ثمرات حياة في الإدارة
قرأت كتاب حياة في الإدارة للرّاحل د.غازي القصيبي أوّل ما صدر عام (1419=1998م)، ثمّ قرأته للمرّة الثّانية بعد ذلك بعشر سنوات، وأعدت قراءته أخيرًا، وتكرار القراءة فعل جديد، فمن الطّبيعي أنّ القارئ الآن غير نفسه قبل عشر سنوات أو عشرين سنة، ولذا فكم في الإعادة من منافع.
ثمّ كتبت عنه بعد قراءتي الأخيرة مقالة منشورة أسوة بسير غيره، ورأيت أن أجعل هذه المقالة خاصّة للفوائد الإداريّة من كتابه وتجربته، آملًا كما تمنى مؤلّفها أن تفيد منها أجيال وأجيال من القادة الإداريين، فمن فوائد سيرة القصيبي الإداريّة:
- السّلطة بلا حزم تؤدي إلى تسيّب خطر، ولكنّ الحزم بلا رحمة يؤدي إلى طغيان أشد خطورة، فالإدارة الحكيمة تتطلّب الحزم والعطف.
- من الطبيعي أن يعتدّ الموهوب النزيه الذكي بنفسه وقدرته وألّا يتردّد في إبداء رأيه الصّريح في أي موضوع.
- ربّما تقود النوايا الحسنة إلى عواقب وخيمة.
- يحسن بالمرء توطين نفسه على التّعامل مع جسام الأمور وتوافهها.
- تشع الشّخصيّة القوية إشعاعاً لا يخطئه أحد.
- يفرض الموقع الجديد على شاغله سلوكًا جديدًا.
- الأنظمة المعقدّة هي المسؤولة عن كثير من الفساد.
- يجب أن تكون السّلطة العامّة في خدمة النّاس بدلًا من توظيف النّاس لخدمتها.
- اكتشاف المرء مجاله الحقيقي المتوافق مع مواهبه يحميه من خيبات أمل كثيرة.
- سر النّجاح أن يعرف المرء مواطن ضعفه بقدر ما يعرف مواطن قوّته، ومن يعرف نقاط ضعفه يملك فرصة حقيقيّة لتحويلها إلى نقاط قوّة، بل هي أوّل خطوة في بناء القوّة.
- يخطئ القائد بفداحة عندما يستعمل أسلوبًا عنيفًا لتحقيق أهدافه حين يمكنه التّرتيب باستخدام الحب والتّوقير أولًا ثمّ التّرغيب فالعقاب أخيرًا.
- الذين لا يعملون يؤذي نفوسهم أن يعمل الآخرون كما يقول طه حسين.
- الكتابة إلى وسائل الإعلام فنٌّ قائم بذاته لا علاقة له بالبلاغة.
- التّصرف بطريقة جماعيّة منظمّة سبب أكيد للتّأثير النّاجع.
- تتجاوز في دنيا الإدارة آثار الإشاعات قوّة الحقائق.
- الحدّ الأدنى للانضباط هو الوصول للعمل في بداية الدّوام والبقاء حتى نهايته.
- من لا يستطيع التّقيد بالمواعيد لا يقدر على تنظيم حياته بما يجعله منتجًا بكفاءة عالية.
- يتسع العالم لجميع النّاجحين، وأيّ نجاح يرتبط بفشل الآخرين فهو هزيمة ترتدي ثياب النّصر.
- لا يأخذ النّاس بجديّة كافية أيّ خدمة تقدّم لهم بلا مقابل أو بسعر منخفض.
- تنفر نفوس البشر من الإنسان المختلف الذي لا يتصرف مثلهم.
- لا شيء يشبه إحباط الإنسان الذي يرى نفسه مسؤولًا عن أشياء كثيرة دون أن تكون له سلطة.
- لا تتعامل مع أيّ موقف ليس لديك الصّلاحيات الضّرورية للتّعامل معه.
- افتح المجال للآخرين وستذهلك منجزاتهم.
- كثيرًا ما يكون القرار من صنع الموظف الصّغير الذي أعدّه لا المسؤول الكبير الذي وقعه.
- إذا تناقضت متطلبات الشّعبيّة مع متطلبات الواجب فالأولويّة المطلقة للواجب.
- لا تنبع الدّيمقراطية من النّصوص وإنمّا من النّفوس.
- من الضّرورة تشجيع التّرجمة والتّأليف ضمن متطلبات التّرقية الأكاديميّة.
- يجب سحب الجامعة إلى معترك التّنمية وقضايا المجتمع.
- من الخطأ نقل تجربة بحذافيرها إلى بيئة تخالف المنبع الأصلي للتّجربة.
- للإدارة أسلوبان دفاعي وهجومي، ولكلّ جهاز طبيعة تفرض الأسلوب المستخدم.
- لا تذهب إلى عمل جديد إلّا بعد أن تعرف عنه أكثر ما يمكن معرفته.
- اختبر الخدمة التي يقدّمها عملك بنفسك بعيدًا عن التّقارير.
- لا شيء يركز التّفكير كما يقول هنري كيسنجر مثل غياب البدائل.
- لا يعيش الانسان حياة طبيعيّة مع وجود الابتزاز مهما كان نوعه.
- السّلطة مهما كانت واسعة لا تضمن تحويل القرارات إلى واقع.
- الإعلام بدون إنجاز حقيقي جعجعة لا تترك خلفها طحينًا.
- المواطنون أصدق هيئة رقابة فعالة على أعمال الوزارات.
- لا يوجد أثقل من مسؤول سابق يتابع أعمال من تلاه.
- ثلاث صفات لابدّ من توافرها في القائد الإداري النّاجح، الأولى: صفة عقليّة وهي معرفة القرار الصّحيح بحكمة، والثّانية صفة نفسيّة وهي القدرة على اتّخاذ القرار الصّحيح بشجاعة، والثّالثة مزيج ينجم عنه القدرة على تنفيذ القرار الصّحيح بمهارة تشمل الحشد له، والتّحفيز عليه، وشرحه، وإزالة العقبات من أمامه مع الصّبر.
- يحقق لقاء شخصي واحد ما لا تستطيعه عشرات المراسلات الرّسميّة.
- اعترف بجهلك وعالجه بخبرة الخبراء.
- جزء من فعاليّة القائد أن يبدو فعالًا أمام رؤسائه ومرؤوسيه وأمام المواطنين.
- على الإداري أن يفصل بين حياته العامّة وحياته الخاصّة.
- لا شيء يقتل الكفاءة الإدارية مثل تحول الشّلّة إلى زملاء عمل.
- انتقاء المساعدين الأكفاء يحلّ نصف المشكلة، ونصفها الآخر يكمن في القدرة على التّعامل معهم.
- التّعامل مع الأبطال والأكفاء متعب لكنّ ثمرته أكيدة.
- من ينفق وقته في التّوافه لن يجد متسعًا من الوقت للعظائم.
- الولاء طريق باتّجاهين فعلى الإداري تحمل أخطاء العاملين معه.
- الحلول العاجلة أقصر الطّرق إلى الفشل فلا يُبلغ النّجاح إلّا بعمل دائب.
- إذا كنت تريد النّجاح فثمنه سنوات طويلة من الفكر والكد.
- لإجادة إدارة الجلسات يلزم التّحضير الكامل ومراعاة مشاعر الآخرين.
- لا يتم الحوار في أجواء التّشنج، وبعد إزالة التّشنج يبدأ الحوار.
- ينظم الإداري النّاجح الأمور على نحو لا يجعل وجوده أساسيًا.
- تطبيق أفكار جديدة بواسطة رجال يعتنقون أفكارًا قديمة مضيعة للجهد والوقت.
- عندما يكون عدد الموظفين صغيرًا فلا داعي لتنظيم هرمي معقد.
- الإنسان السّعيد يجعل من كلّ موسم فرصة لنمو طاقات جديدة أو تحديث طاقاته الموجودة.
ومع هذه الفوائد، وما كتبته أو كتبه غيري، يظلّ أحسن سبيل للإفادة من الكتاب قراءته مرّة أو أكثر، ففيه نفَس جميل، وأسلوب عذب، ومعلومات لا توجد في غيره، وخبرات رسميّة، وشعبيّة، وثقافة، وأدب، ويكفي أنّه مهّد الطّريق لذوي المناصب كي يكتبوا بعد عقود من تحفظات لا داعي لها.
أحمد بن عبدالمحسن العسَّاف-الرِّياض
الثّلاثاء 16 من شهرِ رمضان المبارك عام 1440
21 من شهر مايو عام 2019م
4 Comments