روائع من خزائن وديع!
يحتاج القارئ إلى أن يكون بجواره دومًا كتاب لطيف مفيد، كي يلتقط أنفاسه من دوّامة الحياة، ويحمي نفسه من ضغوطها، علاوة على كون هذه الكتب المليئة بطرائف الحكمة تنشّط القلب والعقل، وتمنح المرء فرصة لقراءة الكتب الجادّة، ومعالجة الموضوعات الصعبة، وفيما قرأت عن هيجل الذي أشغل العالم بفلسفته، أنّ أكثر ما يُشاهد معه من كتب كانت للتّسلية أقرب منها لأيّ شيء آخر.
وبين يديّ كتاب جمع الفائدة والمتعة والوفاء، ألّفه أديب معمّر، أتاحت له همّته العالية، ونفسه التّواقة، وأعماله الأدبيّة، أن يلتقي بأعلام وقامات وأسماء، ثمّ وجد شيئًا من الوقت ليكتب عن بعضهم، ويبدي أسفه لعجزه عن إكمال المسيرة مع آخرين لهم الحقّ والمكانة في نفسه.
عنوان الكتاب: وديع فلسطين يتحدّث عن أعلام عصره، صدرت الطّبعة الأولى منه عن دار القلم بدمشق عام ١٤٢٤=٢٠٠٣م في جزءين، وعدد صفحات أوّلهما (366) صفحة، ويتكون من كلمة النّاشر، فمقدّمة المؤلف، وبعدها (47) مقالة عن (45) شخصيّة، منهم امرأتان ومستشرقان، وجمعت مقالة واحدة بين شخصيتين. والكتاب مع حداثته نادر، وقد امتنّ الله عليّ بنسخة من الكتاب بعد مطاردة ذكرت تفاصيلها في مقالة أخرى، وآمل أن يعاد نشره من جديد.
وصف النّاشر الكتاب بأنّه سجل شرف، وهو مقالات نشرها وديع فلسطين في صحيفة الحياة بعنوان حديث مستطرد، ثمّ تواصل النّاشر مع الكاتب بواسطة المؤلف والمحقّق الأستاذ أحمد العلاونة؛ وأقترح عليه جمع المقالات في كتاب، فوعده بدراسة المقترح عام 2001م، وبعد سنة أعطاه الأستاذ وديع أصول كتابه، ولم يتوان صاحبنا في دفع الكتاب إلى المطبعة، وحسنًا فعل.
نقل وديع في مقدّمته قول خليل مطران إنّي كثير بإخواني، وذكر أنّه ترك القلم حرّاً على سجيّته مستطردًا، واعتذر لانصرافه عن متابعة الكتابة حول بعص أصدقائه؛ حيث رفع القلم وفي النّفس آهات! ويصف صنيعه بأنّه رسم صورة حيّة، ورواية انطباعات ذاتيّة عن أشخاص عرفهم، ومجموع الصّورة ربّما يجلّي حال عصور كاملة من الأدب والفكر.
وحين أقام الوجيه عبدالمقصود خوجة حفلًا تكريميًا له في جدّة، قال عنه: لقد نحت الصّخر بأظافره حتى بلغ هذه المرتبة، ووصفه آخر بأنّه من ذوي الّلون الواحد الذي لا يتغير وإن تقلّبت به صروف الدّهر، وأشار ثالث إلى ما كان له من صحبة وصداقة وصلات ومعارف واسعة ساعدته على التّأليف الثّري.
وهاهنا مقتطفات يسيرة من بعض ما راق لي خلال قراءة الجزء الأول:
- كان إبراهيم المازني يجالس شبابًا أصغر منه ويناقشهم؛ فيرفدهم بخبرته وشهرته، ويكتسب منهم تجارب جديدة، وكان مهمومًا بأسباب رزقه، وعلى عجلة من أمره دومًا. ومن الطّريف أنّ أصدقاءه مازحوه برسائل إعجاب على أنّها من فتاة قارئة عاشقة، تطلب الزّواج منه بشرط تطليق زوجته! وقد رفض طلبها ثمّ اكتشف مزحتهم الثّقيلة.
- تعرّض د. إبراهيم ناجي لوشاية مكارثيّة من أدعياء الوطنيّة أفقدته عمله وهو بريء من التّهم المعلبّة ضدّه، مع أنّ مصر عنده هي المحراب والجنّة الكبرى! وأصبحت قصيدته الأطلال ميدانًا لتقاتل نساء “الفن”؛ حيث تزعم كلّ واحدة أنّها قيلت فيها! وكثيرًا ما تنشر مقالاته بأسماء بعض “أبناء الحلال” الذين يستكتبونه فيعطيهم عصارة فكره دونما توثيق، وبالتّالي فما أسهل الانتحال عليهم، وما أشنع انفضاحهم ولو بعد زمن.
- كلّما خلوت-أي الكاتب- إلى أبي القاسم محمد كرّو ازداد إيمانًا بأنّ العروبة الأصيلة هي عروبة المثقفين وليست عروبة السّياسيين.
- أجاب أحمد حسن الزّيات عن أسماء كتّاب الرّسالة وأغفل اسم المؤلف، وبعد سنوات أجاب عن نفس السّؤال بنفس الأسماء بيد أنّه أضاف اسم وديع وحذف اسم سيّد قطب لأسباب سياسيّة! ونشرت مجلة مصريّة عام 1964م معلومة خاطئة عن وفاة الزّيات، فتفاعلت الصّحف السّعوديّة مع الخبر بالمراثي التّمجيديّة نثرًا وشعرًا، وأسعدت هذه المراثي الزّيات الذي قرأ حيّاً ما سيقوله عنه النّاس بعد وفاته.
- كان الكاتب أحمد حسين مثل المرجل الذي لا يكف عن الغليان، وفي شبابه قاد حملة للتّبرع من أجل إنشاء مصنع للطّرابيش كي لا تستورد من الخارج فيحتل الأجنبي أرض المصري ورأسه! ونشر مرّة صورة محزنة لمواطنين بأسمال بالية، وكتب عليها مخاطبًا الملك: رعاياك يا مولاي! ثمّ اعتزل الحياة السّياسيّة، وتفرغ للفكر والتّأليف، وطالت حياته عقودًا بعد رحيل جلاديه.
- جعل د. أحمد زكي أبو شادي ريع ديوانه لخدمة قضيّة فلسطين، ولحقه هجوم عنيف من العقّاد بحجّة أنّه عميل للقصر، ومشغول بإغراق السّاحة بقصائد الحب، وصرف الشّباب عن الأمور المهمّة، ومع ذلك هاجر أبو شادي إلى أمريكا، وظلّت كتبه رهينة مزاج المراقب قبل أن يوافق على شحنها بعد شفاعات ووساطات، وبلي بأقوام جعلوا صفو آثاره كآثامه!
- أولع د. إسحاق موسى الحسيني بالمشي، وكان قوامه رشيقًا، وصحته ممتازة، وحين يدخل الجامعة يبدو كأحد طلّابها. وله أبحاث لو جمعت لجاءت في عدّة كتب، وبعضها عن القدس التي كانت شغله الشّاغل حتى أهداها مكتبته الخاصّة عام 1974م.
- أفتتن إسماعيل مظهر بنظريّة داروين فاتّهم بالمروق، واحتفى بكتاب القصيمي “هذه هي الأغلال”، ولم يمانع من العمل بمجلّة تدعم من اليهود، وكان زوجًا لشقيقة د. أحمد لطفي السّيد، وانتهت به الحال إلى تربية الدّجاج ومسارقتهنّ الطّبائع.
- وصف أكرم زعيتر مكتبته بأنّها واحته في بيداء الحياة، وكانت مصيبة احتراقها بصاروخ يهودي أطلق على بيروت عام 1982م من أعظم الفجائع في حياته، حيث ضاعت مكتبة حافلة بالمخطوطات والطّبعات القديمة والنّسخ النّادرة، ومجموع ضخم عن جمال الدّين الأفغاني كان ينوي الاتّكاء عليه لدراسة هذه الشّخصيّة المثيرة.
- أصدر ألبير أديب مجلّة الأديب مدة اثنين وأربعين عامًا متصلة دون انقطاع؛ لأنّ المجلّة أدارت ظهرها تمامًا للسّياسة بجميع أشكالها، فلم يصبها مصادرة أو تعطيل.
- للشّاعر المهجري إلياس فرحات قصائد غزليّة أخفاها كي لا يقال بأنّ شاعر الأوطان غدا شاعر الحسان! وحين التهمت الجرذان بعض دواوينه علّق بقوله: وجدتُ من يستطعم شعري! وكانت لديه حساسيّة بالغة تجاه النّقد، وفي شبابه حفظ ديوان المتنبي وقرأ غيره، ونظر في البيان والتّبيين للجاحظ، وعانى في البرازيل حياة شرسة لتحصيل رزقه، ومما قاله:
حياة مشقّاتٍ، ولكن لبعدها **** عن الذّل تصفو للأبيّ وتعذبُ
- عندما توفي عالم التّربية والنّفس د. أمير بقطر دون وريث ظاهر، نقلت مكتبته النّفيسة لتباع بدراهم زهيدة لمن لا يعرف قيمتها من المماكسين على سور حديقة الأزبكيّة، وكان الأجدر بها أن تهدى لإحدى كلّيات التّربية.
- حرص الشّاعر أمين نخلة على التّنقيح وإعادة التّنقيح؛ ولذا أصبح انتاجه المطبوع قليلًا، وكان مغرمًا بصحبة الملوك والكبراء، وله طموحات سياسيّة خبت بعد حين، ووالده هو الزّجال المشهور رشيد نخلة واضع النّشيد الوطني اللبناني.
- أنصف د. بدوي طبانة بميزانه العادل أدباء السّعودية وشعراءها، وله كتب ودراسات عن الأدباء والشّعراء.
- يعتني د. بشر فارس بأثاث داره حتى وصف من أناقته بأنّه مزار مبتكر، ويكاد طابع الفنّ والجمال أن يسم حياة بشر كلّها، ومع أنّه خريج مدارس يسوعيّة، إلّا أنّ أطروحته للدّكتوراه في فرنسا كانت عن العِرض عند عرب الجاهليّة.
- وضعت رسالة دكتوراه في جامعة متشجن عن الأديب العراقي جعفر الخليلي، واجتمع عليها تأليفًا وترجمة وتقديمًا مسلم ونصراني، ومصري وعراقي، وسنّي وشيعي، وعربي وأعجمي، ومن المحزن اضطرار الخليلي لبيع مكتبته في آخر عمره، ومن أمتع آثاره كتابه “هكذا عرفتهم”، الصّادر في سبعة أجزاء آخرها بعد وفاته، وموسوعته الضّخمة عن العتبات المقدّسة في ثلاثة عشر مجلّدًا، والله يجعل لي إليهما طريقًا.
- اعتنق د. جورج خيرالله الإسلام، وأصدر كتابًا مهمّاً عن تأثير الإسلام في الطّب، وسمى ابنه الوحيد باسم الشّاعر جرير، وكان حلقة الوصل بين رئيس أمريكا ولسن والملك فيصل الأول، وكتب عن الجزيرة العربيّة والملك عبد العزيز كتابًا عنوانه “بعث جزيرة العرب”، وأصبحت أعز أمانيه أن يُترجم الكتاب وينشر، وله دفاع عن قضايا العرب في أمريكا، خاصّة شؤون المغرب البهيج.
- أوّل مسلم كتب عن عرب الجزيرة كتابًا ونُقل إلى الإنجليزيّة هو الشّيخ حافظ وهبة كما يقول المؤرخ جيرالد دي غوري، علمًا أنّ وديع فلسطين هو الذي ترجمه للإنجليزيّة تلبية لطلب حافظ.
- وصف د.زكي المحاسني حبيب الزّحلاوي بأنّه لا يكتب بقلم وإنّما بهراوة! بسبب انهماكه بالمعارك والخلافات، علمًا أنّ حياته الشّخصيّة غامضة منذ انتقاله من الشّام لمصر، وروي أنّه لا يكاد أن يقيم عبارة سليمة حين يتحدّث، فعجبًا له كيف يكتب؟!
- رثى خليل ثابت زوجته التي توفيت عام 1936م بمقالة عنوانها: امرأة فاضلة: إلى زوجتي، وكانت مقالة بليغة في رثاء صاحبته التي ارتدى لأجلها ثياب الحداد ثلاثين عامًا.
- عقدت روابط وثيقة من الصّداقة بين الشّاعر خليل مطران والاقتصادي يوسف نحّاس، وحين زارا السّودان معًا حظيا بترحاب أهل الأدب والاقتصاد، وكان نحاس معتنيًا بديوان المتنبي، وما ألذّ حديث الاقتصادي حين يمزجه بالأدب والثّقافة ليخفّف من جفاف فنّه.
- كثرة صداقات خليل مطران فرضت عليه الإسراف في المجاملات الشّعريّة تهنئة ورثاء وتكريمًا، وقد مات مطران عزبًا، ورعاه الشّوام إلى أن ودّع الدّنيا، وله نفثات موجعة واجه بها الخسف والعسف والظّلم.
- يعرّب الشّاعر القروي- رشيد سليم الخوري- مدينة سان باولو البرازيلية إلى صنبول، وكان يرفض تغيير عاداته في الملبس والمأكل لأجل إرضاء الآخرين، وله أبيات شعر رائقة، وحين مات زميله إلياس فرحات رثاه معتذرًا عمّا بدر بينهما من حماقات أطفال صغار.
- تعرّف المؤلف إلى زكي قنصل بسبب تحقيقات مباحث أمن الدّولة معه عن قصيدة قالها شاعر مهجري في الأرجنتين! ولمّا أراد الشّاعر زيارة موطنه الأصلي في سورية سبقته الوشاية إلى هناك فمنعته أجهزة الأمن، ثمّ أذنت له بالدّخول على ألّا يغادر قريته يبرود! ومن الغريب أنّه أوصى بحرق جثمانه بعد وفاته.
- يسمّي د.زكي مبارك نفسه: الدّكاترة محمّد زكي عبدالسّلام مبارك، ملك الشّعراء، وأكبر تلاميذ أفلاطون، وما أعرف رجلًا أعظم منّي! وبسبب مشاكساته الأدبيّة ناله اضطهاد وإقصاء وحرمان حتى من التّدريس الجامعي مع أنّه يحمل ثلاث درجات دكتوراه، ويقول عن نفسه: لولا نشأتي على الوقار لكنت من كبار المصارعين!
- كانت الكاتبة وداد سكاكيني أشهر من زوجها د. زكي المحاسني، الذي عمل في سفارة سوريّة بالقاهرة فانتعشت دبلوماسيّة بلاده بثقافته وأدبه، وحين مات ألّفت زوجه عنه كتابًا، وله كتب وأشعار منها مخاطبته للمؤلّف بأبيات منها:
ونصبر للبلوى ولا بدَّ من غدٍ **** سيدركنا فيه من السّعد عاجله
- ألقى ساطع الحصري محاضرة عن القوميّة العربيّة جلبت السّأم حتى تسلّل منها كثير من حضورها بسبب كلامه بمزيج من لكنات تركيّة وعراقيّة ويمنيّة ومغاربيّة ومقدونيّة فأضاعت مضمون المحاضرة ولم يفهمه أحد، وفي لقاءات الكاتب معه فيما بعد أدارا حديثهما بالإنجليزيّة، وللحصري اهتمامات بتحنيط الحيوان وتيبيس النّبات.
- ختم سعيد تقي الدّين على الصّفحة الأولى من أحد كتبه: هذا كتاب أهديه لأنّي لا أجد من يشتريه! وهو ذو صراحة لا تقف عند حد، وفي أوّل عمره هاجر إلى الفلبين قريبًا من ربع قرن.
- أعتقل سلامة موسى وهو في السّتين من عمره بتهمة إلقاء قنبلة على دار سينما! وحين اقتحم رجال الضّبط بيته فجرًا صادروا كلّ كتاب غلافه أحمر! وللعلم فسلامة نصراني، وله موقف مرفوض من الّلغة العربيّة.
- زار وديع سيّد قطب في منزله ومعه نزار قباني الذي رغب بإهداء ناقد الرّسالة نسخة من ديوانه الأوّل، ولم يكتب عنه سيّد أيّ مقال لأنّه رأى أنّ نزارًا نقل الشّعر إلى المخادِع!
- حضر المؤلف لقاء بين صحفي أجنبي ود. طه حسين للتّرجمة، فتفاجأ بالتزام طه بالحديث بالّلغة الفرنسيّة وليس بالعربيّة! وأشار الكاتب إلى اعتزام مساعد د.طه الشّخصي فريد شحاتة أن يصدر كتابًا عن أسرار طه حسين بعد اختلافه معه، ولم يظهر الكتاب، علمًا أنّ الصّحافة صبّت غضبها وحممها وحملاتها ضد فريد لثنيه عن عزمه.
- ترجم عادل زعيتر إلى العربيّة كتب أستاذه في جامعة السوربون د. غوستاف لوبون، ولزعيتر ترجمات كثيرة متقنة تجاوزت اختصاصه في القانون والفقه الدّستوري وأصول المرافعات، وفي سيرة عادل من الجدّيّة ما يستحق الدّراسة، وكانت حياته رساليّة لصالح أمته وقوميّته، وهو يرى أنّ التّرجمة بمجرد إجادة لغتين من الخطأ.
- انتدب عادل الغضبان نفسه لتكريم أيّ أديب يزور مصر، وأوتي فصاحة يبّز فيها أساتذة الأزهر، وهو صاحب إبداع في تنسيق مكتبته التي ذهبت هديّة لجمعية ثقافيّة من زوجته ووريثته الوحيدة.
- كتب وديع مقالة رائقة عن العقّاد في طريقة قراءته، ومجلسه، وأسلوب تأليفه، ومواقفه، وجدير بمن يريد معرفة شيء من خبره أن يعود إليها.
- أصدر عبدالرّحمن صدقي ديوانه في رثاء زوجته بعنوان: من وحي المرأة، وبعده صدر رثاء عزيز أباظه لزوجه بعنوان: أنات حائرة، ثمّ حصاد الدّمع وهو ديوان رثى به د. محمّد رجب البيومي زوجته، ولخليل السّكاكيني كتاب عنوانه لذكراك، ولروكس العزيزي كتاب عنوانه جمد الدّمع، والأخيران نثر وشعر في رثاء الزّوجة.
- ولد عبدالعزيز الرّفاعي يوم الخميس، ومات يوم الخميس، وكانت ندوته يوم الخميس، وقد جمع الأدب مع الفضل وفعل الخير.
- زار المستشرق المجري عبدالكريم جرمانوس الهند عام 1930م بعد أن تشبّع بالثّقافة الإسلاميّة، وأعلن إسلامه في خطبة جمعة ألقاها، وحج عام 1934م واستضافه الملك عبدالعزيز. وروى د.البيومي أنّ موظفي جوازات ميناء الإسكندريّة ضحكوا منه حينما حدّثهم بالفصحى! وكان عبدالكريم كثير التّواصل مع العرب والمسلمين؛ لدفع شعوره بغربة روحيّة في بلاده.
وها قد فرغت من ذكر بعض ما أطربني في هذا الكتاب الماتع، وأتمنّى أن تعجب القارئ الغالي، ولعلّ البعض أن يجد فرصة للاطلاع على الكتاب كاملًا، والله ييّسر لي قراءة القسم الآخر، والكتابة عنه، فإنّ نقل الفائدة، وتحبيب القراءة إلى الآخرين عبادة عسى أن تكون مقبولة عند الله، وذات حسنات مضاعفة حين الحساب.
أحمد بن عبدالمحسن العسَّاف-الرِّياض
السّبت 07 من شهرِ ذي الحجّة الحرام عام 1439
18 من شهر أغسطس عام 2018م
3 Comments