عرض كتاب قراءة وكتابة

الكاتب وعلامة السؤال!

الكاتب وعلامة السؤال!

 هذا كتاب يضم مجموعة من الحوارات عنوانه: الكاتب علامة سؤال: رأوا ولم يصمتوا.. حوارات مع، ترجمة وتقديم: إلياس فركوح، صدرت طبعته الأولى عن الدار العربية للعلوم ناشرون عام (1431=2010م)، ويقع في (194) صفحة من القطع المتوسط، مكونة من تقديم فحوارات مع ثمانية كتّاب وكاتبات، ثمّ تعريف بالمترجم، وهو عمل مشترك بين الدار العربية وأزمنة ومنشورات الاختلاف، وعلى غلافه صور المحاورين الثمانية.

يتحدّث هذا العمل عن تجربة أربعة كتّاب وأربع كاتبات من دول ولغات مختلفة، وقد فاز هؤلاء الثمانية بجوائز محلية ودولية. وإضافة إلى ذلك خاضت الحوارات معهم في شؤون تتجاوز الأدب والكتابة، مع أن بروزهم في مجال الرواية. ويلاحظ عليهم التذمر من العدوان الأمريكي سواء في العراق أو في معتقل غوانتانامو، وعناية الكاتبات بالحراك النسوي. ويعلّل المترجم ذلك في مقدمته بأن حصر الأديب في دائرة الأدب يجعله مثقفًا وظيفيًا منبتًا عن حرائق العالم التي تلسع، ومتجاهلًا لدماء الضحايا الموجعة، وبعيدًا عن القضايا الساخنة، ولذلك فسلطة السؤال حاضرة هنا؛ فمن المستحيل أن يرى الكاتب ثمّ يصمت!

وجريًا على ما اعتدته خدمة لنفسي، ولجماهير الكتّاب من الجنسين، فهاهنا أبرز ما التقطته من فوائد كتابية واردة في هذا الكتاب الذي يغلب عليه جوانب بعيدة عن الكتابة. ولا يفوتني التذكير بأن اسم صاحب المقولة يُشار إليه في المرة الأولى فقط، وأن الفائدة ربما تكون مما قاله النقاد عنه، وهي:

  1. الكتابة هي وسيلتي للتعبير عن تناقضاتي. “بول أوستر”-أمريكي من أصل بولندي.
  2. تتخلل كتاباته البحث عن الهوية ومعنى الذات، ويبرز فيها التحليلات النفسية، ونقد مسألة التعالي الأمريكي.
  3. يستمتع أوستر بحيل اللعب بالكلمات، والانغماس المفرط بالأدب.
  4. يجب أن أجد صيغة لإنجاز أيّ فكرة تستحق العمل عليها.
  5. تعاود السيرة الذاتية اقتحام كتاباتي عدة مرات.
  6. الكتاب لا ينتمي للكاتب فقط، بل ينتمي للقارئ أيضًا.
  7. قررت تحويل طاقتي الإبداعية نحو الكتابة. “مارغريت درابل”-بريطانية.
  8. أفضّل المشاركة في نهاية تقليد أدبي أقدره على الانضمام إلى طليعة صفوف تقليد لا أحبه.
  9. الكتابة بالنسبة لي من أشكال معرفة ذاتي، وكسر الوحدة.
  10. الكاتب هو الشخص الذي يرى العالم بعينيه لا بعيني غيره.
  11. تعلمت دمج الأسئلة والتخمين، ولذلك استطعت الكتابة بضمير الراوي.
  12. أتجنب قراءة ما كُتب عن عملي لأنها عوامل تثبيط.
  13. أحاذر من القراءة لمعاصرين أثناء انشغالي بكتابة عمل حتى لا يتسرب تأثيرهم إليّ.
  14. ليس بإمكان أيّ كاتب أن يكون محليًا الآن.
  15. إذا كنت تعرف مكانك الخاص معرفة قوية فأنت كاتب عالمي.
  16. أكتب حتى اكتشف ومن أجل العثور على مالا أعرف.
  17. أحب الكتابة حول تأثير الأحداث الاجتماعية على الفرد، وتأثير الفرد عليها.
  18. مادة الرواية هي في كيفية سلوك الناس.
  19. نحن نخترع الكلمات لإخفاء الحقائق.
  20. جزء من كتابتي يعتمد على الذكريات، فمن دون ذكريات ليس هناك كتابة. “دبليو جي سيبالد”-ألماني.
  21. الأحداث الكبيرة في رواياتي حقيقية، والتفاصيل متخيلة أو مختلقة.
  22. يتميز بلغته، ومزاوجته بين أجناس الكتابة، وإحساسه بالحرية، وسعيه لفهم التاريخ.
  23. أحسست بالحاجة للكتابة عما لا يقال. “خوان غويتسولو”-أسباني يتكلم العربية والتركية والفرنسية والإنجليزية.
  24. هو كاتب يمثل كل شيء يتناقض مع ثقافة البلد الرسمية.
  25. زيادة العناصر المؤثرة مع ثقافته وتغايرها جعلتها أكثر غنى.
  26. شكلت المعركة بين الجنسين الموضوع الأساسي لرواياتها. “مارلين فرنتش”- أمريكية.
  27. ناصرت هجر الزواج والإنجاب ودفعتها المفاهيم النسوية للكتابة، بيد أنها تزوجت وأنجبت!
  28. أن تكون كاتبًا لا يعني أن تبشر بحقيقة بل أن تكتشفها. “ميلان كونديرا”-تشيكوسلوفاكيا.
  29. الكاتب المنبّت عن جذوره الأصلية يفقد إلهامه.
  30. أكتب مقالاتي بالفرنسية، ورواياتي بالتشيكية؛ لأن تجارب حياتي في براغ.
  31. الشعر بالنسبة لي تعليم كبير للمخيلة.
  32. أنا أكره المشاركة في الحياة السياسية فهي مشهد مميت في الشرق وعبثي في الغرب.
  33. عندما يدوم الظلم والاضطهاد في بلد يدمران ثقافته.
  34. تحتاج الثقافة إلى حياة عامة، وتبادل حر للأفكار، ونشر، وعرض، ونقاش.
  35. أحب قول الروائي النمساوي “هرمان بروخ”: فضيلة الكاتب الوحيدة هي المعرفة.
  36. عندما يثني شاعر كبير على عملية إعدام فتلك عاصفة محطمة لصورة العالم.
  37. أحب أعماله إليه ما كتبه في أكثر مراحل حياته مرحًا.
  38. أحب كثيرًا الاستماع لأصحاب التجارب.
  39. الذي يثير الاهتمام جنس الروايات وليس جنس كتّابها.
  40. المقابلات الصحفية نسخ تقريبية لما قاله الشخص المحاوَر.
  41. يبجل “كونديرا” العزلة، ويمقت سؤاله عن خصوصياته.
  42. فقدان اللغة والبلد يصيب إحساس الإنسان بهويته بالتمزق. “نانسي هيوستن”- كندية.
  43. بعد أن خرجت من حالة الحب بدأت بالكتابة.
  44. لم أكتب بلغتي الأم لأنها مفعمة بالعاطفة ولذا فضلت الكتابة بالفرنسية لأنها أكثر التصاقًا بالتفكير بالنسبة لي.
  45. توافق على رأي “جورج أورويل” بأن الكاتب الذي يفقد صلته المباشرة بأرضه ولغته مقيّد أو يعرج.
  46. أعاني من “الفوبيا الاجتماعية” ولذلك لم أحضر الاحتفال بتسلم جائزة نوبل وتركت بيتي لأن عنوانه بات معروفًا. “ألفريده يلينيك”-نمساوية.
  47. حاولت ردم الصدع الذي نشأ بيني وبين العالم بالكتابة.
  48. التلاعب بالكلمات يعطي القدرة على التعبير عن المعنى الحقيقي.
  49. أنا ناضجة بما يكفي لامتلاك ملاحظاتي الخاصة وقدرتي على الفهم.
  50. نتاج المرأة الأدبي يحولها إلى وحش في نظر الرجال.

وفي الكتاب آراء نقدية لأعمال هؤلاء الروائيين، وفيه شيء من أخبارهم مثل أحدهم الذي لا يستخدم الكمبيوتر حتى الآن، ويهودية بعضهم، وسعادة آخر لأن روايته جعلت المعتقل الفلسطيني وحارسه الإسرائيلي صديقين. ويمتلئ الكتاب بالاشمئزاز من أمريكا، والوقوف ضد الظلم والقمع، والتحذير من الثمل بالقوة، مع تحسّر النساء الكاتبات على وضع المرأة في الغرب، وظلمها، ونظرة الرجال لها سواء بالدونية، أو بالنظرة الجسدية فقط. أما العامل المشترك بينهم ومع جميع الكتّاب فهو أن العالم وأحداثه مجموعة من الكلمات، ينبغي العثور عليها، والتفنن في التعبير بها.

أحمد بن عبدالمحسن العسَّاف-الرياض

 ahmalassaf@

الخميس 10 من شهرِ رمضان عام 1442

22 من شهر أبريل عام 2021م

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

X (Twitter)