ثلاثة وستون اسمًا حملها الوزراء!
صدرت يوم أمس أوامر ملكية تاريخية لإعادة تكوين مجلس الوزراء الموقر، فمن تاريخية هذه الأوامر إسناد رئاسة المجلس لولي العهد الأمير محمد بن سلمان ليصبح ثالث ولي عهد يترأس المجلس بعد الملكين سعود وفيصل. ومن تاريخية هذه الأوامر أنها أعادت الحياة لنظام إعادة تكوين المجلس كلّ أربع سنوات الذي بدأ عام (1416)، وتكرر عام (1420)، وكذلك في عام (1424)، ثمّ توقف عقب ذلك بهذه الطريقة، وعاد في عام (1436)، وتأكد استمراره في عام (1440) وفي سنتنا هذه عام (1444)، وقد بعث هذا الإحياء الأمل والترقب لشهر ربيع الأول كلّ أربع سنوات.
كذلك من تاريخية هذا القرار أنه لم يخرج بموجبه أيّ وزير من المجلس، وإنما دخل وزيران جديدان أحدهما الأمير خالد بن سلمان الذي خلف شقيقه الأمير محمد على وزارة الدفاع؛ لتتميز هذه الوزارة بتولي إدارتها من قبل ثمانية أمراء خلال ثمانين عامًا، وكل وزيرين متعاقبين هما من الإخوة بداية من الأمير منصور وشقيقه الأمير مشعل، ثم الأمير فهد بن سعود وأخوه الأمير محمد، فالأمير سلطان -وهو الأطول مدة على الإطلاق في الوزارة وفي المجلس- وخلفه على الوزارة شقيقه الملك سلمان، وأخيرًا الأميران محمد ثمّ خالد أنجال الملك سلمان. كما أصبح الوزير أ.يوسف البنيان وزيرًا للتعليم، وهو رابع وزير لهذه الوزارة باسمها الجديد بعد أن ضمت إليها المسؤولية عن التعليم العام والعالي، والله يسددهما ويلهمهما وجميع المسؤولين.
وبموجب قرارات الأمس ارتفع عدد الوزراء منذ تسمية أول وزير عام (1349) مرورًا بتكوين أول مجلس عام (1373) إلى مئة وتسعة وثمانين وزيرًا (189) سواء كانوا من الوزراء ذوي الحقائب، أو وزراء الدولة الأعضاء، ولم أحسب معالي الشيخ عبدالله بن عدوان لأن عضويته في المجلس لم تتأكد لي، وسألت أجهزة ذات علاقة دون أن أجد جوابًا. ومن هؤلاء الوزراء أربعون فردًا من الأسرة الحاكمة، ترأس منهم ستة ملوك المجلس بصفتهم الملكية، أو بتعيين من الملك لولي عهده رئيسًا للمجلس، ويُعدُّ الأمير محمد بن سلمان بناء على ذلك سابع رئيس للمجلس، وثالث ولي عهد يترأسه، وثاني رئيس للمجلس في عهد والده، والله يعينه ويوفقه.
وقد حمل هؤلاء الوزراء ثلاثة وستين اسمًا (63)، تبدأ بتسعة عشر حرفًا من حروف الهجاء الثمانية والعشرين (19)، منهم خمسة وخمسون اسمًا تبدأ بحرف العين (55)، وستة وأربعون اسمًا تستهل بحرف الميم (46)، ويتساوى حرفا الألف والفاء بالتكرار أربع عشرة مرة (14)، وورد حرف الخاء إحدى عشرة مرة (11) مع وحدة الاسم وهو خالد، وتنافس حرفا الحاء والسين على المجيء عشر مرات (10)، ومثلهما المتجاوران الباء والتاء ولكنهما اكتفيا بأربع مرات فقط (04)، وذكر المتجاوران الهاء والواو مرتين فقط (02)، ومثلهما حرف الجيم باسمين نادرين، بينما أتى حرف النون خمس مرات (05)، وحرفا الصاد والياء ثلاث مرات (03)، ووجدت أسماء مفردة غير متكررة الحروف وهي الطاء، والراء، والغين، والشين، والجميع زين وزين، ومن الموافقات أن أول الأسماء حسب الأبجدية إبراهيم، وآخرها يوسف، وكم في قصة هذين النبيين من إشارات وإستراتيجيات تفيد الوزراء وغيرهم.
من هؤلاء الوزراء ثلاثون وزيرًا (30) حملوا اسم محمد، وهو أعلى اسم تكرر في تاريخ المجلس والوزراء، ثمّ يليه في التكرار اسم عبدالله الذي جاء سبع عشرة مرة (17) ومنهم أول وزير من غير الأمراء الشيخ عبدالله بن سليمان، فاسم عبدالعزيز المتكرر اثنتا عشرة مرة. وظهر اسم خالد إحدى عشرة مرة، واسم أحمد سبع مرات، واسم فيصل ست مرات، وهذه الأرقام الواردة في هذه الفقرة لم ترد لغير هذه الأسماء خلافًا لما سيتضح فيما يلي.
إذ تكررت ثلاثة أسماء خمس مرات (05) وهي عبدالرحمن، وعلي، وفهد، ووردت ثلاثة أسماء أخرى لكن أربع مرات (04) وهي سليمان، وحسن، وإبراهيم، بينما ظهرت ثمانية أسماء هي يوسف، ومساعد، وماجد، وعادل، وصالح، وسعود، وحسين، وتركي، ثلاث مرات لكل اسم في تاريخ المجلس، وبعضها تزاملت في مجلس واحد على ندرتها النسبية مثل اسم عادل. وتكرر اثنا عشر اسمًا مرتين (02) هي وليد، وناصر، ومنصور، ومتعب، وعمر، وعبدالوهاب، وعبدالمحسن، وعبداللطيف، وحمد، وبندر، وبدر، وأسامة، والأخيران دخلا معًا وخرجا معًا وهما أ.د.أسامة شبكشي، وأ.أسامة فقيه.
أما الأسماء المفردة التي وردت مرة واحدة فهي كثيرة إذ يبلغ عددها واحدًا وثلاثين اسمًا (31)، وبعضها من الأسماء الشائعة جدًا أو الشائعة مثل سلطان ونايف وسلمان ونواف ومشعل، وبعضها شائعة لكنها أقل من السابقة مثل هشام وهاشم ونبيل وطلال ومحمود، ومنها النادر أو النادر جدًا مثل شويش، ومطلب، ومدني، ورشاد، وعابد، وفهاد، وعلوي، وجبارة، ومفرج، وعواد، وفيها ما هو أعلى من هذه انتشارًا وأقل مما سبق مثل غازي، وعزام، وفؤاد، وعصام، ومقرن، وجميل، وحامد، ومساعد، وإياد، وتوفيق.
أسأل المولى القدير أن يبارك في المجلس وأعضائه وأعماله وقراراته والعاملين فيه، وأن يجعل لهم من أسمائهم الكريمة الجميلة نصيبًا وفألًا حسنًا ترى البلاد آثاره المباركة، وينعم بها العباد من المواطنين، والحجاج والمعتمرين والزوار، والوافدين، والسياح، وغيرهم، حتى يعمّ التوفيق والرشاد والمجد والنبل والسعادة والقوة والعزم المحمود، ويدوم الفرج والعصمة والعلو والعون وخلود المآثر، ونطلب من مولانا العزيز الرحمن اللطيف المحسن الوهاب أن يجعلنا عبادًا لله صادقين مخلصين في المحيا والممات، وأن يكتبنا من المسلمين أتباع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى أبيه المسلم الخليل إبراهيم وعلى سائر أنبياء الله ورسله من أولي العزم وبقية أنبياء الله الذين دعوا أممهم إلى الإسلام والإيمان ابتداء من هبوط أبينا آدم إلى خاتمهم وخيرهم.
أحمد بن عبدالمحسن العسَّاف-الرياض
الأربعاء 02 من شهرِ ربيع الأول عام 1444
28 من شهر سبتمبر عام 2022م