قراءة وكتابة

مجهر في ذهن الكاتب ومعمله!

مجهر في ذهن الكاتب ومعمله!*

هل سبق أن ورد عليك سؤال سهل جدًا في إطلاقه وفي كلماته؛ لكنه صعب إلى حدّ كبير، ومتعب في الوصول إلى إجابة دقيقة عنه ومرضية لك قبل أن ترضي الآخرين؟ إذا كان جوابكنعمفمن المحتمل أن يكون السؤال هو: ما معنى أن تكتب؟ والأسئلة التي تكون طبيعتها بهذه الكيفية تغري بالانسحاب والتأجيل، بيد أن إلحاح السؤال يتعاظم إذا كان المراد منه ردم هوّة ما كان لها أن توجد في وسط ثقافتنا العربية وحضارتنا الرائدة والسبّاقة في مناحي علمية وأدبية وتطبيقية كثيرة، وهو سؤال تجب الإجابة عنه إذ أنه مثل اللبنة التي تنتظر مكانها في مبنى جميل الشكل، أصيل المحتد؛ لأنه عربي الوجه واليد واللسان.

فما هو معنى الكتابة عند الكاتب؟ هل هي عملية فيزيائية تتحرك فيها اليد فقط على ورقة بيضاء أو داخل شاشة مضيئة برفقة قلم أو لوحة مفاتيح فقط؟ أيمكن أن تكون من نوع تمضية الوقت وقتل الفراغ أو مواجهة الانتظار؟ أليس من المحتمل أن الكاتب لا يدري عن جواب أكيد لهذا السؤال محتميًا بمقولة ذائعة لها نصيب من الصواب وخلاصتها أن الكتابة اختارته قبل أن يختارها؟

ومن يدري فلربما يتجرأ الكاتب في مشواره صوب الإجابة الشافية عن هذا السؤال المهم على نبش أسرار نفسه، والتفتيش الحاذق في ذهنه، ثمّ ينبثق من عمق أغوار النفس البشرية الكاتبة، ومن بين تلافيف مكونات العقل المتشابكة، وفي أنحاء الروح التي نجهل سرها، خيارات عديدة يجوز لها أن تجتمع، ويقبل منها أن تفترق، وهي جميعها تصلح لجواب عَسِر المخرج عن سؤال سهل يبحث في معنى أن تكتب!

أن تكتب فهذا يعني ولو من ناحية مبدأية أن لديك القدرة على التفكير، فالكتابة ليست براعة لفظية أو تفاعلًا مع اللغة فقط على أهميتها، وضرورة ملاعبتها حين الكتابة، وإنما هي عملية تفكير مُضنٍ متواصل، وسيل داهم من همٍّ يسكن عقل المرء ويساكن مشاعره وروحه لدرجة الاستيلاء أحيانًا، ولأجل ذلك لا يكاد الكاتب أن يتخلّص من شدة سيطرة الكتابة عليه إلّا إذا كتب، وحينها يدرك أن الكتابة لديه إحدى معاني الحياة وركائزها، بل أحد أسباب وجوده أو صبره على نوائب الزمان، ولا يكاد أن يلقي القلم حتى يعود إلى رفعه مرة أخرى؛ فمكان القلم وقدره أن يرتفع دومًا.

كما يعني فعل الكتابة أنك إنسان حرٌّ خالٍ من الإملاءات، برئٌ من التسيير أو هكذا يُفترض، فالكاتب الحقيقي لا يُستأجر، والكاتب المحترف لا يبيع مستقبله لأحد، والكاتب الذي يقدّر مهنته لا يسترزق بها ارتزاق السوافل باعة الذمة والمروءة في سوق نخاسة تُنتهك فيه القيم وتستباح الفضائل وتختفي منه الحقائق! والكاتب الفخور بمقدرته أو موهبته لا يجعلها مثل الكلأ المشاع، أو المرعى بلا سياج، أو شبيهة ببرامج ما يطلبه المتابعون، أو غير ذلك من الرخْص والدنو؛ فهو يكتب ما يؤمن به، أو يوقن بمصداقيته، ولربما أوضح شكوكه، وبثّ لواعجه، ونشر مخاوفه، وأعلن رجاءه؛ بيد أن هذه الكتابة جميعها تنتسب إليه وحده، فهو الذي أوجدها وأقامها دون سائر الإنس وربما الجن، ثمّ يدافع عنها وحده إن تطلّب الأمر!

وحين يكتب الكاتب فهذا يعني أنه صاحب رسالة أو مشروع أو مهمة حياتية تتوافق مع تلك الحرفة المقدسة، والوخزة الأنيسة التي لا تكف عن إقلاق راحته حتى يكتب، فنحن جزء من المجتمع الكبير والصغير، المرتبط بدولة وأسرة ومكان ومهنة وتكوينات عديدة، ومن أوجب الواجب على من كان لديه آثارة من علم، أو جودة من رأي، أو إبداع من فكر، أو شيء من خبر أو خبرة، أن يشارك بها محيطه؛ فالأقربون أولى بالمعروف، ومنْ أحقُّ بمعروفنا من بلادنا وأناسنا وأهل جوارنا والمشتركين معنا في بقعة أو حرفة أو اهتمام؟

كذلك فإن الكاتب يشرع في الكتابة ولربما عبر في خَلَده، أو راود أحلامه، أنه بعد أن يأتيه يوم سيمضي فيه من هذه الدنيا ولابد، وتنقطع خطواته فوق أديم الأرض، ويغيب شخصه في المحافل والوسائل، سيترك خلفه إرثًا خالدًا، ومادة خصبة تحمل بذور البقاء والانتشار، وأسباب الانبعاث بعد كمون، وعوامل الظهور عقب خفوت، والقوة بعد ضعف، وهذا الخلود يمثل درجة عالية تجعل الكاتب على قائمة جليلة سامية من خيار البشر في مجال العطاء الفكري والعلمي والأدبي، وفي مسيرة التغيير والتحسين والتطوير، بمن فيهم من أصناف متباينة لا يجمعها سوى الأثر الذي طال عمره، وبلغ مداه مشرق الأرض ومغربها. وإن سجل هذه القائمة مفتوح لا ينغلق قبل نفخة الصور، وتدوين الأسماء فيه مرتهن بإنجازات على رأسها أن تكتب، وليس لبشر فيه من أمرٍ ولا نهي!

إن معنى الكتابة أن تنفض عن نفسك غبار الهم، وتحطّم صخور القلق، وتثير التساؤل الذي يذيب جليدًا قاسيًا من التراكمات الراسبة، فتسيل من ذلكم الجمود الصلب أمواه طال أمد ثباتها حتى تشابهت مع الصخور الصم الراسية منذ أزمان متطاولة، وهذا هو معنى الكتابة الذي يقبس من الماضي دون اكتفاء به، ويعيش الحاضر عيشة كاملة بلا ارتهان له، ويتفاعل مع المستقبل لدرجة المعانقة المبكرة حتى قبل أن يلمحه بقية أهل العصر، وهو تفاعل حميد شريطة ألّا يغيب الكاتب في أحلامه المستقبلية منفصلًا عن حاضره وزمانه.

وإن الكتابة لتنقل روح صاحبها على جناحيها فتطير بها في أفق رحب، وتستجلب السعادة للنفس ولو أحاطت بها الكروب من كل ناحية؛ ولذلك فمن معاني الكتابة أن تغدو للروح رقية تطرد الكآبة والثقل، وللنفس شفاء من العذاب، وللسلوك تزكية وتقويمًا، ذلك أن الكاتب مستقيم في انتقاء حرفه، وكيفية تفكيره، وسوق أسلوبه، منطقي فيما يطرح ويعرض ويعالج، وبالتالي فالمنتظر منه أن يكون كذلك في تعاطيه وتعامله الحياتي المشترك مع الحياة ومن وما فيها. وهذه الخصيصة افتراضية في جلّ أرباب الكتابة حتى لو كانت الفكرة التي يحملها بعضهموهو شأن طبيعيلا تحوي كثيرًا من الصواب أو القبول؛ فالكتابة تهذب وتربي، وتجعل الإنسان على نفسه بصيرة، ومَنْ أرقى وأرقّ ممن يحاسب نفسه قبل أن يحاسبه الآخرون؟

ومن معاني الكتابة تحقيق الشراكة النافعة مع المجتمع الرسمي والشعبي، ومع مجتمع النخبة والعامة، ومع المجتمع الحاضر والمستقبلي، فما أجلّ أن يكون الإنسان ذا فاعلية رشيدة داخل الأطر التي يمضي عمره فيها، أو يمكن أن يصلها صوته ورأيه وميراثه، وهي مسألة تحسب لصاحبها في زمن عمّ فيه الصمت والتصامت، والغفلة والتغافل، والانتساب للحكمة بالسكوت السلبي، والإعراض عمّا يفيد وينفع، بَلهِ الولوغ في ردغة التفاهة، والتمرغ في وحل تزوير الحقائق، والتنطع بتشويه وجه الوعي النّضِر، فتلك رذائل تمحق فطرة الكاتب، وتزري بقيمته إن بقي له منها شيء.

ثمّ إنك أيها المفتون بالكتابة ستكون وحيدًا مع الكتابة وبسببها، فلا تجفل من هذه الوحدة التي نادرًا ما تنفك عن الكتابة وفعلها، ذلك أن للكاتب أجواءه ولا أقول طقوسه التي يجدر به ألّا يكون أسيرًا لها، ومن الأجواء المشتركة بين جمهرة الكتّاب الوحدة الجالبة للهدوء والتركيز؛ فهما غالبًا من لوازم الكتابة، إذ أن الشارد لا يكتب كي لا يخلّط يمنة ويسرة، والمنشغل ينبغي له ألّا يدخل في حلبة الكتابة حتى لا يقع في حيص بيص، وما عدا ذلك فشأن له مدى واسع بطول تاريخ الكتابة وعرضها، وعليه فمن معاني الكتابة أن تظلّ وحيدًا منفردًا لمدة تطول أو تقصر، لكنها لا تستمر، فامتزاج الكاتب مع مجتمعه أصل يسبق الكتابة، ويرافقها، ويتلوها.

هذه بعض معاني الكتابة، ومن الوارد جدًا أن يوجد غيرها، فالكاتب كائن حي من بني أبينا أدم وأمنا حواء عليهما السلام، وله من الحقوق وعليه من الواجبات مثل ما لغيره وعليه، وعنده من النوازع والبواعث والدوافع تمامًا مثل ما لدى الآخرين، فهو ليس مخلوقًا من نور الملائكة الذين يسبحون الليل والنهار لا يفترون، وليس مصنوعًا من نار الشياطين التي يشتعل أوراها بالسوء والتدليس والإفساد والوسوسة كلّ حين، وإنما هو خليط من طين الأرض مع نفخة من روح الله، وفيه وفيه، والله يجعل الخيرية غالبة فينا وفيه.

بعد ذلك ربما يسأل القارئ أو الكاتب الناشئ متى أستحق الوصف بأني كاتب؟ والجواب على هذا السؤال الصعب جدًا ميسور جدًا، وهو أنك تكون كاتبًا حين ترى نفسك كذلك، وتعدها لهذا الأمر، حتى يغدو عالم الكتابة جزءًا من حياتك، له النصيب المفروض من الجهد الذهني والبدني، وله الموضع الأساسي من عملك وعنايتك، وله القسم الذي يستأهله من الوقت، وإنه ليقصي غيره وقلّما أن يُقصى!

فإذا وجد لدى الكاتب هذا الشعور فمن الطبيعي ألّا ينتظر من الآخرين شهادة قد تأتي وقد لا تأتي، ومن المنطقي أنه لن يحفل بجموع المخذلين، وجحافل المرجفين وما أكثرهم، وهذا الإهمال لأهل التثبيط والمناظير الكالحة لا يفهم منه بحال من الأحوال الصدود عن استقبال المقترحات، أو سماع الاعتراضات، وإنما هو مثل المصل المناعي ضد الجراثيم الضارة المؤذية، وأما القول الوجيه، والرأي الرزين، والمقال الموضوعي، فأهلًا به دومًا وسهلًا ومرحبًا.

وسوف يكتشف الكاتب بعد زمن يطول أو يقصر أن منهجيته في الكتابة هي الصحيحة لأنها هي التي تماشت معه ونفعت كتابته، وليس بالضرورة بعد ذلك أن يتبع سبل الآخرين أو يسلّم بنصائحهم حتى لو جاءت ومعها سلطان الشهرة، وهيبة الجوائز العالمية، وسطوة الحضور الطاغي، وإبهار الأضواء والمنصات، وهذا بالتأكيد لا ينفي وجاهة الإفادة منها، وإنما يقشع عنها قشرة القداسة الوهمية، ويصيّرها على حقيقتها التي لا تعدو كونها رأيًا واسمها تجربة كما جعل أحدهم هذا الوصف عنوانًا لسيرته الكتابية.

مع ذلك كله؛ فلا مناص للكاتب من القراءة، وليست القراءة مقتصرة على الكتب، وإنما يقرأ الكتب والأحداث ووجوه الناس ومناظر الحياة الثابت منها والمتحرك، بل يقرأ مجتمعه وحراكه وبواعثه وموانعه وطبيعته، ويقرأ نفسه من الداخل، ويستجلي الحقيقة مثل من يحفر الأرض الصلبة بحثًا عن كنز دفين تحت الأعماق، ومن المؤكد وجوده فيها، ومن واصل الحفر بلا كلل فسوف يبلغ إلى غايته، ولعلّها أن تكون حينذاك جوهرة فيها قدر كبير من النفاسة والندرة والبريق، وهي بهذا النعت غالية ثمينة تعود على صاحبها بالمكارم الفكرية التي يتنافس عليها أهل الصنعة.

أما ماذا يقرأ من الكتب، وكيف، فالأمر برمته يعود لتفضيلات الكاتب وحاجته، لكن من المهم الإشارة إلى مركزية علوم أركان الثقافة في تكوين الكاتب مهما كان فكره واتجاهه، ودون الاقتصار عليها، وهي القدر الأدنى من علوم الدين واللغة والتاريخ مهما كان دين الكاتب، وأيًا كانت لغته، وعلى اتساع نطاق المعنى التاريخي. ولكتب اللغة أهمية إضافية لأن جيش الكاتب يتألف من حروف، وكلمات، وجمل، وتراكيب، ومعاني حقيقية ومجازية، وكناية وتعريض وتلميح، وأنى له ذلك إن لم يتزود من لغته بقدر مهما زاد ففي الإمكان الزيادة عليه!

ومن أجود ما يقال للكاتب فيما أحسب، أن يجعل من وقت الكتابة نصيبًا كافيًا مفروضًا للمراجعة وإعادة الكتابة؛ ذلك أن هذا الصنيع هو بحق الكتابة بعينها، ومن مقاتل الكتابة التي تقضي على التاريخ الثقافي للمبدع أن يكتب فلا يراجع، أو أن يفرغ من المادة فينشرها على عجل، وفي التريث بقدر مناسب، والمراجعة لمرة أو أكثر، وإعادة الكتابة، فوائد عظمى يجدها الكاتب كلما كرر معاينة ما يكتب، وأنعم النظر فيه.

وحين يصل الكاتب إلى مرتبة التلذذ بالمراجعة، والاستمتاع بتحرير نصّ هو منشؤه وكاتبه؛ فليعلم حينها بيقين تام أنه قريب من وصف الاحتراف، ولعلّه وقتها أن يكتشف بأن سر الكتابة الأكبر يكمن في إعادة الكتابة، وإجادة التحرير والصياغة؛ لضمان تحقيق الوضوح في المتن، وهو لبّ البيان، وبدونه تفقد الكتابة معناها ورونقها. والوضوح لا ينفي جمال الإشارة، وجاذبية الرمز، لكن على شرط إمكانية الفهم من القارئ بلا إرباك ذهنه، أو التنغيص عليه أثناء عكوفه على القراءة، والوضوح فضيلة يسبغها الكاتب الحصيف على فكرته وبيانه؛ أي على ركني الكتابة.

ومن لوازم صنعتنا المجيدة كذلك أن يحاول الكاتبوالكاتبة طبعًا فالخطاب لهما واحدالاستزادة من الأدوات والتقنيات الضرورية لحقله الكتابي، والاستعداد للكتابة لدرجة تشبه الاحتشاد لخوض معركة فاصلة، وهذا يكون بقراءة السير والتجارب، والاطلاع على الأعمال الكتابية لغيره، ونقاش أهل المهنة والخبرة، ومتابعة الحوارات المباشرة أو المنشورة، والتفكير الذاتي عقب ذلك، ومحاولة التدرب على أكثر من صعيد، مع الممارسة العملية التي تجود الموهبة الجبلّية أو تزيد في المقدرة الكتابية المكتسبة، أو تعطي حكمًا ذاتيًا منصفًا للمرء تجاه جانب إبداعي، أو عن تقنية كتابية أو أدوات فنية؛ فإما أن يواصل بها ومعها، أو يدركه اليأس منها، أو يهجرها على أمل العودة إليها ولو بعد حين.

أما عقب ذلك أيها الكاتب والكاتبة، فاصنع نظامك، وأصلح مزاجك، ودع عنك التأخر بعد التقدم، فإن لازمك في البدء قريب مشفق، أو أستاذ خبير، أو محب ناصح، أو زميل تجربة مثلك، فبها ونعمت، وإلّا فامض على الطريق غير هيّاب ولا وجل ولا متردد، ولا يهولنك العقبات فما ألذ تجاوزها، ولا تقعد بك الهواجس فهي سراب سيزول، ولا تلجمك الغصص عن بوح به راحة النفس ورَوْحها، وعلاج أوجاع الحياة، ودفع نكدها.

ولا يقف دونك أيها الكاتب الفذ الصبور حاجز أو جدار ليمنعمك من أن تصرخ بوجه الدنيا صرخة مسموعة غير مؤذية، وإنما مطربة أو موقظة، يفهم الناس صريحها وكنايتها، ويستقبلون رسالتها ويفكون رموزها، كي تكتب قائلًا، أو تقول كاتبًا: إني هنا بما لي من قيمة وكرامة تبلغ بالآدمي القمة، وتبعده عن مهاوي الردى، ومهامه الضياع، وتعيده لموقعه الصحيح في صفّ الاستخلاف الأول، فأنتوأنتِ بالتأكيدالكاتب الذي قَدَره أن يكتب، ولا حيلة له مع تحصيل انشراح الخاطر إلّا أن يكتب، وهذا الأمر يصبّ في وسط معنى أن تكتب!

أحمد بن عبدالمحسن العسَّافالرياض

ahmalassaf@

الأحد 09 من شهرِ محرم عام 1444

07 من شهر أغسطس عام 2022م

  • نشر هذا المقال في كتاب بعنوان: في معنى أن تكتب، بإشراف وتحرير الأستاذ مصطفى هيج، وطباعة دار تشكيل.
Please follow and like us:

2 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

X (Twitter)