إدارة وتربية

جودة الهدف والمضمون في البرامج التّرفيهية*

Print Friendly, PDF & Email

جودة الهدف والمضمون في البرامج التّرفيهية*

 مع كثرةِ البرامج الترفيهية المقدَّمة للجماهير تبرزُ أهميةُ العنايةِ بجودةِ البرنامج الترفيهي من حيثُ أهدافُه ومضامينُه لمَنْ يحملونَ رسالةً سامية للمجتمع والأفراد؛ وسوفَ نتحدثُ في هذه الورقة عن جودةِ الهدف والمضمون في البرامج الترفيهية التي يقوم عليها الصالحون حتى تكونَ متميزةً عن غيرها.

إنَّ خلاصةَ معنى الترفيه هي إدخالُ السرورِ على النفس والترويحُ عنها وتجديدُ نشاطِها وبعثُ حيويتها، وكلُّ لعبٍ ترتبت عليه فوائدٌ ومصالح تفوقُ مفاسِدَه فهو جد.

أهدافُ الترفيه: ( مختصرة من كتاب: قضايا اللهو والترفيه بين الحاجة النفسية والضوابط الشرعية – مادون رشيد).

  • الترويحُ والاستجمام.
  • صرفُ شيءٍ من الطاقة.
  • التخلصُ من بعضِ الصفات السلبية ( خاصة مع الصغار والشباب ).
  • الإعدادُ للحياةِ المستقبلية ( للصغار والشبابِ غالباً).
  • التنفيسُ والتهدئة.
  • التوازن ( للكبار غالباً).

وتجدرُ الإشارةُ إلى أنَّ الجودةَ تتضمنُ عدَّةَ مَعانٍ مثل:

  • التحسينِ المستمر.
  • العملِ الجماعي.
  • المراجعةِ المصاحبةِ للعمل.
  • الاستجابةِ لطلباتِ وحاجاتِ المستفيدين.
  • خفضِ التكاليف وتقليلِ الوقت اللازم لانجاز المهمات ويكونُ ذلكَ بأداءِ العملِ الصحيحِ بطريقةٍ صحيحةٍ من المرة الأولى في كلِّ مرة.

ونبدأُ بالحديثِ عن جودةِ البرامج الترفيهية من حيث الأهدافُ لأنه أساسٌ لما بعده؛ وينتظمُ تحتَ سِلكِ هذه المفردة عدَّةُ أمورٍ منها:

  1. أهميةُ البُعدِ التعبدي: لأن الترويحَ والاستجمامَ عبادةٌ إذا أُريدَ منهما حملُ النفسِ والآخرين على الطاعاتِ والجدية أو نقل المستفيد من الضلالة إلى الهدى.
  2. العنايةُ بالجانب التربوي: تكونُ برامجنا ذاتَ رسالةٍ تربويةٍ عامة لكلِّ مَنْ يشارك فيها؛ والتوفيقُ والهداية من الله.قال جلَّ شأنه :” لقد كان في قصصهم عبرة لأولى الألباب.. ” الآية111 من سورة يوسف.
  3. الحذرُ من الحيادية: والحيادُ يكادُ أن يكونَ معدوماً خاصةً في زمن المواجهة المعلنة.
  4. صناعةُ النموذج: ليستفيدَ منه المصلحون – حيثما كانوا – أو من خطوطه العريضة.
  5. الظفرُ بالمرجعيةِ الترفيهية والترويحية.
  6. تغييرُ مفهومِ الترفيه على المستوى الاجتماعي والثقافي وتصحيحه.
  7. اكتفاءُ المشاركين بهذا البرنامج واستغناؤهم عن البرامج المحرَّمة والمضيِّعة للأوقات.
  8. التدريبُ وتخريج القادة والمخططين للبرامج السياحية والترفيهية واكتشاف المواهب والقدرات.
  9. الاحترافيةُ في العمل والأداءِ والفوزُ بشريحةٍ كبيرة ومتنوعةٍ من السوق.
  10. التركيزُ على فئاتٍ معينة والتخصصُ بشؤونها الترفيهية.
  11. استهدافُ المصايفِ والمناطقِ التي يؤمُها الناس.

وبعدَ العنايةِ بالهدفِ وجودتِه لا يصعبُ على العقولِ المبُتكرة المستنيرة بِهَدْي الله أنْ تحوزَ الجودةَ بالمضمونِ من خلال:

  1. تعظيمِ حُرماتِ الله: كالتوقف للأذان والصلاة ومنع الاختلاط.
  2. تعزيزِ القيمِ في أثناءِ البرامج الترفيهية.
  3. تنويعِ البرامج بما يخدمُ الشرائحَ المستهدفة.
  4. التجديد والإبداع.
  5. الإسهامِ في بناءِ السماتِ الشخصية للمستفيدين مثل: تحمُّل المسؤولية- الانضباط-احترام الآخرين-تصحيح الأخطاء وغيرها.
  6. حمايةِ المروءة ” وقد نصَّ الفقهاءُ في بابِ الشهادةِ على سقوطِ شهادة المضَّحِك والساخر والمستهزئ وكثيرِ الدعابة “. ص 35 التمثيل: حقيقته، تاريخه، حكمه للشيخ بكر أبو زيد.
  7. الحذرِ من السهر الطويل وإضاعةِ الأوقات.
  8. ربطِ أفرادِ المجتمع بالناصحين والمخلصين كمستضافين مثلاً أو توزيع إنتاجهم الدعوي والعلمي.
  9. تقديمِ مُنتجٍ ترفيهيٍ ماتعٍ وخالٍ من المحاذيرِ الشرعية.
  10. أنْ تكونَ الألعابُ من رَحمِ حضارتنا؛ وإذا كانت مستوردةً فلا بدَّ من إعادةِ بنائِها بما يتوافقُ مع أركانِ ثقافتنا ديناً ولغة وتاريخاً.( ينظر: كتابي لعب العرب وخيال الظل وكلاهما لأحمد تيمور).
  11. ضبطِ جوانبِ الأمنِ والسلامةِ في البرامج الترفيهية من خلال:
    • معرفةِ حدودِ المهارة والقدرة.
    • توافرِ المعدات والأجهزة المناسبة والجاهزة للأداء.
    • استخدامِ الملابس الملائمة.
    • مراعاةِ لوازم الوقت والأحوال الجوية.
    • مشاركةِ الفرق الإسعافية.
    • تدريبِ التنفيذيين على الإسعافات الأولية.
    • توضيحِ خطورة بعض الألعاب؛ مع أنَّ الأصل اجتنابها.
    • مشاركةِ فنيين خبراءَ في الأجهزة ومنقذين ومدربي سباحةٍ وغوصٍ وتسلُّق. (يغرق 5000 شخص سنوياً في أمريكا و550 شخصاً في المملكة المتحدة ).

وأخيراً أشيرُ إلى أهميةِ الالتفات إلى ما يلي:

1- إتقانِ صناعةِ التسويق خصوصاً مع وجود بيئة تنافسية غير شريفة امتزج العهر فيها مع السحر  متفلِّتةً من أيِّ قَيْدٍ أو فضيلة .

2- تعلُّمِ صياغة الصورة الذهنية وإدارة الانطباعِ وفنونِ نشر الأفكار الجميلة البنَّاءة التي تنفعُ الناسَ والبلاد في الدين والدنيا؛ حيثُ أنَّ البرامجَ الترفيهيةَ مدخلٌ مناسب لبث الخير في الناس ونشر الفضيلة والدفاع عن الحق.

3- توثيقِ العمل والاحتفاظ بسجل خططه ونتائج مراجعته إضافةً إلى مجريات أحداثه بالصور الحية التي لا حرج فيها شرعاً أو نظاماً.

4- بناءِ شراكةٍ متينة مع الجهات الحكومية الأمنية والاحتسابية والإعلامية والسياحية والصحية والثقافية وغيرها. وكذلك مع القطاع الخاص والجهات الخيرية بما يعزز جودة الهدف والمضمون ولا يناقضهما.

5- مأسسةِ العمل حتى لا يرتبطَ بأشخاصٍ وأعيان.

6- التفكيرِ في بناء مدنٍ ترفيهية دائمة. أنشأ والت ديزني منتزه ديزني لاند في أنهايم بكاليفورنيا عام 1955 ( قبل 53 عاماً ).

7- إنتاجِ برامجَ ترفيهيةٍ وترويحية للأسر والقنوات الفضائية.

8- بحثِ إمكانية الاستثمار في الترفيه والترويح.

9- تبادلِ الخبرات والتجارِب داخلياً وخارجياً.

10- اتخاذِ مواقعَ على الشبكةِ العالمية للتواصل مع المختصين والجمهور.

11- صرفِ جهدٍ مناسب للألعابِ الحركية والرياضة المرغَّبِ فيها كالرماية والسباحةِ وركوبِ الخيل.

وفي الختام فهذه أفكارٌ عاجلة تحتاجُ لتمحيصٍ ودراسةٍ وربطٍ مع باقي أوراق هذا الملتقى؛ سائلاً المولى القدير لكم وللمنظمين التوفيق والمثوبة وحُسن العاقبة.

*ورقةُ عملٍ بعنوان:”جودةُ الملتقياتِ الترفيهيةِ من حيث الهدفُ والمضمون ” مقدمةٌ للملتقى الثاني لمديري البرامج الترفيهية والسياحية في المملكة تحت رعاية شركة عطاء للتدريب والاستشارات والتنمية البشرية في الرياض خلال الفترة من 8-9 ربيع الآخر 1428.  

أحمد بن عبد المحسن العسّاف-الرّياض

الخميس 02 من شهر ربيع الآخر عام 8241

ahmadalassaf@gmail.com

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

X (Twitter)