بيني وبين إخوتي هو عنوان كتاب جميل شفيق من تأليف: عبدالرحمن القرعاوي، صدرت الطبعة الأولى منه عام (1443)، ويقع في (185) صفحة مكونة من (65) موضوعًا ثمّ الهوامش وبعدها صفحات فارغة لكتابة الأفكار من قبل القارئ حتى يكون شريكًا للمؤلف، ولتعظم قيمة نسخته في عينه. وفي الكتاب عدد غير قليل من الروايات والقصص والحكم شعرًا ونثرًا إضافة إلى مجموعة من المقترحات العملية. وقد أهدى المؤلف كتابه إلى والده الشيخ عبدالله بن صالح القرعاوي، ولوالدته الكريمة نورة بنت إبراهيم اليحيى، ولإخوانه وأنجاله، ولزوجتيه النبيلتين، ولجميع من أعانه عليه، ولمن وهبه الله نعمة وجود الإخوة والأخوات.
أما المؤلف فهو مهتم بتحسين الحياة الأسرية، وعمل عضوًا في النيابة العامة، ومستشارًا أسريًا، وشارك في لجان أسرية كثيرة وفي لقاءات تعنى بالشأن الاجتماعي والعائلي والأسري، كما قدم برامج تدريبية في الصلح والزواج والتربية، واستضافته برامج متلفزة عبر قنوات كثيرة. ومن خبراته التي بناها خلال القراءة والكتابة والتدريب والحوار والاستشارة تحصّل على مكانة مرجعية مستحقة في الشؤون الأسرية، وجاء كتابه هذا حافلًا بمبادرات تطبيقية، ونصوص فيها دفء العاطفة وعمق التجربة.
ومما ورد فيه علمًا أني اختصرت بعض العبارات، وأعدت صياغة بعضها إعادة يسيرة، وتركت غيرها ثقة برجوع القارئ إلى هذا الكتاب لأهمية بروزه في مكتبة البيت أمام نواظر ساكنيه وأهله:
- اجتماع الإخوة وتآلفهم من أهم غايات الوالدين، ومن جمال حياتهما.
- علاقة الأخوة من أندى العلاقات وأرقها في الرخاء، ومن أصلبها في الملمات والأزمات.
- علينا بذل الجهد للمحافظة على علاقة الإخوة مهما كانت متانتها؛ فهذا من ديدن الأسر العريقة.
- قال عمر بن الخطاب: ما يشاء أحد أن يبكيني بذكر زيد إلّا فعل. رضي الله عنهما.
- قال عبيدالله بن أبي بكرة: موت الأخ قاصمة الظهر.
- كم من أخ بكى على قبر أخيه متمنيًا لو اصطلحا قبل لحظة الفراق.
- إكرامنا لإخوتنا وأخواتنا صورة من صور البر بأبوينا.
- إذا مال والداك أو أحدهما لواحد من إخوانك فسل نفسك عن السبب ونافس الأخ في إحسانه.
- على الأخ الحصيف تلطيف ميل أبويه له كي لا يكون منغصًا للعلاقة مع إخوانه.
- ضبط التعاملات المالية والشراكات التجارية مع الأبوين ومع الإخوة، وكتابتها بوضوح، مع توثيقها والإشهاد عليها، يريح جميع الأطراف، ويحول دون نشوء المشكلات.
- حسن علاقتك بإخوتك، وجمال التواصل معهم، له أثر حميد في تربية أبنائك.
- بيئة إخوانك وأخواتك من أعظم المؤثرات على أبنائك وبناتك.
- إذا كنت ذا علم أو منصب أو وجاهة أو ثراء أو شهرة، فانزع عنك هذه العباءة إذا جلست مع إخوانك.
- اعلم أن أبناء إخوانك وأخواتك وبناتهم هم مفاتيح قلوبهم.
- بادر بالتواصل مع إخوانك حتى لو كنت ترى أن الحق لك عليهم.
- قال د.خالد الحليبي: حين تفرح بقلب أخيك، وتذرف عينه دمعتك؛ فسوف تشعر بمعنى الإخوة.
- قال د.صالح التويجري: يعتقد البعض أن الأخ الكبير بعلمه وماله ومكانته ليس بحاجة إلى المشاعر، وهذا الظن خاطئ تمامًا.
- قال د.سليمان العبودي: كثير من المشاعر الصامتة المؤجلة استحالت حسرات حين فات أوانها.
- كن لطيفًا في الحوار مع إخوانك، ولا تجعل النقاش في قضايا خارج سيطرتكم –مثل الرياضة والسياسة– سببًا للخلاف وإثارة الحزازات في النفوس.
- ليحذر الأخ من نقل أسرار إخوانه وأخواته لزوجته، ولتحذر الأخت من نقل أسرار أخوتها وأخواتها لزوجها.
- من الكمال أن تظهر افتخارك بإخوتك وبما يمتازون به.
- العلاقة مع الإخوة حتمية تمتد لعشرات السنين، ومن الحكمة أن تستدام بنسيان سيئات الآخرين، وتذكر حسناتهم، وترك الاستقصاء عليهم.
- كثير من المشكلات بين الإخوة سببها تتبع التفاصيل، وقراءة ما وراء الكلمات، وفحص ما بين السطور.
- يجب ألّا يؤدي غياب الأبوين بالوفاة إلى ارتخاء العلاقات بين الإخوة، وقلة اللقاءات.
- من الضروري جدًا قسمة التركة والميراث قبل الانقسام والفرقة بين الأخوة بسبب المال.
- إدخال الأبناء والزوجات والأزواج في مسائل التركة يزيدها تعقيدًا وإشكالًا.
- لاحظ أن أخبارك –باختلافها سرورًا وحزنًا– ينبغي بلوغها لإخوانك عن طريقك بعد تقدير المصلحة في ذلك.
- تلطف بمناداة إخوانك، وتوازن في العلاقات معهم، واعتمد الإعذار لهم، والعفوية معهم، ودع التكلف الذي يقود لاستثقال الصلة.
- للمجالس الافتراضية عبر الواتساب وغيره أثر في التواصل ونقل الخبرة واستمرار الود، ومن الحصافة الحذر من آثار هذه الوسائل السلبية.
- مشكلات الأطفال تنشأ بسرعة وتنتهي بنفس السرعة، وعلى الإخوة ألّا يلتفتوا للطبيعي وللآمن منها.
- ليس بالضرورة أن يشارك أزواج الأخوات في جميع لقاءات الإخوة، ومثلها مشاركات زوجات الإخوة في جلسات الأخوات.
- من الحنكة أن تكون عند جميع الخلافات الأسرية في موقف المصلح ومن يلطف الأجواء، ولا تكن قاضيًا، ومن باب أولى ألّا تمسي وتصبح ناقلًا للكلام والأخبار.
- قال د.إبراهيم الحقيل: إعالة الأخ لأخواته مثل إعالته لبناته في الثواب، واستحقاق الجنة.
- قال عمرو بن دينار: ما من خطوة بعد الفريضة أعظم أجرًا من خطوة إلى ذي رحم.
- إذا كان بينك وبين أحد إخوانك علاقة ثنائية خاصة فمن الحسن أن تكون متفهمة لدى البقية منعًا لأي نزغة من شيطان إنس أو جن.
- لا تظهر خلافك مع إخوانك للأعداء والحاقدين.
- في المبادرة للعفو والاعتذار حماية لروح الرحم بين الإخوة.
- قالت أ.بارعة اليحيى: حافظ على علاقتك بإخوتك وأخواتك؛ فلن تجد مثلهم سندًا لك في هذه الحياة، والعاقل يتغافل، ويلتمس العذر لإبقاء الود.
- إنه لنبل ورقي أن يكون هم أحد الإخوة حماية جناب هذه العلاقة، وتوثيق ما انحل من عقدها، والسعي في الصلح بين أطرافها حتى لو بذل الوقت والجهد والمال، وصبر على المشقة.
- إياك حين وقوع الخلاف أن تصطف مع طرف على آخر.
- قال د.محمد الهزاني: أنصح من يستشيرني بأن أمامك بابان: أحدهما الحكمة والآخر المحكمة! والثاني طويل مرهق، أما الأول فقصير ستلج منه إذا خفضت رأسك حتى تصل للنهاية بسرعة.
- كثرة الشيء ترخصه فلا تكن دائم اللوم والعتاب والاستقصاء.
- قال د.خالد المنيف: أهم صفات الزعول المزاجية، والميل لسوء الظن، وإصدار الأحكام القطعية، وتلويث الأجواء الاجتماعية، وتصدير الهم والاكتئاب لمن حوله!
- من كانت غايته إرضاء مولاه عز وجل فسوف يسهل عليه جميع ما يعمله لإخوانه.
- قال د.ربيعان الربيعان: في الآيات الواردة عن موسى وأخيه وأخته –عليهم السلام– نجد مع الأخ القوة والدعم، ومن الأخت الرحمة والعطف، وهكذا هم الإخوة لن تستطيع حصار خيريتهم.
- حري بالإخوة والأخوات الكبار سداد الفراغ الذي يحدثه وفاة الوالد والوالدة لدى إخوتهم الصغار.
- من حسن العهد وكمال الصحبة وجمال الوفاء تعاهد أبناء الأخ بعد رحيله عن الدنيا.
- قال الحافظ ابن حجر عن أخته: كانت قارئة كاتبة أعجوبة في الذكاء وهي أمي بعد أمي.
- كتب أحدهم بعد وفاة أخيه: هو في البطاقة أخي، وفي القلب أبي.
- قال الإمام ابن قدامة: ربانا أخي، وعلمنا، وحرص علينا، وكان لنا كالوالد، وحين رجعنا من بغداد زوجنا، وبنى لنا دورًا.
- على من أنعم الله عليه بعلم وتجربة وخبرة أن يتعاهد مجالس إخوانه بالإثراء دون إثقال.
- قال د.سليمان العبودي: ليس كل شيء قابلًا للتحليل، فعامة تصرفات إخوانك تلقائية، وغير مهيأة للدخول تحت مجهر دقيق، وتحليل عميق! لا تفرك الورد.
- احذر مع إخوانك من التنابز بالألقاب، والتعليقات الساخرة، والعبارات الجارحة.
- استمتع مع إخوانك بنعمة جمال التنوع، ومتعة الاختلاف.
- كن يقظًا من نشوء التنافس بتنافر، والمقارنة بحنق، ولا تصنع مع إخوانك بيئة جاذبة للتحاسد والغيرة.
- برك بإخوانك من أعظم دواعي نشأة أولادك على صلة الرحم.
- اذكر دومًا مناقب إخوتك وفضائلهم، واثن عليهم، و لا تستثقل إشاعة مزاياهم وإحسانهم.
- ادم الدعاء لنفسك وإخوانك في كل حين، ومع كل وتر، وفي أيّ حال أو موضع تُرجى معه إجابة الدعاء.
- من المقبول أن تكون علاقة الأشقاء مع بعضهم أوثق من علاقة غير الأشقاء شريطة أن تكون العلائق مع جميع الإخوة طيبة حلوة قوية، وربما كان غير الأشقاء أقرب لبعضهم من الأشقاء أحيانًا، وأنفع لأزواج آبائهم.
- مهما طالت علاقتك مع إخوانك وأخواتك فهي لن تدوم وسيقطعها موت أعجلكم، فبادر إليهم بكل خير ومكرمة من الشعور والقول والفعل، ولا تتردد، ولا تستكثر، ولا تمنن.
جزى الله المؤلف المبارك الشيخ عبدالرحمن القرعاوي خيرًا على ما كتب، فما ورد أعلاه جزء غير مستوعِب لدرر الكتاب وفوائده، والحمدلله أن الله شفاه من الإصابة بكورونا وكان من نتائج اعتزاله البداية بهذا الكتاب، ولو أن كل معتزل بسبب كورونا أو غيرها تفرغ لعمل نافع لخرجنا خلال أعوام الجائحة بكم غزير من غرر الفرائد والتجارب والعلوم. ومن نافلة القول أن أشير إلى أن أيّ خطاب ورد أعلاه عن الإخوة فهو يشمل بالأصالة الأخوات، فلهن مثل ما لإخوانهن، وعليهن بعض ما عليهم، والله يحفظ الجميع، ويسبغ عليهم النعماء والصيانة والستر ونوال الأماني والمطالب.
الرياض- الخميس 02 من شهرِ رجب الحرام عام 1443
03 من شهر فبراير عام 2022م
5 Comments
نقل وتلخيص وتحبير فائق الروعة يا أبا مالك كعادتك
سلمت أناملك وبورك قلمك ، مبدع في اختياراتك وفقك الله ونفع بك .
شكر الله لكم أيها العزيز
ماشاء الله عليك ، ألم يخبرك أحد بأن كتاباتك يتشربها العقل بسهولةٍ كشرب الماء ، رقيقة منسابة صافية مُروية
وصفت وشرحت فأبدعت
اشتقت لقراءة الكتاب من تشويقك الصادق له
جزاك الله خيرا وبارك فيك ووفقك
هذه البنود الجيدة كفيلة بإذن الله للم الشمل بين الإخوة الأشقاء . فبارك الله فيك ووفقك
آمين وشكرا لكم أبا عبدالرحمن