من ألبرتو مانغويل إلى الكاتب!
ألف ألبرتو مانغويل الكاتب الأرجنتيني الأصل الكندي الجنسية ثلاثة كتب عن القراءة والمكتبة والكتاب، وقد حظيت بالترجمة إلى عدة لغات؛ ومنها اللغة العربية. والمؤلف يتقن بضع لغات كما يتضح من كتبه، ويهوى الترحال والسفر، ويتعمق في محاولة فهم الحضارات الأخرى.
وسوف أستعرض بعض ماذكره المؤلف فيها مما يهم الكاتب، مع الإشارة إلى أن أهم ما حوته للكاتب هو استحثاثه على مزيد من فعل القراءة، فهذه الثلاثية بحق منعشة معلمة محفزة وتستثير القارئ؛ بيد أن استثارتها للكاتب أعظم.
أولها عنوانه تاريخ القراءة، وبين يدي الطبعة العربية الثالثة منه الصادرة عن دار الساقي عام 2011، ويقع في 384 صفحة، وقد ترجمه سامي شمعون ترجمة متقنة. والكتاب الثاني عنوانه المكتبة في الليل، وصدرت طبعته العربية الأولى عن دار المدى عام 2012 م، ويقع في 268 صفحة، وترجمه عباس المفرجي. أما عنوان الكتاب الثالث يوميات القراءة: تأملات قارئ شغوف في عام من القراءة، وصدرت طبعته العربية الثانية عن دار المدى عام 2013 ويقع في 231 صفحة، وقد ترجمه أيضاً عباس المفرجي.
وسأنقل نصائحه للكتاب دون تغيير يستحق الإشارة إليه، وأدعو القارئ الكاتب إلى أن يستفيد من هذه الكتب في تعميق فن القراءة لديه كأهم زاد ينصح به الكاتب حتى لو كان محترفا؛ فإلى ما يقوله مانغويل:
1. تعلمت من الخبرة الطويلة أني إذا أردت أن أكتب في الصباح حول موضوع معين، فإن قراءتي عنه في الليل تمون أحلامي ليس بالحجج فحسب بل بالأحداث الحقيقية للقصة أيضا.
2. اقتضى قانون صارم في ليون نهاية القرن الأول أن يمحو الخاسرون في المسابقات الأدبية كتاباتهم بألسنتهم، كي لا يبقى أدب من الدرجة الثانية على قيد الوجود.
3. يجب أن يكون مكتب الكاتب أشبه بمقام مقدس -في جماله وترتيبه وهيبته-.
4. تعليق من بيوي كاسارس: ثبت لي بما لا يقبل الجدل أني إنما أكتب لنفسي فقط!
5. إنه ألطف، وأكثر نفعاً، كتابة أشياء غير مهمة من عدم الكتابة مطلقا.
6. قررت أن أكون صادقا مع نفسي وأن أقبل أن يكون عملي في الحياة هو قارئ-كاتب.
7. لا زالت تدهشني السذاجة التي تدفع كتاباً أذكياء لتسخير أعمالهم لخدمة أهداف الساسة!
8. المقاطع الضعيفة في كتاب ما يجب أن تكون مكتوبة بطريقة أفضل من المقاطع الأخرى. فلوبير
9. لاحظ بوتزاتي أن الناس يسمعون صدى كافكا في أعماله، وبسبب ذلك فقد كل رغبة في قراءة أعمال كافكا.
10. إذا ثابر الكاتب على التوقف وكتابة ملاحظاته في أي مكان فسيكون قادراً على إدارة عمله بكفاءة. سامويل بتلر
11. من مهارات الكاتب أن يعرف مالذي يجب إهماله أو حذفه.
12. البساطة في الكتابة تشكل القسم الأكبر من سر سحر الأسلوب ( وقد نقل مانغويل تحذيراً من الاسهاب والتزويق).
13. بمجرد أن يشعر الشخص أنه مختلف عن الآخرين فعليه التعبير عن ذلك. الكاتب الأمريكي أدموند وايت.
14. يحتاج الكتاب إلى تحريك وجدانهم عبر الاتصال المباشر بالجمهور.
15. على المترجم أن يكون بمستوى الكاتب الذي يترجم له وليس من مهمته أن يتفوق عليه. صاموئيل جونسون
أحمد بن عبدالمحسن العسَّاف-الرِّياض
الاثنين 12 من شهرِ ربيع الأول عام 1435