إدارة وتربية

التخطيط: رؤية أخرى!

Print Friendly, PDF & Email

التخطيط: رؤية أخرى!

التخطيط هو أول العمليات الإدارية الأربعة المشهورة وأهمها؛ وعليه ينبني ما بعده من تنظيم وتوجيه ورقابة. ويقع تحت التخطيط بعض الخطوات والتدابير أهمها تحديد الرؤى والأهداف، ووضع السياسات والبرامج، وتقدير الموازنات، ورسم الجداول الزمنية. وللأهداف والبرامج مواصفات منها الواقعية، والقابلية للتنفيذ، والقياس، والوضوح، والزمن المحدد.

ورأيت الاختصار في الحديث عن التخطيط بما سبق لسبب سيأتي بيانه فيما بعد؛ ولعلي الآن أن أشير إلى وقفات مهمة وهي:

*لابد من التوكل على الله في كل شيء؛ وألاّ نركن للتخطيط ونعلق القلوب به دون الله حتى لا نعاقب بالخذلان. والمنهج الوسط في هذا الشأن اعتبار التخطيط سبباً في بلوغ المآرب والغايات.

*يجب الموازنة بين التحدي والواقعية؛ فلا يجنح بنا الخيال إلى متاهات من الفكر أو السلوك، ولا يقعد بنا الواقع المحيط كحال السجين لا يستطيع خلاصاً؛ وتبقى الوسطية والتوازن المخرج الآمن الفاعل للجمع بين الأضداد.

*من الأمور المهم استصحابها أثناء التخطيط الارتقاء بالمعايير والمقاييس دفعاً للسآمة الناشئة عن الرتابة، وإشعالاً للحماسة والمنافسة، ومواكبة للمتغيرات والأحوال.

*ويستتبع ما سبق حتماً تغيير القناعات والأفكار؛ وتضييق نطاق المستحيل، ووضعه قيد الإقامة الإجبارية بعيداً عن العقول والعزائم.

*تغيير الاستراتيجيات وطرائق العمل حسب تغير المعايير والقناعات المتأثرة بالتقلبات والتغيرات الحسنة أو السيئة، فربما نجع أسلوب في وقت ومكان وحال؛ لكنه عديم الفائدة مع اختلاف الأزمان وتغير الأماكن وتبدل الأحوال.

*ضرورة اعتماد المراجعة المرحلية والرقابة الدائمة لسيرورة العمل؛ حتى لا يكون البذل جهاداً في غير عدو، ولتجنب الحيدة عن الأهداف.

*يلزم وجود رؤية للعمل تحَّفز الهمم وتبعث على النشاط والتحدي؛ وتخدمها الأهداف الموضوعة، كما يلزم إيضاح الرسالة السامية للعمل لتجنب الانحرافات، وملاحظتها إذا وقعت.

*ينبغي على فريق التخطيط اعتماد سياسة ” الوفرة “، وتجنب سياسة ” الندرة “، فإن عزَّ مكان فغيره ألف؛ وإن نبا موضع فأرض الله واسعة؛ وإذا تمنع فرد استجاب غيره؛ وهكذا.

*حتى ينجح التخطيط يجب اتخاذ القرار بحزم وعزم على التنفيذ، وتحمل النتائج والالتزام باتخاذ السبل الكفيلة بالوصول للمطلوب.

*يبقى كل ما نقرأه ونسمعه ترفاً علمياً خالصاً مالم ننقله من حيز التنظير والمعرفة إلى فضاء التطبيق والعمل، حيث المعترك الحقيقي لاختبار فاعلية المخزون المعرفي والتراكمات الذهنية؛ وإذ ذاك فقط يعلم واحدنا حقيقة الأرضية التي يقف عليها!

وأخيراً؛ أعود لموضوع التخطيط الذي اختصرته في البداية لاقترح على القراء الأعزاء اقتناء كتاب مفيد عن التخطيط، أو حضور برنامج مميز فيه؛ للاستفادة النظرية والعملية، حسب الطريقة التي يتبعها الإداريون الأفاضل نفع الله بهم.

أحمد بن عبدالمحسن العساف

1424

الرياض؛ حرسها الله.

Please follow and like us:

2 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

X (Twitter)