قراءة وكتابة

تلك هي حرف! *

تلك هي حرف!

سعادة د.خالد بن سليمان الرّاجحي رئيس مجلس إدارة مؤسسة الرّاجحي الإنسانية

سعادة د.يوسف بن عبدالله الرّشيدي مدير عام الاستراتيجية وتطوير الأعمال بجامعة اليمامة

سعادة د.فهد بن علي العليان رئيس اللجنة الإشرافية لمبادرة حرف

أيّها الحفل السّامي:

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيحسن بي أن أبدأ بشكركم على ماخصصتم به مبادرة حرف من رعاية إن في إنفاق المال، أو إتاحة المكان، أو إشغال الفكر، أو إعطاء الوقت، حتى استوت بعون الله قائمة، ومضت نحو الغاية سائرة، ثم توقفت هاهنا برهة لتعلن نتائجها، وتؤكد أنّها على الطّريق ماضية؛ فيناديها كلّ من يبصرها قائلًا: تلك هي حرف!

تلك هي حرف التي لا تقف عند تأهيل الكتّاب والكاتبات، بل تطمح إلى تصميم وثيقة علمية محكمّة محكمَة تصبح جاهزة لمن شاء الإفادة منها، كما تسعى إلى توسيع أعمالها لتشمل برامج ومنتجات عديدة يبدعها المشاركون والمشاركات، أو يستفيدون منها، وتغدو مشاعة لمن أرادها.

يا آل حرف من كاتبات وكتاب:

إنّ حرفكم ليس حرفًا يجري على اللسان أو يكتبه القلم بمجرد أن يخطر على البال، بل هو حرف يغوص في الأعماق، يبلو المشاعر، يحاور العقل، يتسامى بالرّوح، ينبض بالمعنى، يتطامن للنّص، يعتبر الأنظمة، ويتفاعل مع المجتمع بخدمته وتطويره وحمايته، ولا غرو لأنّه حرفكم، وتلك هي حرف.

ولكأنّي أرى منصات التّتويج قد ازدانت بكم، وقوائم التّرشيحات لا تخلو منكم، وقنوات النّشر تتسابق إليكم، ومشهدنا الثّقافي يزهو بكم، وحين يشار لكم بالبنان والتّأثير الحميد والنّفع الكبير، فسيقال حينها أولئك كانوا من غراسها، فتلك هي حرف!

تلك هي حرف التي بدأت فكرة، وولدت مبادرة، ومضت بأدواتها من خلال نشاطات ذاتية وجماعية، وأينعت اليوم بعد مئة يوم بخمسين كاتبًا وكاتبة يُفترض أنهم مهما تباينوا فهم تحت راية بلادهم متآلفون، ومن مواهبهم إلى العلياء منطلقون، فحرفهم ليس كأيّ حرف، ولربّما أغنى إنسان عن ألف.

أيّها الجمع النّبيل:

يذهب النّاس في خدمة المجتمع شتّى المذاهب، ولشركاء الليلة القدح المعلّى حين تآزرت جهودهم صوب حرفة الكتابة موهبة ومقدرة، وأيّ شيء أعظم من الكتابة التي تستلزم القراءة، والتّفكير، والإبداع، وتمنح أصحابها أبعادًا إنسانية، وفيوضًا روحية، وعمقًا تأمليًا، ومساحات فنية، قد لا تجتمع لغيرهم، فهنيئًا لمؤسسة الرّاجحي الإنسانية، ومركز مكين الإبداع، ولجنتنا الإشرافية، وجمهرة المشاركين إدارة وتحكيمًا وتدريبًا وتأهيلًا وتقويمًا، والفضل لله ثمّ لكم جميعًا حتى لو أعدنا القول أنْ تلك هي حرف.

أيّها الحشد البهيج:

من جميل الصّدف أن يقع حفلنا هذا في ليلة من ليالي شعبان وإبريل، فشعبان شهر رشيق الحركة لطيف المدخل عظيم الانصراف، ويحاط بحرمة رجب وقداسة رمضان، وأبريل أوسط شهور الرّبيع المفعمة بالحياة، وعنها نشدو مع شيخ المعرّة إذ يقول:

 تشتاق أيّار نفوس الورى **** وإنّما الشّوق إلى ورده!

ولقد اشتقنا إلى مثل هذا اليوم لنراكم، ولنشاهد هذه الشّموس التي يبشر سطوعها بومضات لافتة دافئة تمتاز بالرّشاقة والحيوية ومراعاة كافة الأحوال، فلعمركم إنّ الأذن لتطرب، والعين تكتحل، والنّفس تهفو، والفضاء ينتظر، وعلى الله وإليه قصد السّبيل، فإن أحسنا فالحمد والمنّة له، وكلّ قصور يعالج ويستدرك، ولم لا يكون ذلك كذلك، فتلك هي حرف!

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحمد بن عبد المحسن العسَّاف-الرِّياض

ahmalassaf@

الخميس 20 من شهرِ شعبان عام 1440

25 من شهر أبريل عام 2019م

  • كلمة ألقيت في الحفل الختامي لمبادرة حرف.

 

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

X (Twitter)