سير وأعلام

عبدالعزيز الراشد صرامة ونزاهة وإتقانًا!

Print Friendly, PDF & Email

عبدالعزيز الراشد صرامة ونزاهة وإتقانًا!

سأحدثكم عن رجل كفّ يده القادرة حينما رتع آخرون، وانغمس في العمل والإنجاز من مشاش الرأس حتى أخمص القدمين، بينما انغمر جمهرة سواه إلى الترقوة وليس إلى الحقوين فقط بتتبع الطفرات العقارية، وملاحقة الانتدابات الوظيفية، والانجرار خلف الأضواء. وهو نموذج معاصر يعيش معنا، ويشاركنا في الأصل الإنساني، والمرجع الديني، والانتماء الوطني، والمسؤوليات العملية، وقطعًا أن لديه مثل ما لدى الآخرين من رغبات وأمنيات ومحبوبات، ومع ذلك اشتهر بالنزاهة البالغة، والصرامة الحكيمة، والاتقان العميق المتفاني.

ولهذه الصفات الثابتة فيه وعنه، نعته زملاؤه في وزارة المالية من باب الإطراء والثناء بلقبالوكيل الفظيع، وأسموا بقية الوكلاء بأوصاف تقع على نفس القافية مثلالمطيعواللميعوالنفيعولا حاجة بنا إلى ذكر أسمائهم، وإنما العبرة تكمن في الإشارة إلى أنهم مدحوا الرجل المقصود فوصفوه بالفظيع لما آنسوا فيه من آيات رشد، وما وجدوه عنده من عيبة نصح وصدق، وهي خِلال سامية قلّما تجتمع في مسؤول بين يديه الحسابات والأموال وأوامر الصرف، وجلّ الشركات ورجال الأعمال، طوع بعض إشارة منه، ومرتهنون لرضاه خائفون من غضبه!

ذلكم هو معالي الشيخ عبدالعزيز بن راشد بن إبراهيم الراشد، الذي عمل في مؤسسات حكومية قريبًا من الأقسام المالية بحكم تخرجه في قسم المحاسبة بكلية التجارة في جامعة الملك سعود عام (1382=1962م)، وبناء على ما تحصّل عليه من شهادات أكاديمية ومهنية فيما بعد من خارج المملكة وربما من داخلها. ثمّ إنه بعد سنوات قضاها في وزارة المالية وكيلًا لشؤون الحسابات، انتقل إلى المؤسسة العامة لتحلية المياه، وأصبح محافظًا لها لمدة لا تتجاوز سنة ونصف السنة فقط، ومع ذلك فإنجازاته شاهد تزكية له في المشروعات والمحطات والمباني والأنظمة إلى يومنا هذا.

فعندما ذهب إلى منصبه الرفيع في المالية أراد قطع الطريق على من يريد الانتفاع من تقديم أو تأخير أوامر الصرف، واصطفى لهذه الغاية عددًا من الموظفين الذين يثق بأمانتهم، وبعد مغادرته الوزارة اقترح على وزيرها الشيخ محمد أبا الخيل ترقية المستحق منهم مرتبتين تشجيعًا لهم وقد فعل. ومن خبره في المالية أن زاره أديب شهير له مبلغ مالي ينتظر الصرف، فطلب الراشد إنهاء معاملته، وعندما جاءت إليه الأوراق بعد الظهر غضب من المدير المسؤول؛ لأنه قدّم هذا الطلب بناء على توجيه الوكيلأي توجيه الراشد نفسهوكان الأجدر به اتباع النظام والترتيب دون التفات لتوجيهات رئيسه الشفوية المخالفة للنظام؛ لكنّ غضبه سكن حينما أخبره المدير بأن أمر الدفع جاء في وقته ولم يتقدم أو يتأخر، ولو سبقه غيره لقدمناه عليه لأنك هكذا علمتنا يا أبا وائل! فتهللت أسارير الرجل الراشد، وقال للموظف: بوركت.

وفي التحلية التي لم يطل مقامه فيها استطاع إنجاز بناء محطات يشرب منها سكان العاصمة وغيرها من المدن الكبرى، وأتم صياغة عدد من الأنظمة والقواعد واللوائح التي يعمل بها إلى يومنا حتى لو تعرضت لتطوير بحكم تعاقب الزمن، وأرسى منهجية ثابتة لإدارة المشاريع ومتابعتها، وأشرف على نقل المؤسسة من جدة إلى الرياض، وله في هذا الباب قصة معبرة؛ خلاصتها أنه طلب موقعًا مناسبًا من أحد العقاريين الكبار الأخيار، واتفقا على سعر مناسب للبيع على الأفراد، وعند الإفراغ طلب الراشد من كتابة العدل تسجيل الأرض باسم التحلية؛ فاعترض العقاري لأنه لو علم أن المشتري هي الحكومة لزاد في السعر؛ لكن الراشد أصر، والعقاري لم يجد مناصًا من القبول، وصار للتحلية مكان بارز في موقعها الحالي الذي عرف الناس شارعه باسم التحلية إذ لم يكن فيه من المباني سواها.

أما فيما يخصّ المهنة فيعدّ الشيخ عبدالعزيز الراشد من آباء مهنة المحاسبة محليًا وإقليميًا، ومن أوائل الحاصلين على ترخيص لمكتبه الاستشاري الكبير. وقد وقف وراء إنشاء الهيئة السعودية للمحاسبين القانونين بالتعاون مع وزير التجارة د.سليمان السليم، ثمّ واصل جهوده لإنشاء هيئة خليجية مماثلة. وشارك بفعالية في وضع أنظمة أو إرساء تطبيقات لها مساس بشؤون المحاسبة، والتقييم، والحوكمة، والإدارة المالية، والتدريب، والمصرفية الإسلامية، والأوقاف، ولم تنحصر جهوده بذلك إذ أنه يواصل الخدمة بالمقالات والمحاضرات والعضويات، فالمهنة تساكنه حتى وهبها جلّ الوقت والجهد.

وغدا الرجل المبارك أحد المنارات التي يسترشد بها المقبلون على المهنة في سوقها العملي، ورواقها التعليمي، ويستقبل من يطلب اللقاء به لأجل الاستفادة من رأيه وخبرته وسابق تجربته؛ حتى أقر له مهنيون كثر بما تلقوه منه من فوائد ونصائح، زادت في تقوية ملكتهم العلمية أو مقدرتهم العملية، وكانت سببًا في مضائهم خلف شغفهم، وفيما حققوه من نجاحات وتفوق، ونعم العلم المتين للرجل المكين الكريم بما علمه الله نشرًا ونصحًا.

كما كان من حكمة بعض المسؤولين الاستنارة برأي الراشد الرشيد بحكم خبرته المشهود لها، وحكمته المعروفة، وإدارته السابقة، ومن ذلك أن معالي محافظ التحلية الأسبق د.عبدالرحمن بن محمد آل إبراهيم طلب من معالي سلفه السابق عليه بثلث قرن نصيحته بعدما صدر الأمر الملكي بتعيين د.آل إبراهيم محافظًا للمؤسسة في شهر المحرم عام (1433)؛ فأجابه د.الراشد بهذه الثلاثية قائلًا ما معناه وكثير من لفظه:

  • ساند القوي من المقاولين والموردين، واستبعد الضعيف سيء الأداء؛ فضعفك وقوتك مبني عليهم، ونجاحك مستمد من أشياء منها قوة المقاولين والعاملين معك.

  • ينبغي أن تتجاوز العلاقة التعاقدية مع فريقك في العمل؛ لأنك مضطر للتواصل معهم ليل نهار بحكم طبيعة عمل التحلية، وهذا يخالف ما اعتاده بعض المسؤولين من قطع العلاقة خارج العمل مع زملاء العمل، واستشهد الراشد بقول الأعرابي: أيكم رسول الله؟! فالقائد لا يتميز عن فريقه، ولا يبتعد عنهم.

  • انتبه واحذر أن يجعلك مَنْ حولك مثل الطاووس الجالس على كرسي يبجله محيطه القريب، وهم على التحقيق قد حصروه في دائرة، وأحاطوا به ووضعوه في زاوية؛ فلا يسمع ولا يرى إلّا بهم ومنهم بسبب انعزاله التام عن غيرهم!

امتاز الراشد بنوع من الإدارة يقوم على الوضوح الشديد، إذ يعقد اللقاءات مع الخبراء وذوي الاهتمام ويسمع منهم الرأي دون أن يحجر عليهم، ولديه خاصية استماع طويل وإنصات يندر مثيله في أصحاب المناصب، وبالمقابل لا يرضى أن يقاطعه أحد حتى يكمل فكرته ويفهم عنه. وإذا اشتكى له موظف من زميله بادر لجمعهما معًا؛ ليسمع منهما وفي هذا المسلك عدل وقطع لدابر الوشايات الذي يحبه كثير من المشتركين في شأن واحد.

ومما تجلى في مواقعه التي عمل بها حرصه على حسن التصور ودقته، وفحص أفضل النماذج والاقتباس منها بلا تقليد صرف تأباه البيئة والحال، ومنها متابعة العمل رأي العين دون اكتفاء بالتقارير، واصطفاء القوي الأمين قدر استطاعته. ومما يروى عنه كرهه الشديد للواسطة، ومحبته للمساعدة، ومن الطريف أن قال له رجل أعمال رفض الراشد وساطته: أنت معقد! فأجابه الراشد بهدوء: المسار النظامي لا يحتاج لوساطة من أحد، والتعقيد الذي تزعمه هو عرقلة الالتفاف على الأنظمة المرعية؛ لأن وجود عيب هو الذي قاد للبحث عن واسطة.

كذلك اشتهر الشيخ الراشد ببراعته في استثمار التقنية حتى أنه حول مكتبه الكبير إلى عمل إلكتروني بلا ورق، ومن حرصه على نفع المهنة وأربابها مسعاه إلى توثيق تجربة مكتبه وعمله في المحاسبة والمراجعة، وإنجازاته المبكرة للحسابات الحكومية، وعضويته في مجالس الإدارة أو رئاستها، وخدمته للأوقاف والمؤسسات المانحة والعمل الخيري، وتداخله مع أعمال المصرفية الإسلامية، وعدد من الأعمال الرسمية والخاصة في حقل المال والأعمال والتمويل والإدارة العامة تطبيقًا أو تدريساً في جامعة الملك سعود ومعهد الإدارة، ومثل هذا التوثيق يحفظ سيرة المهنة ومؤسساتها المرتبطة بها.

ومن جدية الرجل أن أول شهادة عليا نالها كانت قبل ستين عامًا، وآخر شهادة مهنية وعلمية حصل عليها كانت حسبما بحثت وقرأت قبل عشرين عامًا، وهذا يعني أنه لم يترك كرسي المتعلّم مع رمزيته في مجاله علميًا وعمليًا، وقليل جنسه، ومن أراد التوثق من قولي فليسأل أصحاب الشهادات العالية متى آخر مرة قرأوا الجديد في علومهم، أو حضروا عنها برنامجًا علميًا مفيدًا. ومما سمعته عنه أنه يستثمر ساعة الغداء في أيام العمل بأن تقرأ عليه مقالات وأوراق من قبل أحد مساعديه.

ومن صرامته أنه تعب في إعداد دراسة مستوعبة عن شأن مهم متلاطم مشتبك في إحدى الوزارات، ثمّ طُلب منه عرضه في عشر دقائق فقط أمام الوزير المختص ضمن احتفال مشهود، وحين لم يقتنعوا برأيه في أن الدقائق العشر لا تفيد شيئًا، وقف على المنصة شامخًا، وألقى التحية بلطف، وأحال القوم المستمعين إلى الدراسة الطويلة المنهكة، وله في ذلك حجة شرعية فعلى من أحيل إلى مليء أن يتبع!

هذه لمحات من سيرة رجل دولة خبير عليم، يعيش في زماننا، وقد تملكته شؤون مهنته تعليمًا وتدريبًا وتطبيقًا وتطويرًا وارتقاء بها، وسعى إبان عمله الحكومي كي يكون المنجز الأمين، والقدوة العادل، حتى انتصب للموظفين المخلصين إمامًا، وللمهنيين الجادين نموذجًا، وللأجيال القادمة قدوة ومثلًا، ولا غرو أن يكون هذا حاله وهو الذي يوافق على خسارة المال في سبيل المحافظة على المبدأ، وهو الذي يتماهى مع الإخلاص والتفاني، ويسقط من عينة كلية أي إنسان يفقدهما.

أحمد بن عبدالمحسن العسَّافالرياض

ahmalassaf@

الجمعة 03 من شهرِ ربيع الآخر عام 1444

28 من شهر أكتوبر عام 2022م

Please follow and like us:

13 Comments

  1. على مبعدةٍ من الزمن؛على مقربة من الذاكرة، في تقصّي سيرة الغائبين وفاء، والإمعان في تقصّي مآثر الحاضرين كرمٌ منك و سخاء، هذا ما يجعل كتاباتك لا تشبه سوى نفسها…لها حضور ومصداقية، وشخصياتٍ مُلهمة لن يكرر التأريخ أمثالها إلا من يحذو حذوهم..
    قرأت هذه المقالة باستمتاع يشفي على الفرح، وقفتُ بتأمل واعجاب موقفه حينما قال له أحدهم؛ أنت معقد!فرد هذا الرد الذي يكتب بماء النزاهة وحسّ الأمانة((المسار النظامي لا يحتاج لوساطة من أحد، والتعقيد الذي تزعمه هو عرقلة الالتفاف على الأنظمة المرعية؛ لأن وجود عيب هو الذي قاد للبحث عن واسطة.))!
    رجالات ونساء ، لم أعرفهم يومًا إلا من خلالك..
    في استحضارك لهذه الشخصية المتميزة الباعثه على الاقتداء ، فإنه بحق جديرًا أن الراشد “ينتصب للموظفين المخلصين إمامًا، و للمهنيين الجادين نموذجًا، وللأجيال القادمة قدوة ومثلًا” لا فضّ فوك!
    أخيراً؛ تلفت انتباهي كثيرًا من سطورك التي فيها طاقة لغوية مميزة؛ مثل (من مشاش الرأس حتى أخمص القدمين،)!

    1. ‏ألف شكر استاذ أحمد على هذا المقال البارع العادل الجميل عنوانا ولغة وسبكا وإنصافا وفخامة وعدلا وهذا من كريم وعظيم خصالك حفظك الله ورعاك فأنا في فترة من حياتي العملية كنت أحد تلاميذ هذا الرجل النزيه الصارم المتقن بمكتبه وأدين له بأنه كان قدوة في كل خلق نبيل أكرر شكري واعتباري ودعواتي لشخصكم الكريم،،،
      ‏أخوكم المحب مشعان بن مشعي السبيعي/ابا فيصل

  2. أجدت وأفدت يا أبا مالك ، ولقد عملت معه حينما كان رئيسا لمجلس ادارة شركة الاتصالات السعودية ، فلا أدري بأي ملكة عنده أعجب .. من سرعة فهمه لأحدث التقنيات أم استحداثه خططا استراتيجية ذات سيناريوهات ، أم حب المخلصين له أم نفور المقصرين عنه أم جلده في اجتماعات قد تطول الى ما بعد منتصف الليل ، ثم يتصل بك الساعة السابعة من صباح الغد حول صياغة قراراتها ، وحدث ولا حرج عن ملكات هذا الرجل العظيم الذي اسأل الله أن نفرح بقراءة سيرته الذاتية وأن يكون لك باع فيها فأنت خير من يستطيع التنقيب عن كنوزه الدفينه.

    1. رعاكم الله مهندسنا العزيز وليته أن يكتب، ذلك أن لدى الرجل منهجية في التفكير والتحليل والتطبيق لافتة وفريدة ربما.

  3. توفي معالي الشيخ عبدالعزيز الراشد يوم الأحد 16 من شهر رجب 1445= 28 من شهر يناير عام 2024م، وسوف يصلى عليه عصر اليوم الاثنين في جامع الجوهرة البابطين شمال الرياض.
    رحمه الله وغفر له وجعل ما أصابه تكفيرًا وأجرًا.

  4. رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته
    صادفت مرة عند الوالد ابن أخيه مدرس متقاعد ونشأ في بيت عمه وتجاذب مع الوالد سيرة عمه وتكلما عنه كلاما كثيرا طل الجلسة كانت عنه. وحينما كان وكيلا للمالية كان الرجل الثاني بل ناب عن الوزير وكان الوزراء يزورونه في بيته وكان مرشحا لوزارة المالية قبل أبا الخيل وهو أول من اقترح نظام التقاعد على وقت الملك فيصل

  5. رحمه الله وغفر له واسكنه فسيح جناته
    زامله والدي (رحمه الله) في وزارة المالية ثم في مكتبه الخاص .. وذكر عنه عجبا ،، واخبار هذا الرجل لا يستوعبها مقال ،،، هاتفته في العيد الماضي وكان متحمساً لاصدر كتابه التوثيقي الذي أسأل الله أن يرى النور قريباً.

    شكراً جزيلاً لكم اخوي احمد أحمد على هذا الوفاء ،، فلا يعرف الوفاء لأهل الوفاء إلا أهل الوفاء

    1. جزاكم الله خيرا د.عبدالله، وغفر الله لمعالي الشيخ.
      هل يمكن كتابة ماتفضل به والدكم رحمهما الله؟
      سواء هنا أو في مقال خاص.
      فيه وفاء وذكر للرجلين الراحلين.

  6. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    شكرا علي مقالكم في سيرة من تغمده الله بواسع رحمته
    الشيخ عبدالعزيز راشد الراشد وانا احد موظفي المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة وعاصرت الشيخ عبدالعزيز في فترة وجوده بالمؤسسة وكان نعم الأب والرئيس والحمد الله ان آخر لقاء معه كان في ٧ ديسمبر ٢٠٢٣ م في أجتماع قادة مؤسسي تحلية المياه ويعتبر هذا اللقاء هو لقاء الوداع للوالد الجليل غفر الله له وأسكنه فسيح جناته
    أوفيت وأستوفيت في شرح محاسن هذا الرجل الفذ عملت معه في كثير من المشاريع ولا أنس اتصال أهله به طوال الليل وفي كثير من الاحيان يقفل المكتب الساعة ٢ ليلا ( صباحا)
    وكان سخي اليد في صرف المكافأة للعاملين معه فعند تقفيل المناقصة وقبل عرضها علي مجلس الادارة يرفع أسماء من عمل في تحليل المناقصة بمكافأة راتبين علي الاقل
    مرة ثانيه غفرالله لوالدنا الشيخ عبدالعزيز بن راشد الراشد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

X (Twitter)