيل، والمنافسة بقوة على أن يُقال عنها إنها بدر التمام، وواحدة من زبد الأنام، ومن أسباب سعادة الأيام.”
    شكرا لأن انتقائك دائما يلامس شغاف الروح، هنا ومن هنا لتحيا الكتابة !

  3. جزاك الله خير فهو مقال جميل حصرت فيه أشهر رجالات ونساء العائلة ..
    كعادتك مبدع .. متميز ..
    وأتشرف أن والدتي رحمها الله من أسرة البسام ..

  4. مساكم الله بالخير استاذنا الفاضل (او صبحكم 😅)

    امضيت ساعة لم اشعر بها في اروقة المدونة الرائعة
    واعجبتني هذه المقالة الباذخة وإن كانت لا تعنيني إلا انها وافقت ما كنت اشعر به اتجاه هذه العائلة المباركة (ماشاء الله)

    في معجم اسر عنيزة للعبودي استأثروا بمجلد كامل (إن لم أكن واهمًا)

    واحسبه استئثار بحق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

X (Twitter)