عرض كتاب قراءة وكتابة

الكتابة: فعل وعي وممانعة!

الكتابة: فعل وعي وممانعة!

تشجيع من لديه موهبة الكتابة، أو يملك استعداداً لتعلمها، فضيلة تقبس من سمو الدعوة إلى الإصلاح والخير والمكارم؛ لأن الكتابة في أصلها تعبير عمَّا ينفع المجتمع وأناسه ومكوناته، وعمَّ يجول في الخواطر وتتداوله المجالس، أو هي هكذا في أغلب أحوالها.

وتظل الخبرات الشخصية خير معين يقبس منه الشداة؛ كي يتلمسوا طرقاً باتت مسلوكة من سابقيهم، فيأنس السالك الجديد وهو يسير على خطى غيره وإن بأسلوب مختلف، ومعالجة مختلفة، ونهايات جديدة؛ فلا يحسن بالإنسان -والكاتب على وجه الخصوص- أن يكون نسخة مطابقة من غيره، مهما تسامى النموذج.

ومن هذه الناحية أكثرت من استعراض كتب تجارب الكتاب وحواراتهم، وإني لأرجو حسن عاقبتها في أجيالنا القادمة من الكتَّاب والكاتبات، الذين ينتظر منهم أن يكونوا حملة مشاعل، يرفعون الوعي، ويحاربون الظلمة، وينيرون الدروب، ويبعثون القيم النبيلة من مرقدها؛ لتخرج أمتنا من تيهها، وسجنها، وذلها.

وعليه، أستعرض اليوم كتاباً عنوانه: حوارات لقرن جديد: الأدب بين التخييل الذاتي والتخييل التاريخي، ترجمة وتحرير وتقديم: محمد الجرطي-وهو باحث من المغرب-، صدرت طبعته الأولى عن منشورات المتوسط في إيطاليا عام (2016م)، وهو عبارة عن لقاءات مع ثمانية كتاب كبار من قارات مختلفة، ويقع في (174) صفحة من القطع المتوسط.

وفي الكتاب آراء سياسية، وتاريخية، وفنية، وفلسفية، وسأسرد ما أراه الأهم مع التنويه عن الكاتب المنقول عنه مرة واحدة فقط، ويكون ما بعدها من نقول له مالم تنسب لغيره، فمنها:

  1. كنت أشعر بتفجر العار داخلي عام (1980م) وأنا أرى الوفود العالمية تتحقق من مستوى الحرية في بلدي ونحن ساكتون. أورهان باموق (تركيا).
  2. أنا أكتب أساساً عن الجمال.
  3. لو أني أخطأت وكتبت روايات سياسية لدمرني النظام العسكري الديكتاتوري.
  4. أسلوبي في الكتابة وطريقتي في التأليف يتطلبان روحاً طفولية كبيرة.
  5. إن التماهي مع شخصيات الرواية يجعلها أكثر روعة.
  6. أنا مهووس بالكتابة، وأكتب يومياً على نحو قسري.
  7. لا أكتب للاسترخاء، ولا للشعور بالراحة، وإنما لإنقاذ نفسي.
  8. الكتابة هي الوسيلة الأفضل المضادة للاكتئاب.
  9. يتعين على الكاتب سبر أعماق روحه وخياله.
  10. يحدث التغيير حين يغوص الكاتب في مغامراته الكتابية بعيداً ليستكشف أعماق النفس البشرية.
  11. السيرة الذاتية هي فن الحذف والبتر والإخفاء.
  12. تعني الكتابة على نحو ما فن الوصف والتصوير.
  13. الكاتب كالرسام؛ لكنه يستخدم الكلمات والقلم بدلاً عن الألوان والفرشاة.
  14. العزلة امتياز للكاتب، وأحلام اليقظة مفيدة له.
  15. أنا مولع بدراسة التاريخ، والثقافات، والرحلات. أمين معلوف (لبنان).
  16. من اللازم للكاتب أن يضع نفسه مكان الآخرين.
  17. لا أتنكر لأصولي، وأحافظ على تقاليدي.
  18. فكرة الموت لا تصرفني عن العمل، فالذي يبقى بعدي هو عملي. ماركيز(كولومبيا).
  19. صرفت في بعض أعمالي ثلاث سنوات للبحث، وثلاث سنوات للقراءة، وزرت بعض الأماكن أكثر من عشر مرات.
  20. التعمق في البحث وزيارة المواضع يفيد في تخيل الأحداث واختراعها.
  21. الرواية أشبه بممارسة المباعدة خاصة عندما تنطوي على بعض السيرة الذاتية. جيروم فيراري (كورسيكا).
  22. لدي خمسون ألف كتاب، وألف كتاب نادر، وما زلت أتذكر طريقة حصولي على كل كتاب. أمبرتو إيكو(إيطاليا).
  23. لا يمكن للمرء أن يتجنب الكتابة لمجرد أن هناك معتوهين يسيئون التأويل.
  24. أنهل من المعاجم والموسوعات قدر استطاعتي.
  25. لا يمكنني أن أتصور عملي دون توثيق مسبق ولو استغرق عدة سنوات.
  26. تنتظم طريقة عملي في الكتابة حول مخطط أصوغه بشكل مسبق. داي سيجي (الصين).
  27. لحسن الحظ أننا نحافظ في إبداعاتنا على طابع شخصيتنا الصينية ولو تأثرنا بكتاب الغرب.
  28. المحور الرئيسي للرواية كما أراه هو تقديم شهادة على عصر الكاتب. أحمد كوروما (ساحل العاج).
  29. أفضل البقاء منعزلاً في فضائي الخاص.
  30. القراءة توقظ الرغبة في الخيال والتخيل. ماريو فارغاس يوسا(بيرو).
  31. قررت أن أصبح كاتباً بعد انغماسي في فعل القراءة.
  32. لا يختار الكاتب موضوعاته، وإنما هي التي تختاره.
  33. يجب أن ينظر الكاتب إلى نفسه كجزء من الوعي الكوني.
  34. الكتابة نشاط انعزالي وحميمي جداً.
  35. فعل القراءة هو احتجاج على مظاهر عدم الكمال في الحياة.
  36. فعل القراءة يجعل المرء في حال تأهب مستمر ضد القهر والاستبداد.
  37. أكتب عن السياسة والشأن العام، وأعتقد أن هذا جزء من عمل الكاتب.
  38. فعل الكتابة عن أشياء لا نعيشها يحمل في ثناياه خيبة الأمل.
  39. إذا شرعت في الكتابة فهي طريقتك في الحياة، وقد تكون طريقتك الوحيدة.
  40. تقول زوجتي بطريقة سيئة: أنت لا تصلح إلا للكتابة! وأنا أعتبر ذلك تقريظاً وثناء.

إن داعي الكتابة يلجُّ على الإنسان كوخز الإبر؛ ولا يكف عن الوخز حتى يشرع الكاتب في عمله. وحين ينتهي من نصيبه اليومي من الكتابة، يملؤه شعور بالتسامي والانشراح؛ لأنه عبر عن مكنونه، أو نطق بهموم غيره، أو أحيا ماضياً جميلاً، واستشرف مستقبلاً واعداً، ومنح الأمل للأجيال بعد العمل، فما أجمل هذا الفعل، وأجمل وخزاته، وأجمل آثاره.

أحمد بن عبد المحسن العسَّاف-حفر الباطن

ahmalassaf@

الثلاثاء 20 من شهرِ شعبان عام 1438

16 من شهر مايو عام 2017م 

 

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

X (Twitter)