إدارة وتربية عرض كتاب

إشراقات إضافيّة من سورة يوسف!

إشراقات إضافيّة من سورة يوسف!

هذه خامس مقالة أكتبها عن إشراقات من هذه السّورة العظيمة، وستكون السّادسة مع الحديث عن المشتركات بين النّبيين الكريمين يوسف ومحمّد عليهما السّلام، فما أعظم كتاب ربّنا، والله يجعل لنا منه حظّاً كبيرًا، ونصيبًا وفيرًا، في التّلاوة، والحفظ، والتّدبر، والعلم، والعمل، والنّشر، ليكون بعد فضل الله حجّة لنا، وشاهدًا وشافعًا.

تعود أغلب هذه الإشراقات إلى كتاب نفيس ثمين عنوانه: قصص القرآن الكريم، تأليف الشّيخ أ.د. فضل حسن عباس، وليس جميع ما كتبته أدناه واردًا في كتاب الشّيخ، كما أنّي عبّرت عن الفائدة بصياغتي، وحسب فهمي، وأيّ خطأ فيها فالشّيخ منه براء، وأستغفر الله منه، والإشراقات هي:

  1. عظم شأن الآباء وإن علوا، وأنّ الافتخار بفضائل الأقدمين من السّائر على نهجهم لا بأس به، فإجلال الكبار شيمة للأوفياء والأنقياء.
  2. تفرّس يعقوب في ابنه، واستشرف المستقبل الذي ينتظره؛ ولذلك فضلّه.
  3. اختلف إخوة يوسف في طريقة الكيد به، ثمّ أجمعوا على أمر ظانّين أنّ الأحداث تصبّ لصالحهم، غافلين عن تدبير الله وتقديره.
  4. اختار إخوته العودة عشاء لأنّ الظّلام يحول دون البحث الذي يكشف الحقيقة.
  5. كرّر الإخوة اعتقادهم بخطأ أبيهم في تفضيل يوسف ولم يصارحوا أباهم بشعورهم، ولو فعلوا لربّما استبان لهم خلاف ما وقر في نفوسهم.
  6. تعامل إخوة يوسف، والقافلة السّيّارة، مع الصّديق على أنّه عبء ينبغي الخلاص منه بأيّ ثمن.
  7. ثلاثة قواطع منعت يوسف من إجابة امرأة العزيز: الاستعاذة بالله والّلجوء اليه، والوفاء للعزيز الذي أكرمه، والخوف من عقوبة الظّلم التي لا فلاح معها.
  8. تحولّت المرأة من عاشقة والهة رقيقة، إلى مخلوق كاسر شرس عقور، حين لم يجبها فتاها لمطلبها الآثم.
  9. عند النّساء مهارة في الاستعطاف، وقلب الحقائق، والظّهور في موقع الضّحيّة.
  10. الحب يخرج المرء عن ملكه وماله ووقاره.
  11. برهان الله لكلّ إنسان بحسب ما يوفقه له من علم وفكر وخاطر.
  12. مكر المرأة ببنات جنسها شديد.
  13. لا تأنف المرأة من إخبار صويحباتها بعشقها الجارف ولو كان مشينًا.
  14. سجن أهل الحقّ ممكن، بيد أنّ إلحاق الهوان والصّغار بهم عسير.
  15. أراد الملأ من زج يوسف في السّجن أن ينساه النّاس؛ لكنّ الله قضى أن يكون على كلّ لسان.
  16. اطلب من الله أن يصرف عنك السّوء والفحشاء، وليس العكس، حتى لا تذهب إليها أنت، ولا تأتي هي إليك.
  17. مع أنّ يوسف يعلم من خلال التّأويل أنّ أحد الشّابين سيقتل ولا ريب، إلّا أنّه دعاه للإيمان كي ينجو من النّار.
  18. يعرف الملأ أين يوجد العلم اليقيني؛ ولذا طلب نديم الملك الإذن بسؤال يوسف عليه السّلام؛ حتى يفتيه في تعبير الرّؤيا، مع أنّه نزيل سجون الملك!
  19. تسمو النّفوس الكبيرة فوق حظوظها الشّخصيّة، وتراعي المصلحة العامّة، فلم يعاتب يوسف نديم الملك على نسيان الشّفاعة له، وأخبره عن التّأويل.
  20. في النّوازل والملمّات لا بديل عن تشمير سواعد الجدّ والاجتهاد دونما تراخ أو خمول.
  21. كان تعبير يوسف ونصحه مليئان بالصّدق والإخلاص لقوم ظلموه وسجنوه وافتروا عليه، وهذه سمة أهل الأمانة والعلم ومراقبة الله.
  22. حتى لو كثرت الخيرات وزادت، فمن الحكمة الاقتصاد فيما يؤكل ويستعمل، والتّدبير فيما يخزن أو يستثمر.
  23. قيلت حاشا لله مرّتين: مرّة إعجابًا بجماله، وأخرى إعجابًا بأخلاقه وعفّته.
  24. قد يكون الجمال أو أيّ غنيمة مادّية سببًا للبلاء.
  25. العلم والحلم والإخلاص تعود على صاحبها بخير عاجل أو آجل، والتّقوى مع الصّبر أساس لكلّ خير.
  26. حظي يوسف بالتّمكين الرّباني بعد إلقائه إلى غيابة الجب، وبعد إخفائه في غياهب السّجن، مع أنّ منطق الأرض يوحي بأنّهما بداية النّهاية!
  27. عندما أراد إخوة يوسف اصطحاب بنيامين كرّروا ذات عباراتهم إبّان أخذهم ليوسف، لكنّ أباهم احتاط لنفسه؛ كي لا يؤتى من نفس الباب المؤلم.
  28. عاطفة الأبوّة لا تتناقض مع اليقين بالله، والتّوكل عليه، والرّضا بالقضاء.
  29. السّرقة من شرّ أنواع الفساد، وكلّما كانت أعظم وأعمّ، ففسادها أكبر وأخطر.
  30. أنصف يوسف أخاه حيث لم يتّهمه بالسّرقة، وإنّما قال وجدنا متاعنا عنده.
  31. كانت لوعة يعقوب على يوسف أشدّ منها على بنيامين؛ فالأخير مكانه معروف.
  32. حثّ يعقوب بنيه على البحث عن أبنائه الثّلاثة الغائبين، فلم يعترضوا، ولم يراجعوه، مع أنّهم ادّعوا أنّ الذّئب أكل يوسف.
  33. استعمال الحواس بذكاء واجب في حقّ من يبحث عن معلومة في أجواء مخيفة أو مشحونة.
  34. من كمال يوسف تقديمه الاعتذار لإخوته بأنّ صنيعهم معه كان صادرًا عن جهل.
  35. تكرّرت في السّورة تعابير، وأوصاف، وقمصان، ولله الحكمة البالغة.
  36. لم يبدر من يوسف خلال مصائبه المتتالية ما يدّل على ضيق أو كدر أو يأس.
  37. قد تخفي الأبواب المغلقة صراعًا عنيفًا، أو مكرًا كبّارًا، والمؤمن يطمئن، فالله سبحانه يسمع ويرى.
  38. عندما تضيق الدّنيا على فلسطين وأهلها، فالمغيث والمنقذ من كرام مصر وخيراتها.
  39. في السّورة تعقيبات ربانيّة كثيرة ذات دلالات عميقة ومؤثرة.
  40. يطوي القرآن ما يتم المعنى بدونه، وهذا من بلاغته وإعجازه.

والحقيقة أنّي بعد الفراغ من كتابة أوّل مقالة وحتى هذه الخامسة، لا أعتقد بقاء شيء في نفسي، وحين أراجع السّورة وتفاسيرها، أجد ما فاتني أكثر ممّا سبق تدوينه، فسبحان العليم الخبير، منزل هذا الكتاب العزيز المبارك، ذي النّور السّاطع، والبرهان القاطع، والقول الفصل.

أحمد بن عبد المحسن العسَّاف -الرِّياض

ahmalassaf@

السّبت 12 من شهرَ محرّم الحرام عام 1440

22 من شهر سبتمبر عام 2018م

Please follow and like us:

One Comment

  1. لقد كنت احب قراءة سورة يوسف واتاثر فيها كثيرا . على ماجرى ليوسف ولابيه من مكر وخداع وغيرة من اخوانه. . والان اقراءها واقراء تفسيرها . واقراء الاشراقات المكتوبة في مقالاتك واربطها بواقعنا االيومي . الذي نتعايشه .وفقك الله لما يحبه ويرضىاه وبارك الله لك في عمرك واهلك واولادك وشغلك ورزقك . انه السمع المجيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

X (Twitter)