عرض كتاب قراءة وكتابة

الكاتب والآخر!

الكاتب والآخر!

هذا الكتاب يشبه أن يكون سيرة في الكتابة والمشوار الثقافي مع لفتات شخصية من أثر التجارب وأحاديث النفس، وفيه ومضات فكرية تشاؤمية الصبغة وإن كانت واقعية أحيانًا، وهو كتاب لا يسلس قياده للقارئ العجل بناء على طريقته ومحتواه الذي لا يسير وفق ترتيب زمني أو موضوعي. عنوان هذا الكتاب: الكاتب والآخر، تأليف كارلوس ليسكانو، ترجمة نهى أبو عرقوب، مراجعة د.أحمد خريس، صدر عن مشروع كلمة التابع لهيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة عام (2012م)، ويقع في (191) صفحة.

يتكون الكتاب من مقدمة بقلم مواطنة المؤلف كارينا بليكسن وهي أستاذة الأدب والنقد، ويليها (89) خاطرة تطول أو تقصر دون عناوين أو ترتيب بيّن، وهي أشبه بالاعترافات وبيان دواخل النفس خلال المراحل التي عاشها المؤلف، وفيها وحدة وسجن وغربة وعزوبة وشيء غير قليل من القلق والحيرة. والمؤلف أحد أبرز أدباء أورغواي المعاصرين، وقد عاش حياة مضطربة بسبب الاغتصاب أو العلاقات المحرمة التي حدثت لأسلافه وأصوله، مما صيّر حياته مزيجًا من المرارة والمصاعب والبؤس، وأدى به ذلك إلى أن يقبع في السجن ويخرج بلا ولد ولا أسرة. أما المترجمة فهي عربية كريمة من أرض فلسطين المقدسة، ولها ترجمات وأعمال أخرى.

ذكرت كاتبة المقدمة -وهو إلى التقديم أقرب- أن المؤلف كاتب ومتأمل متألم حاد، وكتابته أشبه بحقل زرع بالألغام وعلى القارئ الانتباه، وهي إشارة حقيقية وذكية وفيها شيء من إبراء الذمة كي لا يسلّم القارئ بما يجده من آراء، وفي بعضها تناقض أو نتائج لا تسلم من مجازفة وجرأة. ويبني المؤلف آراءه على علاقة الكتابة مع الحياة والموت، وموقعها بين الضرورة والحرية، ولا غرو فهو الذي ولدت موهبته خلف قضبان السجن عام (1981م)، فعزم على أن يكون كاتبًا ملتزمًا بالوعي والحرية، مع إدامة البحث والسؤال حتى يصل إلى خطر ملامسة الجنون خلال الكتابة التي يراها السبب الوحيد المسوغ لبقائه على قيد الحياة!

وقبل الانصراف إلى الانتقاء من فوائد الكتاب، أشير إلى أن الكاتب المقصود في العنوان هو المبتكر كما يسميه المؤلف كثيرًا والمبدع في مرات نادرة، وهي شخصية الإنسان في شقها الكتابي والثقافي، أما الآخر فهو الخادم كما يصفه المؤلف دومًا وربما أسماه المواطن، وهو الشق الطبيعي من الإنسان الذي يحيا مع الناس وفق طبيعته البشرية وجبلّته دون لبوس الكتابة أو طيلسان الثقافة. وفي الكتاب فوائد فكرية وحياتية وكتابية، اخترت لنفسي وللقارئ الكريم منها ما يخصّ الكتابة مثل -بعد إعادة صياغة بعضها-:

  1. أصب تركيزي على محاولة أن أرى ليس ما يروى بل كيف يروى!
  2. على الرواية ألّا تقدم حكاية فحسب، وإنما أن تقترح ما هو جديد في فن الرواية.
  3. الكتابة هي أن تمضي دون أن تعرف إلى أين ستصل، بل دون أن تعرف إن كنت ستصل لمكان أم لا.
  4. إن حذفت الساعات التي أمضيها في الكتابة وفي التفكير بما سأكتبه وفي تدوين ملاحظات من أجل الكتابة فإنه بدون مبالغة لن يبقى أيّ شيء في حياتي على الإطلاق.
  5. لقد ابتكرت شخصيات تلاحقني وألاحقها، وكل واحد منها يحمل قليلًا من حياتي.
  6. الأدب فن ساكن، فأن تكتب يعني أن تكون جالسًا بلا حراك في قلب الهيجان المطلق.
  7. ليس الأدب نقطة وصول وهذا مالم أكن أعرفه قبل ثلاثين عامًا! إنه أرض واسعة مليئة بأماكن خفية لا يدخلها من لا يملك شغفًا والتزامًا مطلقين.
  8. يحيا الكاتب وسط الكلمات والأفكار والصور.
  9. تكون المسافة بين الكاتب وعمله ملتبسة أحيانًا، وليس من السهل دوما السيطرة على ازدواجية المبدع -المواطن- تلك حتى يحار القارئ فيمن يكون صاحب الرأي والمقولة: أهو الكاتب أم الشخصية في السرد؟
  10. لابد من إبقاء مساحة في العمل للعب بالكلمات، مساحة للابتكار، للجملة التي لا قيمة لها؛ لكنها ستضيئ لحظة ما.
  11. يهيمن الأدب على حياتي ومن دونه تفتقر الحياة إلى المعنى والمضمون.
  12. تربيت في بيت لاوجود فيه لأيّ كتاب، ومع ذلك لا أجد في الحياة ما هو أفضل من الكتب.
  13. أن يكتب المرء هو أن يروي لنفسه حياة؛ لأن الحياة التي يعيشها لا تروقه.
  14. أن يكتب هو أن يرغب في الاختلاف عن الآخرين، وأن يؤمن بأنه يمثل شيئًا، وأن عنده ما يقوله للآخرين.
  15. ما أكرهه أكثر من غيره فيما أكتب هو انعدام مهارتي في وصف الأشياء الصغيرة.
  16. الكتابة هي أن تعيش قلقًا لا حدود له، وأن تبقى موثقًا إلى وتد في قلب الصحراء.
  17. ليتني أرجع إلى شعور الاندفاعة الأولى نحو الكتابة وأن أكون ذلك الفرد الذي يفيض بالكلمات.
  18. الأدب هو فن البحث عن إجابات لسؤال فريد.
  19. الكتابة ابتكار، والابتكار مهمة انعزالية بالضرورة ومؤلمة.
  20. الكتابة نظام صارم ورحلة نحو جلاء البصيرة.
  21. يعيش الكاتب المبتكر في عالم من كلمات، من شبه هذيان، من ورق، إنه يعيش في ما يكتب، وحينها يغرق الخادم في الصمت.
  22. حين يسنح الوقت للكتابة تصبح الحياة مشرقة، ويشعر الكاتب بأن العالم تحت تصرفه حينما يكتب.
  23. يبحث الكاتب عن كلمة فريدة تنفذ إلى قلب القارئ، ويبحث عن أسلوب وطريقة سرد تسمح برؤية الحياة على نحو لا يتأتى عبر نظرة معتادة.
  24. التوجه صوب أوراقي يعني البقاء على قيد الحياة.
  25. عندما نعكف على كتابة العمل الأدبي فنحن نعطل الحياة ولا تستأنفها إلّا مع التوقف.
  26. أن أكتب يعني أن أفتح الباب للجنون.
  27. يجب أن تكون الكتابة طريقنا نحو التأمل.
  28. اكتشفت في السجن أن الكتابة تمتعني وتعينني، وهذا العون بالغ الأهمية من أجل العيش.
  29. عندي قدرة تكاد أن تكون لا نهائية على تشرب كل شيء ذي صلة بمهنة الكاتب.
  30. تعلمنا الكتابة الحديث مع النفس، ولست متأكدًا من أنها تعلمنا الحديث مع الآخرين.
  31. لا يمكن الفرار من سجن اللغة!
  32. علينا عند الكتابة أن نستسلم للغوص ونسمع همس الكلمات.
  33. الجوهري في عملية تحولي إلى كاتب يتمثل بالعمل السلبي في التخلي عن أن أكون شيئًا آخر وعما لا يتصل بالكتابة.
  34. حتى من غير تعمد فإن ذهني يرى العالم على ضوء الحرف المكتوب.
  35. لم أشك يومًا في أنني سوف أكتب العمل الذي يفسر نظرتي إلى نفسي باعتباري كاتبًا.
  36. الكتابة تجربة مع اللغة وعلاقة بالكلمة.
  37. نكتب كي نصل إلى مكان لم يكن في الحسبان.
  38. يناضل الكاتب ضد الموت فالموت هو انقطاع للكلمات.
  39. التفكير بروايتي يبعث فيّ النشوة.
  40. نؤلف كتابًا لأننا نطمح بأن نكون جزءًا من المكتبة.
  41. جعلت من الكتابة شيئًا لا ينفصل عن حياتي فتجارب الحب والشغف والقراءة آلت إلى الكتابة فقط.
  42. يكون الكاتب أفضل في حال الصمت فعندها تجيء الكلمة.
  43. يجب أن يعتقد الكاتب أنه كاتب ويقتنع بذلك وأيّ عمل كتابي دون هذا الاعتقاد فهو عبث.
  44. ينساب وجع الكتابة بين التوق والشوق وبؤس الحياة.
  45. الكتابة معركة خاسرة سلفًا لأنها ضد الموت، والموت يكسبها دومًا.
  46. الكاتب هو العمل الأعظم للكاتب لأنه يبني صورته ويعيد بناءها بلا توقف، فهو ذاته العمل الأساسي لنفسه.
  47. أن تكتب يعني أن تتجسد، وتكون موجودًا بعد الموت؛ فالكاتب يطمح للعمل العظيم الذي يسمح له بالاستمرار بعد الموت.
  48. ينبعث فيك أيها الكاتب إحساس غريب حين تعرف أنه في لحظة ما، وفي مكان ما، وربما في لغة أخرى، ثمة من يقرأ أحد كتبك، وأنت لا تعرفه، وربما لن تعرفه أبدا.
  49. الكتابة هي تشييد عزلة لا يمكن اختراقها.
  50. دخلت في سلام مع نفسي، وبلغت مرحلة التوازن عبر كتابتي لذكرياتي.
  51. في قلب الكاتب ثمت بحيرة صمت هائلة، وفي هدوء البحيرة يشع أحيانًا وميض أسود يربط ما هو كائن بما ليس كائنًا، وحين ينبعث هذا الوميض يولد الأدب الحقيقي.
  52. سيترك الكاتب وراءه تلك اللحظات التي نجح عبرها في النزول إلى أعمق ما يمكن؛ فثمة حياة جديرة بأن تعاش في عزلة التأمل.
  53. السخرية من النفس تنقذ من الجنون ومن الغرور الفاحش.
  54. يشعر الكاتب بالفرح والنشوة عندما يشرع في الكتابة، وسوف تحل محلهما عاجلًا أم آجلًا الشكوك إزاء فعل الكتابة.
  55. عندما تبدأ المرحلة القاتمة في حياة الكاتب يشعر بعبثية عمله، واستحالة تحقيقه لما يريد، وعجزه عن مضاهاة الكتب العظيمة، فيتحول الأدب إلى تأمل حول فعل الكتابة.
  56. من المحتمل أن يكون فعل الكتابة عند الكتّاب جميعهم هو مركز الحياة.
  57. لا يمكنني أن أتصور حياة لا أكتب فيها أو أفكر بالكتابة، ولدي حاسة تجاه الكلمات والعبارات تتطور عبر الممارسة.
  58. الإبداع والتأمل والعمل ثمار لمراكمة الصبر.
  59. الحياة ليست حبكة روائية أو مسرحية لكن الكتابة يمكن أن تكون دافعًا للحياة.
  60. كل ما أقرأه أو أسمعه أو أتخيله منذور للكتابة.
  61. أن تكتب يعني أن تبتكر صوتًا أو أسلوبًا يعطي للعالم شكلًا.
  62. أيّ غرور هذا الذي يجعلك تعتقد أن باستطاعتك أن تطرح عبر الكتابة أسئلة يمكن أن تثير اهتمام أيّ أحد!
  63. تعلمت كيف أفكك نثر الآخرين، وعرفت أن الكتابة ممكنة دون أن نروي قصة.
  64. الإيمان بقدراتك الكتابية هو الشيء الوحيد الضروري لإنجاز أثر أدبي.
  65. من أجل الكتابة أصبح كل شيء يثير انتباهي.
  66. أفضّل أن تكون الكتابة وليدة تأمل بطيء كأنها ثمرة.
  67. في الأدب والكتابة معرفة للذات، ولذا فمن الضروري أن تحفر في أعماقك وتطرح على نفسك الأسئلة.
  68. أجد صعوبة في الكتابة وحين أكتب بلا صعوبة أعرف أن ما أقوم به ليس جيدًا!
  69. للكتابة عند صغار الكتّاب وكبارهم قلق ومعاناة على السواء مع تباين المنتج.
  70. عبر الكتابة تغدو قارئًا أفضل.
  71. يكتب المرء من أجل أن يترك شهادة على الحياة، ومن أجل الإمساك باللحظة.
  72. نضال الكاتب من أجل أن يكون له حضور يقوده على نحو مستمر من العظمة إلى البؤس.
  73. لا ينبغي أن نصدق الكاتب تصديقًا تامًا أبدًا.
  74. من أجل الكتابة لابد من أن تكون في الحياة وخارجها في الوقت ذاته، وأن تراقب وتنعزل وتعيش في صمت، إنهما حياتان بطريقتين مختلفتين، ولكل منهما مسلك خاص، فواحدة حياة مواطن والأخرى حياة فنان.
  75. يمكن تصنيف الكاتب على أنه كائن غريب بالضرورة، ولذا يحيا الكاتب في معاناة دائمة.
  76. على الكاتب إن استطاع أن يقدم شهادة على أعمق ما في الحياة حتى يبقى بعد الموت.
  77. أكتب كي أمتلك الاستقلال والحرية وكفى بهما سلطة.
  78. أكتب حتى يكون لي اسم يتجاوز الحواجز الاقتصادية والاجتماعية.
  79. يصيبك نشوة وهذيان في اللحظات التي تعتقد فيها أنك تكتب عملًا عظيمًا وبدون هذا الاعتقاد يستحيل كتابة أي شيء.
  80. تمثل الكتابة إحدى أدوات الصراع للإفلات من السلطة التي تسحقك.
  81. الأدب مزيج بين الحياة والانعزال، بين الهذيان والتفكير، بين السخرية والقلق.
  82. الأدب نضال من أجل الحرية، وهذا مسوغ لما يبذله الكاتب من جهد، فإذا كان الأمر كذلك، فإن شغفه هذا يستحق العناء والرجوع من كلمة لأخرى حتى نعثر على الكلمة التي تقول كل شيء.
  83. أعلم أن لا سلام في الكلمات؛ لأن السلام في الصمت.
  84. دافع دومًا عن كرامة فكرك.
  85. ألا يحب أن تكون الكتابة والأدب شكلًا من أشكال المقاومة؟
  86. هل من المهم حقًا أن نعلم لماذا نكتب وأن نجيب عن هذا السؤال؟
  87. أدين لكتّاب كبار بالدخول إلى عالم الكتابة التي بدونها لا حياة عندي.
  88. أصعب جهد اقتضته الكتابة يتمثل في أن أعزل نفسي في العزلة.
  89. أناضل من أجل جملة متقنة الصياغة، وصفة دقيقة، وبنية سردية متقنة.
  90. أكرس كل وقت ممكن للقراءة، ومنذ عشرين عامًا لم أقرأ من أجل المتعة، ولم أذق متعة فتح كتاب بالصدفة.

وبعد؛ فما أنفع سير الكتّاب التي يكشفون فيها عمّا يمور في نفوسهم، وعن الأشياء التي اجتمعت وتمازجت حتى غدت السبب الأكبر فيما أبدعوه من أعمال كتابية وفكرية، فهي سيرة وقصة، وفيها شيء غير قليل من أدوات الكتابة وطرقها وعوائقها ودوافعها وموانعها، مع كيفية التفاعل مع الأحوال كافة بما ينفع هذه الصنعة التي وإن كانت لأهلها متعبة منهكة، وسبب للعناء والمعاناة والانعزال؛ إلّا أنها تظلّ فاتنة محبوبة، يأوي إلى ركنها من ابتلي بها، ويخلد في أفيائها من استظل بها يومًا وذاق ثمرتها، وشرب من نميرها، فملكت عليه لبه وعقله ووقته بل وسيّرت حياته الخاصة والثقافية تسييرًا كبيرًا.

أحمد بن عبدالمحسن العسَّاف-جدة

 ahmalassaf@

الخميس 18 من شهرِ شوال عام 1443

19 من شهر مايو عام 2022م

Please follow and like us:

2 Comments

  1. نظل ممتنين دائماً لك.. ولمقالاتك.. واختياراتك المميزة..
    استثارتني مقالتك لأكتب …
    كي تعرف ما يصنع الحب!عليك أن تتعلم كيف تحب!
    وكي تعرف ما تصنع بك الكتابة! لتكتب..
    ينساب وجع الكتابة بين التوق والشوق وبؤس الحياة وحلاوتها، أن تكتب يعني أن تبتكر صوتًا أو أسلوبًا يعطي لكل ما حولنا شكلاً مختلفاً،شعورا ممزوجاً بالرغبة، للكاتب مع الكتابة حكايات وفصول، تشبه غيمة ملئت بالهتان الذي يداعب القلب بلطف، الكتابة بين أصابع الكاتب لها تجلياتها التي تحفر بسراديب الذات قصصٌ خفّية،لتطير بنا بين وطنٍ ومنفى، وحينما تنهمر بالكتابة على الورق تجد أن غيمة ثقيلة من مطر تصب بأخاديد قلبك المهجورة، تغسلها وتلامس بها أنفاق مجهولة لم تكن تلتفت لها يوما، ليست مصادفة، قصتنا بالغرام مع الكتابة، جميع الذين عرفناهم والذين يعرفون كتاباتنا، سوف نتوسّد أكتافهم لحظة الألم والتعب، ونبني معهم قصة شغف ومضي وقوة وربما مع أحدهم يكون العناق!
    رسائل الكتابة في الحياة ليست عادية، وصوت الكاتب مُعجب بإنسانيته، وأصالة صوته، و نبرته الحية، وشعوره و ضحكته .. لا يحب الكاتب القوالب الجاهزة، ليس ذنبه أنه كائن حُر!
    رغم كل العناء الذي يمّر بالكاتب، وعواصف القلق التي تؤرق نومه بسبب فعل الكتابة، إلا أنها تظلّ “فاتنة محبوبة، يأوي إلى ركنها من ابتلي بحبها، ويخلد في أفيائها من استظل بها يومًا وذاق ثمرتها، وشرب من نميرها، فملكت عليه لبه وعقله ووقته بل وسيّرت حياته الخاصة والثقافية تسييرًا كبيرًا..
    في الختام، أخالف قوله بأنه لا ينبغي أن نصدق الكاتب تصديقًا تامًا أبدًا.. لنصدق الكاتب الذي منحنا فرصة السفر إلى وجهاتٍ عديدة، والتلاقي مع عقول عدة، جعلنا نحظى بفرصة أخرى من التراقص مع كل شيء، والنشوة الصاعدة من خلال كتابة النص، لم يكن غاية الكاتب من الكتابة الا الحديث عن الذين عجزوا عن الكلام! و يتحدث نيابة عن الذي اختاروا الهروب، غاية الكاتب، أن يرمم الوعي، و يعتب بصوت هامس على الجبناء الذين استسلموا عن كتابة مشاعرهم دون شرف المحاولة!
    نعم إني أدين لكتّاب كبار بالدخول إلى عالم الكتابة التي بدونها لا حياة عندي.. ليحفظهم الله..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

X (Twitter)