إدارة وتربية

إشراقات من سورة يوسف!

إشراقات من سورة يوسف!

كتبت فيما مضى مقالتين عن إشراقات من سورة يوسف عليه السّلام، وسبحان العليم القدير الذي أخلد ذكر عبده الصّالح بهذه السّورة العظيمة، والقصّة البديعة، حتى غدت مع أجر تلاوتها أحسن القصص، ففيها التّفاؤل، والسّلوان، والأمل، والعاقبة الحميدة.

ولا تزال السّورة مليئة بالعبر، تمامًا كالقرآن العزيز الذي لا تنقضي معجزاته، وإنّما تتكشف أسراره لمن أطال المكث معه، ومتّن العلاقة به، وكان رفيق الخلوة والجلوة، والحضر والسّفر، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء؛ فالّلهم لا تحرمنا من فضلك.

وهذه إشراقات إضافيّة على ما كتبته سابقًا، والله يجعل فيها النّفع والتّأثير:

  • مع قيمة الحرية، وفرح مغادرة السّجن، إلّا أنّ البراءة أولى، وقليل من يفعل ذلك، وإنّهم لمعذورون.
  • راية التّفاؤل مرفوعة لمن شاء الإمساك بها، حتى وجد ساكن فلسطين ريحًا عبقة لما تبرح مصر بعد!
  • مجيء البشرى تابع للتّفاؤل؛ فهيّا إلى العمل والتّفاؤل.
  • قلّما يكون عمل مهما صغر دون تخطيط مسبق، كجعل الوعاء في رحل بنيامين.
  • النّاس مولعون بسرد التّهم، والنّبز بها، ولو كانت باطلة أو استبانت براءة صاحبها.
  • مهما بلغ علمك، وعقلك، ففي النّاس من يعلم ما جهلته، ويدرك ما غاب عنك.
  • الموقف القوي لا يستطيعه كلّ أحد، فواحد من الإخوة فقط لن يبرح الأرض.
  • التّاريخ يشفع للمحسن، ويدين صاحب السّوابق، فالله الله في تاريخكم!
  • يزداد تفاؤل أهل اليقين كلما تكاثرت المصائب، فهم واثقون أنّ الله يسمع نجواهم وشكواهم، وسينتصر لهم.
  • المرأة أعرف بمكائد بني جنسها، وبكيفيّة التّعامل معهن.
  • لدى النّساء استعداد فطري لقلب أيّ حادثة لصالحها، والتحول من مخطئة إلى معتدى عليها!
  • لا تستعظم وقوع غيرك في خطأ أو فتنة، فأقلّ مواجهة لها قد تكشف ضعفك.
  • لدى النّساء على وجه الخصوص ولع بانتقاد بعضهنّ، وانتقاص الأخريات.
  • الحق لا يرتبط بالكثرة ولو كانوا عصبة مقابل شخص واحد.
  • كثرة التّأكيد، وادّعاء الإجماع، قد يشيران إلى أنّ الحقيقة عكسهما تمامًا.
  • دليل الجريمة قد يخفى على مرتكبها مهما تحرّز.
  • الكريم لا يغدر بصاحب نعمته، ولا يخونه في أهله، وماله، وعمله.
  • الإخلاص سبب لصرف السّوء والفحشاء، والتّربية عليه تعصم صاحبها.
  • تعلّق الجنسين ببعضهما أصل فطري، وعلاجه بالزّواج، وإقفال منافذ الشّر.
  • في أكثر النفوس حقّها من الظّلم، والسّوء، والعصيان، والسّعيد من استغفر وتاب.
  • يستثمر الحصيف كلّ ورقة لتقوية موقفه؛ ولو كانت منع الكيل أو زيادته.
  • سمة الكبار أن يترفعوا عن الصّغائر، ويعفوا عند المقدرة، مع نسيان إساءات الماضي.
  • مواقف الكبار في الّلحظات الحاسمة تاريخية.
  • حين ألقي يوسف في الجب توقع إخوته حدوث أمرين: حلولهم مكانه بعد إقصائه، ونهاية تعلّق أبيهم به، فكانت النّتيجة بخلاف ذلك، إذ زاد ابتعاد أبيهم عنهم، وتزايد تعلّقه بيوسف-عليهم السلام-!
  • التّدبير رباني، وحين يكيد ويمكر أهل الأرض، فكيد الله ومكره بهم أمضى، وأنفذ، وأقوى!

والله أسأل، أن يرفع عن أمّة محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- ما حلّ بها من بلاء، وأن يعجل بتفريج الهموم، وتنفيس الكروب، وفكاك الأسرى، وصلاح الحال في جميع جوانبه، وما ذلك على ربّنا بعزيز ولا عسير، فإنّ ربي سميع قريب مجيب، لطيف لما يشاء، وهو بعباده خبير بصير.

أحمد بن عبد المحسن العسَّاف-الرِّياض

ahmalassaf@

الثّلاثاء 27 من شهرِ رمضان المبارك عام 1439

12 من شهر يونيو عام 2018م

Please follow and like us:

3 Comments

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الكاتب الفاضل احمد العساف حفظه الله من كل سوء .مقالك القيم وتفسيره المتميز . الذي يفيد كل قارئ وقارئة جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك وحسنات والديك على جهدك الذي تبذله باخلاص في كتاباتك ليستفاد منه لكل من يقراءه ..والتحليل الدقيق لنفسية المراة لااستاذ متميز في عالم الاجتماع . فهنيئا لك ايتها الاخت الفاضله الوالدة بابنك وكل عام وانت بخير وعافية يا اختي في الله . وفقك الله لما يحب ويرضى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

X (Twitter)